رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4498 - 2014 / 6 / 30 - 08:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الوحدة والتجزئة
ما يثير الدهشة أن العديد من كتاب اليسار، والذين من المفترض أن يكونوا أكثرة قدرة من الآخرين، على التحليل والنظر الثاقب، عاجزين أمام فكرة الوحدة، ونجد كأن هناك "غول" قد ترسخ وجوده في قلوبهم منذ كانوا أطفال، ولن يستطيعوا التخلص من الوهم الذي شكله لهم.
حالة التغني بالتجزئة والمناداة بها أصبح سمة عصرية عند العديد من الحكومات التي جاءت على يد الحراب الاستعمارية، فمنذ أن تركنا المستعمر ونحن في حالة من التشرذم والصراع ليس بين الدول وحسب بل داخل الدولة الواحدة.
ما يشهده العراق، السودان، اليمن، سوريا، ليبيا، يؤكد عقم النظام القطري، وأيضا دوره في تأجيج الصراعات الداخلية، فهناك العديد من الحكومات في هذه الأقطار قائمة على خلق حالة من الصراع الداخلي بين الشعب الواحد، وهي من خلال هذا الصراع استطاعة أن تستمر في الحكم إلى عدة عقود، وما رفع شعار (ال ... أولا) والذي يرفعه العديد من الأنظمة حاليا، والذي يعد في مضمونه حماية للنظام فقط، ويعني تدمير للوطن والشعب معا، وإبقاء حالة الضعف والتبعية والعجز هي السائدة في هذا القطر أو ذاك.
عندما دخلت القوات الألمانية الاتحاد السوفيتي، ووصلت مشارف موسكو، تم تفريغ كافة تلك المناطق من السكان، وتدمير كافة المنشآت الحيوية في تلك المناطق، فأين اتجه هؤلاء السكان، والذي يعدوا بالملاين؟ وكيف تم استيعابهم؟ هل كان للاتحاد السوفيتي أن يستوعب التوغل الألماني بدون دولة الوحدة أو الاتحاد؟
نحن العرب (نزور) بالبعض من أبناء قومنا، ونحملهم ألف (إجميلة) ونعاملهم باقل المعاير الإنسانية، بينما السوفيت تقاسموا غرف السكن، وأيضا الغذاء والشراب، حتى أن الغرفة الواحدة كانت تخضع لنظام الوردية (الشفت) لكل فرد أوقات معينة للنوم فيها.
من يريد أن يعرف هذا النظام فليرجع إلى رواية "صاحب الجلالة الإنسان" أو ثلاثية قسطنطين سيمونوف، "الأحياء والأموات، رحى الحرب، الصيف الأخير" العديد من الشواهد الحاضرة والماضية تؤكد أهمية الواحدة، فهي الخلاص مما نحن فيه، وهي المفتاح وللأمل لكي يستطيع هذا الشعب البائس أن يجد يوم فرح، وبدونها سنبقى كمن (يخض الماء)
رائد الحواري
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