أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - قراءة في (يدي تنسى كثيرا) للشاعر والناقد مقداد مسعود














المزيد.....

قراءة في (يدي تنسى كثيرا) للشاعر والناقد مقداد مسعود


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 4499 - 2014 / 7 / 1 - 12:15
المحور: الادب والفن
    


بإطفاء مصابيح (الهول) .. توقد الظلمة مصابيحها
قراءة في (يدي تنسى كثيراً) للشاعر والناقد مقداد مسعود
محمد عبد حسن/ قاص وروائي من البصرة

القصيدة
(*)
الأب يفتح الباب
يمر بالهول
الهول مصابيحه تنتظر من
يفتحها...
يدخل الأب غرفته المضاءة
الأم..
في غرفتها على الفيسبوك
الهول مظلم..
البنت تغادر غرفتها
فيستلقي مستطيل من الضوء
وسط ظلام الهول
تدخل البنت في المطبخ تعد عشاءها
المطبخ مضاء دائما..
تعد العشاء وتتواصل ..
سماعة تلاصق اذنها..
الأب ينام..
تحرسه يقظة مصابيح غرفته ..
الأم تنام في ضوء غرفتها..
متوسدة الكيبورد
صفحة الفيسبوك ماتزال..
الهول: مظلم..
الولدان في غرفتهما المضاءة
يتشاجران
تلميذ الابتدائية، يريد رؤية مسلسل( ملكة جانسي)2
طالب الجامعة ينتظر
خطبة الاحتفال الديني ...
ويده في عنكبوت النت
التلميذ..يفتح الباب بقوة
يفتح مصابيح الهول ويصرخ..
جسلكي...
جلسكي..
أريد جلسكي..
تنفتح الابواب
باب الأب
...الأم
...الأخت
ويصيحون بصوت واحد
: أطفىء...
الهول..


(2)
القراءة
(الهول) يعود في أصله إلى الكلمة الانكليزية (HALL) والتي من معانيها (القاعة) أو (الصالة)، وقد نقلت إلى اللغة الدارجة العراقية كما تقرأ في أصلها، وبقيت متداولة مع الكثير غيرها من الكلمات حتى بعد رحيل المستعمر –هل رحل حقا؟- صاحب الكلمة الأصل.
أما في المخزون الاجتماعي العراقي فتطلق الكلمة على المكان الذي اعتادت العائلة العراقية على الاجتماع فيه، وهو مكان يتوسط، في الغالب، الدار ومنه يتم الانطلاق إلى غرف البيت وبقيت منافعه الأخرى.
وظيفة (الهول) هي التواصل .. وإذا كانت مصابيحه مضاءة فهذا يعني أن هناك من يجلس فيه لحظتها .. أو سيحضر إليه بعد وقت لا يطول كثيرا، وبغياب هذه الوظيفة يصبح مجرد فضاء موحش يأكله الخواء ليصبح فعل (الانتظار).. هو كل ما يملكه –وهنا تبدو شخصنة المكان واضحة- محاولا الاحتفاظ بوظيفته:
( الهول مصابيحه تنتظر من
يفتحها ... ) ص81(*) .
تبدأ القصيدة بـ (الأب).. ربّ البيت كما يقال، والقطب الذي تدور حوله الرحى، الصورة التي تحتفظ بها الذاكرة، وأعني بها ذاكرتي.. فأنا هنا أغادر القصيدة.. أو تنقلني هي وتنتقل معي إلى ماضٍ تصرُّ كل أشكال التواصل الحديثة على جعله بعيدا، هي صورة جلوسه على (الكرويت).. وقد تجلس الأم بجانبه ليتوزع بقية أفراد الأسرة على الأرض، ولكنه هنا:
( الأب يفتح الباب
يمر بالهول ) ص81(*)
ويتركه مظلما ليدخل إلى ( غرفته المضاءة ) ص81(*).
ما يفعله (الربّ) هنا ينسحب على بقية أفراد أسرته، فقط أن (الدف) قد تحوّل إلى (نت) أو (موقع للتواصل).. ومعه ينسحب أيضًا فعل (العزلة) على الجميع تاركا (الهول) لعزلته:
( الهول مظلم ) ص81(*)
( وسط ظلام الهول ) ص82(*)
( الهول : مظلم ) ص83(*)
بالمقابل توقد العزلة مصابيحها:
( يدخل الأب غرفته المضاءة .. ) ص81(*)

( الأب ينام ..
تحرسه مصابيح غرفته ..
الأم تنام في ضوء غرفتها .. ) ص82(*)
( الولدان في غرفتهما المضاءة
يتشاجران ) ص83(*) .
وبالنظر إلى : ( تدخل البنت في المطبخ تعد عشاءها .. ) ص82(*) .. وكلمة (يتشاجران) ندرك حجم الضرر الذي أحدثه (التواصل) في عدم التواصل بين أفراد الأسرة .
محاولة لملمة أجزاء الصورة المهشمة تأتي من الأخ الأصغر، ولهذا دلالته.. فهو الوحيد الذي ما زال محتفظا بنقائه:
( التلميذ .. يفتح الباب بقوة
يفتح مصابيح الهول ويصرخ .. ) ص83(*)
ليقابله على الجهة الأخرى إصرار على بقاء الأجزاء المبعثرة للأسرة محتمية بغرفها المضاءة وبـ (تواصلها) القاطع للتواصل:
( تنفتح الأبواب
باب الأب ..
... الأم
... الأخت ..
ويصيحون بصوت واحد
: أطفئ ...
الهول .. ) ص84(*) .
ولنلاحظ هنا أنهم لم يقولوا: أطفئ الضوء! وكأن هناك إصرار على بقاء (الهول)، بما يمثله من رمز، مطفأ وبوظيفة مغيّبة. ولكن هل فعل ذلك؟ أتمنى، حقًا، أن لا يكون قد فعل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*)المقالة منشورة في صحيفة المشرق/ 26/ نيسان/ 2014
(*) مقداد مسعود/ يدي تنسى كثيرا/دار ضفاف للنشر/ بغداد – الامارات العربية المتحدة - قطر / 2014



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجمة قشة مبللة بالنواح الزراعي/ حسب الشيخ جعفر..من خلال قصيد ...
- فضة شعرك : أغلى من الذهب في رثاء الرفيق(أبو ليث) غالب الخطاط
- مهدي عامل / 28
- الشاعرة إلهام ناصر الزبيدي
- الشاعرة البلغارية كابكا كاسابوفا
- الشاعرة رؤى زهير شكر
- الشاعرة جومان هه ردي/ قصيدة (مطبخ أمي)
- الشاعرة سمر قند الجابري في قصيدة (الجثة)
- الشاعرة مريم العطار
- قراءة منتخبة من قصائد نينيتي/ المهرجان الثالث للأدب العالمي/ ...
- دفتر(أبو) ثلاثين ورقة
- ملتقى جيكور الثقافي،يقيم جلسة تأبين للشاعر والقاص عبد الستار ...
- سيرورة وعي الذات شعريا ..لدى الشاعر هاشم شفيق
- بيوت مفاتيحها على جدران الهجرة / الروائية إنعام كججي في (طشا ...
- مسح ضوئي/ عامر توفيق: درس في الاصرار
- مؤنث الابداع
- كتابة الكتابة
- بدل عدوى
- بصرياثا..من خلال جنة البستان
- ملاحقة التسمية / في رواية (الغلامة) للروائية عالية ممدوح


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - قراءة في (يدي تنسى كثيرا) للشاعر والناقد مقداد مسعود