الصراع بين المفهوم التاريخي والشرعي للخلافة...........................(3)

فايز الخواجا

الحوار المتمدن-العدد: 4501 - 2014 / 7 / 3 - 00:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الصراع بين المفهوم التاريخي والشرعي للخلافة..............(3)
مما سبق نستنتج ان الخلافة هي
ريادة الناس وحكمهم في حياتهم الدنيوية
مظهر من مظاهر الحكم
لا تؤسس على نص ديني لا في القرآن الكريم ولا بالسنه النبوية ولا على اي حكم شرعي.
وعلى هذا فان الصراع بعد وفاة النبي عليه السلام كان صراعا سياسيا بكل معاني الكلمة ولم يكن صراعا دينيا ولم يتكلم المتصارعون عن آية كريمة او عن اي حديث شريف حتى ان الانابة التي كان يعطيها الرسول لصاحب من اصحابه لم تذكر لمعرفة الكثير منهم ان الانابة ليست قاعدة او دستورا لانها لا تعطى الا من شخص واحد هو النبي عليه السلام
مما جعل عمر بن الخطاب عندما بايع ابابكر ان قال"ان النبي ارتضالك لديننا افلا نرضالك لدنيانا" وهذا يعني ان عمر بن الخطاب كان يدري ما الفرق بين السياسي والعمل السياسي وهو عمل دنيوي بامتياز والعمل الديني بما فيه من عقائد واحكام وتشريعات وحدود واحكام....
كما ان انتداب النبي ابا بكر لاقامة الصلاة وهي عمل ديني لم يكن يعط ابا بكر الحجة في ان يكون خليفة للرسول كنتيجة منطقية لذلك.. كما ان ابا بكر قد روي عنه اه كان يفضل البيعة عمر بن الخطاب اوابا عبيدة بن الجراح وان يكون وزيرا له....
اي ان ابا بكر وبالرغم من انه الصديق لرسول الله, وعاش معه الرسالة ومتاعبها وشفائها وكان يصلي بالناس عندما ينتدبه الرسول كل ذلك لم يعط لنفسه الحق بالخلافة لانها ليس امرا دينيا او شرعيا بل هو امر دنيوي سياسي يقوم على حكم الناس في دنياهم وامور حياتهم اليومية.
ان الاختلاف والخلاف بين والانصار في سقيفة بني ساعدة كان خلافا سياسيا وكان الفرقاء يعرفون ذلك جيدا ولم يتطرق اي منهما الى اي مستند
ديني او شرعي او فقهي.
وعلى ضوء هذا فاننا نستطيع ان نستنتج بدون الوقوع في الزلل ومن خلال قراءة التاريخ ان الخلافة بهذا المفهوم ليست جزءا من الشريعة او الفقه او العقيدة وانما هي صيغة سياسية يقوم عليها اساس شرعية الحكم في الاسلام وهو موافقة الامة على شخص الحاكم او الامير او الرئيس واستمرار رضائهم وموافقتهم طالما انه يعمل لصالح الامة من خير وامان وتقدم.

#فايز_الخواجا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات