|
القارات المنسية
سميرة المانع
الحوار المتمدن-العدد: 1271 - 2005 / 7 / 30 - 10:03
المحور:
الادب والفن
أغنية قديمة تسمعها وهي لاهية تفتش عن اخبارالفضائيات التلفزيونية : لولا الملامة يا هوى لولا الملامة لأفرد جناحي في الفضا زي اليمامة توقف بحثها لحظة. يُغنيها شاب صغيرعلى شاشة فضائية عربية. لا, تفضل أخرى. انتقلت، بسرعة جنونية تلفزيونية، كي لا تتأخر عن موعد نشرة الأخبار. وصلت إلى مذ يع ماهر مستمرا يسرد ما فعلته الزلازل بإيران، ما دمرت من قرى وقتلت من أرواح بالمنطقة. هناك تحطم طائرة باليونان في الخبر الثاني. هرع جهاز التحكم عن بعد للوصول إلى محطة غيرها تعرف موعدها بالضبط، لديها معلومات تفتش عنها دائما في هذه الأيام. تريد معرفتها بالدقيقة والساعة. محطة ثانية، ثالثة ورابعة. المحطات الفضائية، شرقا وغربا مهتمة بنفس الموضوع اليوم. كلها سواء. مناظر الدمار بسبب جبروت الطبيعة، وبخبر تهشم الطائرة ومقتل جميع ركابها الآربعة. تظل مستمرة بالبحث تريد ما جرى اليوم بالعراق، بالذات. هل ألقيت قنبلة على قارعة الطريق لتقتل الأبرياء المارة، هجوم بالصواريخ على مركز شرطة أو سيارة مفخخة. صار معلوما ، الآن، مطالبة رئيس الوزراء العراقي المؤقت أياد علاوي بما سماه النداء الآخير لمقتدى الصدر وجماعته المسلحة كي يسلموا عتادهم ويغادروا مسجد الأمام عليّ في مدينة النجف الأشرف، فورا. آلة التحكم عن بعد ( الرموت كونترول) تتخبط، هنا وهناك. لا مفر من العودة والتكرار. تذهب مارة بالغناء مرة ثانية في المحطة الفضائية العربية التلفزيونية الأولى . طفرت عنها ثم عادت لها. تعيد الكرة تلو الكرة. استسلمت بعد فترة، تسلل الإكتراث والإهتمام بها. غناء وعزف بالالات الموسيقية ، بدل حمل سلاح على الأكتاف وبالأحضان. دبّيب أمل وانفراج غير متوقع في صدرها. بغتة على الشاشة تلبي منى دعوة عالم آخر، عذ ب رقيق موجود على الكرة الأرضية بدل اخبار العنف، الكره والقسوة. شهية المتعة تد بّ لها، كما يستعيد مريض مبتلى بالوباء رغبته في تناول طعامه. تدريجيا، تعود الأمور على خلفية الغناء لمسرى نصابها العام . فهمت بهدوء أن المحطة تنظم مسابقة بين مجموعة الهواة المتبارين للفوز بإحسن الأصوات. تتناسى، للحظات، الأخبار والأحداث المفزعة المحزنة في الخارج ، تتناساها. تستولي عليها عاطفة القبلة المختلسة الأولى في ممر حديقة خالية. كانت في عنفوان صباها. حبّ نما وسط أنياب وحوش كاسرة . هي في منتصف الأربعينات الآن. أين ذهبت كل أحلامها وآمالها؟ لابد من الإسراع إلى عقد الثمانينات، للتفسير. أخذوا خطيبها مع ( الأبطال الميامين) ترافقهم زفة اشعار وخطب وأغان تزمط مفتخرة في وسائل الإعلام. يخوضون الحرب العراقية/ الإيرانية، لمدة ثمان سنوات. حين انتهت متنفسة الصعداء، ليكملا مشوار علاقتهما، استدعي بعد سنتين فقط للجيش كرة أخرى بسبب غزو الكويت المجاورة، وما تلا وسمي بحرب الخليج الثانية. لم يكفوا عنه إلا عندما قٌتل ببساطة في الحرب الأخيرة. لا تعرف أكثر من ذلك. قيل إنه مع الجنود المفقودين في الصحراء، لم يبق منه شئ سوى اسمه. ربما فُقد في