أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علاء كعيد حسب - القنوات التلفزية المغربية خلال رمضان: قنوات للعذاب النفسي و الانحطاط الفني و الترهات التي لا تنتهي














المزيد.....


القنوات التلفزية المغربية خلال رمضان: قنوات للعذاب النفسي و الانحطاط الفني و الترهات التي لا تنتهي


علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي

(Alaa Kaid Hassab)


الحوار المتمدن-العدد: 4504 - 2014 / 7 / 6 - 08:55
المحور: كتابات ساخرة
    


جميعنا، تقريبا، نتقاسم نفس الحكم على البرامج المعروضة بقنواتنا التلفزية الرسمية، و نتساوى عندما يتعلق الأمر، بالأذى الذي تسببه لحواسنا، خلال وجبة الفطور التي من المفترض أن تمر دون مغص.

تكرار الوجوه و اجترار نفس المواضيع، بطريقة مرضية، جعل غالبية المغاربة يعتبرون البرامج المعروضة خلال شهر رمضان الأبرك، اختبارا ربانيا يزيدهم ثوابا على ثواب صيامهم.

المثير في برمجة رمضان، إصرار قنواتنا الرسمية التي تُمَوَلُ من أموال الشعب "المسلم"، على عرض إنتاجات مسيئة للشهر الإسلامي الفضيل، و خصوصيته كفترة نقاهة روحية تستدعي التركيز على تقوية الوازع الديني لدى المغاربة. و لعل أبرز مثال على ذلك، مسلسل يتناول قصة فتاة قروية تحلم بأن تصبح مغنية في حانة أو كباريه، بين سحر الخمرة و هوى المجون. مسلسل خلف استياء كثيرٍ من "المبليين"، الذين غادروا مقاعد الحانات و الكبريهات، احتراما لشهر شعبان، ليجدونها في بيوتهم خلال رمضان.

كما لم يسلم عالمنا القروي و أهله الطيبون، من سخرية المسؤولين عن هذه القنوات، حيث يتفننون في احتقار ثقافة هاته الساكنة و طريقة عيشها. كمسلسل "الويل" الذي يحكي عن "شي وحدة مشات للدوار" من أجل إنجاز دراسة حول طريق من المفترض أن تمر من وسط دوار. حيث تركز السلسلة في مادتها، على إظهار ساكنة هذا الدوار كسكان مغرب بداية القرن العشرين الذين يخشون الطريق السيار و الأجهزة الالكترونية، و تصوير "المقدم" و كأنه الدولة و القانون، و الفتيات القرويات كساذجات غبيات لا يجدن حتى التجمل أو المشي بحذاء ذو كعب عالي. فيما يرسخ القائمون على مثل هذه الانتاجات، من خلال هذه السلسلة، تلك النظرة النمطية التي تميز بين المرأة القروية و نظيرتها الحضرية، و تظهر الفارق بينهما كالفرق بين السماء و الأرض.

كما أن إحدى القنوات، الله يسامحها، "تكرفسات" على حكاية ألف ليلة و ليلة، و جعلت منها حكاية تافهة و مجردة من كل التأثيرات و السحر السردي الذي جعلها من بين أفضل الحكايات التي تم إبداعها على الإطلاق. فلا شهريار شهريار و لا شهرزاد "تْحَمَرْ الوْجَهْ"، و كل ما تم تناوله في هذا المسلسل، بعيد كل البعد عن الحكاية التي تلذذنا بقراءتها مرارا و تكرار.

أما الكاميرا الخفية، لهذا الموسم، فهي أشبه بحصة لاختبار صبر المشاهدين. فمن حيث الشخصيات التي تم اقتناصها، فهي أسماء غير مرموقة و لا يهم المغاربة أن يتعرض هؤلاء لمقلب أم لا. رغم أن تلك المقالب تترك الانطباع لدى المشاهدين المغاربة، بأن من خطط لها لا يملك ذرةً من الخيال، حتى أن البعض يؤكد أن بإمكان طفل في العاشرة إبداع مقالب أفضل. دون أن نهمل التشويق الغائب عن فقرات الكاميرا الخفية، في جميع قنواتنا. و باعتقاد كثيرين، كان من الأفضل عرض مقالب منشورة على موقع "اليوتيوب"، على احتقار المشاهدين بهذه المهزلة التي أطلق عليها "غصبا" كاميرا خفية.

و تبقى النقطة الوحيدة المشرقة في تلفزيوننا المغربي خلال هذا الشهر، سلسلة "الكوبل" لحسن الفذ و دنيا بوتازوط، التي تحاول إشعاع الابتسامة بين المشاهدين المغاربة و تسليتهم دون المس بمكونات المجتمع المغربي و ثقافته.

أخر الكلام، أن قنواتنا الرسمية تعتبرنا فئران تجارب، "كَا تْجَرَبْ فِيْهَا سْحَرْهَا"، في جميع الأوقات و المناسبات، و لا يعدو شهر رمضان بالنسبة إليها، سوى فترة زمنية لا تتكرر مرتين بالسنة، لتركيز ساديتها على المشاهدين و إرغامهم على متابعة فقرات من العذاب النفسي و الانحطاط الفني و الترهات التي لا تنتهي.

"الحَصُولْ.. الله يَاخُدْ فِيْهُمْ الحَقْ"



#علاء_كعيد_حسب (هاشتاغ)       Alaa_Kaid_Hassab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرارك أيها الملك: قرار جائر
- على خطى الشاعر العراقي - لقمان محمود - في ديوانه ( القمر الب ...
- هل تتبنى الهيئة الوطنية لحماية المال العام (فرع مراكش) ملف ت ...
- مسار الفنان المغربي(عبد الكريم خولة): حين تمتد الأصالة إلى ا ...
- خمس خطوات نور في العتمة
- (محاميد الغزلان) تستعد لاحتضان فعاليات الدورة الأولى للمهرجا ...
- ما تزيد ماء ما يفسد عجين
- (الإنسانة/ الطفلة/ المراهقة/ الحلم) في يدي ممدودة للحلم
- حوار مع القاص و الروائي المغربي ياسين أبو الهيثم
- حرية الرأي أو لا شيء
- حزب الاستقلال و القضاء و السلطتين المنتخبة و المحلية متورطة ...
- جماعة (إكرفروان) / المغرب: الواقع المرير
- الشاعرة المغربية -رشيدة الشانك-: حين تمتد القصيدة إلى الخطى
- تعدد العوالم في لوحات الفنان التشكيلي المغربي -ياسين خولفي-
- الغرابة في -بلاغ في الولع- للشاعر سلمان داود محمد
- رصد الوحشية في قصيدة -قذائف و شناشيل- للشاعر سعد ياسين يوسف
- قصيدة -إشارات بأصابع مطفأة- للشاعر -طلال الغوار-: خطوات شاعر ...
- على مهل أمشي
- ليس للقصيدةِ وطنٌ
- صورة بين الظل و النور


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علاء كعيد حسب - القنوات التلفزية المغربية خلال رمضان: قنوات للعذاب النفسي و الانحطاط الفني و الترهات التي لا تنتهي