هديب هايكو
الحوار المتمدن-العدد: 4512 - 2014 / 7 / 14 - 21:47
المحور:
الادب والفن
باكورة شاعر هايكو البصرة الراحل مطلع تموز الجاري حسين عبداللطيف رئيس فرع اتحاد أدباء وكتاب البصرة خلال العقد الأخير للقرن الماضي نشرت عام 1977، التي بدأ نشرها بعد منتصف ستينيات القرن الماضي، «على الطرقات أرقب المارة»، و«نار القطرب» عام 1995، نال عليه الجائزة الأولى كأفضل نتاج شعري عراقي من قبل وزارة الثقافة والإعلام، فمجموعته «لم يعد يجدي النظر»، و«أمير من أور» وأخيراً عام 2012م «بين آونة وأخرى يلقي علينا البرق بلقالق ميتة- متوالية هايكو». .
قضيت وقتاً ليس بالقصير أنتظر القنفذ
يخرج من المخبأ
لأسرع فأركم مدخله بالطين
-عادة ما يكون هناك مبرر لأفعال المرء
أو تفسيراً للبسه القناع-
حتى إذا ما عاد جالباً الطعام لصغاره
لم يجد منفذاً
وقد حيل بينه وبين صغاره
فيحار ويضطرب
ويظل يبحث بارتباك هنا وهناك
وهو يتطلع إلى وجهي متسائلا ً مستعطفاً
وبعد عدة إشارات وهمهمة مبهمة
ووقت ليس بالقصير ينقضي
يفهم عليّ ويدرك المعنى
وما أريد فيذهب سريعاً ويعود
وفي فمه عود بطول الأصبع
يلقيه بين قدمي
وفي قصيدته الأخيرة (عرق السواحل):
ينتابني اليأس فأرمي العود
وراء ظهري
وأنساه تماماً
إلى أن يكون ذات يوم
فترتطم يدي به مصادفة
وتعثر عليه هكذا عفواً
لأحسبه أول الأمر قلماً من أقلام التلوين
الذي يبعثرها عادة حفيدي
بين الكراسي، عند الزوايا
وتحت الأسرّة…
وأنا أفتش عن عويناتي
فألتقطه لأنظفه
من مخاط الشيطان
وأمسح عنه الغبار
فإذا بالقنفذ ذاك نفسه، فجأة
يقف شاخصاً أمامي
وهو يحدجني بعينيه الخرزتين
ويقول لي معاتباً:
ألم أقل لك!.
#هديب_هايكو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