منطقة (حفر الباطن) بين الحدود العراقية/ الكويتية، لا تدري بالضبط مكان رفاته وسط الرمال الخرساء اللاعابئة. ُنصحت أن تكف عن ملاحقة ملابسات موته وإلا سيعتبر بحثها رفضا لسياسة " القائد المنتصر الضرورة "، بالإضافة إلى اللا جدوى . صار شهيدا. ممتاز. شيء مفرح. سمعت نهى قفل باب البيت يفتح. دخلت أختها لمياء عليها بعد لحظة، فاجأتها وهي جالسة أمام البرامج الغنائية تنظر وتصغي بالظاهر. - تغيرت اليوم. تسمعين غناء. - تعالي، اسمعي . وقعت، صدفة، على هذه المحطة الفضائية. يبدو أنها لبنانية. تنظم مسابقة أجمل أصوات الهواة . تضع لمياء حقيبتها جانبا مستغربة وسعيدة لحماس وبهجة اختها : - يا الهي، كم افتقدنا هذه الأجواء، أين ذهبت ؟! لاهمّ لنا منذ الصباح الباكر إلى ساعة نومنا سوى ماذا جرى بالعراق. كيف حصل ومتى صار. أختفت بالكامل من حياتنا الجد باء، زرقة أمواج بحر، ورود حمر، عطور فرنسية . - أنت ايضا؟ تتحدثان مشدودتين للشاشة بينما المغني مستمرا في الغناء، يافعا في العشرينات من العمر، كما يبدو، بلبلا خارجا من قفصه، يداه خالية من الدماء، بريئا، منسجما بإدائه يصعد ويهبط صدره بالصدح مع الأغنية، مكررا المقاطع : وأطير وأرفرف بالفضا وأهرب من الدنيا القضا وكفاية عمري اللي انقضى وأنا باخاف الملامة وأنا باخاف من الملامة، آه من الملامة ينتهي. يبدأ فاصل اعلانات تجارية قصيرة بالفضائية التلفزيونية ، اسرعت نهى بالالتفات على اختها: - بودي أن أقول له: مَن انتَ أيها المطرب الباسل؟! هل جربت شيئا بعد ؟! هنا الشجاعة. الدنيا مقلوبة بالمنطقة العربية المهمومة على الدوام ، تهد ر بالخطابات السياسية المدافعة المحامية، المملوءة بالتهم والاعتداء على بعضهم البعض. - ابتعدَ عن مشاكل الحروب، الغزو، الحصار، التكفير. تنصيب أمراء للمؤمنين على العباد ولو أنها مقصورة على واجهات الشاشات التلفزيونية والفيديو ومواقع الإنترنيت وتحت اللثام الآن . يستخدمون التكنولوجيا الحديثة من أجل الدمار فقط. قتل خصومهم الألداء، بالرموت كونترول، من بني قومهم خفافا . تتحدث عن الملامة يا لطيف، وبسبب الحب أيضا ، لا يكون هذا إلا عند امثالنا. تضحك الإختان سخرية واستهزاء من قدرهما: - لا تنسي استخدامهم تفخيخ أنفسهم كراهية لهذه الحياة كي يصلوا الجنة بسرعة من أجل النساء العذراوات، كما قيل لهم. يعوضون كبت الإغراء الجنسي المكشوف العاري في العصر الحديث، بذبح الخصوم حرقة وانتقاما، تفجير أنابيب النفط، اشعال الحرائق بالمكتبات. - كل هذا بالطبع من دون ملامة. لمياء متهيئة منتقية كلماتها إمعانا بالجد : - تمنيت لو كان الغناء وليس الثغاء سيد الموقف عندنا، يحل الخصومات والنزاعات الدائمة بدل المناقشات اللامجدية والخطب السياسية المملوءة بالعنجهية في الأشداق المزبدة. - كل إذاعة، بالعالم، في إعتقادي، تمثل بلدها. - ما دام هذا رأيك فابشري بالزعيق والرتابة والهمهمة والتلجلج مادام الخوف والتهديد والوعيد ديد ننا. تتحدثان وهما تنتظران البرامج في فترة الفاصل الإعلاني الثانية، خلعت لمياء حذاءها ومعطفها الواقي من المطر، جلست متوقعة عودة االغناء : - لازالت السماء ملبدة بالغيوم. جلبت رسالة أمي، كما اشتريت صحيفة في طريقي . أخرجت الصحيفة لتريها عنوانها مسرعة : - الصحيفة اليسارية نفسها، ليتك جلبت غيرها. اليسار الأوربي لا يهمه مصيرالعراق بعد سقوط النظام ويتمنى، باللاشعور، استمرار قتل ابنائه ليضع اللوم على أميركا. لا ينسى انهيار النظام الاشتراكي. وانهيار جدار برلين بسببها. اعطيني رسالة أمي، أولا . شأشأت لمياء باشارة من اصبعها على فمها كي تصمت، ناظرة للشاشة متوقعة ظهور مغن آخر : - سنقرأها بعدئذ سوية ، إنها بخير، اطمئني. صمتتا متطلعتين بانتباه . صاحتا مسرورتين من الغبطة حين بدأت اغنية قديمة، أيضا، حدستاها من مقدمتها الموسيقية، مستعدتين للهبوط، معاً، إلى قارتيهما المنسية الروحية، نزلتا إلى الأعماق فورا: جفنه علم الغزل ومن العلم ما قتل وحرقنا نفوسنا في جحيم من القبل - أوه، يا لروعتها. الأغنية مفضلة عندي دائما، للمطرب المصري محمد عبد الوهاب. كان مديرالفندق يبثها لنا في صالة الطعام أثناء شهر العسل، بعد معرفة إعجابنا الشديد بها. صدرت من صدر لمياء حسرة صغيرة ناعمة مشتاقة لذكرياتها أثناء ما كانت ترّقص رأسها منسجمة مع ايقاع اللحن. نهى تجاريها بفرح صبياني يمازجه حزن خفيف سرعان ما انقشع ليطغى عليه شعورالحرية والنشوة. تريد أن تغني و ترقص مع النغم، تذكرت كيف كانت في المراهقة ترقص حافية من شدة الانفعال . علقت أختها لمياء بعد قليل : - يغنون بدلا من تفجير أنابيب نفط العراق، وقتل ابنائه. لماذا اختفت الأشياء الجميلة من الحياة؟ مَن المسؤول؟ ماذا جرى للعالم حولنا؟ منذ أن شببت وكبرت كصبية بالعراق وأنا لا أسمع حولي إلا ما يشبه : ( ضربونا وضربناهم )، نحن في حالة ذعر دائم. اللعنة . بعد انتهاء كل أغنية، وبداية أخرى، تلتفت الواحدة على الثانية، شارحة حالتها: - شئ غريب، نسيتْ كون الطرب موجودا في صلب الخلقة البشرية. بتُّ، هذه الأيام، لا ابحث إلا عن أخبار، ولسوء الحظ تبدع التكنلوجيا الحديثة بإبرازها مظهرة وحشية وقباحة الإنسان بالصورة التي لم نرها بالماضي بهذا التفصيل المرعب. لا أرغب في السينما، المسرح أوالقراءة . تركت أمي وعماد بالعراق يتهامسان خائفين من أجهزة الإنصات، يتحسسان وضعي بخفية، أتألم كلما تذكرتهما منذ 14 سنة وإلى هذه اللحظة. - في البداية، تصور غزو الكويت رقصة بالسيوف العربية. لولا فشله، لما سمح لك وللعراقيين الآخرين بالسفر. - بالتأكيد، وجد حاله بعد إخراجه من الكويت، مع ضحاياه بمغامراته الطائشة، ضرورة أن يتظاهر بالاهتمام بمبدأ حقوق الإنسان وهو كاذب طبعا. فتح طريق السفر لنا، نحن الأسرى. - بدأت الضغوط الخارجية عليه، كان الجميع ساكتاً عنه قبلا، شرقا وغربا . - لولا الضغوط لما أهتم بالإفراج عنا، واضح. وجدت نفسي، بعد اللتي واللتيا، معكم هنا بلندن . - نحن اوائل المهاجرين، قبلكم، بداية زواجنا، أنتم الأنصار، أو لنقل العكس. كلنا لاجئون، الآن، بلا فخر. ابتسمت لمياء متهكمة، لكنها فشلت في إشراك أختها في السخرية. بقيتا متابعتين البرنامج الغنائي صامتتين. أخيرا فاز أحد المغنين بالجائزة الأولى كما وزعت الجوائز