الباحث..الحسن اعبا
الحوار المتمدن-العدد: 4502 - 2014 / 7 / 4 - 20:51
المحور:
الادب والفن
تعرض كثير من الباحثين لتعريف اللعب, وقد جاءت هذه التعريفات على
اختلافها, ذات سمات مشتركة, ترتكز في النشاط والدافعية ومنها:
(1) تعريف اللعب الذي يعرضه قاموس التربية لمؤلفه (good) يعرف وجود اللعب
بأنه : "(نشاط موجه) أو غير موجه يقوم به الأطفال من أجل تحقيق المتعة
والتسلية ويستغله الكبار عادة ليسهم في تنمية سلوكهم وشخصياتهم بأبعاده
المختلفة العقلية والجسمية والوجدانية"، (البرنامج الكشفي) تناول هذا
التعريف عدد من السمات المميزة لمفهوم اللعب كما هو موضح بالشكل
إن السمة الأولى : التي تناولها هذا التعريف للعب هي أن اللعب (نشاط)
وكونه نشاطاً فهذا يعنى أنه حر ولا قسر فيه ولا إجبار واللاعب ليس ملزماً
على المشاركة وإلا فقدت اللعبة جاذبيتها وطبيعتها المرحة, وكما يكون
النشاط حركة, فهو عمل, وقد يكون موجها من قبل الكبار نحو من يقومون به أو
قد يكون غير موجه.
أما السمة الثانية : التي تناولها التعريف فهي أن اللعب يشتمل دائماً على
المتعة والتسلية بالنسبة لمن يقوم به, ولذا فهو غير منتج أو مريح ويؤدى
على مكاسب مادية اللهم سوى بعض العناصر المادية أو الأشياء التي يتبادلها
اللاعبون ملكيتهما في أثناء اللعب فقط ثم يعود الحال بعد الانتهاء اللعب
إلى ما كان عليه عند بدايته بالنسبة لجميع المشتركين فيه.
(2) ويكمل تعريف "جود" للعب تعريف "شابلن" له في قاموس علم النفس وهو
(نشاط يمارسه أفراداً أو جماعات بقصد الاستماع ودون أي دافع آخر).
أما السمة الثالثة : التي يضيفها هذا التعريف هي أن اللعب نشاط ولكنه
نشاط يمارسه الفرد بنفسه, وإنه يكون نشاطاً فردياً أو نشاطاً جماعياً.
والسمة الرابعة : لا دافع له غير الاستمتاع.
(3) ويعرف "محمد عبد الرحيم عدس" و"عدنان عارف مصلح"، اللعب على أنه:
"استغلال طاقة الجسم الحركية في جلب المتعة النفسية للفرد, ولا يتم اللعب
دون طاقة ذهنية أيضاً".
إن السمة الخامسة : الواردة في هذا التعريف هي أن اللعب إستغلال طاقة
حركية وذهنية في آن واحد.
إن السمة السادسة : وهى أن اللعب يمتاز بالسرعة والخفة لارتباطه على
مايبدو بالدوافع الداخلية.
أن السمة السابعة : هي أن اللعب لا يتعب صاحبه كالعمل وذلك لإارتباطه
أيضا بدوافع الفرد الداخلية.
(4) ويعرف "كاترين تايلور" اللعب على أنه: "أنفاس الحياة بالنسبة للطفل
أنه حياته وليس مجرد طريقة لتمضية الوقت وأشغال الذات فاللعب للطفل هو
كما التربية والاستكشاف والتعبير الذاتي والترويح والعمل للكبار".
إن السمة الثامنة : المشتقة من التعريف السابق هو أن اللعب حياة, وهذا
يعنى انه من مطالب النمو وحاجاته وليس من الأمور الطارئة التي يمكن
الاستغناء عنها.
(5) يعرف "بياجه" عالم النفس والمربى السويسري المشهور اللعب بأنه عملية
(تمثيل) تعمل على تحويل المعلومات الواردة لتلائم حاجات الفرد فاللعب
والتقليد والمحاكاة جزء لا يتجزأ من عملية النماء العقلي والذكاء.
أن السمة التاسعة : المشتقة من هذا التعريف هي أن اللعب عملية تمثيل,
بمعنى أن الطفل يتعلم اللعب, ويكون التعلم باللعب فعالاً لأن المتعلم
يمثله (بالممارسة).
(7) أشار الكاتب الفرنسي "كيلوا" في كتابه (الألعاب والناس) إلى عدة سمات
أخرى لم تشر إليها التعريفات السابقة ومنها.
السمة العاشرة : اللعب مستقل ويجرى في حدود زمان ومكان محددين ومتفق عليهما.
السمة الحادية عشر : أن اللعب غير أكيد أي لا يمكن التنبؤ بخط سيره
وتقدمه أو نتائجه وتترك حرية ومدى ممارسة الحيلة والدهاء فيه لمهارة
اللاعبين وخبراتهم.
السمة الثانية عشر : أنه يخضع لقواعد وقوانين معينة أو إلى اتفاقات أو
أعراف تتخطى القواعد المتبعة وتحل محلها بصورة مؤقتة (حتى لا نقع تحت
المسئولية القانونية في حالة حدوث لا سامح الله).
السمة الثالثة عشر : اللعب إيهامي أو خيالي أي اللاعب يدرك تماماً أن
الأمر كونه بديلاً للواقع ومختلفاً عن الحياة اليومية الحقيقة.
ومن خلال التعاريف السابقة نجد أن تعريف كل من كاترين تايلور وبياجيه هما
الأهم وذلك لإن كل منهما أعطى للعب عمقا وأهمية بالغة وصرنا نعتقد بأننا
نتعلم باللعب وهو جزء من حياتنا وليس للمتعة فحسب, نسغنى عنه متى أردنا
ولقد قال مؤسس الحركة الكشفية في العالم "بأن اللعب هو المربى الأول
والأكبر"، وهناك قول آخر "طفل لا يلعب.. رجل لا يفكر".
أغرض الألعاب الكشفية (الصغيرة) :
إذ كنا نتحدث في هذا المجال عن عموميات الأغراض لارتباطها مباشرة بأغراض
التربية الرياضية إنما نقصد به إتساع دائرة المعرفة لكل قائد وقائدة في
الكشافة والمرشدات حتى يستطيع إدراك مقومات النشاط البدني مهما كانت
صفاته في إطار تنظيمه كالعاب صغيرة أو ألعاب كبيرة على السواء فالمعيار
الحقيقي للحكم على الالتزام بهذه الأغراض إنما يرتبط بواقع أهداف كل لعبة
من الألعاب في محتواها بطريقة مقننة وفقاً لمعايير طرق تنفيذها
واستخدامها أو استغلالها بما يتمشى مع أهداف ومبادئ الحركة الكشفية.
وتحدد أغراض الألعاب في أطار ما يلي :
النمو البدني :
يهتم هذا الغرض بالبرامج الحركية التي تبنى القدرة الجسمية عن طريق تقوية
الأجهزة العضوية المختلفة للجسم, وينتج منها القدرة على الاحتفاظ بمجهود
التكيف والقدرة على الشفاء وعلى مقاومة التعب, وتقوم الفائدة من هذا
الغرض على الحقيقة القائلة بأن الفرد يصبح أنشط وأقدر على الأداء الأفضل
واللأتم صحة إذا قويت أجهزة جسمه العضوية بقوة كافية وقامت بوظائفها على
الوجه الصحيح وهذه الأجهزة تنبه وتدرب بأوجه من النشاط مثل ألعاب التعلق
والتسلق والجري والرمي والقفز والحمل والوثب.
النمو الحركي :
إن جعل الحركات الجسمية نافعة مع بذل أقل قدر ممكن من الطاقة وان يكون
الشخص ماهراً وحركاته رشيقة وجميلة غرض تحققه الألعاب الكشفية من خلال
ممارستها إضافة إلى أن كل حركة فعالة تعتمد على العمل المنسق بين
الجهازين العضلي والعصبي الذي ينتج توافق الحركة المنسجمة مثل (لعبة
التعارف التصفيق مع ذكر الاسم وأسم الزميل) والألعاب التي تتضمن أكثر
مهارة مثل الجري والتعلق والوثب والمراوغة والقفز والركل والانحناء ولف
الجسم والرفع والرمي والتي تمارس ضمن الألعاب وتساعد الفرد على أداء
أعماله اليومية بكفاءة أكبر.
