أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - وحدة الخير وحدة الشر














المزيد.....

وحدة الخير وحدة الشر


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4494 - 2014 / 6 / 26 - 08:31
المحور: الادب والفن
    



لايمكن النظرإلى ثنائية الخيروالشر، بمعزل عن حالة الوعي الإنساني التي يمكن باللجوء إليها، إطلاق ما يمكن وسمه بحكم القيمة على طرفيها، لأن ما ينوس بين قطبي السلب والإيجاب-هنا- لا يمكن كشفه، وتبيان مدى إفادته للمرء، أو إيذائه له، من دون أن تكون هناك منظومة أخلاقية تتأسس، في الأصل، على مرجعية حالة الوعي المشار إليها.


وللحقيقة، ثمة موضوع مهم، يخطربالبال، ونحن ندقق في الخط البياني لكل من ثنائية الخيروالشر، بمعناهما الأخلاقي، والفعلي، بعيداً عماهو ماورائي، لنصل إلى نتيجة تستوقفنا- بحق- بعد استقراء كلا الطرفين على حدة، بما يمكن الانطلاق منها، والبناء عليها، خلال تقويمنا ونحن بصدد تحليل هذين المتناقضين، ضمن تاريخ سياقيهما، وذلك على ضوء ارتباط ما هوراهن من أي طرف منهما، بماقبله، بل وبمابعده، في ظل ذلك.


أرومة الطرفين المتناقضين تكمن في ماهوعفوي، في ظل غياب عامل الإدراك المعقلن لماهومنتم لهذين القطبين اللذين لايمكن النظرإلى أي فعل آدمي، إلا وهوضمن إطارأحدهما، لأن لافعل إلا وهومدموغ بإحدى هاتين الهويتين، وليس الصفتين، فحسب، وهذا مايؤكد أن عاملي الخيروالشرهما الملمحان الأكثرأهمية في السلوك البشري، بل هما العلامتان الفارقتان والفاصلتان في حيوات الناس، على مدارحركة التاريخ.


ولواستعرضنا فعل الخيرمنذ مظانه البدائية، في لحظة مهاده الأول، في خطه البياني الذي يذهب في الاتجاه الآخرلنقيضه في الثنائية، لوجدنا أنه يعود إلى لحظة مسؤولة في مسيرة الإنسان، وقد تم استشعاره، والإحساس به، نتيجة تجربة، ومراس، طويلة، بعدإدراك طبيعة الحدود بين الذات والآخر، بما يخدم هاتين المصلحتين،في آن، لاسيما أن أي استغراق في ماهوشخصي، ودون وضع ماهوغيري، بعين الاعتبار، يقلل من قيمة عنصرالخير، أويفقده أهميته، وجدواه، وذلك لوجود معادلة دقيقة، لابدمن العمل على أساسها.


كما أن أي إلحاق للشر بالآخر، إنما هو إلحاق للشر بالذات، بشكل أوبآخر، وهومايدعوالمرء للاستبصار، واعتبار ضرورة احترام حدود الناس، ومراعاتها، فمن يؤذ جاره، فإنما هومؤذ لذاته، حتى وإن كانت هذه الإساءة غيرمرئية، للوهلة الأولى، فمن يقتل أي شخص، فإن لوثة القتل تظل ترافق شخصه، وتشكل سداً يحول دون سلاسة تفاعل الآخرين معه، بل هوحتى وإن تمادى، وأوغل في الولوغ في المزيد من الدماء، فإنه يتحول إلى"وحش كاسر"، لايؤمن جانبه من قبل أحد، لاسيما أن هذا النوع من الناس المطعون في"أناه" إنما يعبرعن حالة جبن وفصام وهويواصل الاستسلام تحت لوثة هذا المرض.


وما هو ملفت، أن أي شر أو خير يتمان، الآن، بعد كل هذا الشريط الزمني الطويل، لهما صلتهما، ببذرتيهما الأوليين، بمعنى أن لكل منهما بنيتهما التي تتنامى، مع دورة الحياة، بل وإن الانقياد مع أي من البوصلتين، المتعاكستين، المتضادتين، إنما يشكل ترجمة، و امتداداً، وإضافة لإرث بؤرته الأولى، من جهة، بل هو ينتج عنه، من جهة أخرى، بحيث أن أول فعل إيجابي، أو سلبي، ارتكب، في بداية تاريخ العالم، له علاقة، تواشجية، بما يجري الآن، والعكس، وكأن الحياة، ليست سوى كوكبين متناحرين، إلى ما لانهاية........!!.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفرة داعش: الواقع والآفاق
- بعد أن طرق بوابات الكرد بيده الملطخة بالعار والدم هل تكون كر ...
- ميشيل فوكو ثلاثون عاماً على الرحيل
- بعدأن طرق بوابات الكردبيده الملطخة بالعاروالدم: هل تكون كردس ...
- ماقبل الجاهلية:
- استبصارالعماء:
- تهويمات المثقف الزائف
- من قتل الكواكبي؟:
- نحومواجهة فقاعات داعش:
- مركزية الثقافي:
- خاتيرا xat îra*........!
- قصيدة تل معروف
- لالمن يشاركون في مهزلة الانتخابات
- القرية....!
- سورة محمد الكردي
- بويربرس في حوارصريح إبراهيم اليوسف
- جائزة الشاعر حامد بدرخان في الذكرى الثامنة عشرة على رحيله:
- إبراهيم محمود في خياناته للنص
- منتدى الثلاثاء الثقافي في الجزيرة :اثنان وثلاثون عاماً على ت ...
- الشراكة استفراداً وقوننة الاستبداد2


المزيد.....




- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...
- الإعلان عن سبب وفاة الفنان المصري سليمان عيد
- الموت يغيب النجم المصري الشهير سليمان عيد
- افتتاح الدورة السابعة والأربعين لمهرجان موسكو السينمائي الدو ...
- السوق الأسبوعي في المغرب.. ملتقى الثقافة والذاكرة والإنسان
- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - وحدة الخير وحدة الشر