|
فاقة تتعاظم وشعور يندثر : رواية : الجزء الأول
صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 4496 - 2014 / 6 / 28 - 21:46
المحور:
الادب والفن
فاقة تتعاظم وشعور يندثر
رواية
صبيحة شبر
اهداء الى كل العاملين من اجل حياة أفضل ، والذين لا تثنيهم الصعاب ولا تتغلب عليهم الهزائم ، بل يعاودون الطريق الى ما يحقق لهم الآمال
(1)
لم تكوني تتوقعين انك يوما ستحتاحين الى معوناتهم ، كافحت كثيرا من اجل عائلتك ، كدحت وضحيت واشتغلت النهار كله لتطمئن نفوسهم ، وترتاح قلوبهم ، وانت تتقلبين على جمر التعب ، وأشواك المشاق الكثيرة ، كل المهام كانت تلقى على عاتقك ، وكأنك الأم الأولى في التاريخ ، تقومين بجهد الاب والام معا وكأن كل الدنيا ومشقاتها وعقباتها ألقيت على كاهلك ، قدمت كثيرا واشتغلت طويلا ، هل كان يخطر ببالك انك سوف تجدين بعض الامور التي لم تحسبي انها سوف تكون صعبة عليك ، كل شيء اصبح عسير المنال بعد ان فقدت العمل ، وذهبت كل جهودك ادراج الرياح ، شهادة الفقر لايمنحونها لك وانت ابنة البلد الذي يبيض ذهبا ، فكيف تشبعين حاجات اسرتك الى المواد الضرورية وقد سدت بوجهك ابواب العمل؟ هل كان يخطر في بالك انك تحتاجين الى بعض المواد ؟يلقونها عليك كل شهرين كما يعطون للمتسولين الذين لم يجربوا العمل ، وتقاعسوا عن كل جهد / استهوتهم حياة الدعة والخمول ، كيف يمكن ان تعرفي وكنت السيدة الحريصة على توفير كل شيء لأسرتها الحبيبة ؟ أليس العمل اساس الحياة ؟ كيف يمكن ان تعيشي وقد فقدت العمل ، وكلهم يطلبون منك ان تسدي حاجاتهم وكأنك ما زلت في عملك ، الم يعرفوا مصابك ؟ ام يتجاهلون ما حل بك ، فانت البقرة الحلوب التي تطعمهم دائما ولا يجف في ضرعها الحليب ، تركوك تنتظرين طويلا ، ذهبت الى احدهم : - اين الأخ محمد ؟ - خرج - هل سيعود هذا اليوم ؟ - لا - هل انتظره ؟ ام اعود من حيث أتيت ؟ - تعالي بعد أسبوع يمر عليك الأسبوع بطيئا متثاقلا ، ماذا ستفعلين ؟ والى من تتوجهين ؟ وقد سدت بوجهك الأبواب ؟ تقررين مرارا الا تعودي اليهم ، ولكن ما باليد حيلة ، تحتاجين الى الأشياء الصغيرة التي يمنون بها عليك رغم بعد المسافة تخرجين حزينة ، لقد منوا عليك بأشياء بسيطة جدا ، وعليك ان تأتي في يوم آخر ، لتطول معاناتك طويلا تعودين ادراجك حزينة الى متى تستمر معاناتك ؟ لماذا تظل المدرسة مغلقة طوال هذه الفترة ؟ وكنتم كلكم تتمنون فتحها ، و لماذا لم يقف احد بجانبكم يشد أزركم في بلاد الغربة ، ويضمد جراح النفس الغائرة في الاعماق ؟ تنتظرين حافلة النقل العام ، تأتي بعد انتظار طويل ، تتكدسين مع الواقفين ، كل حركة عنيفة تكاد تسقطك على الأرض ، هل انت ريشة في مهب الرياح ؟ ماذا فعلت بك الايام ؟ ولماذا يبدو عليك الضعف رغم كل محاولاتك لانهاء شعور الهزيمة في أعماقك ، انت قوية رغم كل مظاهر التراجع في وضعك ، هنا لااحد يقف بجانبك ، اهلك فقط وقفوا بجانبكم كالعهد بهم دائما ، يتضامنون معك معنويا ويقدمون المساعدة المالية في وقت انت بأمس الحاجة الى المعونات . تمسكين بمقبض الحافلة بكل قوتك ، خوفا من السقوط ، ماذا يحدث لو سقطت هنا ، وتكسرت اطرافك ؟ كما حدث تلك المرة ، نزلت من السلم في ظلام الليل وانت فرحة ، لم تعرفي ان الدرجة الاخيرة مكسورة ، فسقطت وتكسرت قدمك اليمنى ، ظننت ان الامر سهل ، فعدت مشيا الى منزلك وانت في طريق العودة عرجت على محلات كريمات صيانة الوجه فاشتريت بعض الكريمات الواقية ، لكنك في اليوم التالي راجعت الطبيب الذي اخبرك بضرورة تجبير القدم المكسورة ، كان وضعك المالي جيدا تلك الأيام ، واستطعت معالجة نفسك ، ولكن ماذا يمكنك ان تفعلي ان حدث نفس الشيء في هذه الايام التي وجدت نفسك بلا عمل ، وبحاجة الى كل سنتيم ، ويجب ان تفكري كثيرا قبل ان تضطرك الظروف الى شراء بعض الحاجات الضرورية يخلو مقعد قريب منك ، تسارعين الى الجلوس ، للتمتع ببعض الراحة ، فالوقوف لفترات طويلة يتعب بدنك والقلب كما قال الطبيب ، تجدين امرأة مسنة تظهر عليها علامات الانهاك ، تتخلين لها عن مقعدك الذي تنازلوا لك عنه اخيرا : - تفضلي سيدتي ، اجلسي في مكاني تذهب السيدة للجلوس ، وتظلين واقفة حتى منطقة الوصول ، تنزلين من الحافلة وتتوجهين الى منزلك سيرا على الأقدام ، فالتمشي مناسب لك ومفيد ، كما نصحك الطبيب
