أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هادي بن رمضان - سقطة الله الكبرى : بين موسى والخضر والغلام














المزيد.....


سقطة الله الكبرى : بين موسى والخضر والغلام


هادي بن رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4507 - 2014 / 7 / 9 - 07:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يذكر القران كغيره من الكتب "السماوية" والاساطير القديمة قصصا عجيبة غريبة لا يقبلها المنطق ولا يستسيغها العقل ... ولعل سورة الكهف قد حازت على النصيب الأكبر في ترويجها لمثل هذه القصص التي تشكل امتدادا للأساطير السريانية والمسيحية واليونانية وغيرها كقصة أهل الكهف مثلا ... ومن بين هذه القصص التي طالما أرقتني وأصابتني بالحيرة حتى يوم كنت معتقدا بنبوة محمد هي قصة موسى والخضر والغلام ...والتي يرويها القران : فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً ... وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ... فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ...

فالخضر هنا الذي يبدو انه يتواصل مع الله كغيره من الأنبياء يصطحب موسى في جولة مشترطا عليه عدم السؤال على ما سيقوم به لاحقا ... قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا ...

لقد قتل الخضر غلاما بوحي من الله خشية على والديه أن يرهقهما طغيانا وكفرا ... فالله اذا يقتل من يحتمل ان يمارس يوما طغيانه وكفره اي ان الله يناصب العداء للكافرين والطغاة رغم ان التاريخ مليىء بهؤلاء الذين لاحقوا وصلبوا وأحرقوا وعذبوا أعدادا لا تحصى من المؤمنين يفترض ان يكونوا قد حركوا ما في الله من رحمة وحب وعطف تجاه عباده الصالحين وما فيه من كره و بغض للطغاة والكافرين ... لكن الله لسبب غير معلوم قد فضل الإختفاء ليختار فقط والدي ذلك الغلام ليخشى عليهما من طغيان وكفر ابنهما !! فلماذا يترك الله أعدادا لا تحصى من عباده معرضين لأقسى أساليب الطغيان دون ان يرسل لهم من يقتل ذلك الطاغية او دون ان يقتل ذلك الطاغية حين كان طفلا كما فعل مع الغلام لينجيهم من طغيانه !!

واذا كان الله في علمه أن ذلك الغلام سيرهق والديه طغيانا وكفرا فلماذا يقوم بخلقه ليقوم بعدها بقتله ! يخلق طفلا ليقتله دون أن يكون ذلك الطفل قد مارس أي شكل من أشكال الكفر او الطغيان .. ويرسل أنبيائه ليقتلوا غلاما خشية على والدين من الكفر والطغيان دون أن يرسل أحدا ليتعامل بنفس ذلك الأسلوب مع الطغاة السفاحين الكبار !!

- إذا كان الله يعلم ما كان وما سيكون ويعلم مستقبلنا وأفعالنا التي قدرها لنا سابقا فلماذا لا يحاكمنا مباشرة لأنه كلي العلم ! -

يرد المتدينون على ذلك بأن الإنسان قد منح إرادة حرة تجعل منه مخيرا لا مسيرا وذلك لا يتناقض مع تقدير الله لأفعالنا مسبقا .. فما حياتنا الدنيا سوى حجة علينا يوم الحساب أمام الله .. فلو لم يمنحنا الله هذه الحياة والقدرة على الاختيار لكان جائزا أن نطالبه حينها بفرصة لاتخاذ قراراتنا وتقرير مصائرنا ... وتعالى الله على أن يكون من الظالمين !!

لكن هذا الغلام قد أوحى الله بقتله دون أن يكون قد مارس حرية الاختيار ودون ان يملك الفرصة لتجنب إرهاق والديه طغيانا وكفرا ... اذا فالله هنا يخرج بشكل مفاجىء على خطته وحكمته من مجيئنا الى هذا الوجود ... ليقتل طفلا بريئا مرسلا اياه الى الجحيم لعلمه أنه سيغدو طاغية كافرا مرهقا لوالديه قبل أن يصبح ذلك الطفل طاغية كافرا مرهقا لوالديه ...

فلماذا لا يقتل الله الطغاة كم فعل مع ذلك الغلام قبل ان يتحولوا الى طغاة ... ولماذا الانحياز لوالدي الغلام دون سائر الناس الذين قاسوا من الكفر والطغيان ... ولماذا يخلق الله ليقتل بدل أن يتجنب الخلق ليتجنب القتل .. لماذا يتمرد على منطقه ويخرج على حكمته من مجيئنا الى هذا الوجود الذي سيكون حجة له أمامنا ليقتل طفلا لن يكون له أمامه حجة سوى ادعائه بأنه كلي العلم ليكون لذلك الغلام حينها الحق في المطالبة بمنحه فرصة لاختيار قراراته وليكون الله بعد ادعائه ذلك -انه قاتل الغلام لكلية علمه- قد سقط أمام سؤالنا : لماذا يأتي بنا الله إذا الى هذا الوجود بدل محاكمتنا مباشرة لكلية علمه !!

وحين يضع كائن كلي القدرة والعلم خطة تسير وفقها الحياة والقوانين فلا بد أن تكون هذه الخطة محكمة لا تتفوق عليها أو تضاهيها خطة أخرى لأنه أي هذا الكائن كلي العلم ... والمحتج الرافض لهذه الخطة البالغة الحكمة والدقة والاتقان سيكون جاهلا سفيها ... فالله حينئد بتمرده على خطته بقتله لذلك الغلام يكون واقعا في السفه والجهالة ... ولطالما كان الله كذلك في روايات وتفاسير المؤمنين به .



#هادي_بن_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هراء المتدينين ضد الإلحاد : الإنتحار
- سقوط نظرية التطور : حقيقة أم تدجيل !
- رهان باسكال : رهانهم على الله ورهاننا على الإلحاد
- زرادشت يزور بلاد أبو عرب (2)
- رهان باسكال , الرهان الفاشل
- تصحيح - من الإسلام إلى الربوبية (1) -
- من الإسلام إلى الربوبية (1)
- زرادشت يزور بلاد أبو عرب (1)
- لا بد أن تنتصر سوريا
- من عبد الله القصيمي إلى أنسي الحاج
- بين عبد الله القصيمي و وعاظ السلاطين
- عبد الله القصيمي عن الدولة العربية الواحدة الكبرى
- من هرقل عظيم الروم إلى معاوية ابن ابي سفيان
- هكذا أراد الحسين !
- منظمة شباب هتلر - هل ستعود بعقيدة جديدة ؟
- الحمد لله على نعمة الإسلام !
- كيف أصبحت إشتراكيا
- الفاشية الدينية في السودان تحتضر
- جنون داعية
- المدينة الأناركية (1)


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هادي بن رمضان - سقطة الله الكبرى : بين موسى والخضر والغلام