أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - ليس دفاعا عن الله ولكن دفاعا عن الإنسان














المزيد.....


ليس دفاعا عن الله ولكن دفاعا عن الإنسان


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4499 - 2014 / 7 / 1 - 22:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس دفاعا عن الله ولكن دفاعا عن الإنسان

ليس من حقي ولا من واجبي وأن المحدود القدرة والقابلية أن أدع الدفاع عن الله وعن ما يريد أو ما يفعل , ولكن كوني إنسان يملك قدر من العقل والتعقل يكون من واجبي من هذه الناحية أن أدافع عن الإنسان كل الإنسان القوي المغرور والضعيف المستلب الإرادة والقوة لأن في ذلك دفاع عن قيمي وعن وجودي وأداء للوظيفة التي أمنت بها وظيفة العقل والوجود , ذلك أن الكثير من الناس من مختلف المشارب والديانات والثقافات والأصول أتخذوا من التهجم على الذات الإلهية منهج حياتي وهو يعرفون أنهم لا شيء أمام كل شيء ومع ذلك فهم مصرون على المنازلة إلى أخر الشوط.
الدوافع كثيرة والأسباب أكثر لكن الفاعل الدائم هو رؤية عقلية بنيت قواعدها ومعطياتها على نماذج ومقدمات لو أعاد أصحابها قراءتها مرات ومرات سيكتشفون أن العقل النقدي الفاحص لا يقبل تسليماتهم هذه ولا يمنحهم الموافقة على الإيمان بها ما لم تجر الكثير من العمليات البرهانية والتجريبية العميقة , ورد كل الإشكالات إلى أسبابها وعلاتها لنصل في الأخر إلى قناعات مختلفة ومتعارضة مع ما سلموا به على عجل , هناك صنف أخر يسلم بها ليس نتيجة لقناعات وإنما لنتيجة فعل حانق أو حب التظاهر والتفرد أو التقليد ولكن بالنتيجة أن الفئة الأولى من الممكن أن يكتشفوا الحقيقة يوما ما لكن الفئة الثانية لا يمكن تصحيح مواقفهم لأنها أصلا مواقف غير حقيقية ومزيفة .
من أبسط الحقائق التي لا بد أن يضعها الإنسان أمام عينه في كل مرة يريد أن يعلن الحرب على السماء وقيمها أن كثيرين من قبله أفراد وجماعات رؤى منفردة أو أفكار منسقة ذهبت ولم يبقى منها إلا ذكرها دون أن تنجح ولو مرة واحدة أن تثبت واقعها على الواقع الإنساني , على العكس تماما من الأفكار المتصلة بالله فهي مع كل الجهد الذي يذله الكثير والكثير من الناس فكرا وتخطيطا وعملا وتحريفا وتقتيلا لم تنجح هذه الأساليب في زحزحة وجودها من الوجود الواقعي , ممكن أن البعض من الأفكار الدينية جرى تحريفها وتزيفها وفرضها على الناس على أنها هي إرادة الله والسماء ليس حبا بهذه الأفكار والرؤى ولكن تمهيدا لجعلها موضوع النقد ومحل الهجوم القادم وإبدال المزيف بدل الحقيقي حتى عندما ينهار المزيف أمام الحقيقة التي يدعيها البعض ينسب أنتصارهم على الله وليس على الزيف المصطنع .
الإلحاد كما الإيمان هو قرار عقلي مبني على أسباب وقناعات ولكن كما ليس من حق الإيمان أن يقمع الإلحاد لأن مؤديات وقوانين الإيمان الحقيقي تمنع على المؤمن قهر وجبر الإنسان على أن يلجئ الأخر لما يعتقد هو (لكم دينكم ولي دين) يكون على فكرة الإلحاد وهي التي نشأت أساسا من القهر والجبر العقلي على التسليم بالمشوه والمنحرف الديني لأن الإنسان العاقل لا يمكن أن يكون في تضاد حقيقي مع إرادة الله الجميل الحر المسالم الباحث عن الخير والدال عليه , أقول على الملحد أن يحترم قواعد الإيمان لدى الأخر سوى كان الأخر مؤمنا بما هو حقيقي أو معتقد بما هو دونه لأنه مارس خياره الحياتي كما مارس الملحد خياره بذات الصفة وبذات الحق .
الشيء الغريب عند البعض الأعم من الملحدين هو أنه يمارس في إلحاده سياسة كهنة القرون الوسطى حينما يصب جام غضبه على ركائز الإيمان وخاصة الإستهزاء المستمر والدعوة العلنية لسب الله وسب الدين وكأن الإلحاد وظيفته تسفيه الأخر المختلف وأن حدود وجوده يبدأ من هتك حدود الأخر وإزاحته من المنافسه العقلية , هذا الموقف المنحرف يشكل نقطة عار وتشويه لحرية العقل في الإيمان بالله أو عدمه وإنجرار وراء صراع يفتقد للحرية والسلام ومدعاة أيضا للتعصب وعدم التسامح وبالتالي الخاسر الأكبر من كل ذلك العقل الإنساني الحر الذي سينتهي يوما إلى الصلح مع نفسه ليكتشف الكثير من الأخطاء التي ارتكبها لمجرد أنه لا يريد التسليم بقدرة العقل على الفحص والتقرير.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من حق الكاتب أن يكتب عن نفسه
- الحال والمقال
- الليبرالية والموقف من الأخر
- ذئب المدينة نسر الفن خليل شوقي وأيام بغداد الجميلة
- الثلاثاء الكبير هل يولد حدث كبير
- جغرافية الحرف وتبدلات المكان عند أديب كمال الدين قراءة في قص ...
- تواشيح الألم المقدس
- لا خيار أمامنا إلا العراق
- الأعراب والعربانية وصورة المعرفة
- تجديد العقل أم تجديد النظام العقلي
- الحجارة والتراب _ قصة قصيرة
- اللعنة
- مباعث التغير والإنقلاب في المجتمع السعودي _ ح2
- الفصل الأول _ ربيع النرجس والرمان ج1 . من رواية النرجس والرم ...
- الفصل الأول _ ربيع النرجس والرمان ج2 . من رواية النرجس والرم ...
- مباعث التغير والإنقلاب في المجتمع السعودي _ ح1
- حورية النهر الميت _ قصة قصيرة
- عباسيات 4
- عباسيات 1
- عباسيات 2


المزيد.....




- هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
- الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم ...
- هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
- السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
- 10 أشخاص من الطائفة العلوية ضحايا مجزرة ارهابية وسط سوريا
- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...
- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - ليس دفاعا عن الله ولكن دفاعا عن الإنسان