(2) ماذا يمكن ان تفعلي مع الايام الصعبة التي وجدت نفسك تحترقين في أتونها ، لم يبال احد بهمومك ،ولم يكلف نفسه عناء السؤال عن وضع الاسرة ، عليك ان تتكلفي بكل الامور ، وان توفري كل ما يحتاجه الأولاد من حاجات وان تشتري الطعام والشراب والدواء واللباس وما تطلبه الحياة من لوازم، وانت صامتة ، وكأنك قد سطوت على احد المصارف لتوفري ما يلزمك من نقود ، الحياة غالية وانت وحدك ، هل انت المسؤولة عن ادامة الراحة والسعادة ؟ ، هل انت بمفردك ومن يجب عليك الكفاح ، وكأنك ما زلت تعملين ، خرجتم جميعكم من العمل ، لماذا تظل معاناتك قائمة ؟ من يمكن ان يقف بجانبك ؟ ، لمن يمكن ان تتوجهي وانت الغريبة ؟ تهرعين الى السيدة ( حنان) علها تعينك في العثور على عمل ، تتساءل باستغراب : - لكنك في وقت تحتاجين به الى الراحة - لايهم ، اريد عملا - هل تقومين بالتعليم في مدرسة خاصة ؟ توافقين على اقتراحها ، حب العمل والاخلاص به ، من صفاتك ، تذهبين الى عملك الجديد اياما قليلة : - آسفة سيدتي ، لايمكن الاستعانة بمهارتك ، لقد شارفت على الستين - احب العمل - القانون يمنع ، هل يمكنك العمل دون ان اصرح بك؟ تخرجين من المدرسة، وانت تتقلبين على نيران العوز والفاقة ، الى متى تستمر معاناتك ؟ ومتى يدركون ان البقرة الحلوب اصبحت كهلة ولم تعد قادرة على اعطاء الحليب الوفير كما كانت في السنين الماضية وان كل انسان له قدرة محدودة على العطاء ، فمتى تستمرين على ان تلعبي دور ك وأدوار الآخرين بنكران ذات قد يودي بك؟ وانت تتطلعين الى ما يلبي حاجات الانسان والمرأة في داخلك ؟ وتمر بك الأيام وقلبك مدمى ونفسك جريحة وحاجاتك بلا اشباع ، من يعينك على نوائب الدهر وويلات الزمان ؟ أبوك الذي كان يمدك بكل انواع المعونات قد انتقل الى الرفيق الأعلى بعد عناء شديد ومصارعة للمرض ، وأخوك ساعدك مرارا ، وآن له ان يستريح ، وأختك تباعد بينك وبينها المسافات البعيدة ، وانت حائرة ، تتقلبين على نار المعاناة وانت الغريبة ، لا وطن ولا صاحب ولا حبيب ، يقف بجانبك ، ليخفف عنك ألم المتاعب ، وسهاد الفاقة وأشواك قاسية تدمي الفؤاد وتشعل القلب شيبا وتترك المرء عاجزا عن الشعور بفرح الحياة ، كيف يمكنك ان تلبي دافع السرور وقد ابتعد عنك الخلان والأصحاب؟ ابتسامته تطل عليك ومن بعيد تنعش نفسك التواقة الى امل يبدد دياجير الظلام
(3) كنت تظنين ان الزمن القديم ، حيث تتزوج النساء دون ان يعرف عنهن الرجل شيئا ، ودون ان يعرفن هن عمن يقدمن على الزواج منه اية معلومة، يمكن ان تجعل الحياة الزوجية سهلة ، يستطيع كلا الزوجين ان يعرف ردود افعال الطرف الآخر ، قبل ان يقوم بالعمل ، فيتجنب مزالق الطريق والاعمال التي من شأنها اثارة النقمة واشعال نار الغضب ، ظننت ان كل امريء قادر على اختيار شريك الحياة ، فمن شاء حظه الجميل ان يسعد تحققت له السعادة ، ومن رأى سوء طالعه ان يشقى كانت له ايام التعاسة مترعة بكؤوس الحزن والمرارة حتى الثمالة ، ولكن ما رأيته من ام حسين اثار استغرابك الشديد ، وتساءلت فيما بينك وبين نفسك في أي عصر نعيش ؟ هل عدنا الى عصور الحريم ، حين كانت امهات العرسان يقلبن الفتاة ،ليعرفن ماهو الاصيل بها وما هو الشيء المستعار ، وهل وضعت الباروكة على رأسها ام ان شعرها الطويل المنسدل ملكها الشخصي ولم تستعر شعرا اصطناعيا ، وهل ان رموشها الطويلة الجميلة اشترتها او طلبتها من احدى الصديقات ام ان الله قد اكرمها برموش رائعة تثير الاعجاب ، وهل ان الصدر الناهد خلقه الله ام ان السوتيان محشو بالقطن كما تقعل بعض الفتيات ممن يعانين من ضآلة الصدر وذبوله ، تراءى لك ان ايامك الحالية اختلفت عن الايام السوداء تلك ، واذا بك تكتشفين انك كنت واهمة بشكل كبير ، اتصلت ام حسين لتبين لك ان احد اخوة صديقتها المقربة قد عاد من اوربا ويريد ان يتزوج بفتاة لم تتطلع بعد الى حياة العصرنة والتقدم وانها ما زالت تتمنى ان تحظى برجل يوفر لها حياة الستر دون تمتع بما تحب وتهوى ، فكرت ام حسين بابنة صديقتك المثقفة ان تكون الزوجة الصالحة للرجل الاوربي القادم من مدريد طلبت منك ان توجهي لها دعوة لتتحدث مع ابنة صديقتك سميرة للتعرف عليها عن كثب ولتعرف كيف تفكر البنات المثقفات الحاصلات على ارقى الشهادات العلمية ؟