أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عطا درغام - حول القضية الأرمنية مع الباحث الأرمني آرا سوفاليان















المزيد.....

حول القضية الأرمنية مع الباحث الأرمني آرا سوفاليان


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4512 - 2014 / 7 / 14 - 13:27
المحور: مقابلات و حوارات
    


هل تتوقع أن تعترف تركيا بالإبادة الأرمنية؟
لا بسبب عدم وجود مؤيدات توحي بأن تركيا تسير بهذا الاتجاه...لقد استطاع الشعب الأميركي التخلص من عقدة التعالي ووصل الى السمو الروحي بعد قرون من العنصرية واضطهاد الزنوج واستعبادهم وقتلهم. لقد استطاع مارتن لوثر كينغ أن يحدث هزة عنيفة في ضمائر الشعب الأميركي في كل مرة اعتلى فيها المنبر الخطابي،وأحدث اغتياله صحوة غير مسبوقة ولكن كان الاستعداد النفسي لاحتضان هذه الصحوة موجوداً لدى الشعب الأميركي ، وكان هذا الاستعداد يسير بمعدل متزايد أفضى إلي أن يصبح رئيس الولايات المتحدة من الزنوج...وبالمثل فلقد أقدمت الحكومات الأميريكية المتعاقبة والتي تستند على قاعدة تأييد شعبية يتمثل فيها الشعب الأميركي في معظمه بنسب متفاوته وصلت مؤخراً الى التمثيل الشبه تام، أقدمت على إبادة خمسين مليون هندي أحمر بأعصاب باردة، والشعب الأميركي في معظمه يعلم أنه غريب عن هذه القارة ويعلم أن أجداده قد وصلوا كغزاة ولم يكونوا أصحاب الأرض بالمطلق، والشعب الأميركي يعترف اليوم بهذه الحقيقة ولكن شاء العلي القدير بأن يرسم قوانين حاكمة لهذه الأرض وأهمها أن الموتى لا يعودون...وبالتالي فإن الشعب الاميركي اعترف بما ارتكبت يداه وتوقف عن المضي في هذا الفعل الذي لم يعد يمثل أمانيه ولا تطلعاته وحاول على قدر طاقته التعويض وجبر الضرر...ويجب الاعتراف بأنه لا يمكن ان يصل التعويض مهما بلغ الى معادلة الخسائر المتحققة عن الإبادة ولكن التوقف وحده يعتبر مكرمة فكيف إذا ترافق مع بعض الجبر...كمنح الهنود المواطنة الكاملة والحرية الكاملة في ولاياتهم التي يشكلون فيها الأكثرية ودمجهم في المجتمع وإنهاء عزلتهم ومنحهم قروض تعاد جدولتها مرات عدة والحكومة تعرف بأنها لن تسدد...ومساعدتهم في تكوين مشاريع وأعمال خاصة بهم تعود ربحيتها بالكامل لأصحابها بسبب الإعفاء من الضرائب وتقديم عوامل الانتاج ومكوناته بالمجان...والتساهل الى درجة السماح للهنود بخرق قوانين أميركا الاتحادية فيما يتعلق مثلاً بقوانين الاحوال الشخصية حيث يسمح في الولايات التي فيها أكثرية هندية بتعدد الزوجات كولاية أوتا. إن السمو الروحي لدى غالبية الشعب الاميركي سمح بوضع هذه الفرضيات والحصول على هذه النتائج...وهذا غير متوفر لا في تركيا ولا في الشعب التركي. تركيا لا زالت تحكم بالعقلية البانتوركية المستندة إلى التفرد والتميز العرقي والعنصري وبعيدة عن الديمقراطية بعد السماء عن الارض وهناك قاعدة شعبية للأحزاب الأصولية الرجعية وهي ذات نفوذ مؤثر...وتتم تغطية وتمويه استحقاقات الإبادة الأرمنية بكذبة لم تنطلي على المجتمع الدولي لا في الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل...والمشكلة أن الحكومة التركية مستمرة في هذه الكذبة ولا زالت تبني عليها مع علمها الأكيد بأن المجتمع الدولي بات يمجّها بشكل كبير اليوم. والكذبة هي: لقد تم رحيل الأرمن إلى المناطق الداخلية الآمنة للسلطنة...