|
التطمين .. ثُم التطمين
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4498 - 2014 / 6 / 30 - 14:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل سيكتفي المالكي ، بتخليص مدينة الموصل من أيدي داعش والمجاميع الإرهابية الأخرى .. أم سيتقدم بجيشه وطائراته وميلشياته ومتطوعيه ، لإسترجاع كركوك والمناطق المتنازَع عليها ، من قبضة البيشمركة ، أيضاً ؟ . هذا السؤال يُؤرق العراقيين جميعاً ، وليسَ الكُرد فقط . فالقادة الكُرد كما يبدو ، حسموا أمرهُم ، وقطعوا الطريق أمامَ أي تراجُعٍ عن المناطق التي يعتبرونها كُردستانية أساساً . والمالكي ( أقول المالكي ، وليسَ الحكومة ، لأنه في الواقع ، لم تبقَ هُنالكَ أية مقومات لحكومة أو دَولة أو جيشٍ مُوّحَد أو قُوى أمنية مُوّحَدة ، فنصف العراق لايخضع لسيطرة المالكي وجزءُ مُهم من الجيش والقوى الأمنية إنهارتْ قبل الدخول في أي معركة) ، فالمالكي عَملياً ، إختزلَ مُؤخَراً ، كُل السلطات ، في شخصهِ هو . المالكي وكما هو واضح ، من الخِطاب الرسمي ، عازمٌ على إستخدام القوةِ والعُنف ، في إسترجاع الموصل وتكريت ومناطق أخرى في الأنبار وغيرها .. وهو يعُد العدةَ لذلك ، ويحشد ذاك القسم من الجيش ، المُفترَض ان يكون موالياً لهُ ، والميليشيات الشيعية ، ورُبما يستخدم طائرة ف 16 الحربية الأمريكية ، الوحيدة المُستَلَمة حتى الآن ، وطائرات سوخوي الروسية التي إشتراها مُؤخَرا . * المالكي والإعلام الرسمي ، لم يجرؤ حتى هذه اللحظة ، على تسمِية سيطرة قوات البيشمركة ، على كركوك والمناطق الأخرى المتنازَع عليها ( إحتلالاً ) ، ولكن أوساطاً قريبة من المالكي من سياسيين وإعلاميين ، يُصّرحون يومياً ، بأن ما جرى في تلك المناطق ، هو إحتلال ، ولا يجدونَ فَرقاً يُذكَر ، بينه وبين إحتلال داعش للموصل وغيرها ! . وموقفهم هذا ، تفوح منهُ روائح شوفينية ، ويُعّلقونَ كُل فشل المالكي وسياساته ، بِرَقَبَة الكُرد . * أعتقد ، أن إعلان الكُرد بان المادة 140 ، قد طُبِقتْ بحذافيرها ، يفتقرُ الى الدِقة وبعيدٌ عن الواقع . فأن الذي حصل ، هو سَد البيشمركة ، للفراغ الأمني الذي خلقهُ إستسلام وإنسحاب الجيش من هذه المناطق خوفاً من تهديد داعش وحلفاءها . البيشمركة في الحقيقة ، لم يُهاجموا الجيش العراقي " الذي هُم جزءٌ من منظومته " في أي مكان ، بل بالعكس من ذلك ، فأن البيشمركة وبعد ان ترك الجيش أسلحته ومعداته ، حافظَ على أرواحهم ووفرَ لهم الحماية ، الى ان وصلوا الى مُدنهم . ومن جانبٍ آخر ، فأن كركوك و ( المناطق المتنازَع عليها ) سُمِيَتْ كذلك أصلاً ، لأن الكُرد ومنذ بداية حركتهم التحرُرية ، يعتبرونها مناطِق كردستانية . وفي الأسابيع الأخيرة ، لّما بسطَ البيشمركة سيطرتهم على هذه المناطِق ، لم يحدث نزوحٌ للأهالي منها ، ولم تحصل أية مشاكل او قلاقل ، ليسَ بالنسبة الى الكُرد فقط ، بل كذلك التُركمان والعرب والمسيحيين وغيرهم أيضاً . بل يُمكن القَول ، بأن أهالي هذه المناطق ، مُرتاحون عموماً ، من دخول البيشمركة . * المادة 140 ، تشتمل ( التطبيع ) بين مكونات هذه المناطق ، أي من الناحية العملية ، حَل المشاكل " الخاصة بالأرض والتعويضات والتركبية الديموغرافية " العالقة . ثم إجراء إستفتاء حول رغبة الأهالي ، في الإنضمام الى أقليم كردستان أو بقاءهم ضمن بغداد . والتطبيع لم يكتمل بعد ، والإستفتاء لم يُجرى .. لذا لا يُمكن القول بأن المادة الدستورية 140 قد