أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - هشام إبعقيلن - الذكر حيوان عاقل -لماذا-؟














المزيد.....

الذكر حيوان عاقل -لماذا-؟


هشام إبعقيلن

الحوار المتمدن-العدد: 4510 - 2014 / 7 / 12 - 08:18
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


صنف أرسطو الكائنات الحية إلى نباتات و حيوانات، وفي هذا الإطار فالإنسان حيوان بالمعنى البيولوجي، مثله مثل الأسد، لكن الإنسان مُيز بالعقل، فأضيف لقب العاقل إلى الإنسان " حيوان عاقل" .
هذا العقل يوجه تصرفات الإنسان ويعطيها بعدا إنسانيا عقليا لا حيوانيا، فيتحكم الإنسان برغباته وشهواته وغرائزه الحيوانية، بعيدا عن أي همجية أو بربرية، فيصبح المجتمع نوعا من العقل الجماعي الذي يحاكم العقل الفردي ويحاسبه " في كثير من الحالات". وحين يفقد الإنسان طابعه العقلي ويسمح لغرائزه بالتحكم به، هنا يبرز الطابع الحيواني للإنسان، حيث يقتل انتقاما ،يغتصب ويتحرش وما هذا إلا رفع للستار عن هذا المخلوق الداخلي المخيف، الذي طالما حاول الإنسان إخفاءه وارتداء سترة العقل. وهنا تكمن واقعية وصف الإنسان بالحيوان " يا هذا الحيوان" لدرجة مقبولة جدا، فهذا الوصف تعبير صارخ لقيام بفعل مجتمعي غير مقبول "أو من وجه نظر المتضرر" وهنا يمكن الاستدلال بظاهرة التحرش الجنسي " ولقد أصبحت ظاهرة" هنا ينسلخ الذكر عادة من جلد الإنسان ويتقمص دور الحيوان البدائي المدفوع بالغريزة، و تصبح الأنثى مجرد جسد " فريسة" تساهم في تحرير ولو جزء من الكبت الجنسي لدى مقابلها الذكر " بنية أو بغير نية ". هنا يلعب العقل دوره الرئيسي في توجيه التفكير الحيواني لدى الإنسان، فبحضوره يعود الفرد إلى رشده المجتمعي ويتراجع طابعه الحيواني " بعد مناقشة داخلية مع العقل"، وبغيابه يداس البعد الإنساني في الشخصية ويحل محلها الحيوان الآدمي بكل تجلياته. فيغوص الإنسان الحيوان في مستنقع النذالة الأخلاقية للوصول للذة، حيث يرفع شعار القوي يأكل الضعيف، ويُقترف الجرم ثم بعد هذا يتراجع البعد الحيواني وينادى على البعد الإنساني العقلي، لتفهم الأمور وتحلل ويتبين الفعل الشنيع لكن بعد فوات الأوان، وهنا يلاحَظ عامل الندم فغالبا ما يحضر هذا الأخير عندما يكون الفعل المرتكب نتاجا لخلخلة الموازين الداخلية و تغلب الغريزة عل العقل، في حين يختفي هذا العامل "ولو لمدة قصيرة" عندما تتعلق الجريمة بانتقام أو تصفية لحساب شخصي. غير أن غالبية ردود الأفعال الملاحظة تكون سريعة سرعة البرق، فالكلمة الجميلة "كما توصف" والتي تستعمل للتحرش تصبح لا إرادية، ومن الصعب جدا التحكم بها، نظرا لانفتاح نافذة الحيوانية لدى الذكر كلما أبصرت عيناه مهيِّجا جنسيا " الأنثى"
فبقبول هذه الأخيرة للوضع " بالابتسامة أو التجاهل" يعود الجاني لعقلانيته بسرعة وفي كثير من الأحيان يتمادى وتتوالى الأفعال وردود الأفعال بين ما هو حيواني و ما هو عقلاني، وباستنكار الأنثى ورفضها لهذه الأفعال، تنسلخ الذات العقلانية عن الحيوانية لدى الذكر، وتنطلق ردود أفعال حيوانية " كالسب والقذف و الضرب ... انتهاء بالاغتصاب " ففي حين تفهم الأنثى أن حريتها مضمونة ومصونة اجتماعيا "أخلاقيا وقانونيا" يفهم الذكر بالمقابل بأن حريته بإظهار طابعه الحيواني الغرائزي جد مقبولة، وهنا يطرح السؤال التالي:
ما الرد المناسب على الفعل الحيواني في غياب القانون الاجتماعي " في حالة فعل تغافله القانون" ؟



#هشام_إبعقيلن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - هشام إبعقيلن - الذكر حيوان عاقل -لماذا-؟