أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الارهاب والشخصية الداعشية - تحليل سيكوبولتك















المزيد.....

الارهاب والشخصية الداعشية - تحليل سيكوبولتك


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4504 - 2014 / 7 / 6 - 09:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




*ما المقصود بالارهاب؟ وما هي اسبابه؟ولماذا اتسعت ظاهرة الارهاب في القرن الحادي والعشرين؟.ولماذا انتشر في البلدان الديمقراطية أكثر من انتشاره في البلدان الاستبدادية؟!.
*وما هي صفات او خصائص الشخصية الارهابية والشخصية الداعشية؟
في هذا التحليل الاجتماعي النفسي السياسي سنحاول الاجابة على هذه التساؤلات استنادا الى دراسات علمية بينها اطروحة دكتوراه للدكتوره جوان احسان من جامعة السليمانية كنا اشرفنا عليها عام 2010 والتي تعد اول اطروحة على المستوين العربي والعالمي من حيث عدد افراد العينة البالغ (300)مدانا بجرائم ارهابية في السجون العراقية من عشرة بلدان عربية اضافة الى العراق وثلاثة بلدان اجنبية،ومن حيث نوعية الاختبارات التي جرى تطبيقها عليهم.
التحليل
مع ان (الارهاب) يبدو واضح المعنى الا ان له اكثر من تعريف،اذ هو يعني من المنظور السياسي:استخدام اساليب العنف بهدف نشر الرعب لاجبار الناس على اتخاذ موقف معين او الامتناع عن موقف معين..بهدف او ارباك او اسقاط نظام سياسي او حكومة يعدها خصما او عدوا.فيما التعريف الاجتماعي للإرهاب هو: بث الرعب الذي يثير الجسم أو العقل، أي الطريقة التي تحاول بها جماعة منظمة او حزب ان يحقق اهدافه عن طريق استخدام العنف.
غير ان التعريف النفسي له يبدو مختلفا اذ يعد الارهاب نوعا من العدوان المرضي،ويصنفه على انه نمط من السلوك الاجرامي مادام يمارس ضد الشرعية و القانون والعرف وضد الأداة الشرعية الحاكمة،وانه سلوك عنيف منحرف لتحقيق اهداف غير مشروعة..فيما يعد التعريف القانوني للإرهاب بأنه جريمة مقصودة ذات دافع سياسي،الا في زمن الحرب، حيث يمكن ان تكون مجرد تقنية عسكرية،ترتكب من قبل فرد أو أكثر لصالح جماعة ما أو منظمة ما أو نظام حاكم يمثل دولة، وتهدف إضافة الى الذعر المحتمل،زعزعة نظام سياسي قائم، او في طور القيام ،او محاولة القضاء عليه.
أسباب الارهاب
بعد احداث 11 ايلول(سبتمبر 2001) زاد انشغال الباحثين بدوافع الارهاب،وكانت هنالك خمس منطلقات نظرية تقليدية لتفسير ظاهرة الارهاب هي:
1.المنظور الإجتماعي.
2. المنظور الحياتي البايولوجي.
3. المنظور الإقتصادي.
4.المنظور المعرفي.
5.المنظور الدينامي النفسي.
وبعيدا عن شرح تفاصيل كل منظور،وهي متعبة للقاريء الكريم،فان ما يستخلص منها انها ألقت الضوء على ظاهرة الإرهاب،والإختلاف فيما بينها هو في مقدار مساحة الضوء التي ألقته هذه النظرية أو تلك.بمعنى أن جميع هذه النظريات أسهمت بقدر من المعرفة في تفسير (الإرهاب) وأن الإختلاف فيما بينها هو في مقدار هذه المعرفة وعمق تحليلها..فالنظريات الاجتماعية ترى أن العنف والجريمة او الخروج على النظام الاجتماعي العام يحدث حين يعجز الأفراد عن تحقيق اهدافهم وطموحاتهم التي يرون انها مشروعة ،او حين لا تكون هنالك عدالة اجتماعية،فانهم يسلكون طرقاً غير شرعية وعنيفة لتحقيقها،فيما يرى المنظور الاقتصادي ان العنف يتولد نتيجة استغلال وقهر طبقي يحفز الناس على الانانية وحب الذات وتفشي الحقد بين الطبقات، وأن الفقر والبطالة هما السببان الرئيسان لظاهرة الارهاب.غير ان نظرية الصراع بين الجماعات تؤكد أن الفرد يميل بطبيعته الى تضخيم نقاط الاختلاف بينه وبين جماعة خارجية عنه، وترى وجود مقارنة تقويمية بين الأفراد من جماعات مختلفة تتضمن ادراك خصائص محددة تتفاوت فيها الجماعات. وتتفق هذه النظرية "الصراع بين الجماعات" مع "نظرية التعلم" و "نظرية الاحباط" و"النظرية المعرفية" باستثناء " نظرية التحليل النفسي "، على اعتمادها المنحى المعرفي وتأكيدها على الخبرة المعرفية للإرهابي ومدركاته بين الاشخاص و الجماعات الاخرى.وفي ارتباط ادق تلتقي نظرية الحرمان النسبي مع "نظريات البناء الاجتماعي" ونظرية " الضغط العام للجريمة" و "النظرية الاقتصادية" في تفسير أسباب الإرهاب والعنف بعزوها الى الاحباط، فيما تنفرد نظريات الصراع بين الجماعات بتوكيدها على فكرة تعصب المعتقدات تحديدا.