وكانت ظروف حرب ومات الكثير ومن الطرفين...وقال هرانت دينك وهو مارتن لوثر كينغ الأرمني : حتى لو نقلتم شعبي بطائرات من ذهب فلقد أقدمتم على تغيير موطنه الأصلي وقطعتم عنه مقومات الحياة وقضيتم عليه...وهذا التعبير يشبه تماماً حالة مزارع سمك يقف في مواجهة حوض وبيده شبكة يخرج بواسطتها اسماك معينة من الحوض ويرمي بها إلى الخارج فتموت. وأرسل من أرسل الى هرانت دينك غرّ بيده مسدس، وأودع في صدره بضع طلقات ‘فكانت رحلته الأخيرة ولكن في نعش من الذهب. وبالتالي فإن القيادة الحاكمة في تركيا ليست جاهزة بعد للاعتراف بالإبادة خاصة وأن قاعدتها الشعبية هي حشد من الأصوليين يؤمنون بليّ الأذرع وكسر العظم ومتواجدون في الولايات الشرقية التي تم إفراغها من الأرمن وهم أصحابها الأصليين...ليعيثوا فيها فساداً وتخلف وجهل.
هل ترى أن اعتراف تركيا بالإبادة سيجعلها عضواً في الاتحاد الأوروبي. ..؟
لا...لأن هناك جملة مؤثرة كانت ولا زالت تتردد على شفاه الأوربيين وهي " خلف أسوار النمسا ومن جهة الشرق لا زالت تعيش حشود من الأغبياء" ... هذه المقولة عنصرية بإمتياز ولكن لها أسبابها ولها مؤيداتها...لن تنسى أوروبا الترويع والتهديد الجدّي الخطر الذي كاد أن يذهب بها وبمجدها والذي طالها من منحيين آـ العرب الذين استطاعوا بسط سيطرتهم على الجهات الشرقية والجنوبية للبحر الأبيض المتوسط فاحتلوا بلاد الشام والعراق ومصر وشمال أفريقيا وأفلت شمس الإمبراطورية الرومانية عن هذه الأرجاء وضاعت كل الأراضي الشرقية والحنوبية وانحسر مجد روما وبمعدلات خطرة وجدّية. ب ـ الأتراك الذين استطاعوا دك أبواب القسطنطينية وقوضوا امبراطورية الروم الشرقية البيزنطية وقضوا إلا قليل على الكنيسة المشرقية الأورثوذوكسية ،فبقيت روما وضاعت بيزنطه...وظن الغرب أن الأتراك سيتوقفون عند هذا الحد ولكنهم استيقظوا على حلم مرعب...وها هي جحافل الانكشارية تهدد أسوار النمسا وعند هذا الحد حزم أهل الغرب أمرهم وقرروا مواجهة الرياح بالأعاصير خاصة وأن المسألة تعدت الحدود وصار العدو في عقر دارهم وتكرر ما حدث في الأندلس. وتمنت أوروبا أن تتوقف الأمور عند هذا الحد على حدودها الشرقية ولكن الذي حدث بعد الزحف العثماني الذي تم تبديده على أسوار النمسا، لم يكن بالحسبان...فلقد تشكلت شعوب وقوميات هجينة في شرق أوروبا ،وافتتح العثمانيون عهد المذابح وكدسوا أهرامات الجماجم في الشرق، وفهم أهل أوروبا المعادلة " البقاء للأقوى والبطش والوحشية تتم مواجهتهما ببطش أشد ووحشية أشد فمن يقتل لك مئة أقتل له ألف وإن استطعت مئة ألف...وغرقت أوروبا الشرقية وما زالت ببحور من الدماء...ليس أولها فتح القسطنطينية وليس آخرها مذابح البوسنة والهرتسك ومونتيه نيغرو...وعلى الرغم من تقسيم يوغسلافيا السابقة الى دويلات وأجزاء وسيطرة القبعات الزرق على تخومها وثغورها فإن هناك جمر تحت الرماد...وبالتالي فإن هذا الأرث الدموي المروع وأصحابه الأتراك مطبوع في ذاكرة أوروبا وهو أرث غير قابل للنسيان ...واوروبا اليوم هي الاتحاد الأوروبي وقرارات الاتحاد ليست فردية بل تعددية وفي حالة الانضمام الى الاتحاد الأوروبي هي، مقاربة للإجماع والاجماع أمر غير ممكن لطالما أن ذاكرة الشعوب لا يمكن محوها.
