|
وكانت الحكمة تاجا من اشعة شمس داستها نعال الجهلة
رويدة سالم
الحوار المتمدن-العدد: 4496 - 2014 / 6 / 28 - 08:45
المحور:
الادب والفن
لنعد لسرد احداث التاريخ فهي ابلغ من اقوال كل الحكماء المجانين. قبل ان تجتاح الثورة النفوس ببعض السنوات توالى صدور مراسيم غريبة من طرف الحضرة المبجلة حيث امر بادئ الامر "الناس بالوقيد فتزايدوا فيه بالشوارع والازقة وزينت الاسواق والقياسر بانواع الزينة وباعوا واشتروا وأوقدوا الشموع الكبيرة طوال الليل وانفقوا الاموال الكثيرة في الماكل والمشارب والغناء واللهو قوال ل تمنعوا احدا عني فاحدق الناس به وأكثروا من الدعاء له وزينت الصناعة وخرج سائر الناس بالليل للتفرج وغلب النساء الرجال على الخروج في الليل وتزايد الزحام في الشوارع والطرقات وتجاهروا بكثير من المسكرات وافرط الامر" - المقريزي – فصارت الشوارع والأسواق بالليل بمنزلة النهار في العمارة. شهدت البلاد موجه من الازدهار الاقتصادي وزاد ثراء الاثرياء ونعم عامة الناس بحياة مترفة فلم يكترثوا لسيف الحاكم الذي بدأ حصاد الرؤوس اليانعة من خاصته وعامة من لا يرضى عليهم هو او احد زبانيته. قتل في يوم الجمعة ثالث عشر المحرم سنة خمس وتسعين وثلاث مائة "جميع من في الحبوس وبقيت مدة طويلة خالية وكان متى وقع احد في تهمة صغرت ام كبرت قتله واحرقه ... وبذل سيفه في اراقة الدماء في سائر الناس على طبقاتهم حتى افنى شيوخ الكتاميين ووجوه دولته واصاغرهم. واستمر على هذا الفعل مدة فاجتمع الكتامّيون واستغاثوا اليه وكذلك سائر الكتاب والعمال والجند والتجار والرعايا والنصارى واليهود وسألوه العفو عنهم فكتب لكل طائفة منهم أمانا وأعطى كل سوق مثله ولكل من الرعايا والامانات." بثت عيونه وأبواق دعايته ان السبب الرئيس هو حماية المملكة من المتآمرين على سلامها وأوجد المبررون لأفعاله اسبابا منطقية لكل تجاوز وإسراف في التنكيل والقتل. تقبل كل اهل المملكة الاستبداد وانصاعوا للطغيان وغرقوا فيما هو يومي وتناسوا كل حق وواجب وحتى لما وقعت حرب شديدة بين احداث مصر وأحداث القاهرة في موضع يعرف بقبر الحمّار واقتتل المتخاصمون اقتتالا شديدا وأخذت ثياب النّظّارة ونهبت القرافة والمعاقر التي بمصر لما خسر اهلها الحرب لم يندد احد بتخاذل الحاكم ولا باستمتاعه المعلن لمرأى تصاعد عدد الجثث المكومة في الباحات والطرق وهكذا بدأ عصر جديد لدكتاتورية مقنعة بواجب حماية الوطن المقدس من المتآمرين في الداخل والخارج. عاث الرجال المشاة بين يديه في البلاد افسادا. بلغت عنجيتهم حد اخذ الناس الامنين لشبهة او وشاية او نزوة او عدوان. جمعتني سهرة طويلة في ذلك العهد بصديق كان لي عرفته منذ الصبى يعمل حارسا في احد المعتقلات المنسية البعيدة عن الانظار.وتحادثنا حول الجور الذي بدأ يشتد تحت انظار الكل دون ان يجرأ احد على الاعتراض. اخبرني ان الحاكم وان قتل كل من في الحبو س الا ان المعتقلات لا تزال تضج بمتساكينها الذين نسيهم ذويهم والقضاء والعدالة الربانية ذاتها. عرض عليّ ان ازوره يوما في مقر عمله فتسللت ذات مساء الى داخل المعتقل وعلى الجدران العفنة رأيت بعضا من وجوه مشوهة لا تزال مرسومة بذاكرتي لأشباه بشر حشروا هناك بدون جرم بين ولا خطايا مشهودة إلا الاختلاف الفكري والمصالح السياسية والظلم. بدوا لي مجانين لا يدركون ما يحدث حولهم قد نحلت اجسادهم وتساقطت اسنانهم واسودت اناملهم وخطت شتى انواع العلل على صفحات كيانهم بالخط الغليظ مآس تفوق الوصف. تلصصت على بعضهم واستمعت لحكايات اخرين تداخل فيها الواقع بالهذيان. رأيت بينهم رجالا محطمين منتهكين مشوهين ونساء اعيى الاغتصاب الروح منهن والجسد وأطفالا لم يبلغوا الحلم بعد يحلمون باستمرار بشيء سمعوا اسمه كثيرا دون ان يدركوا ابدا شكله : الشمس.
وكانت الحكمة تاجا من اشعة شمس داستها نعال الجهلة في بعض الجحور المعتمة الكائنة عميقا تحت سطح الارض في احد المعتقلات التي لا يقدر ان يحصي عددها في بلدان البؤرة السوداء احد، رأيت كومة ملقية باهمال على الارض مباشرة وقد اهترأ كيانها. كانت لشيخ ربما جاوز المائة عام. لا احد يقدر ان يحدد عدد السنوات المرسومة في الاخاديد الغائرة لبعض الوجوه التي فقدت كل اشكال الحياة وان ظلت قلبوها تنبض في تحد غريب لمعاناتها ولمعذبيها في نفس الوقت. كان كلامه هذيانا غير مترابط حفظت بعضه. انقله لك ايها القارئ معترفا اني اتجاوز ما منحتني من حق نقل الاخبار لانك ربما ترى انه هراء لا يجب الوثوق به كثيرا شانه شان كل كلام المجانين الذين ماتوا قبل الاوان : - اذا ما احترت ايها الانسان ايهم تصدق فاسأل قلبك. هو سيدلك الى الطريق. من الخوف من الموت خلق الانسان محددات الممكن وصار اسير قيوده التي صنع. من يعلم ان كان الموت نهاية او بداية او استمرارا من نوع اخر. بدل البحث عن حقيقة وجودنا تهنا في خوفنا. تحولنا من ابناء النور والحياة الى عبيد الموت حالما منحنا النخب القياد لتبحث نيابة عنا عن سر وجودنا. سيطروا على عقولنا وقدموا لنا رزما متباينة من التآويل. خلقوا لنا المحددات واسرونا في بوتقتها. احتكروا تفسير المجهول والتواصل مع مكوناته والسلطة على عقولنا. كتبوا التاريخ بما يخدم مصالحهم وصار كل تاريخ خارجه مجرد تزوير. صرنا بفضلهم مغتربين عن ذواتنا محتاجين لتحديد بدايات ونهايات وخلق كيانات قادرة على التحكم بهما. تعددت الكيانات التي منحناها قدرات خارقة على فهم الخفي والمشكل واختلفت اشكالها ومضامينها. تعددت بعدد الثقافات والشعوب لكنها لم تشفي الانسان من اغترابه بل ضاعفته وعمقت اخاديده. قزمتنا وكسرت اجنحتنا وقيدتنا بالمكان والزمان الذين نتواجد فيهما حتى صارت حياتنا مجرد استمرار بائس لماضي ياسر المستقبل ويحد من امكاناته فخضعنا لها بحثا عن الامان. صارت الولادة اختبارا والموت رعبا يجب ان نخضع لما يخدم مصلحة النخبة لكي نأمن اهواله. نفزع لو فقدنا ادراكنا لمحددات الحياة التي صنعوا ونقصى لو فكرنا بأسلوب جديد... بدل الانطلاق اللامحدود والابداع والمحبة صرنا نعيش اغترابا معرفيا مطلقا يحبسنا بين طرفي نقيض نتطاحن بين اسواره يستهلكنا غيب يتحكم به زبانيته ومادية باردة قاسية تغرقنا في اللامعنى. صار الزمان والمكان المححدين سلفا حيز الفعل المتاح نضيع لو فقدنا موقعنا من الكون المحيط بنا... موقعنا المرسوم لنا في نصوص وتشريعات صارت مع الزمن مقدسة. بدل اطلاق العنان للمكنات وفك قيد الممكنات صيرتنا ثقافة شيخ القبيلة اسرى كل ما من شانه ان يحدد منطقة تواجدنا ويحقق كياننا المادي في علاقته بالموجودات حوله والغيبيات التي تتحكم به لنطمئن. نخاف ادراك كل ما لا علاقة له بتجربتنا الحياتية التي حددت الثقافة كل معطياتها. هذا ما ارادته النخب للسيطرة على العقول. وجود مشروط دوما بمحددات مادية تجعل الابتعاد عن الواقع تيها. تجعل الحلم بكل هلاميته رعبا. انها المعرفة المتاحة التي تاسرنا. لماذا نتمسك بممكنات الحياة او نخشاها في حين اننا نقدر ان نحياها بملئها لما نتيقظ. الانسان لم يكن متوحشا عدوانيا بل كان حالما سعيدا بحلمه الفردي البسيط. لكن عندما صار الحلم جمعيا صعب الاستيقاظ منه. صار الاستيقاظ منه نهاية للوجود او بداية لميسرة رعب لا تنتهي. الثقافة التي فروضها وجعلونا اسرى قيمها هي من جعله كذلك. انظر في اعماقك وسترى الانسان في بهاءه وصفاءه الابدي الذي ارادته الالهة البدئية او الطبيعة. لا يهم الفاعل بقدر النتيجة. كل الكائنات لا تعدي الا على من يعتدي عليها. انه قانون الحياة والبقاء الازلي. تصارع من اجل ضمان سلامها فقط وما ان تشبع تركن للراحة والسلام. أريت يوما اسدا يلتهم حملا يلهو بجواره ان كان شبعانا ؟ الانسان مثله تماما في البدء كان يصطاد ويفلح الارض ليحيا وان اكتفى يركن للراحة وينشر سلاما الى ان شوهته ثقافة القطيع. بدأت الحكاية عندما اعتقد احدهم ان بامكانه ان يستحضر روح من احبهم وفارقوه. صنع لهم اصناما في نفسه ونفوس اتباعه ومنحهم قدسية. استمد منهم حياة قادرة على صرع الموت الذي يرهبه لكن الارواح التي خلق اسرته. تاهت الخطوط وتداخلت. تفرعت وتشابكت. توسعت وتمددت. بلغت اطراف عروش الالهة وفي المركز وقف العنكبوت متربصا وعيونه تطلق شرارا يغشى الابصار. من اين جاءت هذه القيود من نار التي تكبلني. تمتص عصارتي فاتقلص حد الانتفاء ؟ صغير انا بحجم حبة رمل على الشطآن المنسية. كبيرة هي المتاهة التي تبتلعني. تلقيني في كهوف مظلمة كذكرى حبيب رحل قبل الاوان دون كلمة وداع. اتكوم على نفسي. ابحث عن نفسي فاتوه اكثر. كان لي في زمن سرق على حين غرة بيت ومدفأة. وكان الربيع يرسم ازهاره بسمات عذبة على وجنتي الكون. يتسرب نور الفجر ويضيء العتمة. افرك عيوني. افتحها على اتساعها. تجرحني الاشعة المتسربة فاعيد اغلاقها لا اراديا ثم شيئا فشيئا افتحها ثانية بتوءدة. في بهاء النور ارى بشرا. بشر مثلنا تماما. يدرجون بحذر خارج الكهوف على الارض البكر. كانوا بلا ستر لكن لم يكونوا بعري الانسان المعاصر. لم يبدو عليهم ان عدم امتلاك الثوب الذي جعلناه يستر عوراتنا خطيئة. رسموا على الجدران الندية باللوان الحياة معاركهم. لم تكن معارك كالتي نعرف. كانت صراعا من اجل بقاء وحسب. ضاقت الكهوف برسوماتهم فانساحوا في الفضاء الشاسع بحثا عن الهام وابداع جديد. أمنوا مصادر الاستمرار ثم استراحوا يغنون ويرقصون جذلين. كانت حياتهم صلاة من نوع اخر. لحن حب للحياة والطبيعة والوجود. لحن امتنان وعتراف بجميل. لا تصدق من قال ان الاخ استباح دم اخاه وسقى به الارض لتنبت عوسجا وقيودا. كان ذلك في زمن اخر مع بشر اخرين نحن امتدادهم وصورتهم البشعة التي شوهت قلب الكون. هم كانوا مختلفين. لم يقتلوا احدا من اجل ثأر او حسد او ضغينة. كانوا يؤمنون ان القتل الجسدي اذى للجماعة كلها. تسأل كيف كانوا يعاقبون المذنبين . كانوا يطردونهم من لذة الجمع الى قسوة الوحدة. ينبذونهم احياء وقد زودوهم بسلاح ومؤونة. في ترحالهم الانفرادي كانوا غالبا ما يهلكون. من يقدر ان يصمد في وجه الوحدة بين ذراعي طبيعة غير معتنية ولا مترفقة طويلا ؟ عندما تشح مصادر الحياة قد تقع صراعات مع جماعات محظوظة اخرى لكنها لم تكن حروبا كحروبنا. اثر رحيل بعض المحاربين يجمع المنتصرون كل من بقي: رجالا ونساء وأطفالا ويمضون. تكبر الجماعة وتتزاوج الالهة ويعلوا نغم الحياة. - في لحظة عبث او جنون تغير وجه الارض ؟ تسأل. - من يدري ؟ تركت الحياة البشرية بساطتها واختارت سبيلا جديدا. السبيل الذي صنع اغترابنا القاسي وأدخلنا من اوسع البوابات لزمن الحرب. كان موسم الحرث رغدا فعانقت كل الانامل الارض الام ترجوها العطاء ووقف رجل عند رؤوسهم يوجه العمل. كان الاوسع حيلة والاكثر خبثا. توج نفسه كاهنا وشيخا. اظهر حكمة وصنع قوة. اراد انامل اكثر لحصاد اوفر فانتقى بعض الرجال وارسلهم للمناطق الاخرى. عادوا بغنيمة كبيرة. رقص طربا وطالب بأعداد اكبر. كثرت اليد العاملة واغرق المنتوج المستودعات. صنع البذخ قائدا مبجلا وجنودا مهمتهم حمل السلاح وحماية الحدود واستعبدت بقية الجماعة وجردت من حقها في الحرية. تكاثر العبيد جعل شيخ القبيلة عاطلا. البطالة المترفة جعلته ينتقي محاربين اشداء. صارت له بطانة ومجلس للحكم وكبر الفراغ في نفسه. اراد ترفا اكبر وامتيازات لا تحد. جمع نساء من العبيد وحبسهن وأسدل دونهن الستائر. قلدته بطانته. تكاثر القصور في القرى الاولى. صارت مدنا باتساع هوى نفوس يسكنها الفراغ. في هذه المرحلة مفاهيم جديدة تصدرت وجه الارض وشوهته. مفاهيم غير مألوفة خلقها المجتمع الجديد. مجتمع الاحرار والعبيد. اللبشر المحظوظون والبشر المجردين من قيمة الانتماء. ارتفعت اسوار المدن لتحمي جريمة الحكام في حق الاخرين. هنا بدأ الوجه الذي نعرف للبشر. البشر احفاد قابيل وهابيل وجريمة انتهاك الانسان الاولى. بشر التاريخ المدون والنصوص المقدسة. بشر الحاكم وجنده التائقين لصناعة ممالك خاصة وحبك المؤامرات والمحكومين المرهبين الذين واصلوا صناعة الترف للاسياد. - اتعتقد ان الارستقراطية القديمة احتاجت الهة لحماية ممالكها وامتيازاتها ؟ تسالني. لم تحتجها ولم تهتم لها ابدا لكنها تنبنتها ما ان نضجت ثمارها مباشرة بعد الثورة الكبرى للعبيد. العبيد هم من خلق الالهة البدئية. كانوا مبدعين في افكارهم وبحثوا عن بعض الكرامة المنتهكة. اعتقدوا ان خلق الالهة يمنحهم حقهم في الحياة وكانوا شهداء في سبيل الحرية. لكن ككل ما صنعوا صار ابداعهم ترفا للاحرار. لعبة اشد فتكا يمارسها الأسياد لسحق احلام المحرومين ولامتيازات اوسع وسلاحا بيد المتآمرين لتغيير رقع الشطرنج ولعبة اثيرة لكل العاطلين من تجار الوهم. نقحوا صورة الهة العبيد البسيطة الحالمة ومنطقوها اسلحة وألبسوها دروعا وانزلوها ساحات الوغى والقتل الممنهج. وكبر الوهم وتشعب. ابتلع انسانية الانسان ولم يبقي الا ثلثي اسمه. شرا لا ترويه الا الدماء والانين. قيدا يكبل رقاب التابعين ويحرمهم حق الحياة ويغرقهم في ثقافة الموت والحساب والعقاب. تراكم الممنوع والمحرم. صار الجسد عيبا والحب خطيئة والحلم جنون. تفاحة آدم كانت فن استعباده جسد انثاه وجريمة قبيل اغتصاب كسب اخيه والغراب كان كاتب الحاكم الذي خط اولى ابجديات التستر على الجريمة الكاملة. افق ايها الانسان واترك الحلم يقودك نحو حقيقتك التائهة فيك منذ بدأ عهد اغرابك عن ذاتك عندما تسيدت على عقلك واستعبدت روحك ثقافة الحرب التي تطحنك.
ظهر الانهاك جليا على المجنون القابع امامنا في ذلك الجحر. ارتخت اوصاله وبدى انه قد فقد الوعي. عندما عاد السكون للمكان الذي نختفي فيه - انا وصديقي الذي يعمل حارسا منذ اكثر من عشر سنوات في المعتقل - لمعاقرة خمرتنا المسروقة بعد صدور مراسيم منع بيع كل ما هو مسكر في المملكة، ضحك رفيقي الذي بدأ الثمل يحمله الى ابعاد اخرى. قال بانفاس لاهثة : - ألم اقل لك انه مجنون ؟ هراءه يروق لي لانه يكسر صمت هذا القبر الذي اشعر اني السجين فيه لا هؤلاء المعتقلين. سألته : - أجد في بعض كلامه حكمة. ضحك رفيقي ثم ربت على كتفي وسألني بدوره - اتفهم ما يقول هذا المخبول وعن اي ثقافة يتحدث ؟ اغرقت في افكاري اجمعها. اردت ان اقول شيئا تعقيبا على سؤاله لكني لم اقدر ان احدد الخط الفاصل بين العقل والهذيان في ما سمعته. ابتسم رفيقي وملأ كاسي فشربتها دفعة واحدة مستمتعا بالحرائق التي يحدثها انسياب الخمر في حلقي الذي لم يعد يحتمل المزيد. نظرت الى الرجل الذي صرت ارى انه احكم الحكماء وقد تلاعب السكر بعقلي. رايته يجمع جسده بصعوبة بالغة. يتكوم في ركن جحره المعتم. يأن قليلا لكنه يتمالك نفسه. يفتح فاه على وسعه ويعب الهواء كما لو كان يشرب ماء بعد ظمأ طويل.
