سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 4510 - 2014 / 7 / 12 - 19:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
-الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية (31) .
نواصل تسالى رمضانية التى قدمنا منها ثلاث أجزاء حتى الآن وهذا الجزء الرابع الذى سيأتى مختلفاً من حيث كمية الكنافة والقطايف والياميش فقد إقتربنا من نصف الشهر الفضيل وأمامنا الكثير لنقدمه لذا سنزيد من جرعة التأملات .
سينحو هذا الجزء نحو إلقاء الضوء وإثارة الإنتباه لكثير من الآيات التى إعتدنا سماعها فتمر علينا فلا ننتبه لحجم الإشكاليات بها والتى تخاصم المنطق والعقل بل تدين ذاتها بذاتها وهذا فى إطار سعينا لإثبات بشرية الأديان فكراً وهوى وإنفعالاً حتى يتحرر العقل من أوهام لم تعد تُجدى بل تُُخرب عقولنا وتنتهك إنسانيتنا .
- يا عم إنت هتتبلى علىّ انا معرفش الإتفاق ده .!
توجد آيتان بالقرآن تتناولا عرض الأمانة على الإنسان أى قبوله بالإختبار الإلهى والقيام بالفرائض .الآية الاولى فى سورة الأحزاب 72(إنا عرضنا الآمانة على السموات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها، وحملها الإنسان، إنه كان ظلوما جهولا) والآية الثانية بسورة الأعراف 172( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم، ألست بربكم، قالوا بلى شهدنا).
بالنسبة للآية الآولى تجد الإنسان كأنه حمل الأمانة إختياراً بعد أن تقاعست السموات والأرض والجبال عن قبولها ,ولتستغرب أولا كيف يتم عرض الأمانة أى الإختبار الإلهى على الجماد !! ,ولتستغرب أيضا رفضها لتحمل الأمانة !! ليقبلها الإنسان المُفترض أنه آدم والذى لم يشفع قبوله لها أن يذمه الله وينعته أنه كان ظلموماً جهولاً .!!
ولكننا نجد إختلاف فى الآية الثانية التى تعتبر قبول الأمانة جاءت لكل البشر (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم، ألست بربكم، قالوا بلى شهدنا ) لنتوقف هنا عند إشكاليات كثيرة لم ننتبه لها وهى أن الله يخبر أنه استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم وأنه لا إله إلا هو .! -وعندما يقول ظهورهم فهذا يعنى أن منشأ الحيوانات المنوية هى من الظهر وليس من الخصية ثم نأتى للإشكالية الثانية الطريفة فهل أشهد الله الحيوانات المنوية على حمل الأمانة , ثم نأتى لأكبر إشكالية والتى تعنينا وهى تلك الإتفاقية التى تمت بين الله ومنشأنا فمن المُفترض أن هذه الإتفاقية وذاك العقد محفوراً فى الذاكرة الإنسانية لكل إنسان فهو الإتفاق والعهد والعقد الذى تم وعلى أساسه سيتم الحساب فهل يتذكر أحد هذا الإتفاق وتلك الشهادة .. هل تتذكر ؟ّ!! -الغريب أن كل هذ الكلام الخرافى يتبدد فلا شهادة ولا أمانه ولا يحزنون بذكر القرآن نفسه فى سورة الكهف (مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُد).!
- طب دول عارفين الغيب ولا بيشموا من على ضهر إيديهم.!
كم مرة سمعنا هذه الآية من سورة البقرة 30(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) ولم نتوقف عندها ,فلو تأملانها جيدا ستخرج بصورعجيبة , فبداية هناك شكل من أشكال التشاور والدردشة بين الله والملائكة فهل الله يستأذن الملائكة أو ينتظر حتى مشورتهم ورؤيتهم !! هل هذا يجوز عند الإله الخالق !! ثم تلمح أسلوب من التقريع أو فلنقل اللوم والتأنيب من الملائكة لله بقولهم "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ " !! ثم نأتى للطامة الكبرى التى لم يلتفت لها أحد فالملائكة هنا تعلم الغيب الذى هو حكر على الله وحده دون شريك وذلك بقولها "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء" فهى تعلم أن الإنسان سيفسد فى الأرض ويُسفك الدماء أى تعلم طبيعة وأسرار جسده الذى يحتوى على دم يُراق وأن القتل هو إسفاك للدم وعمل سيكون منبوذاً فى المستقبل ولنلاحظ أن كل هذا قبل خلق الله للإنسان فكيف لها أن تعلم !!,فالله وحده عالم الغيب وهو يعلن عن ذلك بقوله( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ).
