جحا الأيطالي
الحوار المتمدن-العدد: 4508 - 2014 / 7 / 10 - 02:22
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
فيما نحن نغوص في اعماق التاريخ لتحديد تاريخ الكتابة علينا أن نأخذ بالحسبان عملية التطور الحاصلة في تاريخ الكتابة وعلينا أن نأخذ في الحسبان ايضا وجود اشكال بدائية للكتابة من خلال الكتابة الصورية التي تعبر عن اشكال أو اشياء والتي اكتشفت في الكهوف التي ظهر فيها الأنسان القديم ، وقد تكون بعض اشكال الكتابة الأولى ((الصورية)) غير قابلة للفهم أو بمعنى ادق ليست كتابة بالمعنى الدقيق وانما شكل من المرحلة الصورية للكتابة او رسوم مجردة لاتسعفنا في قراءة الأحداث والأخبار في ذلك الزمان بشكل يقيني ، لكن ماسنتطرق اليه في هذه المقالة هو ظهور أول اشكال الكتابة المفهومة والتي يمكن الأستفادة منها بشكل دقيق .تقول الموسوعة الحديثة:(( باللغة الألمانية)):(( هناك ادلة على أن الكتابة ظهرت قبل حوالي 7000 سنة وبدأت تتشكل من خلال الكتابة الصورية ( على سبيل المثال الخط المسماري أو الخط الهيروغليفي ) )) . 1 وتتكلم الموسوعة الحديثة عن الأشكال الأولى للكتابة المفهومة ، فتقول مثلا عن الخط المسماري :((خط مسماري الشكل ،يكتب بأتجاه عقارب الساعة ، ويعد من اقدم الخطوط في اسيا ، استخدمت هذا الخط الشعوب المتحظرة مثل السومريين والبابليين ..الخ، وكان القلم عبارة عن قطعة يتم الضغط (الكتابة) بها على الواح طينية )). 2 وتقول ( الموسوعة الحديثة) عن الهيروغليفية ((بأنها الكتابة الصورية في مصر القديمة والتي ظهرت في الألف الثالثة قبل الميلاد )) .3 ولدراسة حيثيات تطور الكتابة فأن هناك من ربط تطور الكتابة ((حتى تلك الكتابات الصورية )) المشكوك في كونها اصلا كتابة بسلسلة تطور الأنتاج .! أو تطور الفنون اذ عدها بعضهم ضربا من ضروب الفن .! فيقول المؤرخ الأمريكي (( ول وايرل ديورانت )):(( لكن أوسع خطوة خطاها الأنسان في انتقاله الى المدنية هي الكتابة، ففي قطع من الخزف هبطت الينا من العصر الحجري الثاني ، خطوط مرسومة بالألوان فسرها كثير من الباحثين على أنها رموز ، وقد يكون هذا موضع للشك ، لكنه من الجائز أن تكون الكتابة _بمعناها الواسع الذي يدل على رموز تعبر عن افكار_قد بدأت بعلامات مطبوعة بالأظافر أو المسامير على الطين وهو لين، بغية زخرفته أو تمييزه بعد أن تتم صناعته خزفا ، ففي اقدم كتابة هيروغليفية في ((سومر)) توحي صورة الطائر بأوجه شبه بينها وبين الزخارف الطائرية الموجودة على قدم الاثار الخزفية عند ((سوزا)) في عيلام ، كذلك اقدم صور للغلال مما استخدم في الكتابة التصويرية ، نقلت رأسا من الزخارف الغلالية الهندسية الأشكال في ((سوزا)) و((سومر)) والأحرف المستقيمة الخطوط التي ظهرت باديء الأمر في ((سومر)) حوال سنة 3600 ق.م ، ان هي _ فيما يظهر_ الا صورة مختصرة من الرموز والرسوم المصورة والمطبوعة على الخزف البدائي في الجزء الأدنى من بلاد مابين النهرين أو في عيلام. اذن فالكتابة _ شأنها شأن التصوير والنحت _قد تكون في نشأتها فنا خزفيا اذ بدأت ضربا من ضروب النقش والرسم ..