النمو العقلي :
إن التنمية العقلية وتجميع المعارف واكتسابها والعناية بالمقدرة على
التفكير وتفسير هذه المعارف غرض تحققه الألعاب الكشفية حيث أن التوافقات
المتضمنة في الحركات المختلفة يجب أن تتفق وتعدل بما يناسب البيئة التي
يعيش فيها الفرد سواء كانت هذه التوافقات في المشي أوالجرى أو في إستعمال
بعض الأجهزة والأدوات الخاصة بالألعاب أو المستغلة في الألعاب بهدف
تعليمي أو تدريبي ففي كل هذه الحركات يقوم الفرد بالتفكير ويربط جهازيه
العضلي والعصبي بالإضافة إلى إكتساب المعرفة عن طريق المحاولة والخطأ
ليكتسب الخبرة, فالتوافقات يتعلمها في البداية لصعوبة وتعقيد في أدواته
في الأول الأمر ليصبح سهلاً قيما بعد فالألعاب لا تنمي التوافقات فقط
إنما تكسب المعرفة وفنون الأداء إضافة إلى الفوائد والقيم المستمدة من
ممارسة هذه الألعاب التي تساعده على تفسير المواقف الجديدة التي تقابله
من يوم لآخر من خلال إحساسه بالقيم ويستطيع تنمية اليقظة والمقدرة على
تشخيص الموقف المشحون بالانفعال والقدرة على اتخاذ القرار الصحيح.
نمو العلاقات الإنسانية :
إن عملية التكيف الشخصي والجماعي ومساعدة الفرد على أن يكون عنصراً
نافعاً في المجتمع من ضمن الأغراض التي تحققها الألعاب الكشفية حيث يتحقق
هذا التكيف من خلال التقاليد الكشفية (بأن القيادة تمارس).
وتحتوى الألعاب على احتياجات أساسية اجتماعية للفرد مثل الشعور بالانتماء
ومساعدة الآخرين فإذا ما تحققت هذه الاحتياجات من خلال الألعاب أصبح
الفرد متكيفاً مع المجتمع ومهيئاً لغرض تنمية الصفات الاجتماعية المرغوبة
والمفتاح لذلك وجود القيادة المؤهلة.
نمو الصحة الجسمية والنفسية والعقلية :
تعتبر الألعاب إحدى الأساليب والطرق المعتمدة المتخذة لمنع الإصابة
بالأمراض كوسيلة وقائية نتيجة زيادة كفاءة وقوة الأجهزة الوظيفية للجسم
كما أنها للجسم كما أنها من الوسائل الهامة والفعالة للوقاية ولعلاج بعض
التشوهات القوامية وأمراض الشلل بالنسبة للأطفال كما أنها تستخدم في بعض
الأحيان لعلاج بعض أمراض الصحة النفسية التي تلتصق بالطفل مثل الانطوائية
والعدوانية.
كما أنها تمنح للكبار الفرصة في أن يقحموا أنفسهم في نشاط صحي يتحررون من
بعض التوتر الذي يصيبهم من جراء الحياة الحديثة.
الأهمية التربوية والنفسية للعب :
اللعب يمثل أسلوب من أساليب الحركة الكشفية في توفير الفرص لإطلاق
القدرات الكامنة واكتشافها ورعايتها وتوجيهها وهو بذلك حيوي ويعتبر صمام
الأمان ووسيلة تربوية حقيقية تعمل تلقائياً حتى قبل أن يكون هناك مدرسة
أو كشافة ولا تزال تعمل بكل قوة وفعالية حتى قيام الساعة.
ويعتبر اللعب قناة أساسية من القنوات التي تنتقل عبرها المعرفة
والتكنولوجيا والاتجاهات والقيم كذلك فالطفل عندما يلعب يمارس سلوك
الكبار الراشدين ويمارس دوره الذي ينتظره في حياة المستقبل, وتطور قدراته
الجسدية واللغوية والفكرية ومن خلال اللعب مع الآخرين ينمى قدراته على
التواصل والتكيف وينمى بعض المفاهيم والقيم الاجتماعية الخاصة بالتفاعل
والتطبع الاجتماعيين.
