|
ايتها الدول العربية ايتها الحكومات العربية هذا هو الارهاب
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 1272 - 2005 / 7 / 31 - 09:24
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
خلال اكثر من سنتين حسبما اذكرجرى الحديث عن مخاطر امتداد الارهاب الى الدول الاخرى وبالاخص الدول العربية والمجاورة وقلنا في وقتها ان هذا السرطان لن يقف مكتوف الايدي عنهم لأنه بالاساس يعتبر كل الحكومات العربية واكثرية شعوبها التي لا تؤمن بطريقتهم في التطرف الديني كافرين يجب ان يقتلوا بواسطة محاكمهم الشرعية ولا نعرف من اين اكتسبت هذه المحاكم الشرعية واية جهة زكتها واعتبرتها شرعية الا اللهم من يرى في القتل الجماعي والتفجيرات والعبوات الناسفة والاغتيالات والخطف يقر من قبل شريعتهم التي هي اعنف وافضع من شريعة الغاب.. البعض من الدول العربية استمع لصوت العقل عندما وجد ان الارهاب اخذ يمتد اليه والى ابنائه ومؤسساته وقام بجهد كبير وما زال من أجل التخلص من هذا الدمار العنفي المنفلت غير المحدد باية تعاليم دينية او قوانين وضعية او اعراف انسانية، البعض الآخر تساهل بالمعنى ومثلما نسب حسب الروايات ( لجحا ) اذا كان الامر او القضية لا تخصني " فكذا وكذا وعسى " ونعتذر لأننا لا نستطيع ان نذكر ذلك القول الذي نسب لهذا الرجل ولكن هذا الموقف التوفيقي حاول جهد الامكان ان يوفق ما بين طرفين، الشعب العراقي من جهة والقوى الارهابية من جهة اخرى لعله وعسى ان لا تمتد يد الارهاب اليه او يكون على جبل ينقذه من الطوفان القادم، ويوجد موقف آخر هو الاخطر والانكى مثلما فعلت الجامعة العربية وامينها العام السيد عمرو موسى حيث اعتبرت هذه القوى الارهابية على الرغم من جميع الشواهد والادلة المادية انها مقاومة وطنية ضد الاحتلال وكأن الشعب العراقي وقواه الوطنية الشريفة مع الاحتلال، ولم تفرق في مواقفها بين المقاومة الحقيقية التي تعمل من اجل الاستقرار ونجاح العملية السياسية الذي سوف يساعد على انهاء الاحتلال وان يقال الى قوات الاحتلال مع السلامة.. وبين الذين يريدون استمرار بقاء الجيوش في العراق لهشاشة المؤسسات الامنية ولتصفية حساباتهم على حساب الشعب العراقي. وبقى هذا الموقف يتأرجح بدون ان يحسم وقد جرت الاحاديث مرة لدعم الشعب العراقي بدون الاعتراف بحكومته والوقوف معه واخرى العمل على التفاهم مع المقاومة العراقية للاحتلال حسبما يدعون ونلاحظ ان كل العمليات تقريباً العنفية المسلحة والمختلفة الاشكال والاساليب تكاد ان تكون ضد العراقيين لكن الحجة المقدمة انها ضد العملاء والمتعاونين مع الاحتلال ولا نعرف كيف يفسر ان تعداد الجيش الجديد والشرطة يتصاعد باضطراد ومن مئة شخص الى عشرات الالاف من العراقيين ومازال العدد يكبر ويكبر وان مئات الالاف عادوا الى وظائفهم واعمالهم، ولهذا نرى ان هذه المواقف غير الواضحة هي مواقف تدعم العمليات الارهابية والقتل العشوائي وتخريب البنى التحتية التي هي ملك الشعب العراقي. ان تنفيذ جريمة اعدام الديبلوماسيين الجزائريين رئيس البعثة ( علي بالعروسي ) والملحق الديبلوماسي ( عز الدين بالقاضي ) من قبل ما يسمى بالمحكمة الشرعية والتي اعلنها تنظيم القاعدة في وادي الرافدين وقبلهما القائم بالاعمال المصري ( ايهاب الشريف ) ومحاولات الاغتيال ضد الديبلوماسيين العرب والاجانب تدل على ان الارهاب لن يقف في نقطة واحدة أو مكان واحد وهو كما اشرنا يعتبر كل من ليس معه ويسانده بالضد منه لا بل يتهم الجميع بالكفر والزندقة ومن وجهة نظره خارجين عن الدين والشريعة ولهذا يستحقوت القتل والاعدام والاغتيال وباي واسطة تدميرية تستعمل لهاذ الغرض، ومثلما يقول المثل عندما وصلت السكين تماماً للعظم صرخت الجامعة العربية وامينها العام السيد عمرو موسى مستنكرة جريمة اعدام الديبولماسيين الجزائريين والاعتداء على الديبلماسيين العرب كما سمعنا وشاهدنا التصريحات والادانات التي ارتفعت من قبل المسؤولين في