|
حوار مع صبري يوسف، أجرى الحوار د. ليساندرو ـ 4 ـ
صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1275 - 2005 / 8 / 3 - 09:49
المحور:
مقابلات و حوارات
د. ليساندرو اعتراض أحييك تحية المساء مع ترديد عبارات الشكر
تنفي نفياً قاطعاً أن تكون قد أطلقت النَّار على - جلاوزة - العصر وهذا القول إذا أُخِذَ من ظاهره أحدث تناقضاً وارتباكاً في فكرك السياسي لاننا إذا عرضنا النّفي الآنف الذكر على الاقرار الماثل أمامي والذي ورد للتو على لسانك - رفعت قليلا بل كثيرا ساطوري فوق وجه جلاوزة هذا الزمان - ثم استذكرنا غاراتك على المواقع الهشة الفاسدة في معسكرات امريكا ذات الحضارة المشيدة من النار والكبريت- ظهر التباين بين الاثنين واضحا وهذا الارتباك في الموقف السياسي سمة بارزة لدى الكثير من الشعراء مردّه الى طبيعة الشاعر الانفعالية التي تتفرَّد بحساسية مفرطة ورقة في الشعور والى طبيعة كل من الشعر والسياسة. فالشعر ذو طبيعة خاصة تتكون عناصرها من مادة خالدة أما السياسة فعناصرها من مادّة متحولة زائلة آنية والا فكيف أفسر غضبك على الدول الكبرى التي ينعم الناس في حضنها بالدفء والاستقرار والكرامة - وذرفك الدموع في -جنازات الدول الصغرى- التي تغتال فيها الكلمة الصادقة وتستباح فيها كرامة الانسان ويطارد فيها الأحرار وتهدر دماؤهم بلا ذنب وتمرَّغ فيها كرامة المرأة في حماء التقاليد البليدة و و و ------؟! ...................................................
عزيزي الطيب د. ليساندرو
أحييك !
تفضّل يا عزيزي ليساندرو، اِقرأ بعضاً من وجهات نظري المتجسدة في فضاءات نصوصي! يبدو أنك تسرعت قليلاً في الحكم على وجهات نظري وأفكاري!
أنا لست سياسياً يا صديقي، أنا إنسان ذو شعور إنساني كوني لهذا أعشق الشعر.
كنتُ قد نشرتُ في وقتِ سابق بعض الرؤى ووجهات النظر، في موقع إيلاف، كانت تصبُّ في رحاب هذه الجوانب آمل أن تكون قد قرأت تلكَ الرؤى. ............................................................. د. ليساندرو
اكرم أباك وأمَك
لا يفوت القارئ أن يلاحظ في أدبك تعلُّقك الشديد بذكرى والديك - رحمهما الله- الى درجة تدعو الى التساؤل أذ أنَّ الاذن ما الفت أن تسمع مثل هذا البثّ الرقيق في الأبوين يصدر الا عن المرأة الكاتبة - غالباً- لا الكاتب الرجل ولا ننسى هنا أن كثيراً من الرجال رغم حبهم لآبائهم تمنعوا من اظهار عاطفتهم المشبوبة نحوهم بل ان بعضهم وقف ازاءهم موقف المتوجس لايخفى على أحد موقف المعري من والده اذ عدّه جانياً عليه وموقف غيره في الأدب العالمي حين نظر الى نفسه فوجدها تصطخب بالعيوب فالقى باللائمة عليهما ... ... ..... .... .... ..... ......... .. ....... ... ...؟
أَتغلِّف وجدانك وصايا الله العشر وعلى رأسها - اكرم أباك وأمَّك ليطول عمرك - أَتنطوي على خُلُق - ردّ الجميل- لانهما كانا بك - أنت آخر العنقود- حفيين رائمين أم أنّك كاتب ذو رسالة تقتضي – وجوب - أن تشتمل على هذا المضمون لتكتمل عناصرها حسب الخطة المرسومة لها؟
غفر الله لهما وانزلهما مقاماً خالداً في أحضان أبينا ابراهيم
صديقك – الطيب - ليساندرو .................................................