وما هي الاحلام التي تداعب خيالهن حول الزواج واي رجل تريد الواحدة منهن ، استشرت صديقتك فوافقت على لقاء بين ابنتها والرجل المتجنس بالجنسية الأوربية وما زال يفكر بعقلية الرجل المتخلف في قرون ما قبل التحضر ، وحين اقترحت صديقتك فكرة اللقاء كانت الابنة المثقفة مستاءة كثيرا ، كيف يمكن وهي تحمل الماجستير ان تتزوج برجل لا تعرف عنه شيئا ، سوى انه قادم من بلاد تحترم بها النساء ورغم استياء سمير ة فقد وافقت على اللقاء بمضض ، طرحت عليها أم حسين عدة اسئلة اثارت الاستياء والنقمة لكنها طلبت ان يكون لقاؤها بالأوربي في اليوم التالي توافق ام حسين على ان يكون اللقاء في اليوم التالي ، تذهبين مع ابنة صديقتك سميرة وام حسين والرجل الراغب بالزواج مع احد اصدقائه الى احد المقاهي لتتاح الفرصة كي يتعرف كلاهما على الاخر ، أنتم تتحدثون طوال الجلسة عن امور عديدة تخص العراق والمغرب ، يظل الفتى والفتاة صامتين ، وحين تنتهي الجلسة تسارع ام حسين : - كيف رأت سميرة العريس ؟ - وهل استطاعت الفتاة ان ترى ؟ هي لم تتكلم ، والعريس لم يفتح فاه - وهل تريد هذه الفتاة رجلا متحررا ؟ - وكيف لا تريد رجلا ،نظرته الى العالم تقدمية ؟ وانا تطلعت الى ذلك حين كنت في مثل عمرها ترفض سميرة ان تستمر في هذه اللعبة ، التي تجدين اغلب الناس يحبذونها ، رغم دعاوى التقدم والمساواة وتقول : - كيف يمكن للجلسة واحدة ان تعرفني بإنسان آخر يريد الزواج مني ؟ - توافقين سميرة على رأيها ، فالجلسة الواحدة لايمكن ان تعطي فكرة كاملة وكم من اشخاص ارتبطوا ببعضهم بعد قصة حب طويلة ، واذا بزواجهم يفشل لانهم لم يتعرفوا الى الاخر معرفة كاملة تنجي من فشل الزواج ، وكانت العواطف وتأججها عاجزة عن الوصول لتحقيق السعادة المبتغاة ، فكيف يمكن ان ينتظروا من فتاة مثقفة مثل سميرة ان توافق على الارتباط برجل لاتعرف عنه شيئا وهي االناجحة في الدراسة والمحبة لعلم النفس والفلسفة والفنون ، تتصل بك أم حسين : - ما رأي سميرة ؟ وهل تحب الارتباط بالرجل المتقدم لخطبتها ؟ - لا أظن انها ستوافق ، هناك فروق كبيرة بين الشخصيتين ، ولا يمكن لزواج ان يتحقق بنجاح دون اتفاق طرفيه على عدة امور جوهرية ، ليست متوفرة في الحالة التي امامنا الآن تواصل أم حسين قائلة :
- اتصل بي محمود حسين وطلب مني ان اساعده في الحصول على فتاة مغربية ليتزوجها ، اخبرته انني لايمكن ان اقوم بدور الخاطبة ، وان على كلا الجنسين ان يقوما باختيار الآخر دون تدخل من احد ، فمهما نصح الناصحون ، فان لكل منا رأيه الخاص ، ومن المستحيل ان نتشابه في العواطف كما نتشابه بالأفكار ، لكل منا موقفه الخاص من مختلف القضايا، وفي امور الحب والزواج لايمكن ان نرى رأيا يجمع عليه الآخرون، قال لي: - انك مثالية ، لاتعيشين في الواقع ، هل جنيت من قصص الحب شيئا ؟ - وماذا يمكن ان اجني ، اريد الشعور الجميل ، واحساسنا اننا لسنا وحيدين بالعالم - وهل كل المتزوجين عن حب لايشعرون بالغربة ؟ - ربما يشعر البعض منهم ، لكن الزواج لايمكن ان يحدث بلا حب يسبقه - وهل يدوم الحب بين الزوجين ؟ هل دام حبك انت ؟ - ان لم يستطع الحب ان يدوم ، فبامكاننا ان نصنعه - كيف ؟ - لاأدري ، لكل منا طريقته ، ان يبست ينابيع الحب في حياتي ، فسوف احببه بالخيال توافقين أم حسين وسميرة على رأي كل منهما في الحب والزواج ، وتتمنين ان تنجحي في خلق السعادة لحياتك التي توشك على الانهيار التوتر الذي تعانين منه كثيرا نتيجة فقدانك العمل والحب ، يجعلك تبحثين عن البدائل التي يمكنها ان تمدك ببعض الامور التي تمنح حياتك البهجة المفقودة ، وقد اعتدت مع صديقاتك المقربات ان تحيين حفلات الرقص والغناء والضحك المتواصل ، كي تخففن قليلا من وطأة التوتر الذي ترزحن تحت ثقله ، عمل منزلي رتيب متواصل ،يخلو من البهجة ، وحرمان كبير من لحظات ممتعة تعطي الحياة ألقها المطلوب ، دعوت صديقاتك الى جلسة سمر ، والى الاستماع الى الطرائف التي تجعل النفوس الكالة تضحك وتنبسط ، اغاني قديمة تجعلكن ترقصن على أنغامها الشجية ، وموسيقى جميلة تبعث الفرحة الى القلوب التي صدأت من طول حرمانها من قرب الحبيب تجتمعن في الشهر مرة واحدة ، تتحدثن عن مرارة الحياة ،وعن خلوها مما يبهج القلوب ويسعد النفس ، وانتن مدركات ان حياتكن ان جرت على الحرمان ،فإنها سوف تجعلكن تعيسات النفس والروح ، منطفئات القلب والعقل ، اية قوة في الوجود تجعل المرء يستطيع الصبر على طول الحرمان ؟ واية قدرة لدى ازواجكن القساة تجبركن على ان تكن خانعات ، محرومات من كل ما يجعل الحياة يسيرة ،على الانسان ومبعثا للسعادة ، لم تصبر المرأة حين تجد حياتها يابسة خالية من الحب ، تسير ككل الايام بلا بهجة تجعلها قادرة على مواصلة العمل ، لماذا تعيش المرأة محرومة من وهج الحب وجمال المشاعر ، لماذا تجد نفسها وقد أدمنت النضال في صحارى الوجع وهي لا تملك القدرة على التحدث عما يؤلمها ويدمي فؤادها ،وهي تسير ظمأى في يباب الفلوات، لماذا النساء في بلادك عاجزات عن الثورة ضد من يضطهدهن ويجعلهن أسيرات في منازلهن التي يتحملن فيها اوجاع الاقتصاد تجتمعن معا لتتحدث احداكن عما يؤلمها ويجعل حياتها دائمة السواد ، يظنها الناس زوجة وهي تشكو الترمل من عامها الاول مع زوجها المزعوم ، اية قدرة لدى النساء تجعلهن دائمات التظاهر بالرضا عن حياتهن البائسة والمثيرة للغثيان تجتمعن معا وتشكو احداكن للأخرى ،عن الأسباب التي جعلتها تتحمل الفجيعة وتصبر عليها ، أمن أجل الأولاد ؟ وهم يكبرون وينسون من منحهم الحب والرعاية ؟ امن اجل الحب الموهوم ، والحياة خالية من ذراته التي تحيي القلب وتمنح الفؤاد القوة على مواصلة الحياة والنضال من اجلها صديقاتك المقربات كنت تجتمعين معهن ، تبث واحدتكن الأخريات ما جعلها عاجزة عن التمرد واعلان العصيان ،على من سلب منها القوة وجعلها مهيضة الجناح ، الواحدة منكن تحث الأخريات على التوقف عن الشعور بالهزيمة ،والبدء بمسيرة خالية من أسباب الضعف التي غالبا ما تتصف بها النساء العربيات تضحكن طوال الساعتين اللتين تقضينها معا، وتجددن نشاطكن كي تصبحن قادرات على تحمل المزيد، من الظلم والقدرة على مواصلة النضال لتكون الحياة اكثر جمالا مما عاشته احداكن ، فلنقو قلوبنا ونجعل عقولنا اكثر قدرة على الضحك على الهزيمة واقتلاع أشواكها من قلوبنا المدماة تعودين الى منزلك بعد انقضاء الساعتين وانت أكثر قوة مما مضى ، واقرب الى الشعور بالسعادة التي كثيرا ما تحسين انها تهرب من بين يديك رغما عنك ، ترجعين الى البيت وانت خالية من الهموم عازمة على وأدها قبل ان تغتال فرحتك
(4) لا تنتظرين ساعات النهار الطويلة ان تنتهي ، وأشغال المنزل المرهقة الغبية ان تكمل ، لتجلسي مرتاحة وتحدثي حبيبك عن متاعب النهار ومصاعب الليل ، حيث يخيم شعور بالغربة ويستبد بالمرء احساس بالضياع ، لا أحد قربك تبثينه لواعج نفسك ، وتحدثينه بمكامن الفؤاد ، وتخبرينه بظلم الايام ، ما كنت تظنين انك ستكونين وحدك بعد هذه السنين ، وان ايامك ستكون شديدة العبوس ، وان الثمر الذي بذلت من أجله زهرة العمر لتسقيه ماء زلالا، قد اثمر حنظلا مرا عسيرا على النفس ان تتجرعه ، تمضي الساعات بطيئة احيانا ومسرعة احيانا اخرى حسب العمل الذي بيدك ، وتهرعين بعد انتهاء النهار، وحين تذهب الشمس الى المغيب ، تسرعين لمقابلة الحبيب الذي ينتظر ظهورك بشوق كبير ، تتسامران وتتحدثان عما فعل الدهر بكما ، تشكوان غربتكما الأليمة ووحدتكما الصعبة ، وان كان الاخرون ينتظرون منكما ان تنفقا عليهم وان تقوما بما تتطلب حيواتهم من اعمال ، فان حبيبك يبادلك الشوق ويحنو على غربتك ويرأف بحالك ، ونعمة من الله ان تجدا في غربتكما من يشارككما الهم