حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1275 - 2005 / 8 / 3 - 07:43
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
في الثاني من آب عام 1990 ، أمر طاغية العراق السجين صدام , قواته وجيوشه وأجهزته الأمنية والإستخباراتية الخاصة للتوجه الى الحدود الكويتية ومهاجمة وغزو دولة الكويت والسيطرة عليها بالكامل ، وهذا ما تم فعلا .
حيث إستولت هذه الجيوش على دولة الكويت بقوة السلاح , وقتلوا وأسروا وإعتدوا على البشر وسلبوا ممتلكات المواطنين الكويتيين وغيرهم ، وحرقوا ودمروا أغلب مرافق الحياة بما فيها الإقتصادية الحيوية بعد نهبها وسلبها من قبل هذه العصابات الصدامية .
مقابل هذه الممارسات العدوانية الخسيسة بحق أحد جيران العراق ، شعب الكويت الشقيق ، حيث شاهدنا وسمعنا آنذاك أصوات بعض العرب ، من أنظمة وأحزاب وشخصيات وجماهير مظللة بالشعارات الفارغة من أي معنى سوى الصراخ ، قد أيدت هذا العدوان الجبان وساندته بكل الوسائل السياسية والدبلوماسية والإعلامية .. وحصل هذا حتى من بعض الذين كانوا ولازالوا تحت الإحتلال الإسرائيلي .
فكيف يرضى هذا الذي عاش ويعيش تحت معاناة وعذابات الإحتلال ، بأن يغزو صدام بلدا عربيا ويحتله بالقوة ؟؟، هذا صدام الذي كان يصرخ بأنه قادر على حرق إسرائيل وتحرير فلسطين ، ولكنه إحتل الكويت بدلا من أن يحرر فلسطين كما كان يدعي .
أليس كان على العرب المؤيدين والمساندين ، لغزو صدام لدولة الكويت الشقيقة ، أن يفكروا ولو للحظة واحدة ويسألوا أنفسهم ؟ .
أليس من المفروض أن يوجه صدام جيوشه هذه الى الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بدلا من الكويت ، إذا كان فعلا يريد تحرير الأراضي العربية من المحتلين الإسرائيليين ؟ .
وهل أن تحرير القدس لا يمكن أن يتم إلا عبر غزو دولة الكويت ؟؟ .
أن قوات وجيوش صدام التي إحتلت دولة الكويت ، وفعلت ما فعلت ، من مآس وويلات ومصائب ومشاكل إجتماعية ونفسية لا تزال آثارها الإجرامية باقية في حياة الشعب الكويتي .
هي نفسها هذه العصابات الصدامية ، التي تركت وراءها كل هذه المقابر الجماعية والأرامل والأيتام والعذابات اليومية ، والهموم التي لا تنتهي ، من القتل والتعذيب الى الحروب والتهجير مرورا بألآلاف من المفقودين والمغيبين ولم يعثر حتى على قبورهم الى يومنا هذا .
أن صدام السجين هذا ، مثلما أضر بالعراق وأهله ، أضر كذلك بالجيران وبالقضايا العربية ومنها قضية فلسطين ، وهو الذي أوصل العرب الى هذا الحال الذي نحن فيه .
ولكن للأسف الشديد ، وحتى بعد إكتشاف البعض من جرائم صدام الموثقة بالأدلة والبراهين بحق شعب العراق والجيران وليس كلها ، لايزال البعض من العرب بما فيهم بعض أصحاب القضية الفلسطينية ، يعيشون بشعارات وخطابات صدام المزيفة دون أن يلتفتوا بما حل بالعراق بسبب سياساته العدوانية الرعناء .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