واللعب يعتبر وسيلة أساسية من وسائل التواصل عند الأطفال ولا تقل أهميته
عن اللغة والكلام, لأنه لا يمكن من التواصل بلين الأفراد حتى ولو كان
مختلفين لغة وثقافة ومستوى فكرى, وقد لوحظ بأن الأطفال يتعلمون قواعد
وسلوك والتعامل الأجتماعى من خلال التزامهم العفوي بقواعد الألعاب
وقوانينها دون الاهتمام بأصلها أو مصدرها.
وتظهر الأهمية التربوية للألعاب في إكساب الأفراد الصفات والسمات
السلوكية الحميدة لبناء مجتمع يتميز بأفضل العلاقات بين الناس ويتأسس على
الصدق والتعاون والنظام والإخلاص في العمل وإنكار الذات وذلك من خلال ما
يلي :
1 - التمسك بالنظام والضبط والربط.
2 - إظهار السلوك بتلقائية وعدم الكبت.
3 - الأمانة وتطبيق القواعد والقوانين.
4 - تنمية روح التعاون.
5 - مشاركة القادة في اللعب (القدوة الحسنة).
6 - تنمية القدرات العقلية.
7 - غرس سمات التواضع واحترام الآخرين.
8 - ترك العنان للضحك والمرح والسرور.
9 - تربية الفرد اجتماعيا.
الأهمية البدنية والفسيولوجية :
بالإضافة إلى ما تقدم في هذا المجال يمكن حصر هذه الأهمية من أثر ممارسة
الألعاب في تحقيق الأغراض الآتية:
أ - تساعد على نمو الجسم وأجهزته الوظيفية.
ب - تساعد على تناسق الجسم واستكمال نموه واعتدال قامته.
ج - تساعد في تنمية التوافق العضلي و العصبي.
نظريات تفسير اللعب :
إن اللعب يلعب دوراً هاماً في التطور النفسي للإفراد, ولقد لفت موضوع
اللعب أنظار الباحثين في مختلف العصور فتأملوا لعب الحيوان ولعب الإنسان
وحاولوا التواصل إلى ما قد يكون له من فوائد وأن يفسروا الأغراض التي
يمكن أن يؤدى إليها, ووضعوا نظريات عدة حول تفسيره.
(1) النظرية الأولى :
تفسر اللعب على أنه غريزة فطرية ويقول العلماء بأن الإنسان والحيوان
(الكائن الحي) عندما يلعب يعبر عن غرائزه التي بشترك فيها مع من يمارس من
ألعاب وحركات وأوجه النشاط الأخرى وقد أطلق على هذه النظرية أن الأنسان
من ميلاده إلى إكتمال نضجه يميل إلى المرور بالأدوار التي مر بها تطور
الحضارة البشرية منذ ظهور الأنسان إلى الآن وأن ما يمارسه من العاب
وحركات تذكره باستعادته للغرائز الحيوية التي مر بها عبر مراحل التطور
التاريخي للإنسان التي فقدت دلالاتها اليوم, ويرجع ميل الأطفال للعب
بالماء واستماعهم به إلى المرحلة السمكية في تطورهم أي عندما كان أسلافهم
أسماكاً تسبح في البحر, ويفسر إصرارهم على تسلق الأشجار والحواجز
والجدران واستماعهم بذلك يرتبط بالمرحلة الفردية, كما يرجع ميل الأطفال
(8-12 سنة) إلى ممارسة ألعاب الصيد والبناء (بناء البيوت والقلاع) وركوب
المراكب والآليات إلى استعادة أنماط الحياة البدائية التي عاشها الأسلاف
عبر التاريخ.
