بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 4494 - 2014 / 6 / 26 - 23:19
المحور:
الادب والفن
الفيلم من انتاج الشركة الروسية الحكومية (موسكو فيلم)وهي التي كانت تنتج للشهير الشاعر اندريه تاركوفسكي...
عن ام تنتظر ابنها الجندي (اليوشا) الغائب عنها منذ عامين ليقطع الراوي هذا المشهد ليقل ان ابنها اصبح مدفونا بالبعيد مستغرقا بالافق البطولي لحرب قد لايكون يعرف عنها اي شيء مستخدما لغة شعرية تقريبية تذكرنا فعلا بالراحل اندريه تاركوفسكي....
الفيلم هو مرثية ضد الحرب بشكل عام،وان كانت اجواء الفيلم توحي ان الحرب التي نحن بصددها هي الحرب العالمية الثانية،ضد مآسي الحروب وآلامها وهو يبدو تقليديا في الحكاية وفي السرد معا ولن نشعر بشيء خارج عن المألوف على شاكلة افلام ستانلي كوبريك أو أوليفر ستون...
فالفيلم هو عن الانسان أو عن الجندي الروسي اليوشا الذي لازال عمره تسعة عشر عاما...
بعد هذه المقدمة ستروى حكاية جندي روسي يدعى اليوشا كما قلنا سابقا في آخر ستة ايام بعدها سيختفي الى الأبد،مستخدما الفلاش باك في فيلم يبدو بانه ينحو نحو العام وليس الخاص بنفس واقعي اشتراكي ستاليني واضح.
فبعد عمل بطولي يقوم به اليوشا يبدو بانه قدري ومحتوم اكثر منه مقصود،يحصل اليوشا على ترفيع ولكن اليوشا يرفض هذا الترفيع في مقابل زيارة والدته واصلاح السقف التي تشتكي منه كثيرا،فيحصل على اجازة لمدة ستة ايام وسيكون الفيلم عن هذه الرحلة التي يخوضها اليوشا في طريق زيارة والدته،ولنتأكد اكثر ان الحكاية شخصية عن مأساة جندي اكثر منها عن مأساة حرب توقعه الاقدار في ان يتعرف على فتاة في مثل عمره (شورا) بريئة مثله تماما،والمسار التقليدي للفيلم يوحي بالتوقع بحدوث شيء مشترك بينهما...
شورا لن نعرف عنها اي شيء ولماذا وقعت في كل هذه المطبات سوى انها ذاهبة لزيارة عمها...
عن روسيا المحطمة...الكل فيها يرجو اللقاء ويرجو الأمل...عن عذاب بشري محتم في هذه الحياة في مسار شاعري دافئ وحنون ورقيق يخلق قصة حب لاينبس فيها ببنت شفة...
انه فيلم ليس عن النهايات...ولا عن البدايات...انه فيلم عن المسار الزمني...أو بالاحرى مسار الحياة
وهو حتى الآن لم يستطع الوصول الى والدته،فهو فيلم عن الفقدان وعن الصدف التي ترفض التلاقي
عندما يلاقيها لايستطيع المكوث معها لاكثر من دقائق...لقاء بسيط وسريع مع الأم
تسأله:هل تحلق لحيتك؟...اشارة بالايجاب منه والقبول منها
هل تدخن ولكن الدقائق لم تمهله للرد على هذا السؤال ونحن نعرف بانه لن يعود ابدا
يبقى فيلم حكاية جندي هو درس في الصناعة والحرفة السينمائية وعلى اي هاوي او دارس ان يشاهد هذا الفيلم،وهو يصلح كمقدمة نقدية لأي فيلم...
قد يكون فيلم حكاية جندي هو النسخة المضيئة لفيلم لارسن فون تراير عنصر الجريمة...
بلال سمير الصدّر 21/12/2014
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