وبذلك تكون الطينة نفسها التي استحالت في يد الخزاف انية ، وفي يد النحات تماثيل ، وفي البناء اجرا ، قد هيأت للكاتب مادته التي يخط عليها كتابته ، وطريق التطور من هذه البداية الى الكتابة المسمارية في بلاد مابين النهرين منطقي المراحل مفهوم التدرج ))ويضيف ايضا:(( واقدم الرموز التصويرية المعروفة لدينا هي تلك التي وجدها ( فلندرز بتري) على قطع الفخار وانية وعلى قطع من الحجر ، مماكشف عنه في مقابر ماقبل التاريخ ، في مصر واسبانيا والشرق الأدنى ، ولقد حدد عمرها بسخائه المعهود في تقدير الأعمار ، بسبعة الاف عام )). المصـدر: ((قصة الحضارة ول وايرل ديورانت المجلد الأول ج1 /الباب السادس ،الفصل الخامس2_ الكتابة / أصولها الخزفية الممكنة_رموز البحر الأبيض المتوسط ( ص181 _ص 182 ) ، تقديم د. محي الدين صابر ، ترجمة د. زكي نجيب محمود ، الناشر: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم _ دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع ( تونس ، بيروت ) )). يقول عالم الأشوريات جان بوتيرو :(( ان الامر يتعلق بأكتشاف الكتابة المسمارية وايضاحها في بلاد الرافدين الجنوبية في نحو نهاية الألف الرابعة ق.م وكانت هذه الكتابة مستعملة في البلاد حتى مطلع تاريخنا الميلادي تقريبا ,وقد انتشرت في مختلف أرجاء الشرق الأدنى القديم .وهي على أكثر احتمال الكتابة الأولى المعروفة .وليس من المستبعد أن تكون قد ألهمت,من بعيد,الأنظمة الأخرى القديمة للكتابة :في الغرب (مصر:بعد سنة 3000ق.م.بقليل) وفي الشرق :(الهند نحو سنة 2500ق.م , والصين2000_1500)( المصدر:(( بلاد الرافدين : ( الكتابة العقل الألهة ) سلسلة المائة كتاب الثانية ،صفحة 93 ، تأليف : جان بوتيرو ، ترجمة البير ابونا ، مراجعة الدكتور: وليد الجادر ، الناشر وزارة الثقافة والاعلام / دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد الطبـعة الأولى لسنة 1990 )) ويقول كذلك :(( أن أقدم الوثائق, وثائق العهد القديم من جهة , والوثائق الأغريقية من جهة أخرى ,لاترقى الى ابعد من الالف الثاني قبل الميلاد,وفي حين أن اقدم النصوص المسمارية والتي يمكن الأستفادة منها على صعيد التاريخ, ترقى الى نحو 3000 ق . م )) نفس المصدر صفحة 42 وتقول بارنز:((وحوالي سنة3000ق.م أضاف المصريون عملا جديدا لفن الكتابة بأستخدام أربعة وعشرون علامة هيروغليفية تمثل الأصوات الساكنة ومع ذلك فأن المصريين القدماء لم يعتبروا هذا العدد من العلامات كافيا للوفاء بأحتياجات التعبير,واستخدموا عددا أكبر من الرموز للدلالة كلمات على ومقاطع أخرى.وبالتالي لم يدركوا الجانب الأساسي اللازم لأبجدية ممثلة للصوت.والواقع ان أول ابجدية صوتية أكتشفت حديثا على حفريات وجدت في شبه جزيرة سيناء,وفي جنوب فلسطين,ويبدو أن مؤلف هذه الأبجدية قدد حرر نفسه من قيود الأبجدية المصرية التي لم تتسم بالكمال,ولعله كان فينيقيا من ((جبيل)) أو من أية جنسية سامية أخرى,كما يحتمل أن يكون عاش في القرن19ق.م .وكذلك تم حديثا اكتشاف اثار كتابية في منطقة رأس الشمرة,قرب اللاذقية في أوغاريت القديمة,وبعض هذه الكتابات مدون بأبجدية حروفها تشبه المسامير,وبلهجة سامية شمالية غربية)). المصدر:تاريخ الكتابة التاريخية, (ج 1 ، ص 26 )هاري المر بارنز,ترجمة د.محمد عبد الرحمن الدرج,مراجعة:د.سعيد عبد الفتاح عاشور, الناشر:الهيئة المصرية العامة للكتاب طبعة خاصة لسنة 1984 )) Punkt 1.2.3 von (( Neues Lexikon ,Naumann & Gö-;-bel Verlagsgesellschaft mbH in der VEMAG Verlags-und medien Aktiengesellschaft,Kö-;-ln , Seiten 614 .325 & s.260))
#جحا_الأيطالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