هل تتوقع ان يزيد عدد الدول التي ستعترف بالإبادة الأرمنية؟
نعم ،خاصة وأن النهج الذي تسير عليه الأمم المتحضرة في الوقت الراهن تؤيد هذا النهج...فلقد أدرك الجميع أن الذهاب الى الاقتتال وليّ الأذرع لم يعد مجدياً والحرب الحقيقية هي حرب المال والمنفعة والمصالح وإثبات الوجود فمن كان يتوقع أن تعمد اليابان الى زراعة الورود في ناغازاكي وهيروشيما لتهديها للشعب الأميركي ومن كان يتوقع أن تضع أميركا ثقلها الاقتصادي لتنهض بصناعة كوريا الجنوبية وتتعاون معها لغزو العالم اقتصادياً...ومن كان يتوقع أن يطلب من الصين المساهمة في الحد من آثار الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية عن طريق استخدام الاحتياطي الهائل من النقد الأجنبي المتجمع في بنوكها؟
متى ستعترف تركيا بالإبادة الأرمنية...................؟
عند توازن طرفي المعادلة العسكرية المالية والاقتصادية والاستراتيجية لأرمينيا والدول الداعمة لها ولتركيا والدول الداعمة لها...وفي غير ذلك لا توجد سوى خطوط سراب. لم تشترك تركيا في الحرب العالمية الثانية بعد الدرس الذي تعلمته من اشتراكها في الحرب العالمية الاولى فلقد أدى اشتراكها في الحرب الأولى إلى ضياع كل أراضيها في اوروبا الشرقية والى تدفق موجات الهجرات المرتدة الراجعة إلى الأناضول، وهذا أحد العوامل التي أدت الى تشريد الأرمن ومصادرة بيوتهم ومزارعهم ومحلاتهم وكنائسهم ومدارسهم...ليتم استيعاب الأتراك الهاربين من أوروبا باتجاه الشرق...وحدث مثل ذلك في شرق السلطنة بعد معركة صاري قاميش واجتياح قوات القيصر الروسي نيقولاي الثاني ووصولها إلى فان...وفي السنين التي سبقت الحرب العالمية الثانية وفي الحرب وحتى في عهد الحرب الباردة بين حلف وارسو والحلف الأطلسي حاول الروس مراضاة تركيا على الدوام، وقد عمل ستالين على مراضاة أتاتورك فأعطى بجرة قلم إقليم ناغورنو غاراباخ الى أذربيجان في محاولة لجرّ تركيا الى جهة روسيا وفشل مسعاه وعلى عتبة الحرب العالمية الثانية وبعد أن غدر الحلفاء بالارمن في عهد أتاتورك ومكنوه من اجتراح مجزرة قضت على قسم كبير من الأرمن الذين نجوا من الإبادة الاولى...تخلوا عن كيليكيا لأتاتورك ثم عمدوا الى تكرار فعلة ستالين الذي وهب ناغورنو غاراباخ لأذربيجان كمنحة من جيب غيره لمن لا يستحق ودون مشاورة أصحاب الحق، فوهبوا لواء اسكندرونة للأتراك. أما تركيا فلقد رضخت لمداعبات أميركا التي حيّدت فرنسا وبريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى فتحولت تركيا الى الخندق الدفاعي الأول في مواجهة الاتحاد السوفياتي...ودفعت اميركا كل الاستحقاقات لإنجاح هذا المشروع واستثمر الاتراك نقطة الضعف هذه بنجاح فنهضت تركيا برؤوس أموال وخبرات أميركية وتفوقت على اقرانها في المنطقة...وعند تفكك الاتحاد السوفياتي خافت تركيا أن تضيع امتيازاتها فقبلت أن تكون عراب المنطقة المتعاون مع سياسات ومصالح الدول المتقاسمة للكعكة دون النظر الى حجم القسم المتعلق بنصيبها من هذه الكعكة...وبالتالي فإن الحظ لم يتخلى عن تركيا حتى اللحظة ولكن لا شيء يدوم غير وجه الخالق جلّ جلاله.
