أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طاهر مسلم البكاء - بوادر نشوء حلف دولي جديد















المزيد.....

بوادر نشوء حلف دولي جديد


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4506 - 2014 / 7 / 8 - 22:52
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بسقوط السوفيت عام 1991م انهار حلف وارشو،الذي ضم اضافة الى تكتل الأتحاد السوفيتي سبعة دول من اوربا الوسطى والشرقية الشيوعية ،واستمر لقرابة ستة وثلاثين عاما ً، وكان ابرز المحفزات لأنشائه هو مواجهة التهديدات الناشئة من اعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو ) ،وكانت الدول الأخرى عادة تميل الى احد الحلفين الكبيرين في العالم وان لم يكن انضمامها رسميا ً .
انهيار حلف وارشو ترك الساحة الدولية مباحة للدولة العظمى التي كانت تواجه الأتحاد السوفيتي وهي امريكا وقد تسيدت حلف الناتو لتحقيق اغراضها في العالم وقد ظهر ذلك جليا ً في مغامراتها في يوغسلافيا وافغانستان والعراق وليبيا وسوريا وغيرها ،والتي تلت سقوط الحلف المقابل مباشرة مما دلل على سلبية انفراد دولة اوحلف ما بالعالم ،وايجابية حالة التوازن الدولي التي كانت سائدة سابقا ً .
هل يمكن نشوء توازن عالمي جديد :
ان فكرة نشوء حلف دولي جديد امر ليس بالمستبعد اطلاقا ً وخاصة بعد تيقن اغلب الدول من خارج حلف الناتو بالتهديد الأقتصادي والعسكري والحصارتحت مسميات ومصطلحات حديثة روجت لها قائدة الناتو أمريكا ،والتي اصبحت قائدة للعالم ، من مثل :
النظام الدولي الجديد ،الفوضى الخلاقة ، ثورات الربيع ، حقوق الأنسان والدفاع عن الحريات ، الديمقراطية وتغيير الديكتاتوريات ، احترام حقوق الأقليات وغيرذلك مما وفر مرونة كبيرة لأمريكا والناتو باللعب على مرمى منفرد ، ولسنا هنا بصدد صحة او خداع هذه العناوين ولكن الواضح للعالم ان امريكا كانت تبحث من خلالها تحقيق اهدافها وتثبيت مصالحها في الكرة الأرضية وحتى على حساب حلفاءها في الناتو احيانا ً ،الذين يجدون انفسهم بعد الأنتهاء من المواجهات قد ( خرجوا من المولد بلا حمص ) .
لقد وجدت دول عديدة انفسها وهي تعيش تهديدا ًحقيقيا ًيمس مستقبلها ،ومنها دول تصنف كدول عظمى وممثلة في مجلس الأمن الدولي ،مثل روسيا والصين ،وهناك من يضع استخدامهما حق النقض (الفيتو ) ضد قرارات ضرب سوريا هو استشعارهما ان التهديد وصل الى خطوطهما الحمر ،وبالفعل فأن روسيا بدأت ترى في احداث اوكرانيا ومن قبلها جورجيا تهديد مباشر لسيادتها وان الأمر قد وصل الى احشاءها الداخلية ،كما ان الصين والتي تركز جهودها على الجوانب الأقتصادية وتحاول الأبتعاد عن المواجهات العسكرية ،حفاظا ًعلى تفوقها الاقتصادي ،تجد نفسها مجبرة على المواجهة بعد ان وصلت الفتن الى داخل سورها العظيم ،وكأن اعلان الرئيس الأمريكي اوباما عن وثيقة البنتاغون بداية عام 2012 م والتي هي عبارة عن الخطة الأستراتيجية الأمريكية في جنوب شرق اسيا والتي ستوجد ثقل عملياتي امريكي في المحيط الهادي ،رد امريكي مباشر على التغلغل الصيني الأقتصادي في اوربا وافريقيا .
اتفاق روسيا والصين :
لقد فهم البلدان ان رقبتيهما مطلوبة ان عاجلا ً ام آجلا ً وبالتالي تناسوا الخلافات الأيدلوجية السابقة التي كان الغرب يعمل على تعميقها وبدؤا عام 1996م شراكة استراتيجية مبنية على المصالح المشتركة لبلديهما وقد عارض البلدان بشدة التدخل الأمريكي الأطلسي في يوغسلافيا السابقة عام 1999م ( كوسوفو )،واعتبرا ذلك امرا يجنح الى ضرب وتطويع كل معارض للهيمنة الأمريكية الجديدة على العالم ،ورفضا ما تبني امريكا من درع صاروخي واعتبرته روسيا موجه اليها وليس كما تدعي امريكا من انه موجه الى كوريا الشمالية وايران ،ورغم ان هناك بعض الخلافات بينهما كالخلاف المتمثل بالرفض الصيني للمساعدة للهند في مجال التسلح العسكري ولكنهما يتفقان على رؤية واحدة في العديد من المجالات التي تجعلهما يستمران في العمل المشترك واستقطاب دول عديدة تأنف التفرد والتسلط الأمريكي الأطلسي الحالي على العالم . مع الاشارة إلى أن مشاركة سفينة صينية في تدمير الأسلحة الكيميائية هي خطوة لدعم روسيا، كما ان إجراء التدريبات في البحر الأبيض المتوسط توحي عن رغبة الصين في نشاط عسكري اكبر لتصبح أكثر ظهورا ً في الساحة العالمية ، بينما لم تكن تبدي اهتماماً واضحاً من قبل لضرورة تواجدها في مياه المتوسط .
