أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مرثا بشارة - قانون البكيني!














المزيد.....

قانون البكيني!


مرثا بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 4506 - 2014 / 7 / 8 - 08:17
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يسير الرجل العربي مختالا بنفسه مرتديا ما يحلو له من ثياب عصري (غربي)، وتراه يجر خلفه كائن انثوي مُغطي بكل ما أُتيح من اغطية ليكون في منأي عن التعامل الآدمي مع الاخرين، في حين تجد الرجل ذاته يهبُّ وقوفا و يضرب تعظيم سلام عندما تعبر امامه امرأة جميلة المنظر انيقة المظهر، وحين تسأله لماذا يسلك هكذا؟!
يجيبك بأنه يصون المرأة خاصته –زوجته او اخته- من عيون الاخرين واذيتهم، لكن الحقيقة في رأي المتواضع ابعد من ذلك، اذ أري الرجل العربي يسعي بكل طاقته لحجب كل امرأة و فتاة من خاصته حتي يخدر ضميره عندما يستحل النظر والتحرش بالنساء والفتيات الاخريات،
عندما علت الاصوات تندد بتفشي ظاهرة التحرش والاعتداءات الجنسية، وتطالب بأقصي عقوبة ممكنة لمرتكبي هذة الجرائم الغير آدامية، علت في المقابل اصوات الرجال والشباب
تطالب المرأة والفتاة بالاحتشام حتي لا يثرن غرائزهم الجنسية ويوقعن بهم في براثن الشيطان الرجيم.
لكن المفارقة، ان غالبية المُتحَرش بهن من المحجبات بل والكثيرات من المنقبات!!
و هنا يلحُّ السؤال: لماذا لا يستأسد هؤلاء المتحرشون سوي علي بنات جلدتهم، في حين يصيرون كالنعام امام بنات الغرب(الكافر) حتي و ان كن يرتدين البكيني؟!
الاجابة ببساطة تتمثل في امرين، الاول هو ان هؤلاء المتحرشون، ترتعد فرائصهم خوفا من مقصلة قانون الغرب (الكافر) الذي يحمي و يضمن كرامة ابنائه حتي ولو في اقاصي الارض،
اما الامر الثاني يتمثل في تلك الثقافة العربية التي افقدت المرأة انسانيتها وجعلت منها شيئا مُسخرا لتلبية احتياجات الرجل كافة، فهي آلة تنظيف وغسيل وكي ودمية للتسلية واللهو والمتعة ومزرعة لتفريخ الاطفال ...
ليس مطلوبا من مالك هذا الشيء، عفوا! الرجل سوي ان يُطعمها ويحجبها عن الاخرين حتي يتمتع بكافة حقوق الملكية، هكذا يري المجتمع العربي في أغلبه المرأة، انها حقا ردة حضارية!
بالفعل هي كذلك، ولا ندرك حقيقة الامر الا اذا تأملنا كيف كانت تُعامل المرأة في الحضارات الشرقية القديمة، كيف كان يُنظر لها نظرة تقدير واجلال مكنتّها من تبوأ اعلي المناصب لتكون قاضية وملكة، بل وقدست الانثي لتصير ضمن اقدس المعبودات، هذا المكون الثقافي جعل المجتمع القديم (المتحضر) يتقبل وجود المرأة جنبا الي جنب مع الرجل في كل مجالات الحياة و حفظ لها حقها في الترفيه وممارسة الالعاب المختلفة، وحفظ لها حقها حتي في التزيّن، فعلي سبيل المثال، كانت المراة في الحضارة المصرية القديمة مثالا للأناقة والرشاقة والجمال، كل هذة الامور ليست من التفاهة ان نتحدث عنها، انما هي مظاهر بسيطة للحياة اليومية تعكس مدلولا عميقا مفاده حصول المرأة في الحضارات القديمة علي كامل حقوقها في العيش كأنسان دون التعدي علي حريتها الشخصية ودون انتهاك حرمة جسدها، معلومة اخيرة تؤكدها المصادر الاثرية و التاريخية لمن لا يعلم: الانثي قديما كانت لا تُختّن، فهل لكي تنال المرأة العربية اليوم مثل هذة المكانة علينا ان نقتدي بتلك الحضارات القديمة و نعود لعبادة الانثي؟!



#مرثا_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجلنا يصنعون الحروب
- بحبك يا ام الدنيا
- مهرجان الجنس البذيء
- و يحدث ان...
- ليست كباقي النساء
- لا تستكيني
- يا قاهرتي
- من يقتل زهور العرب ... احفاد اسماعيل ؟!
- جوانا كتير احلام
- الدين و تغييب المصريين
- شعبٌ اختل توازنه
- أَحْلُمُ كَفَتَاةٍ شَرْقِيَّة
- انا عربي .....انا رسالة
- هنيئاً للحوار المتمدن للحوار الحر
- خير امة
- لست مع البابا و لست مع هؤلاء
- زيدان و الاديان


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مرثا بشارة - قانون البكيني!