(2) النظرية الثانية :
التي تربط اللعب بصراع البقاء وتسمى (بنظرية الإعداد للحياة) وتفسر اللعب
على انه ألوان من النشاط الغريزي الذي يلجأ ألإنسان إليه ليتدرب على
المهارات الحياة أو البقاء الأساسية ويتقنها استعدادا للصراع من أجل
البقاء فما يقوم به الطفل من حركة اليدين أو الرجلين والأصابع والجسم
وغيرها من الحركات, تهدف إلى السيطرة على أعضاء الجسم وتوظيفها في
المستقبل, والقطة تداعب كرة الصوف وخطيان الحياكة لتتقن مهارة صيد
الفئران. فالعاب الصغار تقليد لإدوار الكبار وإعداده لها فاللعب بالأسلحة
لدى الأولاد هو استعداد غريزي لدور المقاتل, وألعاب الخياطة والطبخ
والعناية بالدمى للبنات هو استعداد غريزي لأدوار تدبير المنزل وتربية
الأطفال والأمومة, واللعب المشترك بين الصبيان والبنات في بناء البيوت
ولعب ادوار الزوج والزوجة هو استعداد غريزي للحياة الزوجية ومسئولياتها,
أن اللعب ممارسة هادفة حتى ولو بدت أحيانا أنها لا هدف لها, ولفتت هذه
النظرية أنظار الباحثين إلى الاختلاف بين لعب الأنسان والحيوان من ناحية
ولعب الحيوانات من فصيلة معينة وغيرها من فصائل من ناحية أخرى و اللعب هو
أسلوب الطبيعة للتمرن على العمل الجدي الذي يتطلبه مستقبل الكائن الحي أي
أن اللعب هو أسلوب الطبيعة للتعلم (التعلم بالممارسة).
وهنا يجرنا الحديث إلى أثر البيئة على تهذيب اللعب! إن للبيئة التي يعيش
فيها الطفل أثر واضحاً على الكيفية التي تلعب بها وعلى نوعية الألعاب إلى
يمارسها بمفرده أو مع الآخرين وهذا يعنى أن عدم توافر البيئة الصالحة
لممارسة اللعب تدفع الطفل للقيام بأعمال تكون مصدر هدر الطاقة وإزعاج
اللاخرين, وتكون فرص ممارسة اللعب قليلة في البيئة الفقيرة وأكثر اتساعا
في البيئة الغنية, ومما لا شك أن البيئة الغنية تكون غنية بالعناصر
البيئة والمثيرات, التي يشتق الطفل منها ألعابه وتتوافر له أوسع المجالات
لممارسة أنواعها المختلفة, كما تتوافر له الأمكنة المتسعة التي يمكن أن
يمارس فيها ألوان نشاط اللعب دون أن يسبب أية مضايقات أو إزعاج للآخرين,
أما البيئة الفقيرة فالفرص أقل وأدوات اللعب ووسائلها محدودة جداً، (لاحظ
ما توفره الحركة الكشفية لإرساء العدالة الاجتماعية من فرص لأطفال
البيئتين!).
هذا بالإضافة إلى أن اتجاهات الأهل تكون عادة ضد اللعب في البيئات
الاقتصادية الفقيرة باعتباره مضيعة للوقت وهدراً للجهود التي يمكن
استثمارها في العمل المنتج ومعاونة الوالدين في أعمالهم اليومية.
أما بالنسبة للبيئة الطبيعية فللجبل ألعابه وللسهل ألعابه وللبحر ألعابه
وبتوافر الملاعب والساحات يقود إلى ممارسة العاب تختلف عن الألعاب التي
يمكن أن يمارسها الأطفال في حالة انعدام الملاعب والساحات وبالتالي فأن
ممارسة الألعاب تتفق مع معطيات الطبيعة لأبناء المنطق الصحراوية أو
الساحلية أو الجبلية (تسلق الجبال / الصيد / ركوب البحر / ركوب الجمال /
ركوب الدرجات / العاب الكرة بأنواعها... الخ).
كما تلعب البيئة الاجتماعية دوراً فاعلاً في نوع وشكل ما يمارسه الأطفال
من العاب في مختلف مراحل نموهم, ويتوارث الناس في المجتمعات المختلفة
أنماطاً وألوانا مختلفة من الألعاب الفردية والجماعية (الألعاب الشعبية).
ولاشك بأن فلسفة المجتمع وعاداته وتقاليده ونظرته إلى اللعب, روحاً
وشكلاً ومضموناً, تؤثر إلى حد كبير في لعب الأطفال بنماذجه وأشكاله
وأساليبه وأماكن ممارسته ومدى ما يخصص له من جهد ومال وما يتوافر له من
مناخ نفسي ومادي واجتماعي فبرامج الإذاعة المسموعة والمرئية وكتب الأطفال
ومناهج التعليم ونظرته إلى اللعب فالكشافة تنتج اللعب وتفسره وتعلمه
بالممارسة وتذوب الفوارق الاجتماعية وتسعى لتبادل الخبرات والعادات
الاجتماعية من خلال نقل بيئة اللعب الطبيعية إلى أخرى لو توفر القائد
المؤهل لذلك.
(3) النظرية الثالثة :
(نظرية الطاقة الفائضة) وتشير هذه النظرية بأبسط عباراتها إلى أن صغار
الأطفال والحيوان تلعب لتتخلص من فائض الطاقة لديها, لأنها لم تعد تصرف
أغلب طاقتها في حفظ بقائها وإيجاد الغذاء كما في الماضي وبالتالي تصرف
الطاقة المتوافرة باللعب ولقد تطرقت هذه النظرية على أن اللعب عبارة
(الطاقة المرحة) وهى أصل الفنون
وهناك العاب كشفية اخرى.. التي يؤديها فرد أو
أكثر وتنقسم إلى مجموعات متجانسة وتختلف كل مجموعة عن غيرها بالنسبة إلى
تأثيرها التربوي والتعليمي وبالنسبة إلى طبيعة نشاطها وسميت كذلك لأنها
بسيطة من حيث القواعد والقوانين والشروط الموضوعية لها ومن حيث الأدوات
المستخدمة وكذلك إعتمادها على مساحات صغيرة وملاعب محدودة ضيقة ويقبل
عليها الأفراد من كلا الجنسين كشافين ومرشدات ومن مختلف المراحل
(الحلقات) بكل رغبة وحماس وشوق, إذ أنها تتميز بطابع المرح والسرور
والتسلية والتنافس الموجه الشريف وتهتم بتطوير الفرد خلال مراحل نموه
وتتيح له جميع الفرص المناسبة لتنمية استعداداته وقدراته وكذلك إشباع
حاجاته الأساسية (بدنية-عقلية ونفسية فضلاً عن تكوين الشخصية الناضجة)
المتكاملة لكي يكون عنصراً ايجابياً فعالا ومنتجا ووسيلة من وسائل نجاح
خطط التنمية الشاملة من إعداده للحياة المستقبلية بطريقة عملية يكون
الدافع فيها عمل التلقائي للعبة مع أخوانه فهي تتيح الفرصة المناسبة
لإشباع هذا العمل الطبيعي للحركة والنشاط وتنمى جسمه تنمية متزنة وتكسبه
التناسق في حياته بجانب اكتسابه صفات خلقية واجتماعية كالتعاون والتسامح
والتغلب على الصعاب والعمل من أجل تحقيق أهداف الحركة الكشفية.
هدا وتختزن الداكرة الامازيغية بالاطلسين الكبير والصغير العديد من العادات والتقاليد والاعراف والطقوس ومن بين هده العادات والتقاليد هناك الالعاب الامازيغية.ويمكن اعتبار هده الالعاب كما يؤكد العالم الاجتماعي..اكسفورد..نوع من انواع التقافة الشعبية نظرا لما تحمله هده الاخيرة من اناشيد ارتجالية وحكم فهي ليست وسيلة للتسلية فقط بل هي مرتبطة اولا وقبل كل شيء بالاعراف والطقوس التي تميز انسان عن انسان ومجتمع عن الاخر وامة عن امة او هي دلك الموروث الثقافي الدي تراكم عبر العصور مند ازمنة وحقب غابرة غير ان هده الالعاب الامازيغية تختلف من حيث الاداء هناك العاب تعتمد على السرعة وهناك اخرى تعتمد على الدكاء وسرعة البداهة وايضا هناك من الالعاب التي تعتمد على القوة العضلية والجسدية والنمط الاخر له علاقة باناشيد واشعار تهكمية وارتجالية وهناك نوع اخر يشمل كل هده العناصر السالفة الدكر .نحن ادا امام نوعان من الالعاب.
