أديب حسن محمد
الحوار المتمدن-العدد: 1274 - 2005 / 8 / 2 - 11:36
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
تناقلت وكالات الأنباء خبر وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد صاحب الخدم والحشم والألقاب والسمو والغبطة سليل الملوك والقصور وجائب العالم على متن طائراته الخاصة من أقصاه إلى أقصاه،والذي بلغ من العمر عتياً دون أن يفقد التلذذ بطعم القهوة المرة التي يستقبل بها زائريه.
وفي نفس الوقت وربما في نفس اللحظة من يدري قتل جون غارانغ في تحطم طائرته في ظروف غامضة،قتل غارانغ ولم تزل بذلته العسكرية مغبرة من غبار معارك الجنوب،ولم تزل جبهته متغصنة من الصبر الطويل الذي تحلى به ومن الأهوال والمصاعب التي مرت عليه وهو يعيش حياة متنقلة تفتقد الاستقرار والأمن والأمان فيما البشير بكلابيته البيضاء الناصعة المكوية بإتقان وبصولجانه المذهب ينعيه بكلمات لا تخلو من البرود.
وتجيء وسائل الإعلام العربية الحكومية لتقطع بثها وتعلن وفاة الملك المغفور له وتقدم ساعات طويلة من بثها لتغطية سيرة الملك وإنجازاته وفصول حياته،ثم لتعلن فترة حداد تنكس خلالها الأعلام وتلغى الاحتفالات،فيما لا يحظى خبر مقتل مناضل مثل جون غارانغ سوى بخبر هامشي،فيا لسخرية القدر،ويا لانحياز الإعلام العربي الذي هو نتاج فترة طويلة من غسل أدمغة الأجيال،ومن ثم تعبئتها بمعلومات أحادية مقدسة وغاية في التضليل...فلان خائن إلى أن يثبت العكس،فلان زعيم عربي لا يغمز من قناته ولو أباد نصف شعبه،لقد كان الإعلام العربي الرسمي ولا يزال يمشي على مبدأ: أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً،وما زال هذا الإعلام ينظر إلى الأقليات(مع التحفظ على التسمية)نظرة تخوين،فلا يرى فيهم سوى ثلة من المخربين والمتآمرين على الأمن القومي العربي،وهم يدورون في فلك الصهيونية والإمبريالية العالمية(تلك التهمة الجاهزة والتي توزع مجاناً)ولهذا الأمر وقعه على الأرض بين طبقات المجتمع العربي الذي تأثر إلى حد ما بهذا الخطاب الإعلامي المضلل..
ولكن إلى متى....؟؟؟
عندما يتفاوت الموت بين إثنين لا نملك إلا أن نحرف بيت الشعر
تعددت الأسباب والموت ليس بواحد
#أديب_حسن_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