أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمنية طلعت - سياسة تكسير العظم وحرق الدم















المزيد.....

سياسة تكسير العظم وحرق الدم


أمنية طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 1273 - 2005 / 8 / 1 - 11:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بينما كان الأبطال من رجال مصر ونساءها يتظاهرون في ميدان التحرير والشوارع المجاورة له، ضد إعلان الزعيم الأغر وحامي حمى الديار المصرية من المفرقعات والتفجيرات، رغبته الثقيلة على قلوبنا جميعا في ترشيح نفسه لفترة خامسة لحكم مصر ليصبح أول حاكم مصري منذ فجر التاريخ يتمم الثلاثين عاما راقدا فوق أنفاسنا، كنت أنا تجاورني أمي وابني وابنتي نتابع أحداث المظاهرة على شاشة تليفزيون الجزيرة.
رغم أنني شاركت في مظاهرات عديدة منذ كان عمري سبعة عشر عاما وشاهدت بعيني الكثير من ممارسات العنف ضد المتظاهرين وأنا واحدة منهم، إلا أن ما رأيته عبر شاشة التليفزيون هذه المرة فاق كل ما خبرته وشاهدته في أي مكان في العالم، وبذلك يسجل المبجل العظيم بطريرك مصر الخالد نقطة جديدة يتم كتابتها بالعظام المهشمة المغموسة في الدماء السائلة في سجله الحافل بالإنجازات الطوارئية والسرقات التي تتم في عز الظهر دون أن يطرف له أو لأبنائه أو للحرامية الذين يلحسون حذائه كل يوم رمش.
وكما تقول الأغنية (رمش عينه اللي جرحني رمش عينه رمش عينه اللي دبحني رمش عينه) نجد حسني مبارك نصير الفن والإبداع يطبق كلمات الأغنية بحذافيرها على أرض الواقع، حيث أنه وبرغم اتباعه الظاهري للقانون الذي فصله على مقاس حذائه، يرشح نفسه وفقا لقانون ديموقراطي ولا يفرض نفسه على الشعب المصري بل يعرض نفسه للقبول أو الرفض منهم بين العديد من المرشحين الآخرين الذين من حقهم الترويج لأنفسهم أيضا بين الناس، رغم كل هذه الترهات التي ترددها قناواته التليفزيونية لتزيد من طبقات التلييس على عقولنا والضحك على ذقوننا، يدفع بكلاب شرطته وأفراد الأمن المركزي المجبرين على إشهار هراواتهم في وجوه أخوانهم من أبناء جلدتهم، لفض وتفريق بعض من أبناء الشعب المصري الذي من المفترض أن الفرصة تم منحها له ليقول رأيه بصراحة فقط لأنهم خرجوا ليقولوا لا له كمرشح للرئاسة، وياليتهم استخدموا تلك الأدوات التي استخدموها من قبل معنا أيام المظاهرات الأولى في الجامعة حينما أغلقوا علينا أبواب جامعة القاهرة وأسقطوناا كالفراخ الدايخة بفعل قنابلهم المسيلة للدموع عندما اعترضنا على ذهاب جيشنا لمشاركة أمريكا في حرب تحرير الكويت من العراق، فقد أثبتت حكومتنا الغراء بزعامة البطريق حسني مبارك أن هناك شئ والحمد لله تطورت فيه مصر وحققت تقدما على أقرانها من الدول العربية الموكوسة، ألا وهو تعذيب شعب مصر وسحله في الشوارع وضربه على أم رأسه وأبوها بالهراوات حتى يفقد وعيه ومن ثم حمله كالبهيمة المسفوك دمها وإلقائه في عربات الشرطة التي يتمترس الشعب المصري كله من أجل حمايتها، ففي مصر العظيمة صاحبة الحضارة السبعة آلافية وأول حاضرة في الكون ومن علمت الدنيا كيف تزرع وتأكل من خير الأرض وكيف تكتب وتقرأ وتشيد الصروح، في مصر هذه التي يعرفها الكون كله هناك نظرية إبداعية جديدة استطاع البطريرق وكهنته وابنه الذي في السموات العلا أن يخلقوا مفهوما جديدا للشرطة الا وهو ان الشعب في خدمة الشرطة، لا كما هو معروف في الأماكن البغيضة المعروفة بدول العالم الأول الشرطة في خدمة الشعب.
وأنا جالسة في أجواء التكييف أتمتع بجوار أمي ورفقة إبناي بعيدا عن مصر المحروسة من قبل الحرامية واهل المنصر شاهدنا تفاصيل المظاهرة ورقصة الموت التي يرقصها أفراد الأمن( عذرا فلقد قلبوا مفهوم كلمة الأمن المعروف منذ خلق الله اللغة العربية) على أجساد المصريين الذين تجرأوا وقالوا لا لحسني مبارك وابنه وبطانته الذين أفقرونا على مدار ربع قرن واضطرونا لترك بلادنا والعيش في بلاد الناس نعاني ذل سؤال العمل لتوفير لقمة العيش لأهالينا بعد أن استحالت في بلادنا و نهبوا أموال البسطاء عبر قروض البنوك الهاربة للخارج وتوظيف الأموال الذي سفح مال اليتامى والأرامل والمساكين العائدين من بلاد النفط يرجون العيش بكرامة في ظل ما ذاقوا من أجله الذل وتسميم أراضينا الزراعية وسرطنتها وتحويل أجود الأراضي الزراعية لأراضي بناء وإلقاء النفايات الذرية في صحارينا ومعاونة العدو الصهيوني على التوغل في بلادنا والتحكم في إقتصادنا ببيع المصانع والشركات التي يملكها الشعب لهم ووووووو
ليس لدي القدرة على إعادة سرد المصائب التي أسقطها البطريرك وكهنته على رؤوسنا ويكفي انهم فرضوا علينا حياة الطوارئ عمرا بأكمله بدعوى الحفاظ على أمننا وسلامتنا فإذا بهم لا يستطيعون حتى حماية أنفسهم في البلد التي يستوطنون فيها ويدعون كافة زعماء العالم للإجتماع بها(تفجيرات شرم الشيخ)، كانت مشاهد رقصة الموت التي رقصها كلاب البطريرك على أجساد أهلي من المصريين كافية لإصابتي أنا وأمي وأبني وابنتي اللذين لم يتجاوزا الثامنة من عمرهما بالانهيار والصراخ الهستيري وأخذت أردد بصوت عالي (لا لا لا سيبه يا ابن الكلب سيبه الله يقطع إيدك) كانت مجموعة من حماة مبارك قد تكاثرت على أحد شرفاء بلدي من الشباب تكيل له الركلات واللطمات بينما يسحلونه مجبرين إياه على الحركة ليحملوه حملا بعد ذلك ويلقوه في أحد عربات جهنم الخاصة بهم) ...لم أكن أتخيل أن تلك المشاهد سوف تصيب ابني بهستيريا ليتقافذ بعصبية ويقول ( لا يا ماما لا خليهم يسيبوه ..ليه بيعملوا فيه كدة ؟ لا لا لا ) ثم غرق في البكاء بينما تحسبن أمي وتتوكل على الله.....ظللنا بعد انتهاء نقل الجزيرة لوقائع المظاهرة في حالة صمت نحاول لم ما تبعثر وتمزق داخلنا..الحقيقة لم يعد هناك أجزاء سليمة كثيرة في نفوس جميع المصريين فكلنا ممزقون نعيش أشلاء وأشباح هائمة على وجوهها في شوارع بلادنا الشاحبة التي امتص البطريرك وأبنائه وبطانته رحيقها.
لم نستطع جميعا النوم في هدوء وسلام فحتى إبناي لم يناما وشعرت أن هناك جزء كبير من طفولتهما قد سلب منهما في تلك الليلة لكني لم أشعر تجاههما بالذنب لأنهم على الأقل أحسن حالا من أطفال الشوارع اللذين وصل عددهم في ظل البطريرك العظيم إلى اثنين مليون طفل أو بمعنى أصح اثنين مليون مشروع تفجير وتشرد وسرقة ونهب.....لم أنم طوال الليل لكني لم أحزن على نفسي ولا على عيني اللتان لم تغمضا لحظة واحدة فهناك أكثر من خمسين مصري تم خطفهم من وسط المظاهرة يعانون الآن ذل المهانة والتعذيب داخل أقسام الشرطة وغيرها من مغارات الحكومة المرعبة.
لا أنكر أنني حمدت الله على أنني نفدت بجلدي من بلدنا المحروسة وزاد إصراري على عدم العودة بينما أخطط في تصميم وعزم لإخراج إبناي للأبد من كافة الأراضي التي تسمى عربية وخاصة حدود مصر الغراء التي قضى عليها للأبد البطريرك المعظم .



#أمنية_طلعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابتسم فأنت تتبع السفارة المصرية!
- عيد ميلاد أبو الفصاد
- لهذا السبب أقول لا وألف لا لمبارك
- الإعلام المصري بدأ بث رسائله المسمومة
- عالم الانترنت وحرية الرأي المفقودة
- مجرد كلام لإخراج شحنة غيظ
- في بلدي أصبح الناس يموتون جوعا


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمنية طلعت - سياسة تكسير العظم وحرق الدم