|
هل داعش تنظيم ارهابي أم حركة تمرد؟
فريد يحي دولتي
الحوار المتمدن-العدد: 4493 - 2014 / 6 / 25 - 08:07
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
داعش...ارهاب،تمرد،ثورة تسعى الي دولة سنية ضد أخرى شيعية...مصطلحات ،تعريفات ،تحليلات تقيم الدنيا ولا تقعدها مكونة عناوين مستبدة تتربع على عروش كل الأخبار...ولا خبر يقين يجعلني التمس الخطى عبر زقاق الحيرة في محاولة أن أفهم،أو أتشارك الفهم مع الأخرين،بعد أن اعيانا النداء من قبل سنين..ولا مجيب.
أن حركات التمرد والإرهاب في كثير من الأحيان لديهما أهداف مماثلة، ومع ذلك إذا تأملنا التمرد والأرهاب، لربما تظهر اختلافات معينة فالتمردهوحركة تعتمد على جهد سياسي بهدف محدد،يسعى الي إلهام مزيدا من المقاومة، تدمير كفاءة الحكومة، وحشد الدعم، من خلال تحدي الحكومة الحالية لأجل السيطرة على كل أو جزء من أراضيها، أو فرض تنازلات سياسية لتقاسم السلطة السياسية.ولهذا فأن حركات التمرد غالبا ما تتطلب الدعم النشط أو الضمني من بعض من السكان المعنيين.ناهيك عن الدعم الخارجي، والاعتراف أو الإقرار من دول أخرى أو كيانات سياسية يمكن أن تكون مفيدة لهولاء المتمردين بينما لايكترث الارهاب بالحظوة لدعم نشاطه أو تعاطف جزء كبير من السكان. واصفين انفسهم في كثير من الأحيان بمصطلحات عسكرية أو سياسية مثل ("المقاتلين من أجل الحرية"، "الجنود"، "نشطاء"). وهدفهم ارعاب الجمهور، وبالتالي فهم واعين للاستفادة من تجنب الدلالات السلبية لمصطلح "الإرهابيين" في تعريف أنفسهم.
والارهاب لا يحاول تحدي القوات الحكومية مباشرة، ولكن يعمل على تغيير مفاهيم الفعالية أو الشرعية للحكومة،من خلال ضمان لاعمال العنف الإرهابي بين الجمهور المستهدف. ونادرا ما يحاول الإرهابيون السيطرة على التضاريس الذي سيقلل من تنقلهم وأمنهم.فالقاعدة عند الإرهابين هي بتجنب المواجهات المباشرة مع القوات الحكومية. فالمجموعة الإرهابية ليس لديها ما تكسبه من مثل هذا الصدام. الا أن هذا لا يعني أنها لا تستهدف القوات العسكرية أو الأمنية، ولكنها لا تشارك في أي شيء يشبه "الحرب العادلة"، أو حتى "المعركة" على الإطلاق،معتمدين على استخدام الأساليب التي تحييد القوة من القوات التقليدية،باتباع أساليب التفجيرات والهجمات ضد الاهداف المدنية واغتيال الافراد.وبينما لا يستهدف التمرد الا المقاتلين،فأننا نجد بأن الارهاب عادة لا يميز بين المقاتلين وغير المقاتلين.
لطالما كان ولازال الخلاف الديني والتعصب والصراعات الإثنية المختفية داخل عباءة الطابع العقائدي هي تقريبا المحرك الأساسي للارهاب،في الوقت الذي كان فيه الصراع السياسي هو محرك التمرد،وفي ظل غياب تعريف واضح ومتفق للارهاب من قبل العديد من المنظمات الدولية كالأمم المتحدة والعديد من المؤتمرات التي لم تنجح في وضع تعريف جامع للإرهاب وذلك لاختلاف البواعث والجهات والأهداف،فأن بامكان الدول أيضا أن تمارس الارهاب بواسطة قمع شعوبها،تارة بأسم الثورة،وتارة أخرى باستخدام القانون،حيث في الاولة يلعب الغوغا دور اساسي خارج نطاق القانون،أو تحت مسمى قانون الثورة،بينما في الثانية بتشريع قوانين دكتاتورية جائرة وظالمة ممتهنة لحرية الأنسان ،وتسيس القضاء،ليكون الذراع المنفذة،كما ينطبق الحال في ممارسة الارهاب من قبل دولة على دولة أخرى تحت مسميات الديمقراطية ،العدالة الانتقائية والسلم الأهلي،حقوق الأنسان، والكيل بمكيالين وذلك لتفسير الهيمنة الامبرالية وخطف الثروات،الي حد استهداف السكان المدنيين وتدمير القدرات الاقتصادية تحت بند شرعية القوة،أو شرعية الأمم المتحدة.