والمتفق عليه ان ظاهرة الإرهاب تتصف بكونها معقدة،وأن هنالك عوامل كثيرة تسهم في حدوثها.فاذا اضفنا السبب الرئيس لتنامي ظاهرة الارهاب في البلدان العربية والاسلامية المتمثل بمناصرة امريكا لأسرائيل،ودعمها لأنظمة حكم عربية مستبدة وفاسدة،ووصف الاسلام بانه دين عنف واشاعة (اسلاموفوبيا )في الغرب، وإسهام هذه العوامل بصيغة تفاعلية..يتبين لنا كم هي معقدة ظاهرة الارهاب لدرجة انها ما تزال مثار جدل لم يحسم برغم عقد العشرات من المؤتمرات العربية والعالمية الخاصة بها،واخرى غير مباشرة..كتلك المتعلقة بحوار الأديان.
والمفارقة ان انتشار الارهاب في البلدان الديمقراطية اكثر من انتشاره في البلدان الاستبدادية.وتعزو (اريكا شينويت) صاحبة كتاب(الديمقراطية والارهاب) الاسباب الى حرية الاعلام وضعف تطبيق العدالة الاجتماعية.غير ان السبب الرئيس في البلدان العربية التي اسقطت انظمتها الاستبدادية هو تخلف شعوبها وسوء اختيارها لنواب يمثلون الشعب حقا،وانتاجهم لحكومات غير كفوءة احتكرت السلطة والثروة واشاعت الفساد والبطالة والظلم الاجتماعي والولاءات الفرعية وضعف الاداء الامني.
شخصية الارهابي..والشخصية الداعشية:
لا يعنينا هنا ان كانت (داعش) صناعة امريكية،ايرانية،سورية،سعودية..فما يهمنا هو تحليل تركيبة هذه الشخصية،ومن اين تأتي الارهابي هذه القدرة (الخارقة،المجنونة)على تفجير نفسه وقتل اكبر عدد من الناس بينهم اطفال؟!.ولا يعنينا ايضا رأي السياسيين،لأنه يركّز فقط على هدف الارهابين المتمثل باسقاطهم والاستيلاء على السلطة،ويتجاهل الاسباب التي دفعتهم الى هذا السلوك المتطرف في العنف.فالأصح هو ما تتوصل اليه دراسات ميدانية تخصصية..واليكم ما تم التوصل اليه من دراسة لأرهابيين من جنسيات عراقية وعربية وعالمية ارتكبوا جرائمهم الارهابية على ارض العراق..وكان ضحاياهم عراقيون وبالآلاف.
شخصية مركّبة
الحقيقة العلمية هي أن شخصية الإرهابي، مركّبة تجمع في خصائصها بين خمس شخصيات مصنفة على أنها مضطربة (غير سوية) هي:الزورية ،النرجسية ،الوسواسية القهرية ،الشخصية من النمط الفصامي، والشخصية المعادية للمجتمع.
والمشكلة في الشخصية الزورية (أي المصابة بالبارانويا) أن صاحبها يشعر بالإضطهاد،ويرى أن حقوقه مهدورة،فيكون مستعداً للقتال من أجلها،ولديه نزعة لحمل ضغينة مستديمة،ورفض للتسامح،لأن صفة العدائية تكون متحكمة فيه. ويتفق علماء النفس على أن بداية تكوين الشخصية الزورية،هي نشوء معتقدات وهمية لدى الفرد،تقوى بمرور الزمن لتصبح لديه وكأنها حقائق واقعة.يؤكد هذا الاستنتاج ان الارهابيين كانوا قد تلقوا هذه المعتقدات من شخصيات دينية لها تأثير فيهم وانها لاقت قبولا لديهم لانهم كانوا قد تعرضوا لاضطهاد وتحقير واهانات اسرية ومجتمعية.