كيف سيستقبل الأرمن مئوية الإبادة؟
سيتم فتح سجل آخر لمئوية أخرى مع مضاعفة الثقل مئة مرة...ولا يضيع حق ورائه مطالِب لأن حقوقنا لم تصلنا وأن العواطف لا تجدي ولا تغني عن جوع ولا تروي العطش...والقوانين الوضعية لا تهمنا ، فلقد كان الهدف من تأجير قناة السويس لبريطانيا مئة عام هو الاستيلاء عليها وكذلك فإن الهدف من إبقاء الجولان تحت السيطرة الاسرائيلية لمئة عام وإبقاء لواء اسكندرونة تحت السيطرة التركية لمئة عام هو بهدف الاستيلاء على كليهما ، ولأن القوانين الوضعية هي من صنع الإنسان فإن تغييرها منوط بالإنسان أيضاً ، فهذه القوانين ليست نهائية...ونحن لا نقبل الاعتراف بها لا الآن ولا في المستقبل...وكما أن جرائم إبادة الجنس لا تسقط بالتقادم ،فإن حقوق من وقعت عليهم الإبادة لا تسقط بالتقادم أيضاً. مع التأكيد على ناحية شديدة الأهمية وهي أنه لا علاقة لأتراك وأكراد وشركس وتركمان وتشاشان ولاظ اليوم بالمذابح التي ارتكبها أجدادهم بحق الأرمن لأنه لا تزر وازرة وزر أخرى ...ولأن المجرمين اليوم هم بين يدي الله تعالى الذي لا تضيع حقوق أحد بين يديه جلّ جلاله...ونحن لا ننصب أنفسنا كقضاة ولا كمحامين بالنيابة عنه جل جلاله وليس لنا أن نقتص من الأبناء بسبب جرائم الآباء ولا نرفع السيوف على رأس أحد ...ولكن نطالب بالعدالة...فنحن كان لنا وطن وأراضٍ وسهول وجبال وغابات وأنهار وينابيع وجداول وسواقي وبحيرات ومدن وقرى وقلاع ومزارع وبيارات برتقال مشمش ورمّان وتفاح وكرز وإجاص وكروم عنب وتوت وخضار ومحاصيل وبيوت ومدارس وكنائس وقطعان ماشية وثيران وابقار وخراف وارث وفكر وموسيقى وفولكلور وغناء وآلات موسيقية وتراث وأصالة وملابس وطقوس ومتاحف وآثار وذهب ومال وحسابات مصرفية وعقود تأمين ذهبت كلها أدراج الرياح وورثة اليوم يعرفون ان هذا الأرث هو أرث حرام انتقل اليهم بالصبر والقتل والدم والتهجير والتعذيب والعذاب وبدق نعال الخيل على أرجل شباب الارمن وبقطع الرؤوس وفسخ الولدان وبقر بطون الحوامل وبارتكاب الموبقات وبالاغتصاب وهم يتمتعون اليوم بهذا الإرث الحرام ،وأصحاب هذا الإرث هم من الهائمين على وجوههم المشتتين المنفيين المعذبين في جهات الأرض الأربعة...وبالتالي فنحن وضمن مؤيدات العدالة نطالب بإسترداد حقوقنا وهذا أضعف الإيمان؟
كأرمني ...ما هي الجهود التي تقوم بها للتعريف بالإبادة الأرمنية ؟
الجهود هي على أربعة صعد
آـ لأني لا أؤمن بالحل الثوري ولا بالعنف ولا بالجهاد ولا بالغزو ولا بالفتح ولا بالقهر...فإن الخيار الوحيد المتبقي لي هو لغة الفكر والعقل والحوار...وهذا موجود في كتاباتي المتعلقة بالشأن الانساني على العموم وبالشأن الأرمني على الخصوص...وكتاباتي لم يعد بالامكان الاحاطة بها كلها لأنها انتشرت في مواقع متعدة وتم حذف بعضها وإشهار بعضها حسب الظروف والأوضاع وقوانين المصلحة ويتم حالياً البحث عن أعمالي في المواقع وفي الملفات الاحتياطية الراجعة وتنصيبها في موقعي الخاص http://www.arasouvalian.com
ب ـ القدوة وهي سياسة يعمل عليها معظم الأرمن ليتم تبني أعمالهم وأفكارهم من قبل الغير...وقد سار في هذا النهج تلامذة السيد المسيح وأتباعهم،فنالوا المحبة وتقدير الناس...