بعد برهة صمت واصل الحكيم كلامه كما لو انه كان يرانا ويتابع ردود فعلنا : -ثقافة الحاكم التي صارت دين المحكوم. ثقافة الدمار التي ابتلعت كرامة الانسان وحقه في الحياة. ثقافة الموت التي اشقتك وستظل تشقيك ايها الحر الذي صار عبدا للمنظومة دون ان يدرك انه يهوي فافق وعد لحلمك. لبساطتك الاولى. لعالم لا يحكمه المال والمضاربة. عالم للحياة مل الحياة لا للعيش على تخومها. عالم لا سيد فيه ولا عبد. عالم يئثثه النور. تمسك باشعته المتسربة رغم سماكة جدران سجنك. تسلقها الى ان تبلغ المصدر. النور المبهر المشحون مودة وتعاطفا ورحمة.. انه غير بعيد. هناك فانظر مليا. افتح عينيك وتأمل. لا تبكي ايها الطفل القاصر عن الفهم. ارفع عيونك الى الاعلى. امسح الدمع. انظر هنا مليا. داخل الجرح. قليلا بعد. يوجد لون اخر للحياة لم يعرفه بشر التاريخ المكتوب بعد. ضيعوه في هوسهم بالعظمة ثم نسوه. ابحث عنه في اعماقك. انه يتألق. يداعبك. يغازلك كانثى الاحلام المتمنعة. ياااه ما احلاكي. ما اشهاكي. اني لمغرم. احتضنيني واعيديني الى موطني. اعيديني الى النهر والجبل. الى البحر في امتداده الساحر. الى خضرة الروابي. الى النبت الرقيق الذي يصارع الصخر وينمو رغم القسوة والقيض. خذيني اليك. اجعليني اذوب وجدا في ثناياكي. الثم الثغر. اضيع في التفاصيل الصغيرة وعند البوابة لما تتعاضم نشوتي وشبقي انغمس فيك بكلي واصيح ثملا بك : -اريدك اكثر ايا حرية.
هكذا تعرفت الى الحكيم صاحب تلك الزنزنة المقبورة تحت الارض وقد كانت عيونه فقدت القدرة على الابصار تماما عندما التقيته في المرة الثانية التي زرت فيها المعتقل. ترددت عليه كلما تمكنت من ذلك ومنه تعلمت الكثير. المعرفة لا يمتلكها فقط من تردد على ارقى المدارس ودرس على يدي اكبر العلماء. عنده وجدت الوجه الحقيقي للإنسان الذي جعلته المحن اكثر شفافية واقرب للجوهر النقي للوجود. ذاك الجوهر المنسي تحت الاصباغ الفاقعة لثقافة الحروب والأكاذيب المرصوفة لصناعها. حدثني فقال : - أمر الحاكم بامر الله ن يلبس النصارى الصلبان وان يضع اليهود في اعناقهم الاجراس وان يكتب على الجدران سب الصحابة وكنت حينها قد بلغت من اليقين حد نكران ان الرب قد اصطفى بعضا من خلقه اسيادا على مملكته وحملة لكلمته واعد الباقين لإيقاد الجحيم فلم اكترث للأمر الملكي. واصلت التردد على دار العلم وطلبه والتبحر في خباياه ما شاء لي الله ان افعل الى ان وشى بي بعض العبيد السودان للحاكم وقد كانت له عيون في كل ركن من البلاد : في الشوارع والدكاكين والحمامات والمعابد والمدارس والبيوت وحتى تحت اسرة الاحبة والعشاق والأزواج. ذات يوم كنت في طريقي الى مجلسي من مكتبة دار العلم لما ظهر رجلان امامي من حيث لا اعلم. كان رجلان عظيمي الجثة بشكل مضحك. اوقفاني وسألاني اسمي وبما اني لا اعرفهما وكنت غارقا في بعض همومي انكرت عليهما ذلك وصحت ان اتركاني وشاني وحاولت مواصلة مسيري امسك بي احدهما وصرخ بوجهي -ألا تعرف من انا ؟ -ومن تكون يا هذا؟ -انا من يمتلك حياتك وموتك - ما الحياة الا من امر ربي اياها الافاق قبل ان انهي كلماتي شعرت بنار تشتعل في رقبتي وتطال كتفي وظهري صرخت -ما الذي يحصل بحق الله؟ -نحن زبانية الله وسنآخذك الى جهنم التي اعدت لك ايها الكافر الزنديق. جراني في الحقيقة لاني لم اكن اقوى على المسير بعد تمارين الملاكمة الحرة التي اجرياها على جسدي المعلق الى الاعلى على وتد لم اره ابدا ولا اعلم من اين نبت. لا اعلم كم استمر بي الحال لانه من المؤكد اني فقدت وعيي مرارا لما افقت وجدت نفسي ملقى في مكان اجهله وسط ليل بهيم. حاولت جمع جسدي او ما تبقى منه لكني لم اتمكن من ذلك هل مت بالفعل وأتواجد عند البرزخ بانتظار ان يبت الرب في امري؟ لست ادري... لم تكن ذنوبي كثيرة ليحطم زبانية الله جسمي بهذا الشكل والقى ككيس قمامة بإهمال عند حدود صحراء موحشة كالحة السواد. نشأت في الموضع المعروف بالحمراء في القاهرة. كان ابي تاجر اقمشة احب امي حبا جما وحتى بعد رحيلها لم يرفع بصره في امرأة اخرى. اخلص لها في موتها كما في حياتها وغمرني بما حمله لها من حب فلم اشك يوما فقدها. ارسلني لطلب العلم ورافقني في كل دروبي شابا. كانت اكبر امانيه ان ارث محله وأزاول مهنته التي يحب لكني اخترت سبيلا اخر كنت مثالا للفتى الصالح المطيع. احب الاستماع للاخرين واتكلم قليلا لم اكن اتخلف عن قداس ولا .... لما تخلوا من الناس كنت استغل الفرصة لاقرأ بعض الكتب في اللاهوت او التاريخ او الفلسفة. كنت مغرما بالقراءة وبابنة شريك ابي الامير عبد القادر الاخشيدي. هذا الامير كان رجلا حييا طيب القلب. احبني حقا. كنت الوحيد الذي له حق اللعب مع ابنته المدللة اريج البستان طفلا ومرافقتها لقضاء شؤونها شابا. كم لعبنا في باحة بيته وكم تسابقنا في شارع الاقمشة. اخذتنا الطفولة الى سني الشباب الاول وكقدر ولد حبها. متى بدأت احبها ؟ لست ادري ربما منذ خلق الله الخليقة وسطر الاقدار كلها. لم يكن لملتاع لفراق حبيبه ان لا يلحظ حبي. عندما يئست كل سبله لثني قلبي عن هواه طرح القضية الشائكة التي تنبئ بقطيعة قاسمة على شريكه. استمع الادب بكل انتباه وقد بدى الكدر مرسوما على وجهه. كان ابي يطنب في الاعتذار حتى صارت كلماته تذللا. شعرت بالمهانة وعرفت حينها فقط ان الالهة لم تكن عادلة يوما ولكن حبي كان اكبر من كل البشر ومن كل الالهة مجتمعة. بعد زمن بدى لي دهرا توصل الابوان الى اتفاق سري. يعلن كل منا لعشيرة الاخر انه على دين حبيبه. نتزوج ونرحل الى بلاد بعيدة حيث لا يسألنا احد لاي قبيلة ننتمي. كان للأمير عبد القادر معارف في اثينا وكان لابي تجارة رابحة هناك. صار الامل ربيعا مزهرا يتراقص فيه الحلم فرحا. اعترف اني لاحظت كدرا يغزو قلب أب عاش عمره من اجلي ولن يحتمل رحيلي لكني كنت سعيدا ولم اهتم كثيرا للأمر. هذا أول ذنوبي. كان الامير من خاصة ابن عمار فلما غضب الحاكم بامر ربه من وزيره وقتله سعى بعضهم بالوشاية لديه بتورط الامير وغضب صاحب الحضرة وشاع الخبر. كنا في المحل لما قدم الجند يطلبونه. نظر لي بحنو وفهمت من العيس الكسيرة ان واجبي يحتم عليّا العناية بأريج والفرار بها بعيدا عن عش الدبابير الذي بدا يفتح ابوابه لنشر الموت. بعد صلبه في الساحات العامة ببعض الاشهر حل محله في الدكان ابن عم له شريكا لابي. ظهر عداءه منذ اول يوم وضاعف قسوته مراسيم الملك في حق النصارى واليهود. تاهت اسماءنا وحلت مكانها صفاتنا. لم يحتمل ابي الذل فمات قهرا بعد ان انتزعت منه عقود ملكية العقار وكل املاكه في كل بلاد الله. في اخر لقاء لي معها طلبت مني اريج ان نهرب كما خطط والدها لكني كنت احبها كثيرا لافعل. خشيت الجوع والتشرد فرفضت. هذه ثاني ذنوبي؟ هربت وحيدا من المدينة فقيرا معدما لا امترلك سوى كتبي ورسومي. قطعت بلدانا وفيافيا وقفارا لكني لم اجد سوى وجهها يدعوني في كل دروبي. عدت. كانت قد تزوجت اثناء غيابي ابن عمها. رأيت انها سعيدة آمنة في قصرها الكبير. في الليل لما يسكن الكون كنت اطوف باسوارها واناجيها وكان يهيء لي انها تسمع نداءاتي وانها تطلب مني ان اشفيها من حب حرمه بعض الكهنة على المنابر لما وضعوا بين البشر حدودا وفروقا تقتل القلب وتشتت الروح. لم اقدر ان اكبح جموح قلبي وكنت اجدني كل ليل اعود الى البوابات المغلقة اراقب ازهارا لمستها يداها وابثها لوعتي علّها تنقل اليها الخبر ان عبرت ممراتها وربتت على بتلاتها ولثمتها شفاها. اثقلت الايام السنوات التي صار مرورها رتيبا قاسيا ولم يخبو العشق بقلبي المتيم ولم احظ بقربها او محادثتها. صادف ان رايتها عند بعض الشوارع تسرع الخطو نحو شارع الاقمشة او بعض العطارين. كانت تقف عن بعد ترقبني متأملا عظمة اجدادي دارسا الابعاد والزوايا خالطا الالوان. كانت نظراتنا المسروقة تختزل كل الاشواق المسلوبة والاحلام المشروخة وبعض خطايا البشر لكني للامانة لم ادنس طهرها يوما. كنت اخشى ان انا اقترب منها ان اجثو امامها طالبا الصفح والفرار. لكن هل نقدر ان ندنس من نحب اكثر من الحياة وان في الاحلام ؟ ذنبي الثالث كان رفضي لمراسم الحضرة بلبس ما يميزني ككل بني عشيرتي عمن امتلكوا بلادنا وصيرونا غرباء في الوطن. تعلم جيدا يا رب انه لم يحدث بحياتي شيء ذي بال وان كل ذنوبي لم تتجاوز الثلاثة فلماذا كل هذه القسوة يا رحيم. لست ادري كم مر من الوقت وانا عند البرزخ انتظر العبور. هل سيطول انتظاري كثيرا يا رب ؟ حاولت جمع اطرافي فسال الالم نارا تحرق ما بقي من جسدي. بين كل اغماءة واخرى كنت اعود باصرار الى رياضة جمع اشلائي الى ان تمكنت اخيرا من الجلوس. ما اقسى الانتظار عند الحد الفاصل بين الحياة والموت عند تلك النقطة الهلامية مباشرة قبل السراط والتي ستحملنا بواباتها ما ان تفتح الى العوالم السرية. فقدت الاحساس بالزمن والمكان واكتشفت ان فقدهما يجعل الانسان اقرب لذاته واقدر على التمسك بالحلم المنطلق بدون قيود. وعادت اريج لتؤثث احلامي بقوة اكثر من ايام الوله والترقب عند اسوار قصرها الحصين. عند البرزح حيث كنت لم تكن الرؤية متاحة واعتقد اني كنت مصابا بالصمم. لم يكن هناك صدى ولا قبس نور. كان الصمت المطبق يحملني الى الوجه الملائكي لربي كما صوره لي الكهنة في الكنائس والى وجه اريج. ماكان يتناهى لي كلما اصخت السمع كان فقط رجع انفاس متقطعة ربما كانت انفاسي وصدى تاوهات مكتومة ربما كانت تصدر من صدري دون ان اشعر. لست ادري كم مضى من الزمن لاتمكن اخيرا من الوقوف. لم يكن وقوفا بكل معنى الكلمة بل كان اقرب الى وقفة عجوز هده الزمن يحتاج للاتكاء على ركبته المنفلتة لكي يقدر ان يتقم خطوة. نجحت في التقدم اكثر. صارت الخطوة خطوات. فجأة غزت عقلي فكرة فيها الكثير من التجاوز حتما. قلت : بما انك يا رب لا ترغب في القدوم اليّ فلذهب انا اليك. حيثما كنت سابلغك وساركع عند اقدامك طالبا الصفح وستسامحني وسترأف بي وترحمني وأرى أريج. رتبت كلماتي التي ساقولها في حضرتك : لم احمل بقلبي كرهية لاحد ولم احسد احد ولم اتمنى ان املك ما في يد غيري. لم انقم عمن انتزع اريج مني ولم العن اقداري. قبلت بكل ما كتبت لي بقلب صاف وروح متسامحة. كل قلبي كان حبا فلما يا رب ترضى بعذابي ؟ آمنت بك يارب على شريعة ابائي وعلى شريعة مالكي مصير اريج وعلى كل الشرائع التي عرفت. رددت دوما يا ربي : انت محبة وفي كل وجوهك رحمة وعدل فهلا ترحم ضعفي وتقيني هذا العذاب الذي انهكني ولم ابلغ بعد ساحة الحساب ؟ ملأت الطمأنينة قلبي اخيرا. زال بعض المي وكبر يقيني في غفران ربي. فتقدمت. توقفت مشدوها لما ارتطمت بجدار سميك لزج كانت رائحته عطنة خانقة. تقهقرت الى الوراء. لم تكن خطواتي محكمة فوقعت. غالبت نفسي وقمت معتمدا على ركبتي التي كنت اشعر انها ستفلت مني ان انا تركتها وانتصبت كالانسان الاول. ربما كان الجدار الاول سور من اسوار الجحيم. الطريق الى الله اذا من الجهة الاخرى. الرب لا يمكن ان يكون الا في الجنة وانا ساسعى اليه مهما اعاقتني الالام. تقدمت نحو الجهة المقابلة. سرت بضع خطوات فقط لاجد اني اصطدم بنفس الجدار. ذات العطن الذي تسرب الى اعماقي وجعلني اتقيأ لا اراديا. فاض السائل الاخضر الكريه من فمي وانفي. شعرت بالاختناق. ما الذي يحدث لي واين انا ؟ بعد ان تخلص جسدي من كل تلك المادة بدأت انفاسي تنتظم رغم النتانة المكان التي جعلت تزداد حدة في تحد غريب لعزيمتي. -الرب يمتحنني لذا يجب ان أصمد. قلت مطمئنا نفسي. جلست القرفصاء واستجمعت كل ما امتلك من عقل وبدأت التأمل بحثا عن صفاء نفسي يساعدني في محنتي ويحملني الى خلاصي. قمت لما استشعرت بداخلي قدرة على مواصلة المسير. سرت متكأ بيد على الحائط وبالأخرى ساندا ركبتي المنفلتة. لم تكن نهاية النفق بعيدة. كانت خمس خطوات كفيلة بان تجعلني اقتنع اني بالفعل عند البرزخ في اخر نقطة من النفق وان البوابات في الجهة المقابلة واني سابلغ الخلاص مهما طال الزمن. تهاويت على الارضية متعبا. قلت لارتاح قليلا ثم ابدأ المسير دوما الى الامام نحو الرب الى ان يشع نور الفجر. جعلت استجمع قوتي واعالج امر ركبتي واحاول رسم المكان في عقلي. خرج المكان من ظلمته ليرسم امامي بجلاء. - انا محصور في نفق لا يتجاوز عرضه المتر. هو نفق معتم وموحش لكنه حتما سيقودني الى مملكة الرب. ساتبعه وساصل الى نهايته وسيشع نور ربي وتنالني الرحمة. يا رب كم احبك.. اني احبك قدر حبي لاريج. ربما نمت ساعة او اكثر قليلا. ما فائدة الزمن على كل حال. انا لم اعد احتاجه. عقلي صار اكثر صفاء لما تخلص من قيده. روحي صارت محلقة آملة في الرحمة والخلاص لا يكبلها المكان ولا متطلباته. انا حر. عندما افقت كانت النار تلتهم معدتي وكان ريقي قد جف. -انه ثمن قليل لبلوغ الجنة فلأصبر. النار التي تلتهم معدتي جعلت الم ركبتي يخف. ربما اختفى فعلا. اني اقدر ان اركض حتى نهاية النفق لاصل سريعا. دون تفكير وقفت فارتطم راسي بسقف لا يقل لزوجة على الجدران. ولان قامتي كانت طويلة ولم اكن مهيأ لتلك الصدمة آلمتني رقبتي وسرى الالم عبر عمودي لفقري. ما الذي يسغير الم اكثر من وضعي. لم يبقى امامي الا التقدم وراسي محني يمسح عفن السقف ويجعله قطرات لزجة تنساب على عنقي وتقطر من ذقني. كلما آلمتني رقبتي كنت احاول ان ارفعها لكن الامر لم يكن هينا وكان يضاعف في كل مرة وجعي. ثقتي في الخلاص ومغادرة الرزخ ولقاء ربي ساعدتني كثيرا على احتمال الالم. فجأة وجدت نفسي ازاء باب ثقيل من الحديد. لم اسر كثيرا. طول النفق لا يتجاوز المترين والبوابة ثقيلة لم اقدر على زحزحتها. -اين الملائكة يا رب ولماذا لا ياتون لفتح الباب. طفقت اضربه بكلتا يدي. ربما لم يعلموا بعد بقدومي ولم ينتظروني. هل نسي الرب امي ام ان ساعة مغادرة البرزخ لم تحن بعد ؟ ربما نسي ملاكا الموت الذين اعترضا طريقي ذات زمن صار ذكرى مشوهة في ذاكرتي ان يعلما الرب والملائكة بأوان قدومي. في اي العوالم السرية انا الان ؟ عوالم سرية يتحكم بها الرب ام بعض الحكام او قدر غبي اضاع رشده ؟ طرقت الباب اكثر. توقفت مشدوها لما بلغني صوت خشن يصرخ : -كف يا ابن الزانية. لم يحن دورك بعد. هل تتلفظ الملائكة ايضا بمثل هذه الكلمات ؟ امي كانت رمزا للطهر. قديسة نذرت حياتها للاخرين وماتت بين اطفال الشوارع الذين كانت تعالج. تقيحت يداها من قذارتهم لكنها لم تتركهم فحملها الوباء معهم لانه عز عليه ان يسافر بهم وحيدين الى مدن الموت دون قلب يحنوا عليهم في مآسيهم التي فرضت عليهم بدون ذنب ارتكبوه. يا الله. ايها الملائكة او الشياطين بربكم اين انا ؟"
#رويدة_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحاكم بامر ربه : صنعت فوضى اللعبة السياسية الها كونيا جديدا
-
الحاكم بامر ربه (فصل ثان من رواية)
-
الحاكم بامر ربه - بشار الاسد (فصل من رواية)
-
نبش في تاريخ منسي - الكاهنة - رواية ج. الاخير
-
نبش في تاريخ منسي - الكاهنة - رواية ج 4
-
نبش في تاريخ منسي - الكاهنة - رواية ج 3
-
نبش في تاريخ منسي - الكاهنة - رواية ج2
-
نبش في تاريخ منسي ديهيا - رواية
-
صلوات في هيكل حب - السجدة الثانية
-
اسلاميون الافاضل تعالوا نتقصى ملابسات مقتل عثمان بن عفان بين
...
-
صلوات في هيكل حب .. السجدة الاولى
-
عثمان بن عفان حاكم ظالم ام سلف صالح
-
حضور الغياب .. وقفة سياسية
-
بحث في سيرة عثمان من منظور اسلامي
-
الخلافة الراشدة عثمان وعلي والفتنة الكبرى - سياسة بلوس ديني
-
صفحات من تونس- دخول الاسلام الى افريقية جزء 2
-
صفحات من تونس- دخول الاسلام لافريقية
-
صفحات من تونس- تاريخ شعب
-
الخلافة الراشدة -- عمر بن الخطاب 2
-
الخلافة الراشدة -- عمر بن الخطاب 1
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|