أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -غزَّة-.. قصة دم مختلف!














المزيد.....

-غزَّة-.. قصة دم مختلف!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4508 - 2014 / 7 / 10 - 11:44
المحور: القضية الفلسطينية
    



دَمٌ عربيٌّ جديدٌ يُراق الآن، في أرضٍ عربية أخرى، هي قطاع غزة؛ وهذا الدَّم يُراق على أيدي الجيش الإسرائيلي، في حرب جديدة يشنها على قوى المقاومة الفلسطينية، وعلى أَذْرعها العسكرية، التي يتركَّز وجودها الآن في هذا الشريط الساحلي الصغير، الضَّيِّق، المنبسط، الفقير الموارِد، شديد الكثافة السُّكَّانيَّة، والمعزول، بَرَّاً وبحراً وجوَّاً، عن العالَم الخارجي؛ فإسرائيل تُحيط به من كل جهة باستثناء جهة واحدة هي التي يَقَع فيها معبره البري الحيوي (معبر رفح) مع مصر، والذي هو، على وجه العموم، مُغْلَق، أو شبه مُغْلَق، مصرياً؛ لكنَّ هذا الدَّم هو وحده الذي نَفْخَر به، ونَعْتَز، ولا نَخْجَل منه؛ لأنَّه لا يُراق في صراعٍ عربيٍّ قَبَليٍّ جاهليٍّ على ما هو أقل أهمية من الكلأ.
في قطاع غزة، ما عاد من وجود لجنود ومستوطنين إسرائيليين؛ وبهذه الحالة تَسْتَذْرِع إسرائيل لإنكار حق الفلسطينيين في القطاع في المقاوَمة؛ فالاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة انتهى؛ فَلِمَ، من ثمَّ، تُضْرَب إسرائيل منه بالصواريخ والقنابل؟!
وقياساً على ذلك، ينبغي لمحافَظَة ما من محافظات الضفة الغربية أنْ تُنْهي مقاومتها للاحتلال الإسرائيلي إذا ما خَرَجَ منها (فحسب) الجنود والمستوطنون الإسرائيليون!
وإسرائيل تَفْهَم احتلالها، ولجهة إنهائه، على أنَّه خروج، أو إخراج، جنودها ومستوطنيها، من جزء ما من الأراصي الفلسطينية التي احتلتها في حرب حزيران (يونيو) 1967، كقطاع غزة؛ أمَّا أنْ تُحاصِر هذا الجزء، بعد ذلك، وتعزله عن العالَم الخارجي، وتتحكَّم في كل ما (ومن) يَدْخُل إليه، أو يَخْرُج منه، فهذا ما يؤكِّد (ولا ينفي) انتهاء احتلالها له!
إسرائيل لا مصلحة لها في الاحتفاظ باحتلالها لقطاع غزة، وما عادت قادرة على دَفْع "ثَمَن" الاستمرار في احتلاله؛ فخَرَجت منه، جنوداً ومستوطنين، جاعِلَةً إيَّاه، في الوقت نفسه، في حالة أسوأ كثيراً من حالة احتلالها المباشِر له؛ كما أنَّ احتمال أنْ تنجح مستقبلاً في دَفْع سكَّانه (أو قسم كبير من سكَّانه) إلى الهجرة منه، وإلى مصر على وجه الخصوص، لم يكن بالاحتمال الواقعي؛ لأسباب شتَّى، في مقدَّمها رَفْض مصر.
ومع بقاء النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين بلا حَلٍّ (يُرْضي الفلسطينيين ولو على مضض) لن يكون قطاع غزة مَصْدَر أمن لإسرائيل؛ ولا بدَّ، من ثمَّ، للعلاقة بين إسرائيل والقطاع، الذي فيه تتركَّز قوى المقاوَمة الفلسطينية، وأذْرعها العسكرية على وجه الخصوص، من أنْ تظل علاقة تَبادُل للعداء بالحديد والنار؛ وهذا ما شدَّد الحاجة لدى إسرائيل إلى خَوْض حروبها على القطاع بما يؤسِّس لعلاقة تسمح لجيشها برَدْع قوى المقاوَمة في القطاع، وفي استمرار، عن ضرب البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة بالصواريخ والقذائف (على وجه الخصوص).
وما جَدَّ الآن، حيث شنَّت إسرائيل حربها الثالثة على القطاع، هو "الرَّدْع (العسكري) الفلسطيني"؛ فصواريخ قوى المقاوَمة، وعلى الرغم من نظام القُبَّة الحديدية الدفاعي الصاروخي الإسرائيلي، يستطيع قسم كبير منها أنْ يَضْرُب مواقع ومناطق ومُدُن إسرائيلية، بعضها يَقَع قي الشمال الإسرائيلي، وعلى مقربة من حدود إسرائيل مع لبنان. هذه الصواريخ، ولو لم تُلْحِق بإسرائيل خسائر بشرية ومادية كبيرة، يمكنها أنْ تَفْرِض على الإسرائيليين نمط عيش يومي لم يألفوه، من قبل، ويَصْعُب عليهم احتماله، أو التَّكيُّف معه؛ ولا يبقى لدى جيشهم، من ثمَّ، من خيار إلاَّ ما يَفوق هذه الحالة سوءاً في عواقبه عليهم؛ وهذا الخيار هو التمادي في حربهم الوحشية المدمِّرة على قطاع غزة، والتي قد تخالطها معارك برية ضارية يتكبَّد فيها الجيش الإسرائيلي خسائر بشرية جسيمة (قتلى وجرحى وأسرى). ولا شكَّ في أنَّ اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة في الضفة الغربية، في موازاة هذا الصراع بالحديد والنار، سيُخْرِج الصراع برمته عن السيطرة.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الجرف الصامد- في عالَمٍ عربيٍّ منهار!
- -الانتفاضة- ضرورة ولكن..
- تقسيم العالَم العربي بَيْن اتِّجاهَيْن
- مرَّة أخرى عن صلة -التسارع- ب -تباطؤ الزمن-
- أكراد العراق في مواجهة الفرصة التاريخية!
- كيف يتسبَّب -التَّسارُع- في -إبطاء الزمن-؟
- -النُّقْطَة- التي منها وُلِدَ الكون!
- حقيقة -التباطؤ في الزَّمَن-
- -النسبية العامة- في مثال بسيط!
- سفينة نوح كونية!
- الإشكالية في تقدير -عُمْر الكون-!
- مقال قديم نشرتُه قبل غزو الولايات المتحدة العراق
- الإجابة النهائية عن سؤال قديم!
- -أسلحتها- و-الأيدي الموثوقة-!
- العبودية في بلاد العرب!
- أُمَّة منكوبة بالطائفية!
- هل تَضْرب إسرائيل ضربتها التاريخية؟!
- في عُمْق -الثقب الأسود-!
- زلزال -داعش-!
- ومضات 5


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -غزَّة-.. قصة دم مختلف!