االدكتور العزيز ليساندرو
لا أعلم فيما إذا قرأتَ تعقيبي السابق والرابط المرفق، كمدخل للنصّ المفتوح الذي أشتغل عليه منذ سنوات!
عموماً، سواء قرأته أو لم تقرأه، فليس هنا بيت القصيد، وإنما بيت القصيد يكمن في مسألة إطلاق أحكام وتقييمات على شخصية ما، أدبية كانت أم فنية الخ .. من الواضح جدّاً أنّكَ تملكُ من العمق في الرؤية والقراءة والفهم والعلوم الشيء الكثير، لكنّي أراكَ يا عزيزي أحياناً تطلق أحكاماً وإنطباعات وتساؤلات لا تمتُّ لجوهر النصّ أو الفكرة أو المنحى الذي ممكن أن يناقشه المرء! فتتطرّق إلى خصوصية حياة المرء، من منظور غير عملي وغير منطقي أيضا!
من قال لكَ أنّ المرأة فقط تتحدّث عن الأبوين بهذه الروح العاطفية والمحبة الودودة العميقة؟! إن الرجل يمتلكُ محبة وحناناً ورومانسية ربما يفوق المرأة وهو رجل وذكوري في رجولته وحنانه ورومانسيته؟!
لا أكتب رسالة ولا يوجد عندي خطة محددة أثناء كتابة نصوصي، تولد نصوصي من رحم الحياة، وهي ومضات مستنبتة من وهج الحياة ووهج اللحظة الإبداعية! الحياة بكل ألوانها موضوع رسالتي لكني لا أخطط لمواضيعي، أعيش اللحظة ـ الحدث/ الحالة ثم أكتب عنها، وأحياناً أكتب من وحي الخيال أيضاً فالكثير من الشعر والنصوص عن العراق كتبته من وحي تخيلي عن العراق والدمار الذي آل إليه والكاتب يجب أن يكون لديه موقف في الحياة مما يراه ويسمعه .
لا أكتب من منظور ديني، (أكرم أباك وأمكَ كي يطول عمركَ على الأرض)، لكن هذه الرؤية مناسبة لخصوصيتي ورؤيتي في الحياة والكثير من فلسفات الحياة مستمدة من الأديان، لكن رؤاي غير مستمدة من نوازع دينية، هي مستمدة من منحى إنساني ومن الطبيعي أن تتوائم بعض أفكاري مع عوالم الأديان لأن الأديان لها منزع إنساني أيضاً، أكتب ما أشعر بضرورة كتابته، فأحياناً تتطابق رؤاي مع هذه الرؤية أو تلك وأحياناً تختلف! لا أفكر بالجانب السياسي والديني والإجتماعي والتقاليد والمعايير لحظة كتابة النصّ، بقدر ما أفكِّر بما ينتابني من مشاعر إزاء موقف أو حالة ما، فأكتب مشاعري بكل عفويّتي وفطرتي بعيداً عن إيديولوجيات هذا الزمان، إيديولوجيتي هي تحقيق العدالة والحرية والديمقراطية للإنسان، لاشك أنَّ رؤيتي تصبُّ بطريقة أو بأخرى مع الكثير من الرؤى السياسية لكنها ليست نابعة من منظور إيديولوجي معيّن، ولا تعجبني إطلاقا إيديولوجيات هذا الزمان فهي نافرة ومتخشِّبة وتدمي خدود الإنسان، دموية، مركَّزة على الاقتصاد والمصالح البغيضة، لماذا أغفلت الكثير من سياسات هذا الزمان عدالة الإنسان ومحبة الإنسان لأخيه الإنسان؟!