الأخرى. تعالى تصفيق المتواجدين على الشاشة . رجعت نهى إلى صمتها الغامض. تعرفه أختها حين ينتابها منذ أن جاءت من العراق . عادت إلى الداخل، المنطقة التي تطلق عليه القارة المظلمة، اسرعت لمياء لإضاءتها : - كفى. أنسى الماضي، أبدئي حياة أخرى. انتبهت نهى لكف أختها. ابتسمت ملتفتة عليها كالمعتذرة: - لا تقلقي، لن استخدم فعل (كفى) الشاعر المتنبي، حينما قال: كفى بك داءً أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكن أمانيا بعد أن يئس منهم وليس من شخص واحد فقط، كما يٌقال. قتلوه في النهاية، يا للخيبة. القتل أسهل الحلول بالنسبة لهم وأبسطها، لا توجد في ضمائرهم، قطعا، ذرة لوم أو ملامة، في حالة القتل طبعاً. أشارة للأغنية السابقة مذكّرة بها. لا تفوّت لمياء فرصة الإدلاء برأيها أيضا : - أتعرفين عندما كبرت وعرفتٌ الضار من النافع عموما أدركت أن عالمي مملوء بالكذب والفساد، والجنون. من شدة الخوف اقتصرت ردود أفعالي عليه بالاستخفاف منه للدفاع عن نفسي. لا شئ جدي بتاتاً سوى العيش تحت المراقبة المستمرة، الاختناق فيه كأنني في حفرة. - عند وصولي لندن، لم استطع أن أفتح فمي من شدة الخوف كي أقول لكم، إلا بعد شهور ، إني أصاب بالغثيان حين أسمع ما كان يرددونه أثناء الحرب بالإذاعة أو ما يُكتب في الصحف المتملقة، تتشدق على صفحاتها التافهة: " الطائرات السمتية العراقية تضرب تجمعات العدو في القاطع الجنوبي" يا ويلنا، معناه قطع رؤوس غابات النخيل بالبصرة، وهذا ما حصل فعلاً، رآه الجميع بعد إنتهاء الحرب. طمأنتها أختها مشاركة ماضيها و حاضرها : - أنت الآن هنا بهذه المدينة المتسامحة، المتعايشة. إنظري للبشرالمختلفين والمقبولين فيها. ليس معتادا عبادة شخص أو إطلاق ألفاظ مثل ( القائد ) ليصبح الجميع قطيعاً بالمرعى. - أعرف. كلما مرّ يوم تأسفت عليه لغناه. تعلمت اللغة الإنكليزية لأستنشق التعابير الجديدة . لكن يبقى دائما شئ ناقص عندي. أتابع الصحف التي تفصح منتقدة بلير رئيس الوزراء، في سياسته، راسمة له أذنيّ حمارللضحك عليه من دون قاتل أو مقتول. اعجب للتحمل وسعة الصدر فعلا. لكن يظل دائما شئ ناقص، أشعر أن ما يحصل هنا ليس لي. إعطيني الرسالة رجاء بسرعة. انتقلت لمياء إلى الجهة الآخرى من غرفة الجلوس لتجلب حقيبتها من فوق المنضدة ، مستمرة بالكلام مع أختها: - حبيبتي، الناقص هو غياب وطننا الحزين ، نريده حاضراً معنا، فرحاً، يشاركنا التمتع بالعصر الحديث . وأنت تريدينه معافى بسرعة، يجلس مبتسما ، نظيف الهندام، ممشط الشعر، اسنانه تلمع، شعاره {عش ودع غيرك يعيش)، كما يقال هنا، أليس كذلك؟ يا جميلتي، كنت أتصور عندما وصلت قبلك أننا نحتاج إلى مائة سنة عمل حثيث كي نستطيع اللحاق بركب الدول المتطورة، أما الآن، وبمجرد رؤية الذين يشحذون السكاكين لذبح الناس وهم ملثمون، بغض النظرعمن يفعل هذا بنا، آمل أن لا نحتاج إلى خمسمائة سنة أخرى. تخرج الرسالة من الحقيبة مرددة التساؤل المرّ، تعطيها لأختها متأثرة. أطفأت الأخيرة التلفزيون قبل أن تنهمك بقراءتها بصوت عالٍ لكليهما. قربت الكلمات من الوجوه والمسافات : بغداد 5 . 