خلدون جاويد
الحوار المتمدن-العدد: 4498 - 2014 / 6 / 30 - 22:48
المحور:
الادب والفن
الديك الرومي لجيمس جويس
خلدون جاويد
في رواية "صورة الفنان في شبابهِ"
لجيمس جويس
وضعت العائلة وبكل أبهة،
ديكا روميا مشويا،
على مائدة الطعام .
إحتدمَ النقاش وهم يسلخون الوطن
ساقا وصدرا ورقبة
الساق البصرة والمحيط *
والصدر بغداد وماحولها من مدن
والرقبة ومافوقها شمالا
إحتدام جَزٌ نهشٌ مضغٌ ابتلاعٌ
سُكْرٌبكؤوس من دم
سلخٌ بحقد مُسنـّن
نقاش مهارشة مناكدة
لميظ أفاع ٍ
عدْوٌ ،سباق،مناكدة،
مكايدة ،صراخ ، تدافع ، شتائم
متاريس ، دخان ، نيران ، حرب حامية الوطيس
عبوات ، مجنزرات ، طائرات
أقاليم تنضوي ، دول ديناصورية تهدد
والناس مابين الأقدام .
البعض قال التقطيع شفاء
الأخرق قال الإشواء سهل على الهضم
والكثرة قالت نعم للتقسيم
والجميع حفروا للجميع
قبورا وخنادقَ وفخاخا
لاورود في الجنائن كي يضفروا الأكاليل
وقد أكل الجراد الفراديس
وجرذان الفساد شفطت النفط
لاماءَ نقيا ً كي ترتوي الطيور
الزمن الجميل عاد كالحا شاحبا وعليلا
لا دجلة ولا فرات بعد الآن !
بدّلوا ورد الضفاف بالرصاص
والإبتسامات بالدموع
والموسيقى بنواح النساء واليتامى
بدّلوا أقداح بشارة الخوري بالدماء
وصهباء عبد الأمير الحصيري بالسُم الزعاف
وشدْو ام كلثوم بتراتيل الفواتح
والجنائن بالمقابر .
الجثث في الشواع وعلى عرض وطول البلاد
قطّعوا الديك الرومي إرْبا أرْبا
وراحوا يحزّون أعناق الشباب
بدل القلم مسدس
بدل الماء الطهور كأس آسن
بدل الألوان ثوب أسود
بدل غابات من العشاق مسيرات تطبير
الشباب تُساق إلى الحرب
بدلا من أنْ تـُرسل الى الجامعات
وعلى أغلى الخدود
حفر الدمعُ السواقي
والأرض عطشى .
*******
* هنا حدث انقطاع أو تناص وقد أدار لي رأسي الألم فزحفت التلافيف الى حرائق الوطن ومدنه المشتعلة .
24/6/2014
#خلدون_جاويد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