احمد اوبلوش
الحوار المتمدن-العدد: 4510 - 2014 / 7 / 12 - 07:46
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
"تازة قبل غزة"
كنت في السابق أقرأ هذه المقولة بكثير من الاستهجان نظرا لقيمة النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني في قلوبنا...ولأن قضايا التحرر ضد الاستبداد والظلم كانت مبدأ أمميا لا يستكين لأية مزايدة أو مناورة...ومع مرور الوقت أصبح التضامن والصراخ والمظاهرات والعرائض ضربا من ضروب الاستنساخ النضالي بمغربنا الجريح...فلم يعد لنداءات التضامن وللمسيرات (المليونية) سوى لحظات للاحتفالية بالارتباط الوجداني بالقضية الفلسطينية في احتفالية ماكرة بالمآساة التي يتعرض لها المدنيون العزل بفلسطين الجريحة...ففي كل عدوان نفس النداءات ونفس الشعارات ونفس الاصطفافات ويختلط اليسار مع اليمين...الاسلامي مع اللبيرالي...جوقة أحزاب المخزن تصطف في مسيرات هزلية تدعو إلى الشفقة والاستبلاد....ومع مرور السنين...يستمر الاستعراض وتستمر معاناة الشعب الفلسطيني...تُجمع الاموال باسم بيت مال القدس..تُعقد الندوات واللقاءات...وفي كل مناسبة يتم حشد الهمم...إنه شعب الاستثناء يُعانق قضايا الأمة ولو كان به خصاصة...
فهل فعلا ينتظر منا الشعب الفلسطيني كل هذه المبادرات رغم عمق نُبلِها؟؟
هل يمكن لشعب تمرس النضال والصمود والمقاومة أن يستجدي من شعب تمرس الاستعباد والنكوص والمساومة؟؟؟ لماذا لا تنتفض ضمائر المغاربة ضد الفساد والاستعباد والقمع المسلط على رقابهم يوميا من طرف النظام المخزني الفاسد؟؟؟ هل شعب النعاج يمكن أن يضرب مثلا في العنفوان والكرامة والدود عن قضايا الشعوب الاخرى؟؟؟ ربما كانت "قولة تازة قبل غزة" قولة فلسطينية بامتياز لاننا نثير شفقة أطفال الحجارة حين سيقولون لنا: إنَّنَا لا نَحتاجُ إلى صُراخكم وَلا إلى دراهِمكُم...إننا نحتاج إلى شُعوب وأنظمة ديمقراطية تُزهر مِن حَوْلنا، نحتاج إلى صَوت الحرية والكرامة عَابِر للحدود والأوطان فهو وحده القادر على خَنْقِ الكيان الصهيوني...
شكرا على تضامنكم أيها المغاربة "فتازة أولى بصراخكم من غزة...."
"وخَيْر لَنا أن نَكُون عَبيدا نُقَاتل مِن أَجْل حُرِّيتنا مِن أن نَكون أَحْرارا مِثلَكم نُسَاوي اَلْعَبيد"
#احمد_اوبلوش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