هل بامكاننا ان نطلق على حركات التحرر النضالية من أجل استقلال اميركا وايرلندا من الاستعمار الانجليزي، جبهة التحرير الجزائرية ،جنوب افريقيا ،المقدونيين والفلسطينين مجموعات ارهابية؟ وهي تخالف القواعد التي أشرت اليها سابقا في تعريف الارهاب،وهل تصنف اغتيالات رجال الخنجر اليهود ضد الرومان،و خطف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لطائرة العال الاسرائيلية المتجهة من تل ابيب الي روما العام 1968 ،وذبح البشر ارهاب أم تمرد ،وما مدى تطابق داعش مع هذه الفرضية. الفكرة الاممية كاصولية اسلامية والتي يعتمد عليها داعش في بدايات القرن الحالي، كاساس ايديولوجي في اعادة الخلافة الاسلامية عبرتجنيد عناصر تتفق معها عقائديا من دول العالم وخاصة من أوروبا ،اعتمدت عليها الشيوعية كاصولية ماركسية من قبلها في الصراع لارساء دولة الاشتراكية العمالية في بدايات القرن الماضي.
الملف للنظر بأن تفريخ الجماعات والتنظيمات يزداد بشكل ملفت، وخصوصا مع الأسف الشديد، في المنطقة العربية والإسلامية تحت واقع تفنن الاسرائيلين وبعض الغرب في حبك نسيج خيوطه اعتماد على الطائفية،منذ ما يقارب العقد ، والأن صارت واضحة بعد أن والتي أقولها اسفا مرة اخرى انجرت اليها،وسوقت لها الحكومات العربية والاسلامية أما تعمدا،أو جهالة مردها التعصب العرقي والديني .مبتعدين عن الهدف الرئيس "اسرائيل"وليس بمستغرب عندما يقول "روبرت غيتس" وزير الدفاع الأميركي الاسبق في مذكراته المعنونة تحت كتاب "الواجب "مخاطبا رئيس الحكومة الاسرائيلية "نتنياهو" بأن كلا الدولتين امريكا واسرائيل لم يعرفا وقتا أفضل من هذا الوقت طيلة زمن الصراع العربي الاسرائيلي،فالكل مشغول ببعضه البعض...هذه تذكرة وليست رأي.
#فريد_يحي_دولتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثورات الربيع..سحر فخيبة...فهل هناك مكانا للتفاؤل
المزيد.....
-
أكره مرؤوسته على أعمال جنسية مقابل امتيازات.. استقالة مسؤول
...
-
ضمن -كمائن الصمود والتحدي-.. -القسام- تعرض مشاهد لعدد من عمل
...
-
قوات الدعم السريع تعلن استعادة السيطرة على قاعدة -الزُرُق- ا
...
-
الاتحاد الأوروبي يضع لمسات أخيرة على اتفاقيات هجرة مع دول عر
...
-
-بعبوة العمل الفدائي وبأخرى شديدة الانفجار وقذيفة-..-القسام-
...
-
تبادل رسائل حادّة اللهجة بين غانتس ومكتب نتنياهو
-
اسم يتردد مجددا.. ما هو دور فاروق الشرع في سوريا الجديدة؟
-
الرئيس الروسي يجري محادثات مع رئيس وزراء سلوفاكيا في الكرملي
...
-
-واقع مرير-.. صحفي إيرلندي يوصّف التعبئة القسرية بأوكرانيا
-
انقطاع الكهرباء عن مستشفى كمال عدوان عقب قصف إسرائيلي للمولد
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|