أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي فهد ياسين - بستان الفن يفقد مصدراً من رذاذه المنعش .. وداعاً محمد جواد أموري ..!














المزيد.....

بستان الفن يفقد مصدراً من رذاذه المنعش .. وداعاً محمد جواد أموري ..!


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4510 - 2014 / 7 / 12 - 19:30
المحور: الادب والفن
    


بستان الفن يفقد مصدراً من رذاذه المنعش .. وداعاً محمد جواد أموري .!
مرة أُخرى يتقدم سرطان التصحر خطوةً في بستان العراق الفني والانساني , فقد ترجل أحد أهم الفرسان المقاومين له يوم أمس ليلتحق بركب المغادرين دون تعويض , تاركاً صفحاته المضيئة تراثاً يُقتدى , بعد خمسة عقود من جهده وأبداعه في تطريز لوحة الفن العراقي , بألوان الوجع المعتاد والبهجة الطارئة , في نشاطِ استقبله العراقيون بأحترام كبير وأضافوه الى خزينهم الثر الذي أنتجه مبدعيهم طوال تأريخهم الممتد منذ أول التكوين الى ماشاءت الدنيا .
خمسة عقود من الابداع الانساني الذي ابتدء بذرةً في هندية كربلاء ( ولد الراحل في قضاء الهندية عام 1935 ) وأينع عود ورد في معهد الفنون الجميلة في بغداد تحت اشراف استاذه الراحل ( أكرم رؤوف ) , تصدر خلالها الترتيب الأول على زملائه عازفاً لآلة ( الكمان ) , قبل أن ينتسب للفرقة السمفونية العراقية لستة عشر عاماً , أرتقى خلالها الى مقام العازف الأول في أختصاصه , بجدارة شهد لها الجميع في وقت لم يكن فيه للمجاملات على حساب الابداع موطئ قدم .
لقد توفرت للراحل ( ملكة الابداع ) العصية على الطارئين , من خلال اصوله المتشربة ( بالنواح الحسيني ) الذي وفرته جغرافية المنبت والدراسة الاكاديمية في بغداد , الخازنة لتراكم عقود من الحضارة العربية والاسلامية التي تربعت على دكتها وأحتضنت في رحمها خزائن الشعر والموسيقى, وتراثهما الذي صنعته أفواج المبدعين على أختلاف توجهاتهم وثراء ثقافات البلدان التي قدموا منها , فكان الراحل أحد فرسان المزاوجة بين الغناء الريفي العراقي الاصيل وغناء المدن التي تتقدمها بغداد عاصمة العراقيين الموروثة ثقافتها من أطراف الكون خلال عقود التأريخ التي يشهد لها الجميع .
لقد زرع الرجل وروداً بيضاء في قلوب ووجدان العراقيين , ستخلده في ذاكرتهم عن استحقاق يعترفون به ويحترمونه , وسيكون من الصعب أن تتلوث وروده الناصعة بعد غيابه مثلما كان من الصعب تلويثها في حياته , وليس أدل على ذلك من كلمات الوفاء والعرفان المغمسة بالوجع العراقي المعروف في مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة المكتوبة والقنوات الفضائية العراقية وبعض القنوات العربية وفاءاً لتأريخه المشرف .
المؤلم أن مجتمعاتنا الموبوءة بالفوضى , مجتمعاتنا التي تقدم الدمعة على الابتسامة , لازالت تعتقد أن السيف أكثر أمضاءاً من غيره لصناعة المجد , على ذلك لازالت الثقافة والفنون تتعرض الى التهميش والمضايقة وكأنها عدوة القادة السياسيين الفاشلين تحديداً , لأنها تمثل مرايا الشعوب , وهذه واحدة من مصائبنا التي كرست اساليب التضييق والتهميش على الانشطة الثقافية ورموزها العصية على الترويض , وليس أدل على ذلك من أن يتقدم خبر سياسي هزيل على خبر رحيل فنان موسيقي كبير مثل الراحل ( محمد جواد أموري ) , وهي معضلة كبيرة لازال اصحاب القرار السياسي يتجاهلونها رغم أهميتها في تصويب مساراتهم الخاطئة ناهيك عن أمكانية الاستناد عليها في البناء السليم للمجتمع , وعلى هذا الاساس يضاف هذا الرحيل المفجع الى قائمة فواجعنا المتضخمة منذ نصف قرن .
الذكر الطيب للراحل محمد جواد أموري الفنان والانسان , والعزاء لعائلته ومحبيه .
علي فهد ياسين



#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغشاشون يتصدرون المشهد ..!
- جهاد كفائي ضد ( دواعش ) البرلمان ..!
- لعبة النصاب في مجلس النواب ..!
- دواعش الأسواق العراقية ..!
- المواجهة مع الارهاب .. تريد العلم العراقي ..!
- الحساب ليس مع داعش فقط ..!!
- كُل العراقيين ضد الطاعون ..!
- الرحلة الثانية للقطار الامريكي .. الموصل محطة التزود بالوقود ...
- زها حديد تضع بصمتها على جبين بغداد ..!
- رسالة الى زكريا ..!
- مقابلة مع القنصل ..!
- أوراق على رصيفِ عراقي ..9
- برلمان ( سانت ليغو ) .. الفاشلون في الأنتخابات نواباً ..!!
- وزارة الثقافة ومشروع النصف عام ..!!
- كاميرات ميسان ..!!
- ثوار أمريكا !!
- البرلمان العراقي القادم .. الشعب ينتخب والقادة يختارون نوابه ...
- أوراق على رصيفِ عراقي ..!! ( 8 )
- الانتخابات العراقية .. انتخبت القائمة ( 232 ) منسجماً مع ضمي ...
- الانتخابات العراقية .. تكاليف العودة الى كافتريا البرلمان .. ...


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي فهد ياسين - بستان الفن يفقد مصدراً من رذاذه المنعش .. وداعاً محمد جواد أموري ..!