خربشات وطن

هديل الرافدين

الحوار المتمدن-العدد: 4495 - 2014 / 6 / 27 - 15:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

منذ ولادتي وحتى هذه اللحظة,لم ارى العراق مستقر,اكثر من 30 عام الفرد العراقي يعاني من ابسط احتياجات الحياة وسط حصار وفقر مميت انهك حياة الشعب مع حروب متتالية مرة مع ايران وثانية مع الكويت ووو,تغير نظام الذي كان يقولون عنه دكتاتوري 2003 عندما دخلت امريكا للعراق بحجة الكيماوي,كان هناك فرحة خجلة على شفاه العراقيين لعل يتغير الحال الى واقع افضل واامن ويحضى الوطن بحكومةٍ وطنية تاتي من اجل راحة الشعب وامنه وليس من اجل مصالحها وجيوبها ومذاهبها..لكن الصدمة كانت كبيرة جدا للعراقيين بحيث اصبح عزرائيل لا يفارقهم وصناعي الموت يتتبعهم,اصبح حياةالفرد العراقي جحيم وسط الانفجارات والعبوات والانقسامات السياسية وبذور الطائفية,كانوا العراقيين يتحدون خوفهم ويذهبون للانتخابات مع امل ان يتغير واقعهم الماساوي الى وضع افضل..اتذكر عندما كنت اعمل مع احد المراكز الانتخابية عجوز ضعيف البنية ذو ظهر منحني وبالكاد كان يستطيع التحرك والمشي وملامح تشير الى الويلات والشقاء على وجهه,كأرض مشققة من العطش,مسكت يده وقلت له بالعامية"عمو اش جابك لهوني وانت ما تيق تتحرك,رد علي وهو يرتجف بعصاه الخشبي:عمو احنا قضينا عمغنا بالفقغ والجوع والتعب انا جاي لخاطغ اولادي واحفادي حتى ما يخشعون الضيم الي انا قشعتو,بلكي الله يجي ويحد ادامي يحس في الفقيغ"ما كان عساي ان اجاوبه الا"انشالله عمو" اخذت منه مستمسكات المطلوبة من اجل التصويت ليكمل بذلك حلمه في ايجاد شخص مناسب للمكان المناسب,الا ان حلم العجوز لم يتحقق ولا اعلم اذ كان على قيد الحياة الان ام لا ؟
ولكن ما متاكدة منه ان العجوز تمنى الموت ولا يرى نتيجة انتخابه الماساوية التي لم تغير حال وبعد كل انتخابات يصبح الوضع اسوأ,ضمن هذه الظروف كل الاطراف السياسية تتهم بعضها وتشكك في بعضها البعض ,والكل هنا في دائرة الاتهام ,الجميع مسؤول عما يحدث و متهم باراقة دماء العراقيين وجوعهم الامني والاقتصادي,الشعب يعرف حقيقة ما يجري لكن لا احد يجرأ على قول الحقيقة كي لا يذهب الى وراء الريح,والبقية تاتي ايها الوطن المفقود.....!

#هديل_الرافدين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات