مصطفى مدثر
الحوار المتمدن-العدد: 4498 - 2014 / 6 / 30 - 22:31
المحور:
الادب والفن
تمَشّى في البهو، عابرا.
لا تلتفت، لا تندلق.
بعض إحتقان يا رفيق
بعضُ إحتقانٍ قد يليق.
فهي مثلكَ
جابها حب الفنون
أو حمى المتاحف
أوَ لسنا في بدايات إندلاع الصيف؟
والناسُ خرجتْ من تلافيف الشتاءِ
يهدر نبضها بدم الرغائبِ
فوق ضوضاء المساء؟
فأعبر إذاً متن الغمامْ
وتخثراتِ دم الهيامْ
أو…
ما تسوٌل ريشهم للناظرينَ
ولا تقل هل غادر الشعراء
من متردمي!
هم يفعلون ذلك كلَ عامْ
وأنت تدري كيف ذاك وتعلمي
فالنمنمات التستبيك
فقف لديها، وامتنع عما يليك
فإنها هي في دلالٍ
تستعين بعطرها، بالفيرامون(1)
كي تُخرِج الأوهامَ من أسر الإطارْ
اعبر و لا ترقب، إذاً، خطواتها،
كفْ...ردْ...فانِ
كفْ..ردْ...فانِ
كفْ...ردْ...فانْ
*
كفٌ
أم هما القرطان يهويان؟
طبلٌ
أم هما طبلان يشتجران؟
اعبر، فللإيقاع إيقاعُ
وأنت ومن عليها فان
واترك تمحكها الطويلَ
أمام تحنانٍ مُوَشى
باللظى الشبقيِ
في رسم يضج بعنفوان اللونْ
انج بجلدك
من وخز الهوى المجنونْ
واجلس قصيا، قانتاَ، متسبّحاً
سبحان، يا سبحان، يا سبحان.
وبمتحف الفنون
لكل هذا متسع.
*
دع آخر اللوحات،
منتبذآ بها رسامُها
من شر ما هو قد كسد،
دعها تعب بريقها وضجيجها
من زيغ بصرك وإنشطار الذائقة
تدرأ عنك فورات الجسدْ.
ولقد يعينك أن تواري سَوءةً
في خاطرك، وراء تمثالٍ
تدب على أعضائه المبذولةِ
أخيلَةُ الرهقْ
عن نظرة أولى
عن ثغر يحاور كالشفقْ
عن تصويبة يعيد بها كيوبيدُ
مكانه في مشهد
ما بعد حداثة الشبقْ.
ولكل هذا،
في متحف الفنون، متسع.
-----------------
(1)الفيرمون: ما يشتم من رائحة، تدعوك لنفس ما تفكر فيه إمرأة فيما لو شمت منك رائحة مثيلة والله أعلم.
#مصطفى_مدثر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