ج ـ المحبة والانسانية والبرّ والإخلاص...وفي الحالتين يجب عدم انتظار العائد لأنه متحقق وسيأتي ليقرع الباب بدون استئذان...حتى ولو تأخر...كن على ثقة بأنه سيأتي والمسألة تحصيل حاصل...وحتى يحين الموعد...عليك أن تذهب بسلام وتمضي في طريقك فستراه مفروشاً بالورود.
د ـ بتطبيق التوقيع الآتي: إن رد الإساءة بمثلها ودفع الشر بالشر شكلان لإجراء عادي يجب تغييره، ابحث بين ثنايا قلبك فتجد مساحات حب هائلة ضم إليها حبك لوطنك ولأوطان الغير وحبك لأهلك وأهل الغير وإخوتك وإخوةغيرك وأصدقاءك وأصدقاء غيرك وأعداءك إن لمست فيهم بعض الشهامة.
كأرمني ماذا تمثل لك ذكرى الإبادة الأرمنية وما الأثر النفسي الذي تتركه فيك؟
ذكرى موجعة ومفجعة وحلم طويل وكابوس مزعج لا ينتهي...ففي مرحلة الطفولة الأولى سمعت بالإبادة من معلمتي في المدرسة وكان قد تم تكليفها بالتحدث عن الإبادة وكانت وزارة التربية تمنع تدريس التاريخ الأرمني في خطوة غير مبررة ولا مفهومة...لقد كنا نصغي لقصص معلمتنا المبسطة والتي تتناول مواضيع الإبادة ومنذ الدرس الأول بدأت همومي التي لا تنتهي والتي أشبهها بشيء يحدث لي على الدوام وأتمنى أن أنتهي منه بدون جدوى وهو الآتي: تخرجت من الجامعة في العام 1982 بعد معاناة مروعة مع دكتورين الأول رافقني من السنة الاولى الى السنة الأخيرة في الجامعة وكان يضع لي علامة الصفر ثم الواحد ثم الاثنين ثم الثلاثة من مئة صعوداً ثم نزولاً ولم أنته منه إلا بعد أن حملت أوراقي بعد انتهاء الوقت وهربت من قاعتي وسلّمت ورقتي في القاعة الأولى وفيها عدد كبير من الطلاب وضاعت ورقتي هناك ونلت علامة 87 على مئة، بعد أن أخّر تخرجي وأهدر سنة من عمري في ما لا طائل منه...وبدأت تسعيرته بثلاثة آلاف ليرة...وكان معقّب معاملاته طالب من قيادات الاتحاد الوطني لطلبة سوريا وانتهت بثلاثين ألف ولم أدفع. والثاني ارتكبت بحقه جرم لا يغتفر عندما حدث الأمر الآتي: فتاة مدعومة في الكلّية لا يجرؤ أحد على التحدث إليها...كانت تستمع الى صديقتها في حصة هذا الدكتور وهو منهمك في مسألة صعبة ضاعت منه احداثياتها، وفجأة دوت ضحكة مجلجلة في القاعة من قبل الفتاة المدعومة التي كانت تستمع الى شيء خاص جداً، فالتفت الدكتور ونظر الى الفتاة التي كانت تجلس بجانبي وألقى عليها محاضرة في الأدب وأهانها بطريقة غير متوقعة...ودافعت المسكينة عن نفسها وقالت له "دكتور مو أنا" واشارت بيدها وبشكل لا يراه أحد إلّا الدكتور إلى الفاعلة الحقيقية...