جوزفين كوركيس البوتاني
الحوار المتمدن-العدد: 4501 - 2014 / 7 / 3 - 03:33
المحور:
الادب والفن
رائحة الشم عندي قوية
لا تطاق...
فأنا أشم
رائحة الحرائق
قبل ان تشب...
أشم رائحة البارود
قبل إطلاق الرصاص،
واشم رائحة الدم
قبل ان يسفح،
ورائحة (رأس الماء) قبل ان يتفجر
استعدادا لولادة جديدة...
أشم رائحة الحرمل والبخور
تفوح من غرف نساء
كل امنياتهن
عودة الغائبين...
أشم رائحة
الخزامى المحفوظ
في دولاب ملابسي القديمة،
والتي هي الاخرى بانتظار
مجيء من لا يجيء ابدًا...
أشم رائحة غبار من ازقة ضيقة
ورائحة نتنة من بيوت مهجورة
وغالبًا ما تختلط كل الروائح ببعضها،
حتى تتكون رائحة مميزة
وادرك في الحال انها رائحة
الوطن...!
وهذه الرائحة تلازمني
كما تلازم رائحة الدخان
مدخن مدمن...
وكل من يضمني
مرحبًا بغربتي،
يدرك في الحال بأنني قادمة
من وطن
مجرد ما ينفجر (ماء الرأس)
عند امرأة فيه،
تكون امرأة اخرى
قد فقدت ابنها
في مكانا ما
برصاصة تائهة،
او رصاصة لقريب تائه...
كل من يشمني،
يدرك بأنني قادمة
من بلد ضائع
يجول به ملك خائف
من نبوءة عرافة
انذرته بظهور حكيم
سيطالب بتاجه المزيف...!
ملك قالت له العرافة:
"تهيئ!"
ومن يومها أمر بقطع كل الرؤوس
التي تجري في عروقها
دماء الأجداد؛
بقطع رأس كل طفل يولد حيًا
وكل رجل
يرفع يده في وجه الملك
ورأس كل كهل
ساخط...!
وفي النهاية، كل ما أشمه هو
رائحة الهم...رائحة الدم...
#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