الغريب فى هذا المشهد أيضا أن علم الملائكة أفضل من علم الله فهم ذكروا أن الإنسان سيفسد فى الأرض ويُسفك الدماء وهو ماحدث بالفعل بينما الله قَالَ "إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" .!
- خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا .!
(ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين قال أنظرني إلى يوم يبعثون قال إنك من المنظرين قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين) الأعراف.
هناك إشكالية وتناقض لم ننتبه إليها فى آية سورة الأعراف فهى تقول ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم وهى تختلف عن ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) ففى الآية الأولى يعطى لنا معنى أن الله خلق آدم وذريته بقوله ولقد خلقناكم ثم صورناكم ليأمر الملائكة بالسجود لآدم بينما فى الآية الثانية كان أمر السجود لآدم قبل أن ينجب ذرية ولنلاحظ أيضا تسلسل وتوالى الأحداث بالقول ولقد خلقناكم ((ثم)) صورناكم ((ثم)) قلنا للملائكة إسجدوا لآدم , فكلمة "ثم" تعنى التتالى فى الأحداث التى مشهدها الاخير سجود الملائكة .!
- هو إبليس خرج مطرود من الجنه ولا كان مستخبى .!
نعلم أن الله طرد إبليس من الجنة حينما رفض السجود لآدم ( فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ) وقال لآدم: (َيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) .ثمّ فجأة نجد إبليس يظهر فى الكادر السينمائى ثانية وعاد إلى الجنّة بعد طرده منها ليغوى آدم(فأزلَّهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه) لنسأل هنا : ألم يطرد إبليس من الجنه أم كان مستخبى والله لم يفطن لمكانه أم أننا أمام أسطورة غير متماسكة .
- هل هى صفقة ام ماذا ؟!
فى سورة الأعراف 80 (قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ. قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ . قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ. ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)
أليس غريبا أن الله عاقب آدم وطرده من الجنه كونه طفس هو والست حرمه حواء ( طفس فى التعبير المصرى يعنى شره للأكل ويأكل وهو شبعان ولا يهمه نوعية الأكل ) فبالرغم أن هذا الطفس لم يتحدى الله تحدى سافر ذو غرور متغطرس كإبليس فبدلاً ان يحرقه الله بجاز وسخ ويمحيه من الوجود عقد معه صفقة وقبل شروطه "أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ " فيقبل الله ذلك "وإنك لمن المنظرين" فألا تعتبر مكافأة , والخيبة أن تلك الصفقة المشبوهة ريحتها فاحت ليفضحها إبليس بقوله " فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ. ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ" ولنتوقف وننتبه لقول " بما أغويتنى " .!
- هل الشياطين تحت أمرة الله ام إبليس .؟!
فى سورة مريم 83 آية جدير أن ننتبه لها (وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا ) ولنتوقف أمام ( ألم تر أنا أرسلنا ألشياطين على ألكافرين تؤزُهم أزآ ) .! -ليستوقفنا أولا "ألم تر" فهل رأى أحد من المؤمنين أو الكفار إرسال الشياطين على الكافرين ثم نأتى للطامة الكبرى ,فالله فى هذه الآية هو الذى يتولى إرسال وقيادة الشياطين بنفسه فى مشهد غريب كل الغرابة يجعل من الله شريرا يقوم بغواية البشر بينما من المُفترض أن هناك إبليس يقوم بتلك المهام الشريرة , فهل الشياطين يعملون لدى الله أم إبليس .؟!
-هل الشمس والقمر والأصنام ستدخل نار الجحيم .؟!
فى سورة يونس 28 مشهد غريب جدير أن ننتبه له وهو أن الله سيحشر الأصنام فى جهنم (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ) ويؤكد هذ فى سورة الأنبياء 98 (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ).
هل المعبودات الوثنية ستدخل الجحيم فأى منطق هذا ,فالإنحراف فى العبادة من الإنسان وليس من المعبودات فهى جماد بينما هو فكر الإنسان الخاطئ المنحرف المشوه الذى يجعله يتصور الأصنام والقمر والشمس آلهة ,فهل الله سيدخل الشمس والقمر والحجارة النار لتكون حصب جهنم عقاباً لأنها كانت معبودات .! .. وأى وعى إلهى أو فكر طفولى هذا الذى يجعل من الأصنام نداً له وهو الإله المتفرد .؟!
