أكاذيب قرآنيّة مفضوحة - هل أرسل الله رسولا أو نبيّا لكلّ أمّة؟

مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4504 - 2014 / 7 / 6 - 08:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أكاذيب قرآنيّة مفضوحة - هل أرسل الله رسولا أو نبيّا لكلّ أمّة؟

يدّعي كاتب القرآن أن الله المزعوم قد أرسل رسولا لكلّ أمّة، حيث يقول: "وَلِكُلِّ أُمَّة رَّسول فَإِذَا جاء رَسولُهم قُضيَ بَينهُم بِالْقسْط وَهم لَا يظلَمون" (سورة يونس، 47) والأمّة في اللغة فئة كبيرة من الناس تربطهم تقاليد وثقافة مشتركة وبصفة عامة لغة واحدة. ويقول كاتب القرآن أيضا: "ولقدْ بعَثنَا فِي كُلِ أُمَّةٍ رسُولًا أَنِ اعْبُدوا اللَّهَ وَاجْتَنبوا الطَّاغوتَ فَمِنهُمْ مَنْ هَدى اللَّهُ وَمِنهُمْ مَنْ حَقَّت عَلَيهِ الضَلَالَةُ" (سورة النحل، 36) وفي موضع آخر: "وَيَوم نَبعَثُ فِي كُلِّ أُمَّة شَهِيدًا عَلَيهِم مِّنْ أَنفسِهِمْ وَجئْنَا بِكَ شَهيدًا" (النحل، 89)... وهذا، بطبيعة الحال، إدّعاء كاذب لا صحّة له، خاصّة أنّه يناقض الحقائق التاريخية. ولنا في تحليله جملة من الملاحظات نوردها كما يلي:
أوّلا، الإسلام لا يعترف إلا باليهوديّة والمسيحيّة كأديان سماويّة، ويضيف إليها في بعض الآيات الصّابئة وفي آيات أخرى المجوسيّة، مع تكفير الكلّ، بطبيعة الحال، وكما هي عادة كاتب القرآن المتناقض والمصاب بإنفصام في الشّخصيّة، بجرّة قلم بسيطة، حين يقول: "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ" (آل عمران، 19). لن نناقش مسألة أنّ الله الخرافي بعث ديانات سابقة للإسلام وحُرّفت وأنّه لم يكن يعرف أنّها ستُحرّف رغم تبجّحه في القرآن بنسبة كلّ العلم لنفسه وخاصّة علم الغيب الوهمي، فهذا موضوع جانبي لا يهمّنا في شيء. لكن المهمّ بالنّسبة لنا هو السّؤال الموالي: أين ظهرت كلّ هذه الأديان التي ذكرناها؟ الجواب: في الشّرق الأوسط. فماذا عن بقية المناطق في العالم؟ كاتب القرآن لم يكن يعرف شيئا عن وجود أناس آخرين خارج منطقته، بل لم يكن يتخيّل أصلا أن تكون هناك شعوب أخرى في مناطق نائية لن يعرفها الإنسان إلا بعد قرون.
ثانيا، على مرّ التّاريخ لم يحدث وأن وجدنا ما يدلّ على أنّ أيّ مدّعي نبوّة أو رسول مزعوم ظهر من بين الأمم التي سكنت وعاشت في القارات الأفريقية والأوربية أو الأمريكية والأستراليّة وفي آسيا الوسطى والشّرقيّة. لم نعرف نبيّا قال أنّه مبعوث من طرف الله للإغريق ولا لأهل بابل ولا للهنود الحمر أو لشعوب المايا... فهل خلقهم الله ثمّ نسيهم؟ أم أنّه لم يخلقهم ولم يكن يعرف عنهم شيئا أصلا؟ أم أنّه لم يرد أن يبعث لهم رسلا وأنبياء؟ وإن كان قد بعث لهم رسلا وأنبياء، فلماذا إقتصر ذكره على أسماء بعضها متداول في الإنجيل والتوراة وبعضها مذكور ولكن ليس بصفتهم أنبياء ولا حاملي رسالة (إستعمال مشوّه في القرآن لما سبقه من حكايات) والبقيّة أسماء مختلقة لا نجدها إلا في الإسلام، مثل "هود" و"صالح"... وكلّهم كانوا حسب الخرافات السّماويّة في الشرق الأوسط؟ وماهي أسماؤهم وإلى أيّ أقوام أرسلوا؟ لا يوجد أيّ جواب لا في القرآن ولا في الأحاديث.
ثالثا، لم تظهر خرافة الله وأنبيائه إلا منذ 5000 عام على أقصى تقدير، فهل كان الله نائما في العسل ثمّ أفاق من غيبوبته التي دامت مئات آلاف السّنين فخطرت بباله، فجأة، فكرة إرسال أنبياء ورسل لهداية مخلوقاته؟ ثم ماذا عن الإنسان القديم الهوموسيبيان والنياندريتال وسكان ألاسكا؟ هل هم أقدم من آدم؟ أم أقدم من الله الذي يزعم أنّه موجود منذ الأزل وإلى الأبد؟ أم ماذا؟
فكّروا في الموضوع مليّا وستجدون أنّ القرآن، مثله مثل كلّ الكتب، السّماويّة منها والأرضيّة، لا علاقة له لا بآلهة ولا بشياطين، فكلّ ما فيه هلوسات وأوهام وأساطير وخرافات وأكاذيب يكفي أن تفكّر فيها لكي تكتشف زيفها وحقيقة مصدرها البشريّ.

---------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّنته:
http://utopia-666.over-blog.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html

#مالك_بارودي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات