ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم
(Majid Alhydar)
الحوار المتمدن-العدد: 4496 - 2014 / 6 / 28 - 15:34
المحور:
كتابات ساخرة
الى "فيسبوكي" حامي الدم
عزيزي "المفسبك" الكريم
أعرف أن نواياك ربما كانت حسنة طيبة، وإنك –ربما- تنطلق من الحرص على وطنك وشعبك.
وأعرف أنك "تحوص" ولا تستطيع أن "تگعد راحه" و تسيطر على ردود أفعالك وأنت ترى هذا البحر الهائج من الآراء والتعليقات المتلاطمة المتعاركة المغرية بالنزول الى الميدان.
وأعرف أنك ربما تحسست عضلاتك "المجلفطة" وقلت لنفسك "وهل أنا أقل من هؤلاء" ورغَّبِتْك "أمّارتك بالسوء" في تجربة حظك في حلبة الملاكمة تحت الأضواء.
وأعرف أن السوق حامية والمغامرة مغوية.
ولكن... وآه من لكن:
هل تعرف يا "عيوني" يا "تاج راسي" عمَّ تتحدث بالضبط؟
وهل يمكن أن تتفضل بذكر عدد الكتب والدراسات التي قرأتها عن الموضوع الذي تتكرم بالإفتاء فيه؟
وهل اطلعت بعمق على وجهات النظر المختلفة للمشكلة المطروحة للنقاش؟
وهل تعرف أبسط القواعد النحوية والإملائية والبلاغية للغة التي تكتب بها؟
وهل تجد نفسك ملزماً بالحديث عن كل موضوع يثار؟ أعني هل أنت ممن يعدون أنفسهم علماء وأخصائيين وحكماء ونطاسيين وجهابذة نحارير في كل العلل والتدابير؟
ولماذا وأنت لا تملك الدراية الكافية ولا الخلفية العلمية والأكاديمية والتاريخية لهذي الأمور "تبهذل" نفسك بشكل مؤسف في جدالات مع أناس سلخوا أعمارهم في دراستها والكتابة عنها؟
وهل تعتقد أن إثارة النعرات ورمي التهمات وخلق العداوات ومناطحة أهل العلم والخبرات وسيلة لتحقيق الذات ونيل الشهرة والجاه على طريقة "خلف بن أمين" طيب الله ثراه؟
وهل تعتقد أن كلمة "لا أدري" عار، وأن التعلم شنار؟
ولماذا لا تجرب الإصغاء والسكوت والقراءة والاستزادة؟ أو تكتفي بوضع "لايكاتك" المباركة على ما يعجبك وتكفي قفاك شر "الصفعات" المعنوية ووجهك الكريم شر ابتسامات السخرية الممزوجة بالرثاء والأسف، على أقل تقدير؟
وتذكر يا عزيزي أن إدارة الفيسبوك تحتفظ في أرشيفها على الدوام بنسخة قابلة للاسترجاع لكل ما تتفضل على البشرية من حكم وأقوال ومواعظ وآراء وإضافات وتعليقات وصور حتى لو ندمت عليها في قابل الأيام وشطبتها وتواريت منها خجلا ووددت لو أنك ابتلعت لسانك قبل أن تفوه بها، أو أصبت بالتهاب رثوي في أصابعك الكريمة قبل أن تضغط على أزرار لوحة المفاتيح في هاتفك النقال أو كومبيوترك ذي البهاء والجلال، وقاهما الله وإياك شر الضياع والتلف والسقوط والبلل والعطلات والفايروسات و"المهكِّرين" و"المهكِّرات"!
تواضع يا ولدي. اقرأ عشرة أضعاف ما تكتب. واسمع عشرة أضعاف ما تقول. فربما جعل الله فيك القبول!
#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)
Majid_Alhydar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