- إذن الله يقدس يوم عطلته الأسبوعية.!
فى سورة الأعراف 164( واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون)
حاجات غريبة فى هذه الآية لم ننتبه إليها ,فالله يبعث رزق اليهود في يوم السبت وهو اليوم الغير مسموح فيه الصيد ويجعل بقية الأيام بلا رزق من السمك أى أنهم مُجبرون على الصيد فى يوم السبت حتى يعيشوا .. فما معنى هذا ,, هل الله يشاكس يعاند يقرفهم فى عيشتهم وبعد ذلك يلعنهم ويسخطهم ,فالمفترض أنه يوفر لهم سبل الإعاشة فى الأيام العادية ليكون صيدهم بعد لك فى يوم السبت عملاً مرفوضاً.
هناك نقطة أخطر جديرة بالإنتباه ,فاليهود يقدسون السبت لأن الله إستراح فيه بعد الخلق فهكذا إيمانهم بينما الله فى الإسلام يرفض هذه الرؤية تماماً ,فالله لا يستريح ورغماً عن ذلك نجد الله فى القرآن إعتنى بتقديس السبت لدرجة أنهم يبتليهم ويلعنهم ويسخطهم قردة وخنازير .فهل الله كان يقدس السبت فى الماضى بإعتباره يوم راحته الأسبوعية ثم ألغى الأجازة بعد ذلك أم هو كان يساير رؤيتهم المنحرفة أم أن محمد جعل الله الإسلامى يتقمص الله العبرانى (يهوه) فى معرض كراهيته لليهود والرغبة فى النيل منهم وتقليل شأنهم ليقع فى هذا المطب دون أن يفطن أنه يجعل الله هكذا يقدس السبت لأنه يوم عطلته الأسبوعية .!
-معلهش مخدش باله أن دول بتوع الإله إيل .!!
( قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين ، من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين) وفى القرآن والسنة نجد الإيمان بأن رؤساء الملائكة أربعة :جبريل وإسرافيل وملك الموت وميكال ، فجبريل ملك الوحى وإسرافيل أوكل الله إليه النفخ في الصور وميكال أُوكل إليه الغيث الذي به حياة الناس وعزرائيل قابض الأرواح.
طب كل دول على عينا وعلى راسنا ولكن عذراً فهذه الملائكة ليست بتوع الله وأسمائهم هذه تسئ لله ! ,فيبدو أن محمد لم يفطن أن جبرايل وعزرائيل واسرافيل وميكائيل تنسب للإله إيل وهو إله وثنى للكنعانيين والسومريين فهل يسمى الله ملائكتة بأسماء إله وثنى؟!! .. ألم يكن من الحرى أن يطلق أسماء جديدة فيقول جبراالله – ميكاالله .. معلهش مخدش باله وبتحصل فى أحسن العائلات فالكتاب المقدس نقلها بدون ان يدرى ,,وأهى ألهة أصحاب بعض وبيستعيروا من بعض الملائكة .!
- تسبحوه .!!
فى سورة الفتح 9( إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً) .. بالرغم أن هذه الآية تُقر أن محمد شاهداً ومبشراً ونذيراً فهناك آيات أخرى تسلبه هذا ولا تجعل للنبوة أى معنى أو قيمة ففى القصص 56( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين) وفى النحل 37( إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل ) وفى الكهف 17(من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا) .
ننتقل لنقطة تطلب تفسير من أصحاب البلاغة "فإنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا "يخاطب الله فيها نبيه ثم يحدث تغيير فجائى ليخاطب الله المؤمنين فى الشطر الثانى من الآية بقوله "لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً " بالرغم أن الخطاب كان موجهاً للنبى فأى بلاغة هذه ,ولكن مهلاً فالنقطة الجديرة بالإنتباه أن الله يأمرنا أن نسبح النبى "وتسبحوه" فهل يوجد تسبيح لغير الله ., هل يوجد ؟!
- أمال قرآن عربى مبين إزاى وكيف يؤمن البشر إذا كان تأويل الآيات عند الله .!
شئ غريب وعجيب لم يلتفت إليه احد بالرغم أنه يقوض كل ما يفهمه المسلم عن قرآنه بل يجعله من الزائغين الضالين لدون أن يدرى ففى سورة آل عمران 7( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ).
