أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نضال نعيسة - نمــور مـن ورق














المزيد.....

نمــور مـن ورق


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1272 - 2005 / 7 / 31 - 09:26
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كنا نرتعد خوفا ,بفعل ثقافة الإرهاب والخوف,حين يظهر أحدهم على شاشة التلفاز ,أو أن يذكر اسمه في أي مكان ,وكان علينا دائما أن نقدم فروض الطاعة والنذور والأضاحي , ونتضرع أمامهم شفاعة, ليس لشيء ,إلا لنبقى على قيد الحياة, نجترع السم, والحنظل, ونشرات الأخبار ,وصور الجنرالات,وليس لكي ننعم بما هو جميل وبمباهج الحياة التي وهبتها الطبيعة.كنا ,دائما,مجرد ديكور مكمل,ولكنه غير هام في الجوهر, لصورتهم التي يجب أن تظهر وحولها العبيد الخانعين يطلبون الشفاعة ,والصفح ,والبركات.وكان كل ما يقوموا به ويفعلونه مقدسا ,وحقا مطلقا ,وكل كلمة يقولونها دستور حياة, ومبدأ يجب أن تسير عليه الأجيال بتؤدة, ودونما أي انحراف.لقد علمتنا ثقافة الخوف ألا نناقش ثقافة البدو الأجلاف ,وأن ننصاع ,ونطيع ,وننبطح ونسير مع القطيع السائر نحو الحتف الحضاري والهلاك ,ناهيك عن شهادة الوفاة الرسمية الصادرة منذ ألف وخمسمائة عام.

لقد سوّق الإعلام الرسمي المنافق,ولغاية في نفس وزراء الإعلام ومستشاري القصور, هؤلاء الملالي وأصحاب العمامات على أنهم الحق المطلق وكل ما يقولونه ويصدر عنهم صراطا مستقيما,يجب أن يتبع ,وأحاطوهم بهالة من الورع والتقوى والوقار.وكانت ظروف الحصار الإعلامي والإغلاق تدعم هذا الاتجاه. ولكن مع ثورة المعلومات وانهيار السدود والتحصينات والقلاع كان هناك كلام آخر تمنى عشاق الظلام ألا يشرق يوما على البشرية وأن يبقوا في أوكارهم الظلماء يقودون معركة التجهيل ,والأمية, وغسل الدماغ.

ففي المواجهة الساخنة بين الدكتورة المستنيرة وفاء سلطان,والتي حسمت لصالح "ناقصة العقل والدين"حسب توصيف هؤلاء ,وأحد دعاة الظلام, في برنامج الصديق المشاكس فيصل القاسم الاتجاه المعاكس, برزت الكثير من الدروس والعبر الجديرة بالتأمل والتمعن .فهل كان "مكرا" مقصودا من فيصل أن يحضر "امرأة", لتتصدى لرجل لم تفلح كل الثقافة الفرنسية وحضارتها العظيمة,حسب تبجحه, في أن تزحزح أفكاره قيد أنملة ,وأن تدخل ثنايا دماغه الذي يعيش بعملية غسل الدماغ الناجحة التي تعرض لها.بالمناسبة الإستفتاءات لا تعني شيئا طالما أن معظم المصوتين يفتقرون للأهلية الفكرية التي تمكنّهم من التصويت بحرية بعيدة عن أية ضغوطات ,وإملاءات عقائدية تجرّم أي "اتجاه معاكس أو مغاير",وغير قادرين ,بالتالي"على الخروج من منظومة التابوهات التي تكبلهم,وبذلك فهم غير أحرار في أي قرار,ولذلك,ومن منظور قانوني, فالنتيجة بحكم الملغاة.

النقطة الأولى,هو التفوق العقلاني والمنطقي والحواري "لناقصة عقل ودين",والتي سمعنا صوتها القوي الثابت الواثق أمام نمر ورقي سوقه إعلام الاستهبال وثقافة الجبن ,والرعب ,والخواء على أنه غضنفر فولاذي لا يهين ولا يلين ولايستكين ولديه كل الحجج والبراهين ويمتلك كل أدوات الإقناع,والقناعات والمسلمات المعدة سلفا والمدعومة بـ "المطاوعة"وقطاع الرقاب,ولم نجد سوى محاورا عاديا يردد بلاغة أكل الزمان عليها وشرب ,ولم تعد تقنع حتى الأطفال, ويرغي ويزبد ,ويهدد ,ويتوعد "امرأة" فيما وراء المحيطات متوعدا إياها بالهلاك والسعير الذي يمتلك نسخة من مفاتيحه ,أورثته إياه مؤسسة العقم والإرهاب.وقد دحضت كل ادعاءاته الهشة القائمة على مسلمات سلفية دعمتها وأبقتها حية ,على الآن ,ثقافة السيف التي كان لها الفضل الأول في بقائها واستمراريتها.فلقد أفحمته وحشرته في "خانة اليك",لمن يعرف لعبة النرد ,برغم استعماله لكافة أسلحة الدمار العقلي الشاملة الإرهابية التي خبرناها عبر الزمان.

