أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تغريد الكردي - زائر الليل














المزيد.....

زائر الليل


تغريد الكردي

الحوار المتمدن-العدد: 4501 - 2014 / 7 / 3 - 22:10
المحور: الادب والفن
    


هُم عائلة بسيطة..أب, أم و بنتٌ بكر تَسبق أخويها بعشر سنوات..جاءا بعد طول انتظار.. يسكنون أحد القرى..الاب يعمل سائق لنقل الناس بين بلدتين..القصة تبدأ بعد عام من سقوط بغداد بأيدي الامريكان..ضمن حملة لابد ان يكون لنا جذور في العراق تحت اي ثمن يُعتقل الاب مع المئات غَيرهِ من القرية و القرى المجاورة و يُقتل.. هل تمت محاكمته..؟.. هل كانت له تهمة اساسا..؟.. حين تسأل من قتله يأتيك الجواب كأنه اليقيين ‘‘ قتله الامريكان ‘‘ و كأنهم الرب الآخر.. أن حكموا لابد ان حكمهم عادل.. سواد و نواح و امرأة بلا مؤى.. أختها صاحبة الاطفال الاربع و زوجها الشهيد في الحرب السابقة.. تَذكرت معنى تلك الدموع المنسّلة بين طيات الوشاح.. عَرضت عليها السكن معها.. وكان...مرت الايام من شتاء لآخر لا ربيع فيها..راتب تقاعدي لأرملة.. راتب تقاعدي لشهيدٍ سابق.. أبواب تُغلق قبل العصر خَوفاً.. من ماذا..؟.. ربما من غدرٍ قادم.. كل بداية عامٍ جديد ينتظرون بأبتهال و صلاة لعل الاحلام تتحقق و يكون للعيد مكان في البيت الصغير.. قبل شهر من الان ومع أزدياد قصص القتل الطائفي.. كانت ليلة خالية من البدر, ساكنة توحي لكَ بكل شكل انها عادية.. الساعة الحادية عشر ليلاً..طَرقٌ خفيف على الباب.. العيون تصمت قبل الجسد لتنتفض البنت البكر ذات العشرين عاماً راكضة تفتح الباب كأنها بأنتظارهِ.. أنتظار زائر الليل..
_ هل عندكم رجال..؟
الام تسحب ابنتها خَلفها ابداً..مَن انتم..الحكومة..؟
_ شئتِ أم بيتِ نحن الحكومة..نريد تفتيش البيت..
بدأ الاطفال بالبكاء دون سبب..الام خُذي أخوانكِ و أذهبي للمطبخ لاتتحركي منه ابداُ..تَنظر الام بألف سؤال لعيّني ذاك الرجل..يتوسط المكان و في يدهِ السيكار..جَزعٌ من شئٍ ما لاتعلمهُ.. يعود له من يعمل تحت أمرتهِ و يهمس له بشئ.. يرمي السيكارة من يدهِ و ينظر للمرأة الواقفة بأبتسامة..ربما لأنسان..
_ يكفي تَعبت أنهوا المسألة.. .
لم يكن اطلاقاً عشوائياً للرصاص كان حصاداً و حان وقته.. بين دخولهم البيت و انهاء المسألة نصف ساعة.. لم ينتصف الليل بعد.. تَزحف الام على الارض و تحاول الوقوف رغم جراحها.. تَصل المطبخ لتجد ولديها يعانون جراحاً في الايدي و الارجل لكن أحياء.. تَجثم امام جَسد أبنتها و ترفعهُ بقوة..الرصاصة أخترقت الجبهة..تَصفعها بكل العمر على وجهها..تفتح عينيها..تقابل أمها للمرة الاخيرة.. تهمس لها ‘‘ أبعثي لوالدكِ سلامي ‘‘ .
ملاحظة :
الاحداث لعائلة تسكن منطقة اللطيفية وهي ناحية تابعة لحدود بغداد و معروف للجميع المكون الرئيسي لسكان تلك المنطقة او الاصح طائفتهم.. لقارعي طبول الطائفية أقول.. قصصنا تتشابه ... قصصنا تتشابه .



#تغريد_الكردي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطيب أكلة
- ألقاب
- أُغلقت المحكمة
- رجاء
- لو....أَشعر
- لون ورّدي فاقع
- محطتيّ القادمة
- على مشارف المفترق
- عقد لؤلؤ
- يوسف
- تَرفّ
- أحد السطور
- عناوين
- نصفك
- شئٌ منيّ
- أسرار جدتيّ
- غدٌ آتي
- سؤال
- الى متى..؟
- صبيحة يوم غائم


المزيد.....




- -تسنيم-: السبت تنطلق المفاوضات الفنية على مستوى الخبراء تليه ...
- مصر.. الحكم على نجل فنان شهير بالحبس في واقعة قتل ومخدرات
- -فخّ الهويّات-.. حسن أوريد يحذّر من تحول الهويات لسلاح إقصاء ...
- -هيئة الأدب- تدشن جناح مدينة الرياض بمعرض بوينس آيرس الدولي ...
- وزارة الثقافة الروسية: فرق موسيقية روسية ستقدم عروضا في العا ...
- وفاة الفنان المصري عبد المنعم عيسى
- فنان مصري ينفعل على الهواء على قناة لبنانية خلال محاولة عرض ...
- محسن جمال.. 4 عقود من الإبداع ساهمت في تشكيل الغناء المغربي ...
- فيديو طريف.. فنان سوداني يوقظ أحد الحضور من سبات عميق في حفل ...
- وفاة الإعلامي السوري صبحي عطري


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تغريد الكردي - زائر الليل