أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عراق عبدالحسين - ايران تحارب امريكا حتى آخر عراقي















المزيد.....

ايران تحارب امريكا حتى آخر عراقي


عراق عبدالحسين

الحوار المتمدن-العدد: 1274 - 2005 / 8 / 2 - 07:54
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كأغلب السياسيين العراقيين اعلن وزير الدفاع العراقي مؤخرا ( والذي عاد من ايران قبل اسابيع ) ان مصدر السيارات المفخخة التي تعيث فسادا في مدن العراق هو سوريا ، وهو بهذا يتفق تماما مع من سبقه من المسوؤلين في قضيتين اساسيتين ، اولهما ابعاد اية اتهامات تطال ايران وثانيهما الفصل بين السياستين السورية والايرانية في الموقف من الملف العراقي ، وكان آخر المتحدثين في هذا الاطار وزير الخارجية هوشيار زيباري الذي اشار الى مااسماه دول الجوار وتدخلاتها دون ان يجرأ على تسمية ايران لتجنب غضب اعوانها عليه .
اقول انا العائد من العراق لتوي بعد زيارة استغرقت عدة اشهر بدأت بالبصرة وانتهت في بغداد مرورا بالنجف الاشرف وكربلاء والرمادي في المنطقة الغربية حيث يتوزع الاقرباء والاهل واصدقاء الاسر في السنوات السود وحيث المراقد المقدسة التي تعيد الاطمئنان للنفس ، اقول انني استطعت كمواطن عادي في جولتي بالمنطقة الجنوبية وبغداد ان المس مابات يعرفه اغلب العراقيين وهو ان ( المخابرات الايرانية هي اللاعب الاقوى والابرز على الساحة العراقية ، ومن هنا يجب ان ينطلق أي تحليل للاوضاع في العراق .
لنكن صريحين وصادقين مع انفسنا ايا كان موقفنا من المشروع الامريكي ثم نتساءل من هي الدول صاحبة المصلحة الاولى بافشال هذا المشروع ؟ ومن سيحقق اكبر المكاسب من افشاله ؟ الجواب وكما قلت اذا كنا حياديين ومنصفين هو ايران بالدرجة الاولى ومن بعدها سوريا بالتاكيد لانهما الدولتان الاكثر خوفا من النفوذ الامريكي ووجوده في العراق والاسباب لاتحتاج الى تفسير من بقي من الجيران ؟ النظام الاردني مرتبط ارتباطا كاملا بالسياسة الامريكية في المنطقة ومنفذ جيد لما هو مطلوب منه ، تركيا لادور لها لحد الان في الملف العراقي ولكنها ترقب بحذر تطور الاوضاع في كردستان العراق وسيرتكب الاكراد العراقيون خطا قاتلا اذا اعتقدوا يوما ما ان تركيا خارج الفلك الامريكي ، او انهم يستطيعون ابتزازها ، بقيت الكويت والسعودية ، الاولى نظام عائلي يتمتع بالحماية الامريكية ويهمه ان يظل العراق ضعيفا وهزيلا ولكنه لايمكن ان يفتح طريقا للارهابيين لانه يدرك جيدا ان ثمن الغضب الامريكي اذا ماحصل هذا سيكون النظام برمته ، ولكنها أي الكويت تلعب لعبة تاجيج الطائفية في العراق عبر غض النظر عن تسييل الاموال لتمويل المنابر الاعلامية التي تقوم بهذا الدور وهو قصر نظر سياسي فهذا السرطان الخبيث ( الطائفية ) سيمتد لها عاجلا ام آجلا ، اما السعودية فان نظامها المتعامل مع السياسة الامريكية لايهمه الان سوى المحافظة على وجوده بوجه افاعي الارهاب الاصولية التي تربت ايام ( الجهاد الافغاني ) في احضانه ، ورموزه يرددون اليوم في مجالسهم لقد ورطنا الامريكان في ( لعبة الجهاد ) تلك فلا افغانستان على حدودنا ولانجيب الله كان يمكن ان يهددنا بشيوعيته الرثة التي اراد تطبيقها في مجتمع متخلف تحكمه علاقات اقطاعية - دينية .