فلننتبه فهو كتاب لا يعرف تأويله إلا الله والراسخون فى العلم فكيف هو بكتاب مبين واضح المعنى والدلالة ذو آيات بينات يحكم بها الله ويطلب المؤمنين الإمتثال لها وسيحاسبهم يوم القيامة ,فهناك غموض واضح لا يعرفه إلا الله والراسخون فى العلم لنقول أيضاً كيف نعرف أن هؤلاء راسخون فكل من يتطوع بالتفسير والاجتهاد من علماء سنه وشيعه الخ كلهم راسخون وكلهم أيضاً مختلفون فما ذنب المسلمين الذين إنقادوا وآمنوا خطأ بعد إنقيادهم للراسخون .
انظر أيضا للمطبات الغريبة والعجيبة فالآية تقول (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ) يعنى الله يقر بوجود آيات متشابهات تعمد أن يضعها فتكون المشكلة من إنتاجه بهذا الخلط والغموض والتضارب ثم يضعها على البشر الذين تتشابه الامور لديهم رغماً عنهم ليعتبرهم زائغون يبتغون الفتنة فما هذا الكلام ؟!, المؤمن لن يهمل الفهم الصحيح عمداً ليقع فى الزيغان طالباً الفتنة بل هو يجتهد ليؤمن لتكون الإشكالية فى هذا الكتاب الذى يقال عنه مُبين وهدى ذو آيات بينات لتوجد فيه متشابهات لا يستطيع أحد تأويلها إلا الله والراسخون فى العلم فمن أدرانا أن الراسخون فى العلم تأويلهم صحيحاً ولن يقعوا فى المتشابهات فهل هم أيضا يبتغون الفتنة .ثم هناك إشكالية كبيرة أخرى فلا تستطيع القول أن هذه الآية فيها تأويل وتلك لا توجد بها فليس هناك تحديد ليُصاب قارئ القرآن بالتشوش والتخبط .
هذا الكلام لا يوجد فيه اى منطق وعقلانية ويجعل القرآن كتاب ضلال مثلما يقال عنه كتاب هدى ليكون منطقنا أن محمد أدرك أن هناك إشكاليات كثيرة فى القرآن فلكى يدارى عليها ويسد أى نقد ذكر ان هناك آيات متشابهات وآيات تحتاج إلى تأويل فعندما تثير إشكالية تضارب فى النصوص سيقال لك ليس المقصود به ذلك ولكن هناك معنى آخر لا يعلمه إلا الله وبذلك تتبدد الشبهات ولكن يبقى للعقل يفكر فى هكذا مناورات غريبة .
- طب نعرف منين الناسخ والمنسوخ .؟!
تناولت فى تسالى رمضانية 3 التناقض الفج بين آيتى (لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ) يونس 10: 46 -( لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ) سورة الكهف 18: 27 من جهة وبين آية ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) لنتناول هنا إشكالية تحديد الآيات الناسخة والمنسوخة ,فالقرآن لا توجد فيه آية يُرفق فى نهايتها إشارة أنها ناسخة أو منسوخة ,كما ان النبى محمد لم يذكر فى أحاديثه الكثيرة الآيات الناسخة والمنسوخة ليقوم بتحديد تلك الآيات علماء وشيوخ الإسلام ليدخلون هكذا كطرف ثالث على الله ومحمد فى إلغاء حكم آيات وتأكيد الآخر لنكون أمام مايشبه الكهنوت ولكن هذا لا يعنينا ,فإجتهاد وفتوى هؤلاء الشيوخ الذى يبطلون آيات وينسخونها ,فمن أدرانا بصحة فهمهم ورؤيتهم وهذا حادث بالفعل فهناك قامات إسلامية لا تعترف بوجود آيات ناسخة ومنسوخة وهناك من ينسخ آيات لا ينسخها غيره لتدور معارك فى هذا الشأن وأهو كله مولد لا تعرف راسك من رجليك فلم تكتفى الأمور بالتأويل الذى لا يعلمه غير الله .
وإلى تسالى أخرى رمضانية تقبلوا مودتى .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .
-الجزء الاول من تسالى رمضانية
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=421657
الجزء الثانى من تسالى رمضانية .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=422040
الجزء الثالث من تسالى رمضانية
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=422555
#سامى_لبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