الدول العربية الذين كان البعض منهم صامتاً ولم تهزه ماجرى ويجري من قتل وتدمير ضد الآلاف الضحايا من العراقيين ومؤسساتهم الانتاجية والخدمية بما فيها تدمير الثروة النفطية الوطنية او تفجير الكهرباء ووسائل تنقية مياه الشرب والمواد التموينية التي لها مساس بالحياة المعيشية للمواطنين، لم يجرالانتباه والاستنكار ضد عمليات الاغتيالات التي طالت عشرات العلماء العراقيين والاساتذة والمثقفين والصحافيين والاطباء والموظفين وغيرهم وجميعها بحجة تعاونهم مع قوات الاحتلال لكن الحقيقة. نعود لنؤكد مرة اخرى لن تسلم اية دولة عربية من يد الارهاب وبخاصة اذا نجح في العراق واكبر مثال الجزائر ومصر وقبلها سوريا وقطر والبحرين والسعودية والمغرب وسوف تمتد هذه اليد وتفعل فعلها ليس ضد الدبلماسيين فحسب بل حتى داخل هذه البلدان ومهما كانت قوة هذه الدول وقوة مخابراتها ومؤسساتها الامنية الاخرى لأن ما شاهدنا في لندن وعواصم اخرى تؤكد ان الارهاب لن تقف امامه الحدود او الاجهزة الامنية وقد يلجأ الى العمليات العنفية في اية لحظة حتى لمجرد الدعاية الاعلامية ولهذا يجب ان تعود الجامعة العربية والسيد امينها العام الى دراسة مواقفها السابقة وتجهد من اجل تصحيحها لا بسبب اعدام الديبلوماسيين الجزائرين او غيرهم لكن لمساندة الشعب العراقي في بناء دولته الحديثة التي ستكون بالتأكيد شقيقة وصديقة غير مؤذية لا بل داعمة للبلدان والشعوب العربية كما يجب ان تقوم الدول العربية التي مازالت مترددة في ارسال سفرائها وديبلوماسيها وفتح سفاراتها بتجاوز هذا الموقف السلبي وهو ما يشكل انتصاراً للقوى العقلانية وبالضد من قوى الارهاب اين ما كان لأنه ارهاب ضد الجميع. نقول لكم وبكل صراحة وصدق والصديق من صدقك ــ هذا هو الارهاب ولعل البعض يتعض من قولنا هذا لأنه قول من القلب صالح.
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المحـاولة الثانية لإغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم
-
نهــج جديد لكنه في الجوهــر من الرحم القديم
-
التطرف الديني ـــ السلفي، الاصولي.. وصنوهما الارهاب الحالي
-
الجمهوريــة العراقية الاسلامية الاتحادية الى أين؟
-
ثمــة سكون.. ثمــة حركة في البار الصيني
-
هل كانت ثورة 14 تموز انقلاباً عسكرياً منعزلاً عن الشعب العرا
...
-
المحاصصة الطائفية والقومية الضيقة مالها وما عليها
-
كركوك بموقعها الجغرافي وتطبيع الاوضاع فيها
-
مخططان مختلفان شكلاً حققا الهدف المرسوم
-
هل المليشيات الشيعية العراقية ومليشيات الباسيج شكلان لهدف وا
...
-
الإنتخابات الإيرانية وغروب رفسنجاني البراغماتي بفوز محمود أح
...
-
لو كنت في مكـــان صدام حسين والعياذ بالله ماذ كنت ستفعل؟
-
لأنـــهُ كان العراق.. لأنـــهُ كل العراق
-
الانتخابات البرلمانية القادمة وضرورة انجاز الدستور الاتحادي
...
-
الاصلاحات حسب مفهوم التيار الوطني الديمقراطي
-
صرح النصوص في طريق العلامـــة
-
دعوة الشيخ الجليل عبد المحسن التويجري لكن..! ما حك جلدك مثل
...
-
العملية الأمنية ودول الجوار ودبلوماسية الحوار الهادئ
-
العلاقـــة ما بين الحكومة العراقية والقوات متعددة الجنسيات
-
القــرار الفردي والالتزام بالقوانين
المزيد.....
-
مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
-
السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون-
...
-
مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله
...
-
اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب
...
-
محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
-
مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
-
من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
-
خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال
...
-
هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
-
قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|