بقيت ايران وسوريا وسيسارع قصيروا النظر الى حصر الاتهام بسوريا بحجة ان ( عصابات القاعدة والوهابية ) تستهدف الشيعة وانها تضرب مساجدهم وتقتل رموزهم وهؤلاء ينظرون للواقع على الساحة العراقية بنصف عين لانهم لايرون ان ايران تمارس سياسة لااخلاقية في العراق وانها تسعى لتحقيق اهدافها ، بل انها ستحارب امريكا حتى آخر عراقي ولكن بطريقة ( التقية ) فهي لاتريد ان تواجه الولايات المتحدة الان ( على الاقل ) في ظروف تبذل فيها جهودا كبيرة لامتلاك الطاقة النووية والتحول الى اقوى دولة في المنطقة ليس لمواجهة اسرائيل او تحرير القدس او غير ذلك من الكلام الفارغ الذي يملاْ ساسة ايران عقول عامتهم به وانما من اجل تكريس زعامتها للمنطقة ، فجعلت سوريا واجهة لسياساتها التي تلقى دعما ايرانيا غير معلن مراهنة ايضا على امكانيات النظام السوري في المراوغة السياسة وتقديم التنازلات للولايات المتحدة عند الطلب غير ابه بمصداقيته امام الشعب ، على عكس الايرانيين الذين يستمد نظامهم قوته في الشارع من اعلانه ( معاداة السياسة الامريكية ) ، ان من مصلحة ايران التفاف الشيعة حولها بذريعة المخاوف من ارهاب عصابات القاعدة والوهابية وغيرها ، رغم انها فشلت حتى الان باستقطاب المثقفين والعلمانيين لانهم ادركوا لعبتها مبكرا ولكنها تواصل عملها بهدفين كما اشرنا اولهما افشال المشروع الامريكي وابعاد الامريكان عن حدودها وضمن هذا الهدف تمكنت من ابعاد مجموعة اياد علاوي عن السلطة ووضع فيتوا على مشاركتهم في الحكومة ودفع الاحزاب التابعة لها لتنفيذه وهذا معروف في الشارع العراقي ، اما الهدف الثاني فهو تكريس دورها كمرجعية للشيعة في العالم على حساب دور الشيعة العرب الذين هم اساس التشيع وقاعدته الحقيقية ، والذي يتابع الاخبار بدقة قرأ بالتاكيد انباء معتقلي القاعدة في ايران بعد سقوط نظام الطالبان المتخلف ، ثم اختفاء هذه الانباء ودون ان تعرف الولايات المتحدة مستوى اولئك المعتقلين او حجم مسوؤلياتهم ، وظهور القاعدة في العراق بعد سقوط الدكتاتورية ومحاولة بعض المقربين من ايران اقناع الولايات المتحدة بوجود علاقة للدكتاتور صدام حسين مع رموز القاعدة ثم تكذيب هذه الاخبار، فيما بعد وقيام ايران مؤخرا بالاعلان عن اكتشاف مخطط تخريبي للقاعدة في ايران يستطيع ان يمسك بجوانب الخيط الرفيع الذي يربط هذه الاحداث ، والذي يبعد اية شبهة عن علاقة لايران بهذه العصابات فيبدو الامر وكأن هناك تحالفا غير مكتوب بين النظام العلوي في سوريا والوهابية والسلفية التي تنفذ مشروعها الدموي في العراق رغم ان الذي بين الاثنين من خلافات في العقيدة لايختلف عما بين الشيعة الاثني عشرية وهؤلاء . ان أي مواطن بسيط مثلي يستطيع ان يلمس حجم الدور الاستخباري الايراني في العراق في البصرة والعمارة وكربلاء والنجف وبغداد فميليشيات الاحزاب التابعة لها هي الحاكم