|
لو كانَ الأمرُ بِيَدي
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4506 - 2014 / 7 / 8 - 22:26
المحور:
كتابات ساخرة
* لو كانَ الأمرُ بِيَدي ... لأجَلتُ الصَومَ في رمضان هذه السنة ، لعدة أسباب ، منها : الحَرُ اللاهبُ في تموز / الطول المُفرِط للنهار / الإنقطاعات في الكهرباء / الإضطراب في الوضع الأمني / الأزمة المالية والإقتصادية وتأخُر دفع الرواتب . ولأمرتُ أن يصوم الناس ، عوضاً عن ذلك ، في كانون الأول او كانون الثاني ، حيث الجو بارد والنهارات أقصَر ! . لكن المُشكلة ، ان الأمر ليس بيدي . * لو كان الأمر بيدي ... لما إحتسبتُ صَومَ الذين ينامونَ النهار كله ، ويستيقظون قبل الإفطار بنصف ساعة .. فهُم يُنافقون الناس ، ويخدعونَ أنفسهُم !. وتفضّلوا بالإطلاع على هذا المثال الواقعي : " ... منذ سنواتٍ عديدة ، كانتْ هذه الظاهرة موجودة في مُجتمعنا ، في نطاقٍ ضّيِق ، فتجد بعض الرجال من الأثرياء والمتنفذين ، يصومونَ رمضان ، لكنهم ينامونَ بعد صلاة الفجر مُباشرةً ، ولاينهضون إلا قبل المغرب بقليل .. وحتى أحياناً ، لايُصّلونَ الظُهر والعصر ! . في حين ان زوجاتهم وبناتهم ، الصائمات على الأغلَب ، يقومون بالطبخ والنفخ والغسيل والتنظيف ... الخ ، وكُلهُنَ في خدمة ( سي السّيد ) . هذا كان في السابق . أما اليوم ، فان الأمور إختلفَتْ ، ولكن ليسَ نحو الاحسَن ، بل الى الأسوأ ! . فلم يعُد النوم في نهارات رمضان ، مُقتصراً على الرجُل أو رّب البيت أو سي السيد ، الغَني .. بل ان هذا البطر أصاب بعض نساء تلك الطبقة المُرّفَهة أيضاً .. فالزوجةُ والبنات والأبناء ، إذا صاموا ، فأنهم ينامونَ النهار كُله .. وجميع الأعمال ، منوطةٌ بالمُربية الجورجية والخادمات الأندونيسيات والطباخين الأتراك والعُمال السوريين .. فكُل هؤلاء الشغيلة يّكدون ، حتى يرقد السّيد الكبير في جناحهِ من القصر ، وحتى تنام الخوانم براحة بال ، حتى يحين موعد الإفطار ! ". لو كان الأمرُ بيدي ، لإعتبرتُ هؤلاء النائمين البطرانين الصائمين .. مُفطِرين ولو صاموا ! . * لقطة حقيقية : ..." يوم الجمعة الماضي ، أول جمعة في رمضان ، توّجهَ ( س ) بسيارته الفاخرة ، الى الجامع لأداء صلاة الجمعة ، وفي طريقهِ وحيث ان الوقت مازالَ مُبكراً قليلاً ، فلقد إشترى من السوق بعض الحلويات والإغراض ، وضعها في السيارة ورمى الدنانير والخُردة المتبقية ، في الصندوق الصغير بين المقعدَين . توقف عند الإشارة الضوئية الحمراء ، فإقتربتْ إمرأةٌ ترتدي ملابس رّثة ، تحمل طفلاً رضيعاً بادٍ عليهِ الحرمان ، ورَجتْهُ ان يعطيها شيئاً من مال الله ، في هذا اليوم المُبارَك .. فرفعَ زجاج النافذةِ مُتأفِفاً وأشارَ لها بالإبتعاد . وصلَ الى الجامع مُرتاح البال ، وتبختَر في مشيتهِ ، لكي يراهُ الجميع ويكونوا شُهوداً على إلتزامهِ وورعه !" . لو كانَ الأمرُ بيدي ... لا أحسبُ لهذا الرجُل أجرَ صومه ، ولا أحتسبُ له صلاة الجمعة مضاعفةً ستين مّرة .. بل أعاقبهُ بشطب ستين صلاة من رصيده القديم ، وشطب العديد من أيام صومه الماضيةِ أيضاً .. لأنه لم يعطِ ، لتلك المرأة المُحتاجة الفقيرة ، شيئاً ! . .............................. المُشكلة .. ان الحُكمَ في هذه الأمور ، ليسَ بيدي .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أقليم كردستان .. المَطالِب الشعبية والخَطَر الخارجي
-
دولة كردستان . خطوات على الطريق
-
التطمين .. ثُم التطمين
-
حولَ ( دولة كُردستان )
-
كوتا الأقليات .. وبيضة القّبان
-
الإيزيديون والمسيحيون في الموصل
-
مُقاربات حول الوضع الراهن
-
بعض ما يجري على الساحة العراقية
-
نازِحونَ خَمِس نجوم ، ونازحونَ عاديون
-
الموصل و - وثيقة المدينة -
-
على كُلِ تَلٍ ، صّدامٌ صغير
-
الرابحونَ والخاسرونَ ، مِما يجري في الموصل
-
إنهيار الموصل .. إنهيار ( قِيَم ) ما بعد 2003
-
الموصل تحت النار
-
بعض ما تَشهدهُ الموصل
-
عَفا اللهُ عّما سَلَف
-
الأشخاص أم الأفكار .. أيهما أهَم ؟
-
فولكسواكن
-
حلمٌ مُزعِج
-
حُسينية علي الأديب
المزيد.....
-
ثبت الآن”.. تردد قناة ناشونال جيوغرافيك National Geographic
...
-
المزيد من الـ -Minions- قادمون في فيلم جديد
-
موسم أصيلة الثقافي يعيد قراءة تاريخ المغرب من خلال نقوشه الص
...
-
شائعة حول اختطاف فنانة مصرية شهيرة تثير جدلا (صور)
-
اللغة العربية ضيفة الشرف في مهرجان أفينيون الفرنسي العام الم
...
-
تراث عربي عريق.. النجف موطن صناعة العقال العراقي
-
الاحتفاء بذكرى أم كلثوم الـ50 في مهرجاني نوتردام وأسوان لسين
...
-
رجع أيام زمان.. استقبل قناة روتانا سينما 2024 وعيش فن زمان ا
...
-
الرواية الصهيونية وتداعيات كذب الإحتلال باغتيال-محمد الضيف-
...
-
الجزائر.. تحرك سريع بعد ضجة كبرى على واقعة نشر عمل روائي -إب
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|