الثانية هو ان الهدوء,والرزانة ,والرصانة تفوقت على سياسة "الزعيق والبعيق والنعيق" والتهويل السائدة التي تربينا عليها وتشربناها في المدارس والمعاهد الممولة حكوميا, ولم تستطع من أن ترهب الدكتورة الفاضلة في أن توصيل رسالة الحقيقة الإنسانية العظيمة وتكشف عورة هذا الفكر الظلامي الأسود الذي أوصلنا شفير الهاوية والهلاك,وكان السلاح الأمضى في حالة الخنوع التي نعيش.وظهر تراجعه المريع ,وضعفه المهين أمام المنطق ,وسلاح الحوار الهادئ الذي يفجر فيهم كل نوازع الشر والهمجية والبدائية.وان السطوة والقوة هي للعقل البشري المبدع الخلاق سواء أكان حامله رجلا أم امرأة,فالأمر سيان.

الثالثة, أن مثل هذه المواجهات تكسر كل المحظورات والممنوعات ,والتابوهات التي تكرس الجهل والأمية والحصار,وأن كل شيء قابل للوضع على طاولة النقاش ,ولا يوجد شخص مقدس ,ومعصوم أمام قوة وعظمة العقل البشري الخلاق الذي يستطيع أن يقدم السعادة والخلاص للبشرية أكثر من مجرد مقولات جامدة صماء لم تفلح عبر قرون من نقل الإنسان إلى ضفة السعادة بل زادت في تعاسته ,وشقاءه,وانحطاطه مع الأيام.كذلك انهيار ذاك الحظر ,والجدار الشاهق الذي حاولت قوى الظلام تشييده أمام انطلاق العقل وتحرره من الأباطيل والأوهام أمام قوة المنطق والعقل.وعندما تكون النظرة للحياة والأشياء سليمة,لابد ستكون القرارات والخطوات سليمة هي الأخرى.وحين تفتح الأبواب والمجالات أمام نوافذ النور فهزيمة الظلام واقعة لا محال.

أيضا ,وأيضا ,أفسحوا المجال لقوى التحرر والتنوير والعلمانية,حتى لو كانت من الجنس الناعم الرقيق اللطيف, لتروا كيف تتساقط النمور الورقية وتهوي وتحترق ,وهذا ما ستعجز عنه حتما كل قمم الإنقاذ العتيدة ,وحلول رجال المخابرات العقيمة في مكافحة ضباع الإرهاب السمان .

وأخيرا ,والأهم من ذلك كله,حين ينمو العقل في ظروف صحية ,وليبرالية ,وديمقراطية ,لابد سيكون الإبداع والتفوق والاختراق هو النتيجة المنطقية,وهذا بالضبط ما قدمته الدكتورة المتألقة وفاء سلطان ,ومن على هذا المنبر الحر ,أشد على يديها ,وأوجه لها أرق التحيات.وكل الشفقة والمواساة لهذا النمر الورقي الذي تهاوى أمام "ضلع قاصر",و" وأنثى ناقصة عقل ودين,حسب ثقافة الفقهاء".



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان عاجل :جمعية للرفق بالعربان
- محــامو الشيطان
- التحرش السـياسي
- دبكـة...و...دبّيكــة...و...طبّال
- حـروب الـردة الفكـرية
- ملـوك غير متوجيـن
- طلب انتسـاب لحزب المعارضة
- حروب الأشـرار
- عهـود الأمان,ومجيرو أم عامـر
- شعبولات الأعــراب الجدد
- مسلسل اللوائح الأمنية
- طواحين أبي مطر الانترنتية
- ثقافة التخوين والإبادة الفكرية
- اللعبــة مستمـرة
- الإستقواء بالداخل على الخارج والخوارج
- ملـوك الطوائـف
- نحو خيـار علمـاني
- متاهات الإستبــداد
- كيف تغيب قروناً في كهوف الزمان؟
- سيناريـو الفصـل الأخيـر


المزيد.....




- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نضال نعيسة - نمــور مـن ورق