و(الإرهابي) يعتقد أنه على حق وأن الآخرين على باطل،ويتصف بالعجرفة والتعالي في السلوك،والشعور بعظمة أهمية ذاته،وأنه يستحق الصدارة والأفضلية على الآخرين.ولقد تفاعلت هذه الصفات النرجسية مع صفاته الزورية نجم عنها تثبيت معتقداته الوهمية وتعزيز صفتين من الشخصية الفصامية هما :افتقار تفكيره الى المرونة و التبصّر،وسيطرة افكار بخصوص الانتحار،وصفة من الشخصية المضاد للمجتمع هي عدم الشعور بالندم أو بالذنب عند الحاقه الأذى بالآخرين.
ان الشخصية الداعشية هي خلاصة مركّزة للشخصية الارهابية تستقطب كل صفاتها مع تغيير في الهدف هو تبني استراتيجية القضاء على الشيعة في العراق تحديدا،بعد ان كانت محاربة الغرب الكافر.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون..في يوم الحساب! فنتازيا
- مهدي الحافظ..محرجا
- كتابات ساخرة:العاض والمعضوض في كأس العالم..والعراق!
- الدعاية والاشاعة..تحليل سيكولوجي لما حدث ويحدث
- بعد خراب العراق..المرجعية تحرق ورقة المالكي
- الخيارات صعبة..ومبادرة للحل
- العراقيون ..وكأس العالم
- الحاكم الفاشل..تحليل شخصية
- ليلة سقوط الموصل!
- ما افسدته السلطة في الشخصية العراقية (2-2)
- الاختلاف والكره..تحليل سيكوبولتك
- وسائل السيطرة على التشاؤم لدى العراقيين
- ما افسدته السلطة في الشخصية العراقية (1-2)
- عذر عبد الآله الصائغ..العراقيون اجهضوا فرحتك!
- حقائق جديدة عن الشخصية العراقية:(3) الوعي الانتخابي واحياء ا ...
- حقائق جديدة عن الشخصية العراقية 2:التعصب للهوية والوصولية وا ...
- الطائفية والعشائرية والاأبالية هي الفائزة!. 1:خصائص جديدة عن ...
- من سيفوز في الانتخابات العراقية..؟تحليل سيسكوبولتك
- قاسم حسين صالح - كاتب وباحث، ورئيس الجمعية النفسية العراقية ...
- لو كنت برلمانيا..ما هي أولوياتك؟


المزيد.....




- ترحيب فاتر بالملك تشارلز في أستراليا بأول جولة خارجية له منذ ...
- استخبارات كوريا الجنوبية: بيونغ يانغ ترسل 1500 جندي لمساعدة ...
- جواد العلي يعود إلى مسارح السعودية بعد غياب طويل.. افتتح حفل ...
- روسيا تسلم أوكرانيا جثث أكثر من 500 جندي من قوات كييف
- الحوثيون يتوعدون إسرائيل -بتصعيد عسكري مؤلم- ثأرا للسنوار
- صافرات الإنذار تدوي في عكا وخليج حيفا
- مصر ترفع أسعار البنزين للمرة الثالثة.. فهل ستواصل الأسعار ال ...
- ما قصة التوغل الجيش الإسرائيلي في سوريا؟
- يحيى السنوار.. ما قصة المسدس الذي وجده الإسرائيليون بحوزته و ...
- -ماذا بعد مقتل عدوّ إسرائيل اللدود، يحيى السنوار؟- جيروزاليم ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الارهاب والشخصية الداعشية - تحليل سيكوبولتك