العاب داخلية..وهي العاب امازيغية بامتياز أي ان الشعب او الامازيغي هو الدي اختارها واخترعها حتى اصبحت هده الالعاب طقس من الطقوس وعرف من الاعراف بل اعتبروها نوعا من التقاليد لايمكن للامازيغ الاستغناء عليها ولايمكن التراجع عنها بسهولة .وهناك العاب خارجية وهي العاب مستوردة سياسيا او عن طريق الاحتكاك الحضاري مع الشعوب الاخرى .غير اننا نلاحظ في الاونة الاخيرة ان جل هده الالعاب في طريق الانقراض ودلك لعدة اسباب وعوامل ندكر منها.
... عدم اهتمام وسائل الاعلام السمعية والبصرية في شمال افريقيا بهدا النوع من التقافة حيث استولت سياسة التعريب والفرنسة على اعلامنا واقصيت الامازيغية حضارة وتقافة ولغة.
... قلة المراجع والمصادر التي تهتم بهدا النوع من الالعاب
... عدم اهتمام الباحثين والكتاب ودوي الاختصاص سواء امازيغا او غيرهم بهدا النمط من الثقافة الشعبية
... السبات العميق للجمعيات الامازيغية وعدم توثيق هدا الموروث التقافي الضخم الدي يزخر به شمال افريقيا عامة.
... عدم الالتفاف الى المسنين والشيوخ الامازيغيين وتدوين هدا الثرات الهائل الدي يختزنه المجتمع الامازيغي في شمال افريقيا.
... الازمة والعقدة النفسية الخطيرة التي اصابت الامازيغ حتى اصبحوا يفرون عن ثراتهم الاصلي معتقدين ان لغتهم ماهي الا لغة متخلفة متجاهلين ومتناسين ان القومية العروبية هي التي جعلت من هدا الانسان سلبي وتبعي للغير.
... اقصاء الامازيغية في تعليم شمال افريقيا جعلت الاستاد او الطالب لايهثم بتاريخ وثرات اجداده فينزلق الى الثرات المشرقي الدي تعرف عليه من المدرسة العروبية في شمال افريقيا .
كل هده العوامل وغيرها هي التي جعلت من الثرات الامازيغي الضخم ثراتا شفويا غير اننا نحتاج في هده المرحلة الى المكتوب للنهوض بالاداب والتاريخ والثرات الشعبي الامازيغي الى العالمية وهدا ماتحاول بعض الجمعيات الامازيغية والحركة الطلابية والباحثين والكتاب القيام به.غير ان هناك بعض الصعوبات تقف في وجه الباحث وهو عدم التمكن من المراجع والمصادر التي تهتم بهدا النوع من الالعاب اللهم بعض الدراسات القليلة جدا والتي نجدها في بعض المراجع ..الكونياليين...او الغربيين..مثل ..ءيميل لاووست..اندريه باسي..ودوفوكو..وغيرهم ممن كاتبوا عن الامازيغ وقد تبعهم في دلك بعض الباحثين الامازيغ ك احمد ابو زيد الكستنائي في كتابه..احواش ..الرقص والغناء الجماعي بسوس عادات وتقاليد...منشورات عكاض بالرباط اما خطوط الكتاب فهي لبلعيد حميدي والغلاف من اعداد عمر افا ..الطبعة الاولى عام 1996 حيث تحدث الكاتب وبشكل موجز عن بعض الالعاب الامازيغية حيث دكر الكاتب اثنان وعشرون لعبة فقط دون ان يتعمق في طرق اللعب لهده الالعاب ولكن قبل ان اشير الى الالعاب الامازيغية بالاطلسين الكبير والصغير هناك نقطة مهمة وقد اشار اليها احمد ابو زيد في كتابه المدكور هو لفظ..تيگا..فماهو ياترى هدا المصطلح وما العلاقة الموجودة بينه وبين الالعاب الامازيغية..
يتبع مع الباحث الحسن اعبا
#الباحث..الحسن_اعبا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