|
مع المفكر الأردني ميشيل حنا الحاج ..حول إبادة الأرمن عشية اقتراب مئويتها في 2015
عطا درغام
الحوار المتمدن-العدد: 4511 - 2014 / 7 / 13 - 11:21
المحور:
مقابلات و حوارات
بخبرات السنين وعمله كمراسل عسكري جعلته مفكرا سياسيا بارعا ، يلتقط الحدث ويدخله معمله ويشرحه كالطبيب في غرفة العمليات ، ويعطيك رؤي تحليلية واعية لمحلل سياسي بارع في تحليل الحدث ويتناوله من زوايا عديدة ولا يترك فرصة للقاري إلا ويقدم له وجبة دسمة في النهاية..... إنه المفكر الأردني ميشيل حنا الحاج الذي كان لنا مع هذا اللقاء أبدي فيه رأيه حول الإبادة الأرمنية التي تقترب من مئويتها في عام 2015 . ........................................................ كيف سيستقبل العالم مئوية الإبادة ................؟ إدانة مذبحة الأرمن، وكل المذابح الأخرى ضد شعوب العالم الضعيفة. ............................................................................ -هل تتوقع أن تعترف تركيا بالإبادة الأرمنية.....؟ لا أتوقع أن تعترف تركيا بمسؤوليتها أو بمسؤولية العثمانيين عن المجزرة البشعة ضد الأرمن، طالما أن حزبا اسلاميا يحكم تركيا. ......................................................................... هل يعد الاعتذار الذي أصدره رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حول معاناة الأرمن «يمثل اعترافا صريحا من الدولة التركية بارتكابها مجازر ضد الأرمن العام 1915»....؟أم يعد التفافا علي عدم الاعتراف بها.........؟ اعتذار "أردوغان" عما حصل، ليس اعترافا أو إدانة كافية بالمسؤولية التركية عما لحق بالأرمن من مآسي. أما اذا تبدلت الحكومة، وجاءت حكومة علمانية محلها، فأنا أرجح أنه عندئذ سوف يأتي الاعتذار الصحيح، بل الاعتراف التركي الواضح، المباشر والصريح، بالمسؤولية عن المذبحة. وهنا لابد أن أذكر بالمذابح التي ارتكبها العثمانيون الذين حكموا البلاد العربية تحت ستار الدين لمدة أربعة قرون. ولعل أبشع تلك المذابح هي عمليات الاعدام التي نفذها "جمال باشا" (والذي سمي بالجزار نتيجتها) بعدد من قادة التحرر العربي في تلك المرحلة، إضافة الى كل أولئك العرب الذين جندوا عنوة وقضوا نحبهم فيما سمي ب"سفر بلك". فللعديدين منهم كان السفر سفرا بلا عودة، ولم يعرف أبدا مصيرهم، تماما كما قضى مئات الآلاف من الأ رمن، أثناء مرحلة السفر الى المجهول، الى الصحراء، الذي فرض عليهم، والتي قضوا فيها جوعا وعطشا. ...................................................... تري...هل اعتراف تركيا بالإبادة الأرمنية سيجعلها عضوا بالاتحاد الاوروبي ...؟ شخصيا أقدر أن اتحاد الدول الأوروبية، لن يوافق على قبول تركيا عضوا فيه نظرا لتغريدها خارج السرب. فالسرب في الدول الأوروبية ينادي بالعلمانية، وتركيا "أردوغان" تتمسك بالدين كأساس للحكم، وهذا تغريد واضح خارج السرب الأوروبي. وهناك سبب آخر لذلك. فالدول الأوروبية تتبنى مبدأ تداول السلطة. و"أردوغان" كما يبدو، يسعى لتملك تلك السلطة واحتكارها، كما فعل "القذافي" و"مبارك" وغيرهما من الحكام في الشرق الأوسط. فها هو بعد أن أنهى دورتين في رئاسة الوزراء لا يسمح الدستور الحالي بتمديدها لدورة ثالثة، يسعى للترشح لرئاسة الجمهورية، كوسيلة للاحتيال القانوني على الدستور، مع توجه لتعديل الدستور لمنح رئيس الجمهورية معظم صلاحيات رئيس الوزراء، أي سوف يصبح رئيسا للوزراء بدورة ثالثة ورابعة، لكن بمسميات مختلفة. وفي هذا ما فيه من احتيال يسعى لتكريس السلطة في يده لسنوات طويلة، تماما كما فعل العديدون من الحكام في هذه المنطقة دون أن يتعلم حكامها من دروس الماضي ........................................................... هل تتوقع أن يزيد عدد الدول التي ستعترف بالإبادة الأرمنية ..؟ أنا أرجح أن يزداد الاعتراف والإدانة من دول العالم ببشاعة المجزرة ضد الأرمن، مع أن السوابق التاريخية لم تعترف بشكل واضح إلا بالمجازر ضد اليهود. وهذا بسبب النفوذ الواضح للوبي اليهودي ولرجال المال والاعلام اليهود ذوي النفوذ الكبير في العالم. فالعالم لم يشهد بعد اعترافا أميركيا، أو ندما على الأقل، بالمجازر التي ارتكبها القادمون الى أميركا، وذلك بما نفذوه من مذابح ضد الهنود الحمر. بل هم يحتفلون سنويا ب"عيد الشكر"، وهو العيد الذي يمثل احتفالهم بالسيطرة على الأرض الأميركية وتخليصها من المنغصين على أولئك القادمين الجددز ،وكان المنغصون عليهم هم الهنود الحمر. كما لم يتم اعتراف بما ارتكبه قياصرة روسيا من مذابح وتشريد ضد "تتار" و"قوقاز" روسيا، والشركس الذين تشرذموا، نتيجة ذلك، على وجه الأرض. وفي السياق نفسه، لم يعترف أحد بشكل واضح وجلي، بما ارتكب الصهاينة من مذابح وتشريد للشعب الفلسطيني، رغم وجود بعض الإدانات الخجولة والاستنكارات الهامسة أحيانا، خشية من نفوذ اللوبي الصهيوني,. لكن أيا منها لم يبلغ مستوى التنديد والإدانة الكبرى للمذابح التي ارتكبها النازيون ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية؛أي ما يسمى ب"الهلوكوست"، رغم أن بعض المعلومات تشكك بالعدد المعلن للضحايا اليهود، مع الاعتقاد بأن العديد من أولئك الضحايا (ويقدر بالمليونين)، كان من أسرى ينتمون للاتحاد السوفياتي الذين لم يعرف أحدا مصيرهم، ويعتقد بأنهم قد أدرجوا ضمن من يسمون بالضحايا اليهود. والواقع أن أغرب ما في الأمر، أن ما يقدر بتسعين مليون انسان تقريبا، كانوا ضحايا لتلك الحرب البائسة، ومع ذلك، لا يذكر منهم وبشكل متكرر ومركز، إلا ما اعتبر ستة ملايين ضحية يهودية، فكأن اليهود كانوا بشرا، أما الضحايا الآخرون والذين قدر عددهم بأكثر من ثمانين مليونا، فكانوا مجرد نعاج لا يحسب لهم حساب. كما أن التاريخ لم يذكر بشكل واضح جلي، مليونا ونصفا من الأرمن، كانوا ضحايا العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى. فكأن الحرب العالمية الثانية قد أفرزت ضحايا من البشر، أما الضحايا من الحرب العالمية الأولى، ومن أبرزهم الأرمن، فقد كانوا مجرد نمل تداس بالأقدام دون حسيب أو رقيب. ......................................................... تقول صحيفة مونيتور الأمريكية: إن اعتراف مصر بالمذبحة الأرمنية سيكون بمثابة "الكارثة" بالنسبة لأنقرة فماذا تعني بذلك..؟ وهل اعتراف مصر بمذبحة الأرمن من خلال ثقلها السياسي العربي سيشجع بدوره دولاً عربية أخري علي الاعتراف بتلك المذبحة. ..؟ أما اعتراف مصر بالمذبحة التي ألمت بالأرمن، فهو من المرجح أن يكون له تأثير واضح في المستقبل القريب على مواقف بعض الدول العربية الأخرى التي ستقتدي بها عاجلا أو آجلا، خصوصا لدى خروج السلطة، في مرحلة من المراحل، من يد الاسلاميين المتمثلة بسلطة أو تسلط "أردوغان". رحم الله الشهداء الأرمن وكل الشهداء الفلسطينيين، الذين جاءت مأساتهم، (أي الفلسطينيون) ثمرة أو ناتجا لمذبحة الأرمن في الحرب العالمية الأولى، وما أفرزته تلك الحرب من تقسيم مخلفات الدولة العثمانية التركية، الى مواقع نفوذ بين بريطانيا وفرنسا نتيجة لاتفاقات "سايكس - بيكو"، كما كانت ثمرة لما ارتكبه الألمان من مذابح ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. فالأرمن كانوا ضحية الحرب الأولى وما امتزج بها من كره تركي عثماني للأ رمن المختلفين عنهم دينا وقومية. أما الفلسطينيون، فكانوا ضحية تلك الحربين معا، حيث دفعوا من أبنائهم، وعرضهم، وأرضهم، الثمن الباهظ الذي لا يقدر بثمن. وأنا أقترح توحيد جهود الأرمن والفلسطينيين، لتأسيس جمعيات مشتركة بينهما، تقوم بشرح قضيتهما التي قد تكون مشتركة، مطالبين بالعدالة للشعبين معا: الأرمني والفلسطيني .
#عطا_درغام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عيون لا تبكى
-
من مفكرة جندى مصري
-
أسس المسرح المدرسي -6
-
أسس المسرح المدرسي -5
-
أسس المسرح المدرسي -3
-
أسس المسرح المدرسي -4
-
أسس المسرح المدرسي -2
-
أسس المسرح المدرسي -1
-
في العالم الآخر
-
من مفكرة عامل مصري في حفر قناة السويس
-
فن الإلقاء -3
-
فن الإلقاء -2
-
فن الإلقاء - 1
-
فن التمثيل والممثل -2
-
فن التمثيل والممثل -1
-
المسرح في القرن العشرين
-
المسرح في القرنين السابع عشر والثامن عشر
-
المسرح في القرن التاسع عشر
-
مسرح العصور الوسطي وعصر النهضة
-
فلكلوريات من ذكريات الطفولة في رمضان
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|