أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى احمياني - التيمة: إشكالية المصطلح وامتداداته















المزيد.....


التيمة: إشكالية المصطلح وامتداداته


ليلى احمياني

الحوار المتمدن-العدد: 4505 - 2014 / 7 / 7 - 22:44
المحور: الادب والفن
    


إشكالية مفهوم التيمة:
ينبع إشكال مفهوم التيمة من توظيفه في مجالات معرفية ونقدية متعددة، فقد تبناه الوجوديون والماركسيون والبنيويون ورواد النقد الظاهراتي والتحليل النفسي، ويأخذ مع كل منها معنى خاصا، ويشكل عندهم إجرائية تحليلية متميزة، كما يرتبط إشكال مفهوم التيمة، خصيصا عند العرب، بصعوبة وضع مقابل دقيق لمفهوم "thème"، وذاك لاختلاف مرجعيات المترجمين، وعليه نجد مقابلات متعددة أهمها: الموضوع، الموضوعاتي، المحور، الجذر، التيمة. وفيما يلي نسوق على سبيل المثال نماذج لأعمال قالت بهذا المقابل أو ذاك:
- الموضوع: استعمله حميد الحمداني في كتابه "سحر الموضوع".
- الموضوعاتي: وضعه سعيد علوش في مقابل thème وthématique في كتابه "النقد الموضوعاتي".
- المداري: استعمله سامي سويدان ليقابل thème وthématique في ترجمته لكتاب تودورف (Todorov): "نقد النقد".
- الجذر: استعمله الدكتور فؤاد أبو منصور في كتابه "النقد البنيوي في لبنان وأوربا" .
- التيمة: وتعتبر الترجمة الأكثر تداولا في المغرب على الخصوص، ونجدها في كتب تهتم بالسيميائيات خاصة، كأعمال سعيد بنكراد (شخصيات النص السردي، البناء الثقافي)، وأعمال عبد المجيد نوسي (التحليل السيميائي للخطاب الروائي...) .
وقد نجد موضوعة كمقابل لـthème عند المغاربة كما هو الحال عند صدوق نور الدين في بعض مقالاته (الرواية في المغرب أوهام الحداثة وظلال الرومانسية) .
وتستدعي مقاربة الصورة التيمة في النص الروائي عودة إلى المرجعية العلمية لمفهوم التيمة أي إلى معانيها في الدراسات الأدبية.
1. مفهوم التيمة في المعاجم:
يعرف بوجواز (M. Pougeoise) التيمة في معجمه "Dictionnaire didactique de la langue française " بقوله: "تقابل "thème" التعليق "rhème"، ففي خطاب ما تحدد التيمة هدف فعل التلفظ (ما نتحدث عنه) بينما يمثل التعليق محتوى (مضمون) ما يتعلق بهذه التيمة (ما نقوله عنها)" . أما في المعجم الفلسفي فـ"اشتق لفظ التيمة في القرن الثالث عشر من الجذر اللاتيني thème، وهي كلمة من معجم البلاغة المستعار من اليونانية، "تيمة" تعني إتيمولوجيا "ما نضع"، sujet "موضوع"، (نتيجة ملموسة ل"فعل وضع")، بعد ذلك عنت "تيمة" في القرن الرابع عشر، "موضوع نظم مدرسي"، أما في القرن الثامن عشر فعنت عمل ترجمة نص مكتوب بلغة التلميذ الأم إلى لغة أجنبية" .
بعدها يعرف المعجم الفلسفي التصور فيقول: "ما هو الموضوع" sujet؟ سؤال فلسفي كلاسيكي، يقبل إجابات متعددة، حسب الثقل المعطى للجماعي أو الفردي، للعقل أو العواطف، للواعي أو اللاواعي، وما إن يصبح الموضوع هدفا للفكر حتى يهرب وكأننا في خضم لعب المرايا، ويختلف وضع التيمة في النقد الأدبي، فهي موضوع الخطاب، عماذا نتحدث؟" [...] ومنه ينطلق في حديث عن التيماتولوجيا وعن التيماتيكية.
أما مؤلفا المعجم السيميائي "Sémiotique, dictionnaire raisonnée de la théorie du langage" فيحددان مفهوم التيمة من منطوق سيميوطيقا السرد: "...توزيعا، على طول البرامج السردية، للقيم التي تم تحقيقها (أي القيم التي توجد في اتصال مع العوامل بواسطة الدلالة السردية".