الفعلي للبصرة وفرسان التعذيب في معتقلات ( سنكابست ، هوجان ، قصر فيروز وغيرها ) من ( التوابين ) الذين شكلوا نواة قوات بدر اصبحوا الان قوة فاعلة في الساحة العراقية والادارة الامريكية بدل ان تجمع المعلومات عنهم لتحيلهم الى المحاكم على الجرائم التي ارتكبوها بحق الاسرى العراقيين في السجون الايرانية حيث قتل البعض في ظروف غامضة واستخدم البعض كفئران تجارب على اسلحة كيمياوية هي اليوم جزء من الترسانة العسكرية الايرانية تتركهم يسرحون ويمرحون فتفقد بذلك هي الاخرى الكثير من مصداقيتها امام العراقيين الصامتين وانا هنا لااتبنى طروحات الضاري لانه متخلف معاد للديمقراطية تخندق في الجانب الاخر بحثا عن سلطة ونفوذ ولكني لاابريء قوات بدر من الاغتيالات والقتل لانها تدربت ( بنا ) ايام الاسر في ايران ومن عاش تلك الايام السوداء يذكر جيدا تلك الوجوه التي كانت تستخدم اسماء مستعارة وهي تمعن في تعذيبنا واذلالنا ، ماذا يهم ايران لو ان نصف شيعة العراق قتلوا باعمل تفجير واغتيالات مادامت النتيجة كما تتخيلها افشال المشروع الامريكي والتفاف الشيعة حولها كحامية لهم ، وتكريس دورها المرجعي ، واذا لم تكن ايران طرفا في كل مايحصل لماذا لم نسمع منها ادانة واحدة للنظام السوري حليفها الاساسي في المنطقة الذي يكثر انصار ايران في العراق من اتهامه ، هل هو توزيع ادوار ام ماذا ؟
الاغبياء وحدهم يصدقون اهتمام ايران بما يحصل للشيعة .
لقد اصبحت سوريا مكشوفة تماما للولايات المتحدة بعد جريمة اغتيال الحريري واضطرارها للانسحاب من لبنان ، مخلفة وراءها مريدين تاجروا بكل شيء متسترين بمظلة اسمها مواجهة اسرائيل ، ولم يعد امامها سوى المزيد من التنسيق مع السياسة الايرانية في المنطقة والتي تركز الان على افشال المشروع الامريكي بالمزيد من الفوضى في العراق بغض النظر عن تسلل الارهاب للعراق ، صحيح ان لسوريا هي الاخرى مصالح في العراق
عبر سعيها لاحتواء ماتبقى من البعث ولكن هذا يصطدم بالشعور العام لدى العراقيين بان ( البعث السوري ) هو وجه آخر ل ( بعث العراق ).
ان حالة الفوضى التي تعم الساحة العراقية تساعد ايران على تثبيت نفوذها الذي سيتسع حال انسحاب القوات الامريكية ليصبح العراق جزءا من نظام ولاية الفقيه المتخلف وقد ادركت الولايات المتحدة هذه الحقيقة فبدأت بتجهيز الملفات التي ستجعل ايران تعيش حالة عدم استقرار هي الاخرى اما اعتقاد المحسوبين على الولايات المتحدة في السلطة العراقية بان الادارة الامريكية آخر من يعلم فهو اعتقاد خاطيء وستثبت ذلك الايام المقبلة
لقد اسقط الامريكان دكتاتورا دمويا ولكنهم لم يكملوا مهمتهم بالحد من النفوذ الايراني في العراق الجديد والى اشعار آخر ستظل ايران تحارب امريكا في العراق حتى آخر عراقي شيعيا كان ام سنيا



#عراق_عبدالحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توابوا الامس ديمقراطيوا اليوم
- الحكايةتبدأ مع الاسم ...اسمي


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عراق عبدالحسين - ايران تحارب امريكا حتى آخر عراقي