ولكن هيهات أن يتراجع الدكتور لأسباب معروفة، وإنقاذاً للموقف أفسحتُ المجال للفتاة فخرجت وغادرت القاعة، فطلب مني أن ألحقها لأنني قطعت عليه الاسترسال في مسلسل الإهانات...ولحقني هو بعلامة الصفر إلى أن تم تكليفه بمهمة الى الاتحاد السوفياتي وتولى دكتور آخر تصحيح المادة فنجحت... ولنفترض أن المادة الأولى هي المادة آ والثانية هي المادة ب وعلى الرغم من مضي 31 سنة على تخرجي من الجامعة فإنني وبالتناوب أحلم أنني ذاهب لدخول امتحان المادة آ مثلاً وان الباص تأخر جداً وانني دخلت في القاعة الخطأ وأن القاعة مغلقة والطلاب قدموا الامتحان وخرجوا وانا واقف على الباب مرة للمادة آ ومرة للمادة ب...ويستمر الكابوس واستيقظ فأشكر الله انه كابوس لا غير ثم احدث نفسي بأنني غير مهتم فأنا متخرّج منذ 31 سنة فأعود للنوم بعد أن عثرت على المبرر وهو أنني متخرّج وانني هجرت الامتحانات منذ سنين طويلة. أما في مسألة الإبادة الأرمنية فهناك حلم طويل جداً ومزعج جداً وكابوس لا ينتهي أبداً وبدون وجود حلّ فكيف أكون غير مهتم والقضية لم تنحل بعد؟؟؟ أما الأثر النفسي الذي تتركه بي مع تقديري لكلمة "تتركه" لأنها فعل مستمر فهو الاحساس الدائم بالظلم.
ما تصوراتك حول إستقبال الأرمن لمئوية الإبادة؟
سيتم فتح سجل آخر لمئوية أخرى مع مضاعفة الثقل مئة مرة...إلّا في حالة الوصول الى حلّ.
بماذا تحلم للقضية الأرمنية في الذكرى المئوية للإبادة؟
سألوا شيخا فقد أحد أولاده عن أحلامه فقال: أن يعود إبني، وسألوا سيدة تم سجن ابنها عن أحلامها فقالت: الحرية لابني، وسألوا فتاة مريضة عن أحلامها فقالت: أن تعود صحتي، وسألوا طفلة أضاعت لعبتها عن أحلامها فقالت: أريد لعبتي، وسألوا شعباً أضاع وطنه عن أحلامه فقال: أريد وطني.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صمت القبور
- مع المفكر الأردني ميشيل حنا الحاج ..حول إبادة الأرمن عشية اق ...
- عيون لا تبكى
- من مفكرة جندى مصري
- أسس المسرح المدرسي -6
- أسس المسرح المدرسي -5
- أسس المسرح المدرسي -3
- أسس المسرح المدرسي -4
- أسس المسرح المدرسي -2
- أسس المسرح المدرسي -1
- في العالم الآخر
- من مفكرة عامل مصري في حفر قناة السويس
- فن الإلقاء -3
- فن الإلقاء -2
- فن الإلقاء - 1
- فن التمثيل والممثل -2
- فن التمثيل والممثل -1
- المسرح في القرن العشرين
- المسرح في القرنين السابع عشر والثامن عشر
- المسرح في القرن التاسع عشر


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عطا درغام - حول القضية الأرمنية مع الباحث الأرمني آرا سوفاليان