"إذا استطعنا جمع الدلالات المنتشرة على طول المسار التيمي، وإذا كثف بواسطة تسميات مناسبة كمجموعة خاصيات متعلقة بالموضوع المنجز للمسار (المسار صيد موجز في صياد) فسنحصل على دور ثيمي (...)" .
ويميز تودوروف (todorv) وديكرو (Ducrot) في معجمهما: "Dictionnaire encyclopédique des sciences de langue" بين الحافز "Motif" والتيمة "thème" باعتبار أن الحافز ارتبط بالدراسات الفلكلورية، ويشير إلى الوحدة التيمية الصغرى، وغالبا ما يرتبط بلفظ حاضر في النص، أو بجزء من اللفظ "Sème" وفي بعض الأحيان يرتبط بتركيب أو جملة، في حين أن التيمة بالنسبة إليه هي مقولة "الموت" مثلا. وبالتالي فإن التعرف على التيمة يقتضي تحليل النص في كليته، كما أن التيمة حاضرة طيلة النص، بل وأيضا في مجموع الأدب" .
خلاصة:
من الواضح جدا أن مفهوم التيمة ظل بعيدا عن تعريف واحد متفق عليه، فقد اختلفت التعريفات بحسب اختلاف المنطلقات، ففي السيميائيات التيمة أشد ارتباطا بالأدوار التيماتيكية، وفي الفلسفة أقرب ما يكون من النقد التيماتيكي ومع بوجواز هو أقرب إلى الدراسة اللسانية لخطاب الجملة أما مع تودوروف والمنهج السردي فيظل عاما إلا من تحديده في مقابل الحافز.
2. التيمة في الدراسات الأدبية:
1.2 في اللسانيات:
"تعالج غالبية الدراسات اللسانية التيمة على مستوى الجملة، وإن تطورت هذه الدراسات إلا أنها لا تجدي الكثير ضمن حقل الأدب، ولن تسعف هذه اللمحة عن التيمة في اللسانيات إلا في إلقاء بعض الضوء على الطبيعة الخاصة للتيمة في الأدب" .
وإذا تتبعنا دراسات آدم (Jean M. Adam) للحكي سيما في كتابيه "Le récit" و"Le texte narratif" ، فإننا سنجد حضور مفهوم خاص للتيمة؛ ففي الكتاب الأول وتحديدا في الفصل الثالث المعنون بالإرث الشكلاني "L’héritage formaliste"، يتبنى آدم تعريف طوماشيفسكي (Tomachevski) للتيمة: "يملك كل حكي ذو معنى "تيمة" عامة (بنية دلالية كبرى) وكل قسم من هذا الحكي يتضمن فروعا تيمية تثبت معنى هذا الفصل أو ذاك". ويتحدث آدم في كتابه الثاني عن التيمة في الفصل المعنون بـ: De la phrase au texte: cogestion et progression thématique ويميز خلاله في الجملة بين التيمة والتعليق والوسيط الانتقالي:
Clara Berhardt reconnaît Adèle Blanc-sec
(Rh) Transition (TR) Thème (Th)
وقد تتضمن الجملة أكثر من عنصر وفي هذه الحالة يضاف إلى التيمة والوسيط الانتقالي الأولين صفة خاص وإلى التعليق الثاني نفس الصفة.
L’infâme Clara Berhardt a reconuu la pauvre Adèle
Rhp Rh TRP TR Thp Th
ويعتبر Thp حاملا لأدنى درجات الدينامية التواصلية بينما يحمل Rtp أعلى درجات الدينامية التواصلية (DC).
وتعتبر متوالية جمل (فقرة أو مقطع نصي) كمقطع تيمي.
ولكي تستمر التيمة داخل النص لا بد لها من منهج للتطور يمكن اختزاله في الخطاطة الآتية:
(إعادة استعمال التيمة) P1 : th1 – tr1 – Rh
P2 : th1 – tr2 – Rh2 أو p1 : th1-;- tr1 – Rh1
P2: th2 – tr2 – Rh2 تطوير الوسيط الانتقالي).