أنادي وأدعو إلى تأسيس حزب الإنسان، حزب التواصل، حزب الحوار، حزب الرأي والرأي الآخر، التفاعل، التطور، العدالة، الحرية، الطبيعة، استغلال الموارد الطبيعية لصالح المجتمع البشري، واستغلال طاقات البشر لخدمة البشر، ومسح خلافات البشر السياسية والدينية والاجتماعية والتقاليدية، ومحاولة تقريب وجهات نظر المجتمع البشري لبعضه بعضاً.
أدعو إلى تجاوز عقدة التفوُّق، عقدة الأبيض، الأسود، الدين، السياسية، الغنى، الفقر، الشرق، الغرب، .... وضرورة الوقوف عند مشاكل الكون، مثل التفجر السكاني، البطالة، الصحة، البيئة، الطفولة، القحط، وضرورة بناء طفل يناسب أبجديات حضارة العصر بعيداً عن تعقيدات وسخافات التناقضات التي تزرعها إيديولوجيات هذا الزمن الأرعن! من جهتي أرى زمننا أرعناً وفاشلاً وخائباً، أكثر من نصف المجتمع البشري يعاني من الفقر، لماذا لا تضع الدول المتقدمة والناهضة صناعياً وتكنولوجياً مخططات لمعالجة مشكلة الفقر في العالم، أليس عاراً أن نرى الإنسان الفقير يموت من الفقر، من القحط في الكثير من دول العالم؟! نسى سياسيو هذا العالم أن إنتشار الفقر يؤدّي إلى تدهور المجتمع البشري بطريقة غير مباشرة، وأحمّل الدول العظمى والغنية وأغنياء هذا العالم مسؤولية آلام وأحزان ومشاكل وهموم فقراء هذا العالم، ويجب تأسيس منظمات وأحزاب وهيئات دولية عالمية لمعالجة هذه المشاكل التي تدمِّر حياة الكائن الحيّ في الكثير من أركانِ المعمورة! صبري يوسف كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم .................................................
أجرى الحوار: د. ليساندرو، أستاذ في الأدب المقارن ألمانيا ـ ميونيخ
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار مع صبري يوسف، أجرى الحوار د. ليساندرو ـ 3 ـ
-
حوار مع صبري يوسف، أجرى الحوار د. ليساندرو ـ 2 ـ
-
حوار مع صبري يوسف، أجراه د. ليساندرو ـ 1 ـ
-
الكتابة هي صديقتي السرمدية
-
هذه وردتي أنثرها فوقَ لواعجِ الحنين
-
وحده حرفي يمنحني ألقَ البقاءِ
-
ندوة ثقافية حول سيكولوجيا الأدب: الماهيّة والواقع ـ 5 ـ
-
ندوة ثقافية حول سيكولوجيا الأدب: الماهيّة والواقع ـ 4 ـ
-
ندوة ثقافية حول سيكولوجيا الأدب: الماهيّة والواقع ـ 3 ـ
-
ندوة ثقافية حول سيكولوجيا الأدب: الماهيّة والواقع ـ 2 ـ
-
حوار مع صبري يوسف، أجرته د. سعاد جبر
-
تاهَ النَّسيمُ بعيداً عن حريقِ المدائن
-
الكتابةُ شهقةُ عشقٍ مندلقة من خيوطِ الشَّمس
-
صعودٌ مخيفٌ في رحابِ الانحطاط
-
تهتُ عابراً أعماقَ البراري
-
ضبابٌ كثيفُ الرُّعونة
-
شهقةُ الوداعِ الأخيرة
-
فجأةً يتوارى وهجُ الإخضرار
-
فوقَ خمائلِ الحنان
-
أينَ المفرّ من دهاليزِ الرَّحيلِ؟
المزيد.....
-
هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش
...
-
القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح
...
-
للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق
...
-
لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
...
-
مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا
...
-
رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
-
الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد
...
-
بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق
...
-
فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
-
العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|