محمد لكطيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4504 - 2014 / 7 / 6 - 18:06
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
إلى متى نكذب على التاريخ ؟
ما إن أذن القرن العشرين بالأفول، حتى أذن تاريخ المغرب بسؤال عريض حول اليهود المغاربة مفاده هل هجر تاريخ اليهود مع خروجهم من المغرب؟ لاشك أن التاريخ لا يهاجر و إنما ظاهرة الإقصاء التي أصبحت عنوانا يوميا كسائر عناوين العولمة أو العروبة، هي من أخرج تاريخ اليهود من الوجود كما فعلت مع غيره من موضوعات التاريخ المغربي.
نجم هذا في سياق احتضان فئة معينة و استحواذها على آليات المعرفة و وسائل الإعلام الموصوفة بالجماهيرية، واحتكارها لآليات التنشئة الاديولوجية. أمام ذلك سيبقى السؤال معلقا إلى حين ،ولعل معترضا يعترض بأن هذا السؤال غير لازم بتاريخ المغرب ما دام اليهود هم من خرب أرض المقدس وهتكوا دم العرب، بل قد يلوذ المعترض إلى ما تداولته العامة من الناس الذين يرون أن "ليهودي"يتسم بكل صفات الخديعة،وما هذا الا تحصيل حاصل مما ذكرناه حول أليات التنشئة الاديولوجية المستغلة لتغطية الحقيقة تحت مصالح ذاته و فردا نية، و وسائل الإعلام الموصوفة بالجماهيرية التي لم تستطع التميز بين الصهيونية كحركة استعمارية، واليهود كمواطنين استقروا في المغرب حيث عاشوا منذ ألفي سنة فوق تربته وتفاعلوا مع محيطه، وساهموا في اقتصاده وانسجموا مع تقاليده وأعرافه، وشاركوا أهله أفراحه وأحزانه فأصبحوا بذلك جزءا لا يتجزأ من مكوناته، لا تفرق بينهم الملل مهما بلغت العلل، ما جعل المغرب من أروع الآيات الدالة على التعايش في مختلف مناشط الحياة.
إننا لا نتلذذ بالدفاع عن طائفة معينة، وإنما نسعى إلى لفت الانتباه أن نار الحقيقة مهما بلغت حرارتها يجب مواجهتها، أو بصيغة أخرى يجب تدريس تاريخ اليهود لأبنائنا كما يدرس تاريخ القصور.
#محمد_لكطيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