P1 : th1 – tr1 – Rh1 أو أيضا
Ph2 : th2 – tr2 – Rh2 (جعل التعليق تيمة)
وبما أن الجمل لا توجد منعزلة وأنها متسلسلة فإن كل جملة تؤدي إلى أخرى. ونقطة نهاية جملة ما هي غالبا بداية للتي تتلوها ومنه نجد:
ـ تطور بتيمة ثابتة:
p1 : th1 -;- Rh1
P2 : th1 -;- Rh2
P3 : th1 -;- Rh3…
ـ تطور خطي:
P1 : t1 -;- R1
P2 : t1 -;- R2
P3 : t2 -;- r3 …
تطور بتيمات تنحدر من تيمة عليا "hyper-thème"
ـ تطور بتيمات تنحدر من تعليق أعلى hyper- rhème))
ـ تطور بقفزة أو ثغرة تيماتيكية
وتجدر الإشارة أن آدم ليس الوحيد الذي قام بمثل هذه الدراسة بل هناك آخرون مثل كومبيت (Combettes) الذي نهج نفس نهج آدم مخالفا إياه فقط في بعض النقط الصغيرة من مثل أنه ليبرهن على التطور التيمي في النصوص السردية لجأ إلى إدراج مقاطع روائية من Salambo، A l’hombre des jeunes filles en fleurs، La peste كما تحدث عن طبيعة العناصر التيماتيكية .
2.2 في السيميائيات:
حين نتحدث في السيميائيات عن مفهوم التيمة فإننا غالبا ما نستحضر أعمال غريماس (Greimas) وكورتيس (Courtes) أساسا. ولا تتحدد التيمة في السيميائيات إلا كمفهوم إجرائي يرتبط بالمكون التيماتي، فإذا كان المكون التيماتي "يتميز بأنه استثمار دلالي مجرد ذو طبيعة مفهومية وليست له أية علاقة ضرورية مع فضاء العالم الطبيعي" فإن "هذا يعني أن التيماتيكي يعتمد على التيمات التي يبنى من خلالها المسار التصويري" .
"إن التيمة تتحدد بكونها توزيعا بواسطة الدلالة السردية للقيم الدلالية والسوسيوثقافية على البرامج السردية التي تشمل عاملا يحدد لنفسه موضوعا ثمينا للبحث، إن التيميات بمفهومها في سيميوطيقا السرد تؤدي وظيفة الاستثمار الدلالي لعناصر التركيب" .
وتتحق وظيفة استثمار التيماتي للسردي دلاليا نتيجة إجراءين:
أ. إجراء التيماتية: thèmatisation: "ويأخذ على عاتقه القيم الدلالية التي ترتبط بالمركب الدلالي العميق لتوزيعها على شكل تيمات داخل عناصر النحو التركيبي المجرد القائم على البرامج السردية. أما هذه التيمات فتهم العوامل الفاعلة في البرامج السردية أو المواضع التي ترغب فيها العوامل" .
ب. إجراء الأدوار التيماتيكية: وهي تختلف عن الأدوار العاملية التي تعود إلى التركيب. إن طبيعتها الدلالية ترجع إلى كونها تتحدد من خلالا التيمات تبعا للإجراءات التالية: يتحدد الدور التيماتيكي بتكثيف مزدوج" :
- الأول: يقوم على تكثيف التصويرية إلى مسار تصويري (الرسالة -;- كتب، أغلف، أرسل).
- الثاني: يتمثل في تكثيف المسار التصويري إلى تيمة ينبثق منها الدور التيماتيكي. وتحيل التيمة هنا على اسم يكون فاعلا بمعنى أنه يحيل إلى دور تركيبي هو الدور التيماتيكي: فتيمة الصيد مثلا التي تنتج عن مسار تصويري، يمكن أن تكثف إلى دور تيماتيكي هو "الصياد" .
تكرر في حديثنا عن التيماتي لفظ التصويري ويعرف كورتيس التصويري في مقابل التيمي "فالتصويري نطلقه على كل نسق تمثيلي (بصري مثلا) يمتلك معادلا على مستوى الدال (التعبير) في العالم الطبيعي والواقع المدرك؛ أي كل ما له علاقة بالعالم الخارجي، بالذي ندركه من خلال الحواس. أما التيمي فلا يملك معادلات داخل المرجع أي كل ما يتعلق بالعلم الداخلي وبالبناءات الداخلية الخالصة، مع كل التنويعات المفهومية المكونة لها".
