أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - العنف ضد المرأة














المزيد.....

العنف ضد المرأة


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4508 - 2014 / 7 / 10 - 14:47
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ما العنفُ ضدّ المرأة؟ ليس صحيحًا ما يظنّه كثيرون في أنه يقتصر على الإيذاء البدني الذي يوقعه "ذكرٌ"، (لا أقول رجل)، بأنثى، محتميًا بقوته البدنية التي تفوق قوة ضحيته. وفي المجتمعات الرجعية (مثل مجتمعاتنا حماها الله)، يضيفُ الذكرُ إلى "عضلاته"، مظلّة قبيحة أخرى يحتمي بها ضد ضحيته المستضعفة؛ هي ظلامية المجتمع، التي تجعل منه سيدًا ذا جبروت، وتجعل من المرأة جاريةً ذليلة، لكيلا أقول عبدةً، يجوز معها أن اتباع صدر بيت الشعر الذي قاله أبو الطيب المتنبي: “لا تشترِ العبدَ إلا والعصا معه”!
لكن الجمعية العامة للأمم المتحدة وسّعت مفهوم "العنف ضد النساء" ليشمل أي اعتداء مبني على أساس "النوع"، جسديًّا كان أو نفسيًّا أو جنسيًّا، أو تهديدًا بالاعتداء، أو الضغط المعنوي أو الحرمان التعسفيّ من الحريات، في إطار الحياة العامة أو الخاصة. وأشار الإعلان العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الصادر عام 1993 إلى أن الجاني قد يكون من كلا الجنسين، أو يكون من أسرة الضحية، وقد يكون الجاني هو الدولة نفسها، إذا ما تهاونت في احترام المرأة والانتصار لحقوقها إن سُلبت. أما في الدول المتحضرة، فحماية المرأة تعدُّ مسألة أمن قومي، وليست وحسب أمرًا أخلاقيًّا ودستوريًّا ودينيًّا. لأن إيذاء المرأة يكلّف الدولة أموالا هائلة، إضافة إلى كُلفة الخلل المجتمعي والتصدّع الذي يهدد أمن المواطنين والأطفال جراء تلك الحماقات العنصرية. فتقارير منظمة الصحة العالمية WHO ترى أن العنف ضد النساء عبءٌ ماديّ لا مبرر له تتحمله نُظم الرعاية الصحية (التي لا نتمتع بمثلها) في الدول المتحضرة التي تحترم حقوق الإنسان. ذاك أن النساء اللواتي يتعرضن للعنف يحتجن إلى خدمات صحية بتكلفة باهظة مقارنة بالنساء الآمنات. وأكدت الدراسات البحثية وجود ارتباط شرطي بين سوء معاملة النساء وبين مستوى العنف في المجتمع، إلى درجة يمكن معها التنبؤ بمستويات العنف في الدول المختلفة بمجرد تسجيل مدى سوء معاملة المرأة في كل دولة.
لكل ما سبق، ولأن مصر تطرّز الآن ثوبًا جديدًا يليق بها، لتخطو به خطواتها نحو "استعادة" التحضّر الذي ضاع منها، منذ نصف قرن، كان لابد أن يكون لمصر نهجٌ مؤسسي يُعيد للمرأة المصرية مكانتها التي اهترأت بفعل عوامل كثيرة، أهمها الجهل والفقر.
لهذا احتشدنا يوم الاثنين الماضي 7 يوليو لنشهد هذه اللحظة التاريخية في حاضر مصر. مؤتمر إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة، بمبادرة المجلس القومي للمرأة، تحت رعاية السفيرة ميرفت التلاوي، المناضلة الشرسة التي تنتزع حقوق المرأة من أنياب مجتمع لم يتعلم على مدى عقود احترام حقوق الإنسان بوجه عام، والمرأة على وجه الخصوص. لكن مصر بعد ثورتين هائلتين، أعادتا للمواطن المصري ثقته في أنه صانع القرار، آن لها أن تعيد النظر في مسألة المرأة التي أُرجئت طويلا حتى وصل الأمرُ إلى آماد غير معقولة من زواج مبكر واغتصاب طفلات وحرمان من التعليم وختان وتحرش وعنف أسري وغيرها الكثير مما يدخل في نطاق العنف ضد المرأة. دشّن المؤتمرُ هذه الاستراتيجية ووقع البروتوكول الرسميّ رئيسُ مجلس الوزراء المستنير، مهندس إبراهيم محلب، ووزراءُ سبعةٌ يمثلون سبع وزارات: الداخلية، التضامن الاجتماعي، العشوائيات، التربية والتعليم، الصحة، العدل، القوى العاملة والهجرة، وقع كلّ منهم على بيان المجلس.
أثق في أن غدًا أجمل سيشرقُ على وجه مصر في ظل دستور يرعى حقوق المرأة ويضمن لها مكانتها ويعيد إليها احترامها الذي كفله لها اللهُ وأمر به البشرَ.

2014



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب الداهية
- المجد للنباتيين يا آكلي اللحوم
- الفئران أول من يشعر بالخطر فتغادر السفينة قفزاً في الماء، يل ...
- متى ينام إبراهيم محلب؟
- ثاني رمضان، بلا إخوان
- المايسترو
- المتحرشون لم يفسدوا فرحتنا
- وجدي الحكيم، وحلم لم يكتمل
- الروث في مياه الشرب!
- أحمر باهت
- العذراء، وشمس الدين التبريزي
- المحاكمة داخل الكهف
- -فتحية العسال- وحصان عم محمد
- انتخبت بدمائها وطفلة تغني
- الخطاب الديني والتحرش، يا ريّس!!!!
- حكيم عيون
- بيان مهم من الكاتبة فاطمة ناعوت
- النور يعيد السيدة العجوز
- اليومَ إكليلُ الجميلة
- الصخرة والسراويل الساقطة


المزيد.....




- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- بزشكيان: قبل فرض قوانين الحجاب الجديدة يجب إجراء محادثات


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - العنف ضد المرأة