أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - ذئب المدينة نسر الفن خليل شوقي وأيام بغداد الجميلة














المزيد.....

ذئب المدينة نسر الفن خليل شوقي وأيام بغداد الجميلة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4498 - 2014 / 6 / 30 - 22:33
المحور: الادب والفن
    


ذئب المدينة نسر الفن
خليل شوقي وأيام بغداد الجميلة

لم يتسنى للمشاهد العراقي أن ينسى الذئب وعيون المدينة ولا يمكنه مع مرور أكثر من ثلاثة عقود مرت أن ينسى عبد القادر بيك , بغداد في ظل التحول الأكبر بين عصريين , بغداد التي أنتقلت ومعها قدوري إلى عالمها الجديد بمظهر جديد وشخصية جيدة وإن كانت متسترة أو مزيفة وتركت غفوري وروحومي في خانات بالية هي بقايا العهد القديم ,كان الفنان القدير شيخ وعميد الفنانين العراقيين الجميل في كل شيء خليل شوقي نقطة التألق فيء هذا العمل الدرامي الضخم الذي لم تنتج الدراما العراقية عملا أصيلا شد المشاهد العراقي له كما فعل الذئب وعيون المدينة .
الشخصية الدرامية الناجحة لا يمكن أن ترسم ملامح تألقها بدون أن تكون هي بذاتها قادرة على التحسس والتفاعل معها بكل جدية وصدق وإيمان برسالة الفن ,خليل شوقي المبدع أقنع الكثيرين أنه هوة فعلا عبد القادر بيك ومرة التقيته في بغداد في بداية التسعينات لم يخطر ببالي وأنا المتابع والواعي أن أكون إلا بحضرة السيد عبد القادر بيك لكنني أكتشفت شيئا غريبا عن قدوري الحقيقي أنه كان يمتلك أبتسامة ساحرة وضحكة عريضة لم أشاهدها من قبل في كل حلقات المسلسل , هذا التجسيد المشخصن لا يمكن أن يتوافر عليه كل من مارس التمثيل إلا أن يكون فعلا ممتلكا الحس الإبداعي في أعلى الدرجات وفي أرقى صور التفاعل الحي.
الفنان الشيخ المبدع خليل شوقي وهو يعبر التسعين من عمره المديد سجل طوال حياته الفنية العديد من البصمات الفنية التي لا يمكن أن ينساه الفن وجمهوره وناقديه على أن ثلة من المبدعين رسموا صورة الإخلاص لفنهم دون أن يفرطوا بالرسالة تجاه المغريات أو الخضوع لقوانين السوق المتهافت ,كانوا أكاديميين ومحترفين وببراءة الإبداع الفطري انجروا لهم قامات فنية عصية على التقليد أو التكرار مرة أهرى , أخص منهم أضافة له الفنان يوسف العاني ,سامي عبد الحميد ,قاسم محمد ,وإبراهيم جلال وبدري حسون فريد ,وأخيرا طه سالم , هذه الطليعة التي وحدها لها أحتكار جمال الإبداع العراقي وتأسيس قيمه الوطنية أضافة للفنية ,
لقد قدّم خليل شوقي في مجمل أعماله ، كاتبا ً ومخرجا ً وممثلا ً ، نموذجا ًصادقا وأمينا وكاشفا للشخصية العراقية بكل ما تنطوي عليه من قيم وأبعاد نفسية وسلوكية داخلية بما تتوافر عليه من أسباب ومعطيات وركائز من قوة وضعف في ظل ما تعرضت له من خيبات وانفعالات من بيئة تتعرض يوميا لهزات أجتماعية وأقتصادية وتحولات سياسية ودينية أضافة لما تعانيه من متاعب الحياة بالكثير من التفصيلات التي جسدها فنيا وبصدق وبتلقائية قريبة من روح المشاهد وأجوائه الطبيعية.
فهو كفنان وإنسان أمتلك ناصية الإبداع وأتقن من ممارسة أدواته الأحترافية شغوف بتفاصيل الحياة الشعبية وتنوعاتها وطرح النماذج الأصيلة الصادقة التي تكشف زيف واقعنا نحن ليضعنا في الصورة الجميلة ، حريص علي أداء مهمته الاجتماعية من خلال الفن ، بحرص واضح علي الكمال تجاوز بعض ثغرات ضعف البناء الدرامي أحينا وأحينا ضعف التقنيات أو الجهد الفني . لقد ظلتا في كل أعماله رصينة جادة يمكن لنا أن نشاهد جزءا منها لنعرف أننا أمام خليل شوقي الفنان البغدادي الأصيل ونأي بنفسه عن الانزلاق في شرك الأعمال التجارية في زمن الحصار الجائر الذي تعرض له العراق ، وقد آثر الانسحاب من الساحة واختار حياة المنفي القسري في هولندة ، تاركا ً بصمات ابداعه علي ما خلّفه من ارث درامي ، ليظل اسما ًمتألقا ً في ذاكرة الثقافة العراقية .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثلاثاء الكبير هل يولد حدث كبير
- جغرافية الحرف وتبدلات المكان عند أديب كمال الدين قراءة في قص ...
- تواشيح الألم المقدس
- لا خيار أمامنا إلا العراق
- الأعراب والعربانية وصورة المعرفة
- تجديد العقل أم تجديد النظام العقلي
- الحجارة والتراب _ قصة قصيرة
- اللعنة
- مباعث التغير والإنقلاب في المجتمع السعودي _ ح2
- الفصل الأول _ ربيع النرجس والرمان ج1 . من رواية النرجس والرم ...
- الفصل الأول _ ربيع النرجس والرمان ج2 . من رواية النرجس والرم ...
- مباعث التغير والإنقلاب في المجتمع السعودي _ ح1
- حورية النهر الميت _ قصة قصيرة
- عباسيات 4
- عباسيات 1
- عباسيات 2
- عباسيات 3
- أحلامنا وعشب الحدائق
- إسلام سلام وإسلام حرب . ح3
- إسلام سلام وإسلام حرب . ح4


المزيد.....




- ساندرا بولوك ونيكول كيدمان مجددًا في فيلم -Practical Magic 2 ...
- -الذراري الحمر- للطفي عاشور: فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية هزت وج ...
- الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة بوليتزر للتعليق الصحفي ع ...
- رسوم ترامب على الأفلام -غير الأميركية-.. هل تكتب نهاية هوليو ...
- السفير الفلسطيني.. بين التمثيل الرسمي وحمل الذاكرة الوطنية
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...
- أكثر 70 فنانا يوقعون على عريضة تدعو لإقصاء إسرائيل من مسابقة ...
- -الديمومة-.. كيف تصمد القضية الفلسطينية أمام النكبات؟
- ترامب يواصل حرب الرسوم.. صناعة السينما تحت الضغط
- من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة -الإلغاء- وحقّ الجمهور بال ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - ذئب المدينة نسر الفن خليل شوقي وأيام بغداد الجميلة