6 . 2004 إلى العزيزتين لمياء ونهى والعائلة كلها بعد السلام والسؤال عن الصحة والأحوال، أرجو أن أطمئن عليكم وأنتم بخير. إذا سألتم عنا فنحن سالمون. أبعث رسالتي هذه بيد صديقنا الأستاذ عباس، مشكورا، بعد تعذر ارسالها عن طريق البريد العادي بسبب الأمن، كما تعرفون. كما اتفقنا في الهاتف مؤخرا سيكون لقاؤنا، أنا وعماد، معكما ، بإذن الله، في الصيف وفي شهر آب تحديداً. من الضروري تعيين المكان، وهو، كما أعتقد، سيكون في كردستان العراق. في منطقة مد ينة دهوك بالضبط، لإعتدال مناخها نسبياً عن بغداد ولوجود الكهرباء المستمرة والأمن، كما قيل لي، أدام الله بقاءه. ومن ثم إذا رغبتما نستطيع أن نسافر إلى المصايف والمنتجعات الجبلية القريبة منها. أعتقد دهوك قريبة من الحدود العراقية التركية مما يسهل أمر وصولكما لها بالسيارة عن هذا الطريق. وإلى أن يحين ذلك الوقت اسمحا لي أن أتوقف قليلا عما حصل اليوم معي، فقد تنغصت وكان مكانكما خالياً بينما كنت آكل الغداء متمنية أن تكونا على المائدة و نأكل جميعاً طبختي لـ ( الشيخ محشي) وما أدراك ما الشيخ محشي! أم إنكما نسيتماه ؟! طريقة طبخه هو أن يحفر الباذنجان بعد تقشير له جزئي ويغلى قليلا. تحفر الطمامة وتهيأ على حدة. قلي اللحم المثروم مع البصل وعند الإنتهاء من قليه نضع عليه معدنوس طازج مع حبتين من الثوم المهروس ، ثم نبدأ بحشو المواد السابقة بهذا الخليط ونضعه، على نارهادئة، بعدئذ، مع قليل من معجون الطمامة والماء ليترك مدة ساعة . نصيحة أخرى سمعتها مؤخرا، وهو أن ( الكركم) مفيد جداً صحيا. يقال إن البهار الأخير نافع لكثير من الأمراض اشهرها مرض تدهور القوى العقلية عند كبار السن، أو ما يُسمى عندنا بمرض الخرف. وقانا الله منه. هذه أمور ما فاتت أهل السلف، أرجو أن يظهر لنا في العصر الحديث ( ابن الهيثم) مرة أخرى. هذا إذا نجانا الله من تفجيرات الأخوة بالقنابل والسيارات المفخخة، شامي عامي، على الصغير والكبير والتي استفحلت بالعراق بعد سقوط صدام بسنة تقريبا لكن أرجع فأقول: على الأقل استطيع أن أقول لكم هذا الكلام جهرا، لم أعد خائفة كما في السابق. بالمناسبة، بعد سقوط صدام في الشهور الأولى وتفاؤل البعض بالعراق بالخلاص من شره، قال لي جارنا القريب، يوما، أثناء ما كنا نلقي قاذورات منازلنا في الشارع، لعدم وجود سيارات زبالة تمرعلينا، و رآني، أنئذ، منزعجة، ضجرة من ذلك، ردّ عليّ معاتباً : " يا أم عماد، على الأقل ننام الآن ونحن نشخر، صرنا نشخر وهذه نعمة ، معناها ننام نوما عميقا ! " تصوروا حالنا. أعطيتكم نبذه مختصرة عن ظروفنا ومشاعرنا، أهم تغيير فيها أني لا أخاف من الحديث عنها، راجية عند اللقاء في الصيف أن نكمل الجلسة. تحياتي مع عماد للعزيز نزار وقبلاتي للاحفاد ( الذين سأموت دون أن أتمتع برؤيتهم) . حسبي الله ونعم الوكيل. من المشتاقة لكم دوما الوالدة
#سميرة_المانع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
واخزياه
المزيد.....
-
دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في
...
-
مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|