وقد ساقت هذه المقاربة للتيمي والتصويري إلى التحسيس بدور التأويل التيمي لتحديد التيمة؛ فمثلا كافأ الباباياغا الفتاة على خدمتها: يعبر عن الجزاء في المستوى الذهني (أثنى الياغا على الفتاة) ثم في المستوى التداولي (أهداها ثيابا متنوعة)، ومع نلج الميدان التصويري. ولكي يكون لهذه الثياب مهنى داخل الخطاب يجب منحها بعدا تيميا، وهو ما سيقوم به المتلفظ مباشرة (ذهب الرجل ثم عاد فلاحظ أن ابنته غنية، غنية جدا)، وبالتالي أولت الثياب كدليل على "الغنى" والغنى بطبيعة الحال مقولة تيمية.
ويأخذنا مناحيم برينكر (M. Brinker) في مقالة "Thème et interprétât" بعيدا في هذا الاتجاه حيث يتساءل في مقدمة مقالته: بصدد ماذا كتبت رواية "آنا كارنين"؟ ويمكن الإجابة كتبت حول: حب آنا لفرونسكي ، حب لوفين لكيتي، أذنا كارنين، الأطعمة المفضلة لستيفا أبلونسكي... لكن هل فعلا هذا ما كتبت بصدده الرواية؟ كلا وإنما اعتبارها حكما على العلاقات بين الزنات، عائلات، طبقات، معنى الحياة سواء عموما أو في روسيا القرن 19 خصيصا -وذلك باستعمال مقولة فيتجنشتاين (Wittgenstein) الفلسفية "Voir comme".
وعموما يمكن القول أن التيمي يتمظهر عبر تيمات في مستوى التصوير.
3.2 في الأدب المقارن:
ننطلق من كتاب برينيل (Brunel) وبيشوا (Pichois) وروسو (Rousseau)، " Qu’est ce que la littérature comparée ?" فنجد أن هذا المؤلف يتناول التمييز بين thématique وthématologie ويحاول الإجابة عن السؤال: متى نتحدث عن الحافز ومتى نتحدث عن التيمة؟ فنجد أن الجواب يقترب من المقاربة السيميائية للتصويري والتيمي. فنحن حين نتكلم عن الحافز إنما نتحدث عن مكون محسوس في مقابل مكون مجرد وعام هو التيمة والتي تفترض نصوصا خاصة، بينما يتواجد الحافز حسب العلوم الإنسانية والاجتماعية في نصوص مختلفة. والتيمة عنصر بنائي في النص عكس الحافز الذي يعده طوماشيفسكي أصغر جزئية من مواد التيماتيكية. ويعيد باجو (D.H Pageaux) في كتابه "La littérature générale et comparée" نفس ما قاله مؤلفوا الكتاب الأول مشيرا فقط إلى العمل الذي قام به سابقوه حول مقاربتهم لدراسة تانير (T. Tanner) حول المرأة الزانية في الرواية وذلك من خلال روايات: Madame Bovary, وآنا كارينين وLa nouvelle Heloise.
4.2 في النقد التيماتي:
يقول تاديي (J.Y. Tadié): "يجب أن ندرك جيدا أن الصورة عند باشلار (G. Bachelard) ليست محسنا بلاغيا ولا تفصيلا في النص، وإنما هي تيمة الكلية، وهي تدعو إلى تقارب أكثر الانطباعات تباينا، تلك الانطباعات الصادرة من مختلف الاتجاهات، كما أنها ليست توافقا بين أجزاء الواقع المدرك ولا ذكريات الواقع المعيش... إنها الأثر الذي تتركه الوظيفة اللاواقعية في النص" .
يبدو من خلال خصوصية الصورة عند باشلار خصوصية معنى التيمة في هذا التوجه النقدي. وإذا تضاربت الآراء حول مفهوم موحد ووحيد لهذا المفهوم فيمكن اعتماد تعاريف بعض رواد هذا النقد حسب كولو (M. Collot):
- "التيمة [...] ليست إلا تلوينا عاطفيا للتجارب الإنسانية أي الطريقة التي يعيش بها الإنسان علاقته مع العالم والآخرين والله" وبالتالي يصبح النقد التيماتي نقدا لهذه العلاقات" .
- "التيمة مكررة طيلة العمل (...) وهي تكون بتكرارها اختيارا وجوديا (...) التيمة تحمل نظام قيم، فهي ليست محايدة أبدا، وكل مكونات العالم تنقسم إلى حالة نافعة أو ضارة (...) .
