أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريهام عودة - صيف مشتعل : كيف ستنتهي المعركة مع اسرائيل؟















المزيد.....


صيف مشتعل : كيف ستنتهي المعركة مع اسرائيل؟


ريهام عودة

الحوار المتمدن-العدد: 4511 - 2014 / 7 / 13 - 11:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد اعلان اسرائيل لاطلاقها عملية الجرف الصامد ضد قطاع غزة بتاريخ الثامن من تموز - يوليو 2014 ، اشتعل صيف غزة بصواريخ المقاومة الفلسطينية و قذائف الطائرات الحربية الاسرائيلية معا ، فبرق ليل غزة بالقنابل الضوئية الاسرائيلية و برقت سماء تل أبيب و المدن الاسرائيلية بشعلات نارية لصواريخ المقاومة الفلسطينية.

إنها معركة شديدة الوطيس و حرب ضارية، سقط خلالها أكثر من مئة وخمسين شهيدا من ضمنهم نساء و أطفال أبرياء و دُمر بها أكثر من ثلاثمائة وخمسين منزلا خلال خمسة أيام فقط من بدء معركة العصف المأكول حسب تسمية كتائب القسام لها أو عملية الجرف الصامد حسب التسمية الاسرائيلية.

إن هذه المعركة القائمة بشكل مباشر و مكثف ما بين كتائب القسام الحمساوية على وجه الخصوص وما بين قوات الجيش الاسرائيلي بوجه عام ، تعتبر من أشد المعارك في تاريخ غزة التي عرفت بكثرة حروبها ومعاركها مع اسرائيل ، فلا يكاد أن يلتقط سكان القطاع أنفاسهم من معركة شرسة وهجوم اسرائيلي تأتيهم في الأعوام التالية معركة أشرس و أكثر عدوانا.

لكن تلك المعركة بالتأكيد تختلف عن المعارك الأخرى التي اختبرها القطاع ، حيث في الوقت الذي تشن به حماس و فصائل المقاومة المسلحة الأخرى معركتها العسكرية ضد اسرائيل ، تقوم كتائب المقاومة الفلسطينية بشكل متوازي بشن حرب نفسية أخرى تهدف إلي زعزعة روح الطمأنينة عند الاسرائيليين و ادخال الرعب والخوف في قلوبهم ، بل أن الأمر قد تطور بأن أصبحت حماس تشن أيضا حربا اقتصادية ضد السياحة الاسرائيلية ، وذلك عندما قامت بإرسال رسائل قصيرة الي شركات الطيران الدولية تحذرهم من تنظيمهم لرحلات جوية لإسرائيل ، الأمر الذي تسبب بخسارة كبيرة للاقتصاد الاسرائيلي في قطاع السياحة.

و بالرغم من المحاولات الاسرائيلية لإحباط وتثبيت همة كتائب القسام ، الذراع العسكري لحركة حماس ، حيث يعلن دائما الجيش الاسرائيلي عن عدم تأثر المواطنين الاسرائيليين من صواريخ حماس ويعود ذلك حسب اعتقادهم لفعالية منظومة القبة الحديدة التي تتصدى دائما للصواريخ الفلسطينية إلا و أن حماس لم تستلم للدعاية الحربية الاسرائيلية حول فعالية نظام الدفاع التكنولوجي الإسرائيلي و اتبعت حماس منهجية جديدة في عملها العسكري عن طريق تنظيم عمليات عسكرية بحرية ضد القواعد العسكرية الاسرائيلية ، حيث حاولت مجموعة من قوات الكوماندوز الحمساوية أن تقتحم كتيبة زيكيم العسكرية وحاولت أن تشن هجوم عسكري ضد قوات الجيش الاسرائيلي في هذه العملية التي استشهد خلالها جميع أعضاء فرقة الكومندوز الحمساوية.

لذلك اذا أردنا أن نتحدث حول كيفية انتهاء هذه المعركة الساخنة بين حماس و اسرائيل ، فلابد أولا أن نتحدث عن هدف اسرائيل من عمليتها العسكرية والذي يكمن بعودة الهدوء إلي الجنوب الاسرائيلي عن طريق توقف اطلاق الصواريخ ضدها من قطاع غزة ، لذا فإذا لم يتحقق هذا الهدف الاسرائيلي الرئيسي فسيعتبر ذلك بمثابة فشل ذريع للجيش الاسرائيلي و حكومته التي تكبدت خسائر مالية كبيرة جراء تنفيذ هذه العملية العسكرية.

أما بالنسبة لحركة حماس ، فهي أعلنت بصراحة خلال بيان لها عبر الناطق العسكري أبو عبيدة بأن أهداف معركتها الحالية ضد اسرائيل هو اعادة تحرير أسرى صفقة الأحرار أو صفقة شاليط الذين اعتقلتهم اسرائيل في الضفة الغربية أثناء حملتها العسكرية ضد الضفة الغربية خلال شهر حزيران - يونيو 2014 و أيضا من ضمن أهداف حماس التي تسعى لتحقيقها من هذه المعركة هو عدم تدخل اسرائيل في افشال المصالحة الفلسطينية و رفع الحصار عن غزة عن طريق اعادة فتح معبر رفح البري .

لذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ما هي النهاية المتوقعة لتلك المعركة الشرسة بين الطرفين ؟

و للإجابة على هذا التساؤل ، أعتقد أنه قد جرت العادة أن تنتهي تلك المعارك عن طريق تدخل وساطة عربية أو دولية بين الفلسطينيين و الاسرائيليين من أجل وقف اطلاق النار ، فبكل بساطه المعركة لن تنتهي إلا عن طريق تدخل طرف ثالث يقوم بالتوسط بين حماس و اسرائيل و من وجهة نظري أن الطرف الأكثر ترجيحا للتوسط هو جمهورية مصر العربية التي مازالت تتردد في الوساطة بين طرفي المعركة ، لكن مع وجود نية أمريكية جدية لإنهاء هذه المعركة ومع محاولات من مبعوث الرباعية الدولية توني بلير ، الذي قام بزيارة الرئيس المصري مؤخرا في مقره لمحاولة اقناعه بضرورة التدخل لإنهاء هذه المعركة ، أعتقد أن هناك في الأفق بوادر لحل الأزمة و انهاء هذه المعركة المحتدة بين اسرائيل وحماس.

وبالرغم من إعلان اسرائيل بأن المعركة ربما تستغرق وقت أطول ، أعتقد أن لدى اسرائيل ميل كبير للتهدئة بينها وبين حماس و العودة إلي اتفاقية الهدنة السابقة لعام 2012 ، لذا أرى هنا أنه في نهاية الأمر ستوافق اسرائيل على شروط حماس وسوف تطلق سراح أسرى صفقة شاليط ، بل ستعلن موافقتها ضمنيا ودعمها من وراء الكواليس لفتح معبر رفح البري بالتنسيق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والحكومة المصرية التي ستقوم بدورها بفتح المعبر المصري بناء على اتفاقية المعابر 2005 أو على الأقل ستقوم بفتح المعبر المصري لأيام محدودة في كل شهر وذلك من أجل تنفيس الضغط عن قطاع غزة الذي يعاني من حصار مشدد ، أما بالنسبة للمصالحة الفلسطينية فمن المرجح أن تتراجع الحملة الاسرائيلية المضادة لحكومة الوفاق الفلسطينية وسوف يتم التباحث حول ايجاد حل لمشكلة رواتب الموظفين بطريقة تضمن أن تلك الأموال لا تصل مباشرة لعناصر حركة حماس.

لذلك فإنه من المرجح أن نستمع خلال الأيام القريبة القادمة عن تشكل اطار ما لاتفاقية تفاهم بين حركة حماس و اسرائيل بناءا على هدنة عام 2012 ، وذلك بعد أن توافق اسرائيل على شروط حماس ، لأن اسرائيل لم تخطط بالفعل لعملية طويلة الأمد قد تورطها أكثر في خسائر فادحه ، فبكل بساطه لا يوجد رغبة عند حكومة نتانياهو أن يكون لديها جلعاد شاليط أخر يجعل بذلك الحكومة الاسرائيلية تدخل في أزمة ثقة جديدة مع شعبها ، وفي الوقت ذاته تعلم اسرائيل جيدا أنها لا يمكن لها أن تقضي على حركة حماس كليا بمجرد عملية عسكرية محدودة الأمد مقابل استعداد عسكري ضخم من قبل حركة حماس تم الاعداد له منذ عدة سنوات سابقة.



#ريهام_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعادلة تغيرت و اسرائيل تستعد لمحكمة الجنايات الدولية
- أبعاد الحملة العسكرية الاسرائيلية و أثرها على اقتصاد الضفة ا ...
- أثرياء فلسطين و التغيرات السياسية
- لعبة الشطرنج بين عباس و نتاياهو، لعبة التحدي...
- عرب ال48: صراع نفسي و أزمة هوية...
- لماذا تهتم اسرائيل بالاقتصاد الرقمي و الالكتروني ؟
- حكومة المصالحة والتحديات الاقتصادية المقبلة
- عمال غزة يكادون أن يشيخوا من شدة البطالة ....
- الحرية الدينية: هل ستسمح إسرائيل لمسلمي غزة أيضاً للصلاة بال ...
- فشل المفاوضات و عقاب إسرائيل الاقتصادي للسلطة الفلسطينية !
- غزة : مختبر تجارب حربيه!
- عنف المرأه ضد المرأه لا ينكر أيضاً
- مفاوضات السلام و عقدة الأمن الاسرائيلية
- أخلاقيات الحروب و النزاعات
- حزب الله : الهدف الأول لإسرائيل
- قوقعة غزة
- الدولة المدنية و الدولة الدينية : وجهة نظر
- خطاب هنيه فعلاً كان مهم ....
- العدالة و حقوق الانسان في عالمنا العربي بين الواقع و التطبيق
- ابتسامات شعوب العالم تدهش الفلسطينيين !


المزيد.....




- تحليل للفيديو.. هذا ما تكشفه اللقطات التي تظهر اللحظة التي س ...
- كينيا.. عودة التيار الكهربائي لمعظم أنحاء البلاد بعد ساعات م ...
- أخطار عظيمة جدا: وزير الدفاع الروسي يتحدث عن حرب مع الناتو
- ساليفان: أوكرانيا ستكون في موقف ضعف في المفاوضات مع روسيا دو ...
- ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي لأنها توقعت فوز هار ...
- بسبب المرض.. محكمة سويسرية قد تلغي محاكمة رفعت الأسد
- -من دعاة الحرب وداعم لأوكرانيا-.. كارلسون يعيق فرص بومبيو في ...
- مجلة فرنسية تكشف تفاصيل الانفصال بين ثلاثي الساحل و-إيكواس- ...
- حديث إسرائيلي عن -تقدم كبير- بمفاوضات غزة واتفاق محتمل خلال ...
- فعاليات اليوم الوطني القطري أكثر من مجرد احتفالات


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريهام عودة - صيف مشتعل : كيف ستنتهي المعركة مع اسرائيل؟