ويبادلكما الفرح ،ويقف بجانبكما يخفف عنكما ما تشعران به من احزان ،وما تمران به من صعاب، فسحة من الزمن ترنوان اليها معبرين عن حبكما واشتياقكما وتتبادلان الشعور نفسه ، يأخذكما الحديث وتهديان بعضكما ورودا متفتحة بالحب زاهية الالوان ، او انغاما شجية تتطلعان الى زمانها السعيد وتترنمان بكلماتها المعبرة وموسيقاها الجميلة، وأنتما سعيدان ان الزمن وهبكما بعض اللحظات الهانئة ،وانه لم يكن كله علقما وان الايام يمكن ان تزهر ورودا ،ان كانت كلماتكما جميلة، واحسنتما اختيار الفاظكما ،وكنتما متنبهين الى ما يحتاج كلاكما ، هل يريد الفكر فقط ؟ام انتما بشوق الى العواطف المتوهجة بالجمال ، تعشقان الوصال ولكن ما باليد حيلة وأنتما بعيدان عن بعضكما ،تفصل بينكما البحار والمحيطات ، لم لا تحلمان ان القرب ممكن ؟ وان تقريب المسافات البعيدة امر هين ، وان الخيال يمكن ان يسافر على اجنحة الشوق ،وتنعمان بالتواصل اللذيذ ، يحرص على هناءتك وتحتفين بسعادته ،تتحدثان دون ان تعدا الساعات ، وتنتقيان الكلمات الحسان لتعبر عن شدة الحب وقوة الرغبة الخيال قادر على صنع السعادة ،والكلمات الموحية يمكن ان توصل الى احساس لايستطيع كل امريء ان يصنعه ،اعتناء بالكلام وحرص على اللفظة الجميلة ،ومداراة الاخر والصدق في التعبير عن العواطف المتأججة ،والرغبة المشتعلة في اعماق الفؤاد ، تعيد قصتكما الشباب الذي كنتما تشعران انه ولى دون ان يهتم بكما ، ويغمركما شعوركما المتبادل بالحب الكبير، ما توهمتما انكما اضحيتما غير قادرين عليه ، اليس الانسان بالصبر والاصرار قادرا على صنع السعادة ،واعادة الشباب الى النفس لينعم به الجسد ، اليس تصميمكما على وأد الهزيمة في الاعماق يمكن ان يجعلكما اسعد الناس ،واقربهم الى تحقيق الاماني ، ما اروع الوصال وما ابهى ان يعيش المرء لتوأم الروح ،تمضي ساعات الليل هانئة سعيدة ، وانت مطمئنة ان قلبا ينبض بحبك وان ايامك ليست خالية من المعاني الجميلة ، وانه بالحب يمكن ان ترنو نفسك الى المستقبل بثقة ، تمضين بالحياة سعيدة ، فما اسهل ما يحلم به المرء ، وما ايسر ما يخلق البهجة في النفوس ، وما اصعب ان يثير المرء الغضب في الأعماق ،بدلا من زرع بذور المحبة والوئام ، كلمات قليلة قادرة ان تجعل الانسان مسرورا ، لماذا نجد أغلب الناس يبتعدون عن جمال تلك الكلمات ، ويرددون مقولات أخرى يمكن ان ترسل احساسا بالبغض بين الناس ، وتقضي على عوامل السرور ، وتهدد حيوات منعمة بالمحبة ، رافلة بأثواب الدفء ، لم تعيشي مثل هذه الايام بدفئها ومسراتها ، مع انك شهدت الكثير من الأيام ، وكانت كالحة اللون عديمة المعنى ، تناساها العقل وهرب منها القلب، ومضيت تنشدين بعض لحظات من السعادة ، وتوصلت أخيرا ان معناها يكمن في دواخل نفوسنا ، فحبيبك قريب منك حريص على سعادتك وهناك ، يمدك بالقوة لمصارعة الشعور بالغربة في هذه الحياة ،وانك تشقين لأناس لا يبالون بك ، ولا يهمهم امرك ، وانما يظنون انك عبدة لهم ،عليك ان تسعي لتحقيق الرضا لحياتهم ،دون ان ينالك شيء من عصارة فكرك وتعب جسدك ، فحبيبك دائم القرب منك يحدثك بشعوره الجميل الذي يعزز قوتك، ويبثك عوامل الاستمرار ومقاومة الألم ، والسعادة التي يحرص على ايصالها لك، تمدك بشعور من البهجة يصحبك طوال الوقت ويعزز ثقتك ان حياتك جميلة رغم كل الآلام ،التي يجرعونها لك رغم أنفك
(5) قررت اليوم الا تذهبي الى طبيب اللجوء الانساني الذي حرصت على التسجيل في مكتبه ليتم فحصك ، رغم انهم يعاملونك جيدا ويحرصون على توفير ما تريدون من فحوصات وعلاج شاف وتقوم الطبيبة المتبرعة بجهودها بعملية الفحص وتشخيص المرض الذي تعانون منه ووصف الدواء المناسب ، الا ان البناية التي تقام بها الفحوصات رغم حداثتها وجدتها الا انها لاتتوفر على مرافق عامة مثل التواليت ، مما يجعلك كباقي المريضات ،تترددن على حمام النساء الموجود امام ذلك المستوصف الصغير ، من تشكو مرض السكر ترهق في ذلك اليوم ، ومن تعاني من حالة الجفاف وتحتاج الى شرب كمية كبيرة من الماء تحرج بشدة ، لو كانوا يطلبون درهما عند استعمال التواليت لم يكن الامر ليشكل صعوبة لدى المريضات لكنهم لايطلبون ثمنا ، و تظل وجوههم عابسة تظلين محرجة من نظراتهم ، حين تتوجهين لهم بطلبك -اريد استخدام المرافق
