توفيق أبو شومر
الحوار المتمدن-العدد: 4497 - 2014 / 6 / 29 - 18:14
المحور:
سيرة ذاتية
كيف تَغفين كل ليلةٍ، في حضن البحر ،بلا فراشٍ أو سفين؟
كيف تنامين وإحدى يديك مربوطةٌ بسلك شائك، والأخرى أسيرة بين أشواكِ النهار؟
مَنْ علَّمك كيف تستمطرين من سحاباتِ سمائك المنَّ والسلوى، وتُرضعينه لبنيك، ليكون زادَهم في سِفْر الموتِ والسجنِ واللجوء؟
كيف استطعتِ أن تجعلي من الموتِ والفناءِ حياةً وأملاً جديدا؟
مَن علَّمَكِ عزفَ مقطوعةِ الشهداء والأسرى والجرحى والمكلومين، وعزفَ مقطوعةَ زفةِ العُرسان، بلحنك وغنائك، في المكان نفسِه، كلَّ يوم ؟
كيف استطعتِ أن تستخرجي من ظلامِك الدامسِ نورا يضيءُ طريق العالمين؟
مَن علمك مهنةَ استخراج أكسجين الحياة والحرية من باطن الأرض؟
ألستِ أول مدينة في العالم تزرعُ بذور الشهداء في ساحاتها، وتسقيهم دماءَ العطاء، وإكسيرَ الوفاء، ليتبرعموا جروحا كالورود في حدائق العالَمين؟
كيف تشبعين من جوعك، وتشربين من ظمئك، وتنامين في سُهدِك؟
لماذا جدّلتِ من خصلاتِ شعركِ، وعباءَتِك المزركشةِ بألوان علمِك فراشا وغطاءً لبنيك، يقيهم الحرَّ والقرَّ، من المهد إلى اللحد؟
مَن علَّمك كيف تلُمِيْنِ أشلاء أبنائك من الدمار، وتُعيديهم من جديد نُطفا في الأرحام، فيولدون من جديد ويكسبون المناعة ضد قنابل الأحقاد؟
يا مدينةً ولدتْ لتعيش خارج الوقتِ والمكان!
فأنتِ لستِ مدينةً كالمُدن!
بل أنتِ دُرَّةٌ فريدةٌ في مسبحةِ الأيام!
إذا كُسِرْتِ، ينفرطُ عِقدُ الزمان!!
#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