أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زياد خداش - حين تكتب المراة يطمئن الندى














المزيد.....

حين تكتب المراة يطمئن الندى


زياد خداش

الحوار المتمدن-العدد: 1272 - 2005 / 7 / 31 - 03:01
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عندما تكتب المرأة ترتج النجوم وترمش الشمس، أن تكتب المرأة يعني أن تكسر الفراشة قانون الضوء المستبد وتختار موطن أخر، ممرًا آخر اكتشافاً جديداً بعيداً عن الموت السائد .

عندما تجلس امرأة خلف مكتبها وتمسك قلمًا وتشرع بالكتابة ينهار نظام الأشياء المنافق، وتنفجر في العتمة أنهار الكهوف القديمة تصحو الحضارات البعيدة ويتململ في شقوق الكون جنون الغابات أن تكتب المرأة يعني أن تنهض من ظلامها مدن أعماقنا المهجورة يعني أن تتكلم الشجرة ويخرس السياسيون ويموت التجار ويطرق المطر الباب ويعتزل الغبار ويبتسم الله .

أن تنحني امرأة على ورقه بليلة شتاء مجنونة يعني أن يمتلئ الوقت بالمصابيح وتضاء الأزمنة السحيقة ويتداخل المكان مع المكان والله مع العباد، حين تكتب المرأة لا نجد طريقة للهروب من جحيم الحقيقة لا نتمكن من المغادرة، كتابتها تضعنا في مركز الدائرة حائرين مسحورين جميلين .

تحاصرنا كتابة المرأة بنا، تستل منا حواسنا وأدمغتنا، تتركنا نهبا لأسئلة الوجود المركزية إلى أين تتجه أوهامنا، من نحن، تعيد نصوص المرأة لنا أشياءنا المسروقة، تعيدها منهوشة ومعجونة بنار الرقصة الأولى والصيحة الأولى والذئب الأول .

نصوص المرأة هي إشارات ترسلها بدائيتنا المقبورة، أصالتنا المطرودة، جوهرنا المتروك نصوص المرأة سفن فضائية تتلصص على قشريتنا وفراغنا، وتحاول أن تقول لنا كم أنتم أرضيون !!عندما تطمئن المرأة على أولادها في الليل العميق، تغلق الباب خلفها بهدوء قطة وتنسل إلى غرفتها الخاصة هناك تشعل مملكتها، تخلع نهارها بينما يغط زوجها في سبات مخاطي محزن، تحديات الخارج الحاقدة، وغموض وكثافة وتنوع داخلها كل ذلك يمنح المرأة الكاتبة فضاءً جاهزًا لإبداع مختلف، إبداع النار والألم والحزن والرحيل .

لا أقرأ لامرأة إلا وأحس بانكسار في روحي، انكسار غريب ومراوغ ليس انكسار المهزوم بل هو الانكسار الذي يسبق النهوض بدقائق، انكسار اختباري وبطل وجميل، انكسار يؤسس لقوة ويرهص لحب، انكسار ضروري وإنساني، لا أقرأ لامرأة إلا وأشعر أن ثمة حارسة للندى بهذا العالم اليابس الصحراوي .

ثمة ضوء ينير للقلب الطريق وللذهن والمدى، ثمة من يذكرنا بأنه كان يمكن أن تكون الحياة أجمل وأندر وأكثر فائدة، ثمة من يدق على بابنا بعد منتصف الليل دقات عجيبة تشبه الصلاة أو الموت أو الحب، عندما أقرأ لامرأة لا أكون كما كنت، أصير شخصا آخر زار الصخرة التي لعب حولها، والنهر الذي سبح فيه طفلاً، أصير الأصوات الغامضة الأولى، والخوف الأول، واللذة الأولى، أصير حنان النسر وعذوبة ودموية موت الغزالة، سكون الوادي وضجة الجبل، حكمة الغيمة وظمأ السنبلة، أصير دموع القبرة وهمسة الفراشة الأخيرة .

حين أقرأ لامرأة أقرأ الأرض قبل البشر، أقرأ السماء قبل الآلهة، أقرأ المطر قبل قانون الهطول، أقرأ الإنسان قبل الذكورة والأنوثة، أقرأ طمأنينة الندى



#زياد_خداش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بانتظار نهوض الغزالة
- جماليات التخريب وسحر اللامتحقق
- الى مستوطنة اسرائيلية : هل تعرفين حقا معنى كلمة شجرة ؟؟
- انكسارات امراة شرقية
- انظر عيون الاستاذ ثمة لمعان مبلل هل تراه؟؟
- ماذا تفعل الدبابة تحت نافذة صديقي
- الانوثة حين تغادر عتمتها
- ما يشبه الشهادة على الجمال والالم
- جسد المراة - غابة من الاسئلة- عاصفة من الحنين
- غريبات واقفات على حافة العالم
- مينودراما _امراة سعيدة - على مسرح القصبة برام الله - جماليات ...
- حين روى عطش توفيق عطشي
- صورة المراة في منهاج اللغة العربية للصف الثامن في فلسطين
- الشعر في غزة ، الموت في غزة
- دوائر اختي الناقصة
- ملامح جديدة في صورة المراة العربية
- قصة قصيرة : حشرة عمياء يقودها طفل
- نساء فلسطينيات مكللات بالتعب والبياض
- في مديح المراة الطفلة


المزيد.....




- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زياد خداش - حين تكتب المراة يطمئن الندى