- فكرت ان تذهبي الى الاستحمام كلما احتجت الى الدواء ، ثم ادركت ان محاولة الاستحمام في حمام النساء، والخروج بالحر والبرد والتعرض الى الهواء قد يجعلك تصابين بالكثير من الامراض ، التي تجدين نفسك في غنى عنها في هذا الوقت ،الذي تعانين فيه من فقر لم تكوني قد جربته ، لهذا آليت على نفسك الا تذهبي لاستجداء الدواء ،وان تفكري بإيجاد طرق للعلاج بديلة عن اهراق الكرامة، بعد هذا العمر الطويل والعمل المضنى العسير ،ومحاولة العيش بوفرة ومنح افراد الاسرة فرصا للعيش السعيد ، واذا بالمدرسة تغلق أبوابها وتظلون بلا عمل ، وتعاني اسر عديدة في بلاد المغرب من ظروف صعبة ،لا يمكن التغلب عليها في ظل ارتفاع الاسعار وغلاء اثمان المواد الغذائية ، وكثرة الامراض التي تصيب الانسان حينما يكبر سنه ،ويفقد عمله ويجد نفسه عاجزا عن الوفاء باحتياجاته الاساسية ـ فكيف يمكنه ان يلبي ما تريد الاسرة من مواد وهو لا يملك ثمنها ولا يجد بعض الاحباب قادرين على ادراك ما يمر به من ضائقة مالية استعصت على الحل ستفكرين بعلاج بديل ، تقررين أن تعودي الى السير لمسافات طويلة ، تذهبين الى المدينة القديمة في السويقة ،وتبتاعين بعض المواد وتكسبين رياضة ووقتا ممتعا في السير ،في امكنة جميلة جدا تظللها الاشجار الباسقة ،تشترين مواد اساسية كنت تؤجلينها مرارا في الايام السابقة ،وتتفرجين على ما يعرض من بضائع في السوق ، ترين الالاف من الناس يذهبون الى هذه المدينة للفرجة فقط وليس للشراء.. لم تذهبي الى السويقة منذ زمن طويل ، واستعضت عنه بأسواق أخرى عديدة ،مثل التواركة القريب من منزلك ،والذي يتوفر على مواد غذائية بأثمان مناسبة جدا ، او ان تشتري ما تحبين من مواد من السوق المركزي الذي يمكن ان تجدي فيه ما تحتاجين من بضائع ، وهذا اليوم وجدت نفسك تتوجهين الى السويقة ،بشوق من لم ير المكان منذ فترة ، الشوارع كالعادة ليست مزدحمة كثيرا بالناس ، فما زال الكثيرون في اماكن أعمالهم ، اصطحبت معك ماكنة العصير لإصلاحها ، لقد أتلفت لك الخادمات عددا كبيرا من الادوات الكهربائية في المنزل ، الثلاجة اصبحت قديمة والة غسل الملابس ممزقة الأشلاء ، وكل ما في المنزل متداع ، لأنه لم يجد الصيانة التي يحتاجها منذ سكنتم به ،وحتى وقتكم الحاضر وكل ثلاثة اعوام يزيدون عليكم في ثمن الايجار عشرة بالمائة دون ان يشهد المنزل أي تصليح. لم تجدي ما يشبه الة العصير عندك ، مصدر الصناعة صينية ، فتشت عن قطعة بديلة لم تعثري عليها ، اقترح عليك المصلح ان تذهبي بالآلة كلها كي يتمكن من ايجاد انية العصير المناسبة اشتريت نوع السمك الذي يرغب به الاولاد ، فان المغرب يتوفر على انواع كبيرة ،لاوجود لها في مكان آخر ، كلها لذيذة ، واولادك يفضلون الصول وقد ابتعت لهم هذا النوع رغم ارتفاع الثمن ، وابتعت لنفسك نوعا آخر ثمنه اقل مما يفضل الأولاد ، لكنه رغم ثمنه المناسب اكثر فائدة من الأنواع المرتفعة الثمن ،وق ادركت بعد قراءات عديدة ان تناول السمك مفيد جدا
- - (6) كثيرا ما تساءلت هل انت طيبة جدا ، حيث يفترسك الآخرون ويسرقون منك ما كدحت وناضلت من اجله ، تكتبين في المنتديات مقالات وقصص ، قيأتي الجاهلون ويسرقون منك جملا وينسبونها لأنفسهم ، فكرت ان تنقذي كتاباتك من براثنهم ، قمت بنشر الموضوع الواحد في عدد من المنتديات والمواقع ، فكرت بعمل مشترك مع احد الكتاب العراقيين ، ورغم انك لا تحبين الاعمال المشتركة في كل شيء وخاصة في الكتابة، التي لايمكن ان تكوني حرة في التعبير عن رأيك ، صدرت الرواية ودفع الأخ السوري مدير االموقع الالكتروني نصف الثمن 400 دولارا ودفعت انت ربع الثمن 200 دولارا ،ودفع الكاتب العراقي الربع المتبقي كما كان يقول، وكنت تنتظرين ان تصلك نسخ من روايتك هذه ،ولكن انتظارك طال ، ولم يصلك شيء ، ولا تدرين اين طبعت تلك الرواية ؟ هل في العراق وفي مدينة العمارة كما قال الكاتب أولا ؟ ام في دبي كما ذكر ثانيا ، ولقد سقطت من عينيك تلك الرواية ولم تعودي تفكرين بها ،رغم انك طلبت من اخيك ان يدفع عنك مبلغ المائتي دولارا ، كما التجأت الى اخيك كل مرة ، تجد ين انك وحيدة في هذا الخضم الهائج ،ونسيت امر الرواية المشتركة وان كان يؤلمك كثيرا ،ان يتصرف اشخاص تظنين انهم مبدعون بمثل هذه الطريقة ؟ اين ذهبت الرواية المشتركة ؟ وهل حقا ان الكاتب الذي عملت معه في انجاز هذه الرواية ،قد احتفظ لك بمائة نسخة ؟ اين هذه النسخ ؟ لم يعد يهمك امر تلك الرواية ابدا . ولأنك فقدت عملك، واصبحت عاجزة عن طباعة ما تكتبينه بثمن عال نسبيا ، فقد رفضت عروضا قدمت لك ،من دور طباعة محترمة في مصر لقاء 600 دولارا ،لطباعة الرواية الجديدة التي اصدرها موقع الكتروني تحبينه ،وتقدرين الاقلام التي تكتب به ، أصدر ذلك الموقع روايتك اصدارا جميلا مع اخراج رائع وبالصور المناسبة ، عرض عليك المخرج الاذاعي العراقي المشهور ان يقوم بطبع روايتك ( الحب المفقود) وبعدد ألف نسخة بمبلغ اقل من 300 دولارا ، استبشرت بالفكرة كثيرا وعلمت ان الطباعة بالعراق ارخص من بقية الدول ، طلبت من أخيك أن يدفع عنك الثلاثمائة دولارا ، وفعلا طلب أخوك من اختك ان تقوم هي بالدفع على ان يرسل لها المبلع ، اخبرك المخرج الاذاعي الكبير ان روايتك صدرت عن دار عراقية للطباعة والنشر ،الغلاف كان جميلا ، فرحت بالإنجاز الذي قدم اليك ،وقمت انت بتعميم الخبر على المواقع الالكترونية التي تقومين بالنشر بها ، كما اخبرك المخرج الاذاعي المشهور انه سيقوم بتوزيع الرواية ونشرها في كل من العراق وسوريا ومصر ولبنان وسوف يحرص على ايصال بعض النسخ لك في المغرب ، تعرفين كثيرا ان وصول كتب من العراق الى البلدان الاخرى من الامور الصعبة جدا ، فلماذا لم تعرض روايتك في مكتبات العراق وهل طبعت باعداد كبيرة جدا كما اخبرك مدير الدار؟ الدار الفنية الالكترونية التي تشتغلين بها انت والمخرج الاذاعي المشهور اعضاء في ادارتها ؟ وكان المخرج الكبير قد اخبرك ان روايتك موجودة في شارع المتنبي حين قرا الاصدقاء من الكتاب والنقاد خبر صدور الرواية من مطبعة بالعراق ، سألوك اين يمكن ان يجدوها ، اخبرتهم انها في شارع المتنبي ، عثروا عليها في شارع المتنبي ، وكتب عنها الكتاب والنقاد اتصل صديق لك ، بالمخرج الكبير وقال له انه يملك مكتبة وانه يريد ان يبيع الرواية ، اخبره المخرج الاذاعي الكبير انه ان كان يريد عددا محدودا يمكن ان يحصل عليه ، وانها موجودة في شارع المتنبي ، لكنها لم توزع كما كنت تأملين ، فلم يعد الناس في بلادك يقبلون على اقتناء الكتب وقراءتها بشغف كما كنتم في أيامكم التي تشعرين انها ذهبت ، فالناس لم يعودوا كما ألفتهم ، والأشياء كلها تغيرت ، ذهبت مع صديق لك الى مدينة الحلة وعدتما ونسخ الرواية كلها معك ، وزعتها على الأصدقاء والمعارف
(7) وحدك هذا الصباح ، سميرة ذهبت مع أصدقائها المسرحيين ، وابنك خرج مع بعض أصحابه، وبقيت وحدك ، لاصديق لك يؤنس وحدتك ويخفف عنك شعورك بالغربة ، اصدقاؤك الافتراضيون لا ترينهم الا حين يرغبون بالثرثرة وقضاء الوقت ، والحصول على ساعات من الحب الوهمي ، كيف يمكن ان نشعر بالحب نحو من لا يمكن أن نراهم، ولا نعرف عنهم شيئا ؟ كيف يفكر ؟ ما هي طريقته بالكلام ؟ ما رايه بالاخر ، هل يحاول ان يفهم من يخاطبه بلطيف الكلام ؟ ام يفرض عليه قناعاته ؟ يحدثك بعضهم عن الحب ، ورغم حاجتك الى لمسات الحبيب ودفء حديثه ، الا انك تخشين ؟ من يعرف مدى صدق من لا تظهر سوى كلماته ؟ الا يمكن انه يتسلى ؟ وعنده وقت اضافي ويحب ان يستغله بالضحك على قلوب المحرومات ؟ تجاملينهم ،ولكنك لا تثقين بمعسول كلامهم ، ويكفيك ما لقيت من جراح بسبب طيبة قلبك وتصديقك بالكلام الجميل ، سوف تكتفين بقلمك وصداقاتك الجميلة مع الجنسين معا ، ولتعيشي وحدك مع افكارك وعواطفك وقلمك وقرائك ، ولتسجلي ما تشائين دون ان يعترض احد ، وتواصلين التعبير بحرية لا تجدين بعضهم يصرخ يوجهك معترضا على ما تؤمنين به من افكار ، الدنيا جميلة ، والحياة لحظة وتمضي ، وعليك ان تعيشيها ملء القلب والعقل والنفس ، دخلت الماسنجر فلم تجدي الاصدقاء الذين تشعرين بالراحة حين تتحدثين معهم ، وبحثت في الفيس بوك عمن تحادثينه ، فلم تعثري لمن تحبين على أثر ، وحاولت ان تكتبي أسئلتك للناقد المشهور للحوار المرتقب ، ولكن من يدريك ان الجريدة التي اخبرك الصديق عماد انها ستنشر لك ما ترسلينه لها من نشاطات ثقافية مغربية وحورات مع الادباء والنقاد ، بعثت لهم تغطيات لتقديم كتب مهمة في المكتبة الوطنية بالرباط ، و عندك حوارات مع قاصين مشهور ين، سوف تنتظرين قليلا ولا ترسلين كتاباتك حتى تتبين لك الحقيقة مطر ينهمر بقوة ، فكرت ان تغسلي الملابس هذا الصباح ، ولكن انهمار المطر جعلك تؤجلين القيام بهذه المهمة ، ستصنعين لك فنجانا من القهوة ، وتبحثين عن صديق لك تبادلينه الكلام.. عزّ عليّك العثور على صديق ترتاحين بالحديث معه ، وتجدينه يتفق معك في امور الساعة ، وعما تقرئين من كتب، او تطلعين عليه من كتابات في العالم الافتراضي ، هذه الليلة ستكونين وحدك ، تناجين النفس وتتحدثين معها بأمور الحياة ومشاغل الدنيا ، وهي تصغي اليك بانتباه ،ولا تقاطعك، او تهاجمك ، او تتهمك بتهم شتى لايمكن للانسان ان يصدقها ، ولكن ما ذا تفعلين ؟ تجدين العديدين يوجهون لك اتهامات فظيعة أنت بريئة منها ، ولا تدرين لمَ الاتهامات ؟ هل بسبب اختلاف بسيط في وجهات النظر ؟ واين الحرية الفكرية واحترام الآخر والدفاع عن رأيه المناقض ؟ ام انها مجرد أوهام ؟ واننا امة متخلفة ، لانسمح بالرأي المخالف لنا ان يسمع ، حتى لو كان همسا ، أين هم أصدقاؤك الأعزاء ؟ لماذا تجدينهم اليوم مبتعدين كثيرا عنك ، يتركونك لمن يحلو له التحدث معك عن امور لا تهمك ، ما شأنك أنت ان كان احدهم يضاجع العديد من النساء ، ولما ذا تسمحين لمثل هؤلاء ان يخبروك بمغامراتهم التي لن تهدري وقتك الثمين من اجل سماعها ، ولكنك رغم اصرارك على عدم التضحية بالوقت ارضاء لسخف هؤلاء الذين لا شغل لهم ، تجدين نفسك تتحدثين معهم مجاملة ، مما يعكر مزاجك ويجعلك منهكة بالحديث مع أشخاص ستة او سبعة في الوقت نفسه المطر مستمر بالهبوط ، ماذا يمكن أن يحدث لو استعنت بمظلتك الواقية ونزلت من المنزل ، لتسيري بعض الوقت تحت فرح كبير يبعثه في نفسك المطر المنهمر ، لا شيء سيحدث ، انت سوف تنتعشين قليلا ، وتجدين بعض المتعة التي لن تضر احدا ، تجدين نفسك تنزلين درجات السلم ، وتسيرين في الشارع قرب منزلك ، ليس هناك من امر غريب ، تدخلين احد الأسواق التجارية وتبتاعين ربع كيلو من اللوز المحمص وتعودين الى منزلك ، الشخص الذي يدعي انه يحبك ، ثقيل الكلام ، قال انه حريص على صداقتك ، وانه يحب النساء للطف الذي يتميزن به ، سألته مرة : - كم امرأة تحب ؟ - كثيرات - كم عددهن ؟ - عشر نساء - ومن انت ؟ حتى تحب عشر نساء في وقت واحد ؟ وهل هن يحببنك ؟ - أظن انهن جميعا يحببنني - لماذا ؟ ما هي صفاتك الخلاقة ؟ - انا غني اقدم لهن الهدايا - وهل يمكن أن تشتري الحب بنقودك ؟ لم أرك ولست انوي ان اقابل من هو مثلك ، حقير لا يبالي بعواطف المرأة وقلبها حذفته من الماسنجر ، لئلا يجرؤ مرة أخرى على اسماعك سخافاته
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في عيد الأول من أيار نواصل النضال
-
قضية الشعب الفلسطيني
-
البطالة في بلادنا تتفاقم
-
أنواع متعددة من العنف ضد المرأة
-
طفل يتحرش بطفلة جنسيا
-
التحرش الجنسي ظاهرة اجتماعية مرضية
-
القاص فهد الأسدي وداعا
-
دعوة للقاصين العراقيين
-
ماذا حل باعدادية الجمهورية للبنات ؟
-
ملاحظات حول تصحيح الكونترول
-
المتغيرات في تركيبة الطبقة العاملة
-
حالات من واقع الفتاة العراقية
-
متاعب موظف بسيط
-
زيارة الى مدينة الطب
-
المواطنة في العراق
-
الأول من أيار
-
مرحبا بفضائية الحوار المتمدن
-
ما أسباب تدني مستوى التعليم ؟ وما سبل العلاج ؟
-
أنس الفيلالي عاشق الشعر ورصانة البحث
-
متاعب المرأة المبدعة
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|