داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 4508 - 2014 / 7 / 10 - 12:09
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قالوا: (( لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصَّفْراء - وقال ابن هشام: الأثيل - أمَر عليَّ بن أبي طالب بضَرْب عُنق النضر بن الحارث بن كَلَدَة بن عَلْقمة بن عبد مَناف، صَبْراً، بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت أُخته قُتَيْلة بنت الحارث تَرْثيه:
يا راكباً إنّ الأثَيل مَظَّنَة ... من صُبْح خامسةٍ وأنت مُوَفَّقُ
أبْلغْ بها مَيْتاً بأنْ تَحيَّةً ... ما إن تَزال بها النَّجائِبُ تَخْفِقً
منِّي إليك وعَبْرَةً مَسْفُوحَةً ... جادت بواكفها وأخرى تَخْنُقُ
هل يَسْمَعنِّي النَضْر إن ناديتُه ... أم كيف يَسْمع مَيِّتٌ لا يَنْطِق
أمحمدٌ يا خير ضِنْء كريمةٍ ... في قومها والفَحْلُ فَحْلٌ مُعْرِق
ما كان ضَرَّك لو مَنَنْتَ وربما ... مَنَّ الفتى وهو المَغِيظُ المُحْنِق
فالنَّضر أَقْرَبُ مَنْ أسَرْتَ قَرَابَةً ... وأحقُّهم إن كان عِتْقٌ يُعْتَقُ
ظَلَّت سُيوف بني أبيه تَنْوشه ... للّه أرحام هُناك تشقَّق
صَبْراً يًقَاد إلى المنيَّة مُتْعَباً ... رَسْفَ المُقَيد وهو فانِ مُوثَق
قال ابن هشام: قال النبي الصلاُة والسلام لما بلغه هذا الشًّعر: لو بلغني قبلَ قَتْله ما قتلتُه )) .
{راجع : ابن عبد ربه ، العقد الفريد 6/113. ابن كثير ، البداية والنهاية 3/306 . ابن هشام ، السيرة 2/273 وفيه لمننت عليه} .
اذن ، النبي هنا ندم وتأسف لما امر بضرب عنق الرجل ، وهذا الندم يعني اشياء ، والسبب اما انه تأثر بالابيات الشعرية لقوتها ومتانتها ، واما تأثر بموقف اخته ومعاتبتها الرسول بهذا الكلام المنظوم وتذكيره بقرابته من منه ، واما بأمر آخر ، لا نعلم حقيقته . وامامنا عدة تساؤلات وعلامات استفهام ، لعل اهمها لماذا ندم الرسول بعد اعطاء الاوامر لابن عمه علي بقتل الرجل ، ثم ان الرجل قد وقع اسيرا بقبضة المسلين ، ونحن تحدثنا عن ذلك بمقال سبق وان نشرناه ولا نريد اعادة نفس الكلام .
وعلى كل حال ، فالنبي قال لاخته : لو انك جئت لنا بهذه الابيات وقرأتيها قبل تنفيذ حكم الاعدام لعفونا عنه اكراما لك ولهذه الابيات ؟ هذا ما فهمناه من الرواية . اذن ، ما هو دور جبرائيل هنا ؟ لماذا لم يخبر النبي بالموقف ؟ وان اخته سوف تأت اليه حتى تتشفع له ؟ ولربما النبي يغير موقفه ويعدل عن قراره ؟ . لا ادري ، ولكم الجواب .
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