نُفِذَتْ . * أرى بأن أولى أولويات الإدارة الكردية في " المناطق المتنازَع عليها " ولا سيما في كركوك ، ينبغي ان تكون [[ التطمين ]] . تطمين التُركمان ، بأنهم سوف يحصلونَ على كامل حقوقهم تحت ظل أقليم كردستان .. وتطمين العرب ، بأنهم جزءٌ أساسي من نسيج كركوك وحقوقهم مُصانة .. وتطمين المسيحيين في كركوك وسهل نينوى والموصل ، بانهم أهل الدار .. وتطمين الإيزيديين والشبك ، بأنهم مَحمِيون بالقانون وحقوقهم مُحتَرَمة . وكذلك تطمين الحكومة الإتحادية في بغداد ، بأن أربيل مُلتزِمة بالدستور فيما يتعلق الأمر بالمادة 140 وغيرها . كُل هذه [ التطمينات ] ضرورية ومُلِحة ، ويجب ان تكون حقيقية وليستْ حُبراً على ورق . فمن مصلحة الكُرد والشعب العراقي عموماً ، أن تُخمَدَ نيران الفتنة والتفرقة ، وأن يُكَفَ عن دَق طبول الحَرب ، وعن إذكاء النعرات الطائفية والقومية . فلقد سئمنا جميعاً ، من الإقتتال والعُنف والنزوح . * داعش وأخواتها ، هُم أعداء الجميع .. الأصوات الطائفية المقيتة من الجانبَين ، هُم أعداء الجميع .. الدعوات الشوفينية والعنصرية من أي مكان ، هُم أعداء الجميع . لِنُكمِلَ معاً ، الفقرات المتبقية من المادة 140 ، ليجلس العُقلاء معاً من أجل تشكيل حكومة جديدة ، تستطيع التصدي لتحديات هذه المرحلة .. وقبل ذلك لنعمل جميعاً ، في سبيل كنس داعش والجماعات الإرهابية الأخرى من جميع المدن . ............................. حتى لو وصلتْ الأمور الى ذروتها ( بالنسبة الى الكُرد ) في المرحلة المُقبلة ، وطالبوا بالإنفصال عن العراق وتشكيل دولتهم المُستقلة .. لا يُشترَط ان يتم ذلك ، من خلال الحرب والقتال والعُنف .. بل بالتفاهُم والتنسيق والمصالح المشتركة بعيدة المدى ، بين الكُرد من جهة ، وبين مكونات العراق ولا سيما العرب ، من جهةٍ أخرى .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حولَ ( دولة كُردستان )
-
كوتا الأقليات .. وبيضة القّبان
-
الإيزيديون والمسيحيون في الموصل
-
مُقاربات حول الوضع الراهن
-
بعض ما يجري على الساحة العراقية
-
نازِحونَ خَمِس نجوم ، ونازحونَ عاديون
-
الموصل و - وثيقة المدينة -
-
على كُلِ تَلٍ ، صّدامٌ صغير
-
الرابحونَ والخاسرونَ ، مِما يجري في الموصل
-
إنهيار الموصل .. إنهيار ( قِيَم ) ما بعد 2003
-
الموصل تحت النار
-
بعض ما تَشهدهُ الموصل
-
عَفا اللهُ عّما سَلَف
-
الأشخاص أم الأفكار .. أيهما أهَم ؟
-
فولكسواكن
-
حلمٌ مُزعِج
-
حُسينية علي الأديب
-
السليمانية : حركة التغيير أمامَ إمتحانٍ صَعب
-
- دُنيا - التي غادَرَتْ الدُنيا
-
ماذا ينقصنا ؟
المزيد.....
-
شهقات.. تسجيل آخر محادثة قبل لحظات من اصطدام طائرة الركاب با
...
-
متسلق جبال يستكشف -جزيرة الكنز- في السعودية من منظور فريد من
...
-
المهاتما غاندي: قصة الرجل الذي قال -إن العين بالعين لن تؤدي
...
-
الهند وكارثة الغطس المقدس: 30 قتيلا على الأقل في دافع في مهر
...
-
اتصالات اللحظات الأخيرة تكشف مكمن الخطأ في حادث اصطدام مروحي
...
-
وزير الدفاع الإسرائيلي يشكر نظيره الأمريكي على رفع الحظر عن
...
-
-روستيخ- الروسية تطلق جهازا محمولا للتنفس الاصطناعي
-
الملك الذي فقد رأسه: -أنتم جلادون ولستم قضاة-!
-
زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب ألاسكا
-
سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في ع
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|