- التيمة مبدأ ملموس للتنظيم، صورة ذهنية (...) الأساس فيها هذه (الرابطة السرية) التي يتحدث عنها (Mallarmé)، هذه الهوية المختلفة والتي يجب كشفها (...) التكرار منا كما خارجا يشير إلى الهوس.
حاول النقد التيماتي، إذن، انطلاقا من مقولة "الهدف يصف الروح التي تملكه، والخارج يحكي الداخل" أن يحدد الموضوعات أو التيمات التي تحكم نصا ما مثل: عنف اللون الأحمر في Sylvie.
5.2 ـ دراسات سردية في التيمة:
نبدأ بالدراسة التي قامت بها (M-L Ryan) في مقالها: A la recherche du thème narratif حيث تقول: "عندما نتحدث عن تيمة نص سردي ما ونعني من ذلك موضوعات مثل الحب، الموت، وضعية المرأة، التهافت نحو الكمال فنحن نتحدث عن التيمة كوسيلة فعل تأويلي (...) لرسالة مطبقة في الواقع (ما يريد الكاتب أن يقوله لنا عن الموت أو الحياة) أو وظيفة المساعدة على تشكيل القوانين العامة التي تحكم عالم النص (الحب ينتصر على كل الحواجز في أعمال موليير (Molière)).
ونحن لا نتحدث عن تيمة النص السردي بل عن تيمات النص السردي التي تعتبر عناصر نحوية يبحث ضمنها الحكم عن مكوناته ويفحصها القارئ ليحدد الدلالة السردية التي تتكون منها الحبكة(...) .
أما كنان (Sch. R. Kenan) فتربط مفهوم التيمة منذ البداية بالسؤال الإجرائي بصدد ماذا...؟ وذلك في محاولة الإجابة عن سؤال المقالة المحوري: "Qu’est-ce qu’ un thème?"، فتميز بين "تيمة الجملة" و"تيمة الخطاب". وترى أن الخطاب يحتوي في الغالب على تيمة كبرى تؤطر الخطاب وضمنها تيمات صغرى. أما في تعريفها للتيمة في الأدب فتقول: "ليست مقطعا لملفوظ معزول داخل سيرورة النص ولكنها، بناء مهيأ من عنصر متقطع، "أي ليس خطيا في النص" . إذن تنتشر التيمة بصورة لا متماسكة داخل النص ولا يمكن تحديدها إلا بجمع هذه الشذرات النصية التي يمكنها أن تتمم الإطار العام للتيمة. فكل العناصر الخطابية يمكنها أن تساهم في بلورة التيمة الكبرى للنص، ومن تم تصبح التيمة بناء تصوريا. وترتكز على ثلاث عمليات إجرائية مرتبطة ببعضها بقوة وهي: التجميع: (L’assemblage) (جمع الشذرات المتفرقة داخل النص، التعميم (La généralisation): إخراج هذه العناصر من خصوصياتها لتشمل ما يشبهها فتتحول من صفة الفردية على صفة العمومية، ثم العنونة (L’étiquetage) أي إعطاء اسم لهذا التصور أو المفهوم لكي تلحق به كل العناصر التي يمكن أن تدخل في إطاره.
وقد يصبح التجميع عند ريمون ذو طابع إنساني (تيمة الفرص الضائعة في رواية "L’éducation sentimental" لفلوبير (Flaubert).
تركيب أو الصورة التيمة:
انطلاقا من محاولة حصر مفهوم التيمة يمكننا الآن أن نحدد مفهوما للصور التيمة في الرواية. يبدو أن الصورة التيمة هي صورة كلية حسب تعبير أنقار تتكون من مقاطع وصور جزئية لتحدد في النهاية الصورة التيمة، فهي والحالة هذه ليست صورة جاهزة أو معطاة بل يجب بناؤها انطلاقا من مضامين النص، وقد تحدد مجموعة صور تيمة لتتوج بصورة تيمة الكلية داخل النص الواحد. وقد تتشارك مجموعة نصوص أدبية مختلفة في نفس الصورة التيمة، ففي محاولة لتطبيق أو استخلاص هذه الصورة مثلا نأخذ صورة تيمة التخلف والتي قد تتشاطرها مجموعة روايات ك "قنديل أم هاشم" بحيث تسهم موضوعة شرق/غرب في إبراز هذه التيمة.
