كلثوم جنوح
الحوار المتمدن-العدد: 4503 - 2014 / 7 / 5 - 03:03
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
أن أقتل كلماتي حينما تتكلم ، فالكلام ما كان يوما من نصيب المؤنث....علموني أن أتحمل الإهانات حينما تصدر عن مذكر، سواء كانت من أب , أخ , عم , خال, جار, أو من غريب .....علموني أن أحمر خجلا حينما تنظر لجسدي ، أن أبحث عن خطئي وأن استر عورتي ....علموني أني المخطئة في كل الأوقات وبأنك دائما على حق
علموني .... أيها المذكر
أنه ليس من حقي أن اختار بل عليا فقط أن أنفذ اختياراتك وان لا أحلم بحياة خارج مخططاتك، فأنت أيها المذكر المكلف بحمايتي ، بتوجيه خطواتي ، بتأنيبي و إهانتي ...
اه .. ما هذه المهمة الصعبة التي ألقيت على عاتقك أيها المذكر، بل أكثر من ذلك مكلف أنت بكسر كل حبة أمل بداخلي ، بقتل زهوري و بساتيني ، وبقمع كل إحساس لا يتوافق مع معتقداتك و أفكارك
علموني ...أيها المذكر
أني لكي انجح في حياتي المتواضعة يجب أن أكون البنت المطيعة التي لا تخرج عن أوامر أبيها ، و الأخت المطيعة التي لا تخرج عن أوامر أخيها ،و الزوجة المطيعة التي لا تخرج عن أوامر زوجها، و الأم الحنونة التي يجب أن تضحي دائما من اجل الأسرة الصغيرة ، وأوهموني أيها المذكر بأن دوري في الحياة مشرف وكبير جدا
أه ,,,أيها المذكر
بطريقة لا شعورية كرهتك بدلا من أن احبك ، أصبحت عدوي بدلا من رفيق دربي ، فبفضلك صنف المؤنث إلى صنفين ، المؤنث المطيع الذي لا يخرج عن مخططاتك، ولا ينكر وجودك بل و يسعى جاهدا لإرضائك ، و المؤنث المتمرد الرافض لكل قمع وظلم و الرافض لسلطتك المطلقة ... مؤنث غارق في متناقضات الحياة
أه أيها المذكر
و بقيت أنا متأرجحة بين الصنفين، أحيانا محافظة و مطيعة، و أحيانا كثيرة متمردة وغاضبة، أحيانا أرضيك وأحيانا أثور عليك
أه أيها المذكر
من أكون لم أعد أعرفني ، وما عاد الأخر كذلك قادر على معرفتي ، أصبحت مزيج من المتناقضات
أتصارع مع ذاتي في ذاتي
أه أيها المذكر
علموني كذلك أنك نصفي الثاني ، و أني بدونك حياتي ناقصة ، و أني بدونك مجرد عانسة ، وأني بدوني أطفالك مثل البقرة بدون حليب ...
أه أيها المذكر
دمرتني أفكارك و معتقداتك، و حطمتني أوهامك، لكني مصرة أن أثبت لكل مذكر أني أنثى متكاملة بك أو بدونك
يا عزيزي المذكر
#كلثوم_جنوح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