التوازن لايشترط المواجهة العسكرية :
ان وجود حلف قوي يواجه امريكا يقلل وبنسب كبيرة احتمالات الصدام العسكري المباشر ،حيث تختفي المتعة التي كانت تستشعرها الأمبراطورية الحالية في افتراسها لفرائس منهكة وليست من عدادها عسكريا ً ،كما حصل في الأفتراس الأمريكي الأطلسي للعراق عام 2003 م ،وهذا ما يجعل قادتها يفكرون الف مرة قبل الأقدام على أي مغامرة ،او يضطرون الى القتال بالنيابة ،وهذا بالضبط ما حصل ويحصل في سوريا وفي هجمة ما يعرف بداعش على العراق حاليا ً .
هل ان نبوءة هنتنغتون في طريقها للتحقق :
حذر المفكر الأمريكي هنتنغتون الغرب من الخطر الأسلامي حيث يقول ( الأسلام هو الحضارة الوحيدة التي جعلت بقاء الغرب موضع شك ، وقد فعل ذلك مرتين على الأقل ) ، في الفتوحات الأسلامية ثم في توسع الدولة العثمانية، وان أكبر ما يثير الغرب مستقبلا"هو التحالفات الدولية التي قد تنشأ مثل التحالف ( الصيني - الأسلامي ) .
ان الواقع اليوم يجعل مثل هذا الكلام قريب من التحقق ،ان لم يكن واقعا ً بالأضطرار نتيجة السياسات الأمريكية والأطلسية وحلفاءهم في المنطقة والتي تركت المواطن العربي والأسلامي بين قتيل ومعوق ومهجر في مدها كل اشكال الدعم للفئات الظلامية الهدامة ،والتي يتلفع بعضها بأردية الدين كذبا ً وزورا ً وقد ادت هذه الفئات دورين مهمين :
- تشويه الدين الأسلامي وتحريف مبادئه السمحاء .
- تخريب وتدمير دول المنطقة والى حد دك البنى التحتية ،واشاعة الأرهاب فيها .
وهذا ما يضطر هذه الدول الى الأستنجاد بأي قوى دولية تبرز في الساحة الدولية ،والتي هي ممثلة اليوم بروسيا والصين ،وخير مثال على ذلك ماحصل ومستمر الحدوث في سوريا ،التي لم يكن ماحصل فيها في صالح شعبها ابدا ً حيث اصبحت ملعبا ً وساحة صراع لجهات دولية عديدة .كما ان عزل وتهميش ايران ومحاصرتها اقتصاديا ًوتهديدها عسكريا ًجعلها تميل في تعاملاتها بأتجاه روسيا والصين .
ان دراسة متأنية للواقع الدولي تظهر خوف وتململ اغلب دول العالم من السياسة المنفردة بالعالم وميلها على اعادة التوازن الدولي الذي بدأت بوادره بالولادة وبقوة ليس نتيجة للحاجة الملحة له فحسب بل وبسبب من السياسات الأستعلائية للقطبية المنفردة .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنت على نفسها براقش
- السحر الصهيوني الأمريكي
- عبير وحب وفراق
- بلد العجائب والغرائب
- وضوح اولى خطوط اللعبة
- العراق وامريكا حيرة وتساؤلات
- السيناريوهات المحتملة في العراق
- تزاوج الصهيونية والوهابية أولد داعش
- أين العرب
- التحدي بين الموت والحياة
- الهدف الحقيقي للغزو الأمريكي للعراق
- داعش هل نزلت من السماء ؟
- ليس داعش بل تقصيرنا
- خط بارليف والأستيطان الصهيوني
- حكاية كرسي الحكم
- نهتم بالماضي ام بالمستقبل
- عثمان علي ووحدة النسيج العراقي
- عمال صغار في بلادي
- تجربتي في الأنتخابات البرلمانية
- العراقيون والفشل في التغيير


المزيد.....




- تزامنا مع جولة بوتين الآسيوية.. هجوم روسي -ضخم- يدمر بنية ال ...
- نشطاء يرشون نصب ستونهنج التذكاري الشهير بالطلاء البرتقالي
- قيدتهم بإحكام داخل حقيبة.. الشرطة تنقذ 6 جراء -بيتبول- وتحتج ...
- مستشار ترامب السابق: روسيا قد تسبب مشاكل للولايات المتحدة في ...
- كاتس تعليقا على تهديد حزب الله لقبرص: يجب أن نوقف إيران قبل ...
- طريقة مجانية وبسيطة تثبت فعاليتها في منع آلام أسفل الظهر الم ...
- كيف تتعامل اليابان مع الكميات الكبيرة الصالحة للأكل من بقايا ...
- أوكرانيا تنشئ سجلاً لضحايا الجرائم الجنسية الروسية
- كشف فوائد غير معروفة للدراق
- السيسي يطالب الجيش بترميم مقبرة الشعراوي بعد تعرضها للغرق


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طاهر مسلم البكاء - بوادر نشوء حلف دولي جديد