ولربما أبرزت رواية: "نقطة النور" لبهاء طاهر و"اللص والكلاب" لنجيب محفوظ تيمة "البحث عن سؤال وجودي هو علاقة الإنسان بالله" انطلاقا من مقولة: النور، الراحة...
وتتواجد، سواء في العالم العربي أو الغربي، العديد من الدراسات التي تهتم بالبحث في هذا المجال. وقد تتردد كثيرا عبارات من مثل: تيمة الموت، تيمة المرأة... وذلك في صيغ عامة، بينما قد تهتم أعمال أخرى بتيمات أكثر تشعبا أو تخصيصا انطلاقا من المرجعية التي يتبناها كل باحث، فمثلا نجد ميتيران (H. Mitterand) في كتابه "Le regard et le signe" وهو يخصص فصلا كاملا للقيام بدراسة تطبيقية على أعمال بعض الروائيين من أمثال: زولا (Zola) وفلوبير للبحث في تيمات الحياة الشخصية "Thèmes de la vie privée" ومن بين هذه التيمات، تيمة الجسد في رواية "L’éducation sentimentale" لفلوبير و "Thérèse Rasquin" لزولا.

الكتب باللغة العربية:
1. أنقار (محمد)، بناء الصورة في الرواية الاستعمارية، صورة المغرب في الرواية الإسبانية، تطوان، الإدريسي للتوزيع والنشر، 1994.
2. جبار سعيد، "الخبر في التراث العربي، البنية والوظيفة، عبد الرحمان بن الجوزي نموذجا"، أطروحة لنيل دكتوراه الدولة تحت إشراف: فاطمة طحطح، م.ج: 98/99، جامعة محمد الخامس، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط.
3. نوسي ع. المجيد، "التحليل السيميائي للخطاب الروائي"، (البنيات الخطابية، التركيب، الدلالة)، الدار البيضاء، المدارس، ط. I، 2002.
4. "الرواية المغربية"، أسئلة الحداثة، جماعة مؤلفين، ط I، مختبر السرديات، الدار البيضاء، دار الثقافة، 1996.
الكتب باللغة الفرنسية:
1. Adam (Jean – michel), « Le récit », (3éme éd.), Que sais - je? Paris, 1991.
- « Le texte narratif », Nathan, 1994.
2. Barthes (Roland), Michelet par lui-même, Seuil, 1954.
3. Brunel (P), Pichois (C), Rousseau (A.M), « Qu’est ce que la littérature comparée? », Paris, Armand Colin, 1983.
4. Combettes (B), « Pour une grammaire textuelle, la progression thématique », Duculot, 1988.
5. Courtes (J), « Le conte populaire: poétique et mythologie », Paris, PUF, 1986.
- «Analyse sémiotique du discoures, de l’énoncé à l’énonciation », Paris Hachette, 1991.
6. Doubrovsky (Serge), Pourquoi la nouvelle critique, Mercure de France, 1970.
7. Greimas, (A. J), « Du sens », Paris, Seuil, 1983.
8. Mitterand, Henri, « Le regard et le signe, ppoétique du roman réaliste et naturaliste », Paris, PUF, 1987.
9. Pageaux (D – H), « La littérature générale et comparée », Paris, Colin, 1994.
10. Richard (J.P), L’univers imaginaire de Mallarmé, Ed, L’obsession, Seuil, 1961.
المعــاجــم
1. Ducrot (O), todorov (T), Dictionnaire encyclopédique des sciences de langage », Paris, Seuil, 1972.
2. Dictionnaire philosophique.
3. Gerimas (A.J), Courtes (J), « Sémiotique, dictionnaire raisonnée de la théorie du langage », T.I, Paris, Hachette, 1997.
4. Peugeoise, Michelle, « Dictionnaire didactique de la langue française », Paris, Armand Collin, 1996.
المجالات:
1. Collot, Michelle , Le thème selon la critique thématique, Communications (47), Paris, Seuil, 1988.
2. Rayan (Marie Laure), “A la recherché du thème narratif, in Communications n° 47, Paris, Seuil, 1988.
3. Rimmon- Keman (Shlomith), Qu’est – ce que’ un thème?, Poétique n°64, Paris, Seuil, 1985.



#ليلى_احمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التيمة: إشكالية المصطلح وامتداداته


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى احمياني - التيمة: إشكالية المصطلح وامتداداته